ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 07/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

سوريا ترتكب خطًأ استراتيجياً بإصدار مذكرات 

تفاقم الانقسام الداخلي

حسان القطب*

hasktb@hotmail.com

لم يكن مستغرباً بل كان متوقعاً أن تصدر سوريا مذكرات توقيف شكلية بحق قيادات لبنانية، بسبب عدم امتثالهم للحضور أمام قاضي التحقيق الدمشقي... وكان من الواضح أن النظام القضائي السوري وهو المعروف بامتثاله للقرارات السياسية، يسير خلف قضية جميل السيد باعتباره مدعياً، ومدخلاً لمداخلات ووساطات تعطيه دوراً سياسياً واعترافاً بقضائه..وبما أن النظام السوري يتدخل اليوم لإعادة الاعتبار لصديق وحليف سوريا في لبنان جميل السيد وغطاءً لحلفائها الذين امنوا له تجاوز القوانين والمذكرات والاستدعاءات على أرض مطار بيروت كما لسواه قبله.. نرى أن لا بأس بنشر عينة قريبة العهد من عدالة القضاء السوري الذي يستدعيه جميل السيد وحزب الله.. ووئام وهاب ووليد جنبلاط..لإحقاق الحق.. ففي 28/8/2010 أصدرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان البيان التالي..(رحبت اللجنة السورية لحقوق الإنسان بإطلاق سراح الشيخ صلاح كفتارو بعد 14 شهراً قضاها في السجن بدون جريرة. وهنأت اللجنة الشيخ على سلامته بمناسبة تبرئته من التهم الكيدية الموجهة إليه بعدما فقد القضاء السوري هيبته وأصبح دمية في يد الجهات الاستخبارية والأمنية. .. اعتقل الشيخ صلاح كفتارو نجل مفتي سورية الراحل أحمد كفتارو بتاريخ 29/6/2009 وأحيل إلى محكمة الجنايات بتهم زائفة وهي اختلاس المال العام ومزاولة المهنة بدون ترخيص وعندما لم تصمد أمام الحقائق ترك في السجن 14 شهراً ليرتب نقل إدارة مجمع أبو النور الذي كان يشرف عليه لأناس أكثر قرباً من أجهزة المخابرات. وقد أطلق سراحه في 26/8/2010 بعد إسقاط التهم عنه.. إن اللجنة السورية لحقوق الإنسان إذ تدين استمرار الاعتقال العشوائي وحجز المعتقلين لمدد طويلة بدون محاكمة وبدون أدلة على التهم الموجهة للمشتبه بهم...).. هذه هي عدالة النظام السوري وقضاء النظام السوري الذي يلجأ إليه من يرى فيه نموذجاً ومثالاً يحتذى في كل شيء، إلا في المقاومة والممانعة، حيث يقول السفير السوري في لبنان..وذلك يوم الاثنين, 04 أكتوبر/تشرين اول 2010... بيروت - «الحياة».. أكد السفير السوري لدى لبنان عبد الكريم علي ضرورة أن «نتوحد في مواجهة العدو الشرس»، مشدداً على أن «علينا أن نحتضن المقاومة وأن نحييها وأن ندعمها، ليس في لبنان وحده عبر ثالوث الجيش والشعب والمقاومة، بل عبر كل الأحرار في المنطقة، عبر كل العرب وعبر كل أصدقاء الحق والتحرير والكرامة». ) ونحن بدورنا نسأل السفير السوري هل هذا الاحتضان موجود في دمشق للمقاومة السورية غير الموجودة أصلاً، وهل المثلث الذهبي يطبق في سوريا كما ورد على لسان السفير السوري.. أم أن هذا النموذج يجب أن يبقى في لبنان وعلى حساب الشعب اللبناني مدخلاً للتدخل السوري والإيراني..لذا نحن نشجع نظام الأسد على الالتحاق بالوطنيين والأحرار والشرفاء العرب والعالم اجمع....وتشكيل مقاومة شعبية سرية تقوم بتحرير الجولان المغتصب والمحتل والمنتهك منذ ما يزيد على أربعين سنة.. وعدم المطالبة بعد اليوم بدور تركي وفرنسي وأوروبي للمفاوضة على عودة أرض الجولان بشكل مباشر أو غير مباشر.. بعد أن أثبتت المقاومة اللبنانية قدرتها على تحرير الأرض..أم انه يخشى أن تنقلب هذه المقاومة لاحقاً على النظام كما حدث في لبنان حيث انقلب حزب الله على الشعب اللبناني الذي رعاه وحضنه ودعمه.. وانقلب على المؤسسات التي كانت في خدمة هذا الشعب لتبلسم جراحه وتمد له العون عقب كل عدوان أو حرب أو اعتداء.... لذا يتساءل المراقبون عن سبب انقلاب سوريا المفاجئ على التعهدات التي قطعتها تجاه المجتمع الدولي وخاصةً فرنسا، وعلى تفاهمها مع السعودية على تفعيل دورها الايجابي في لبنان والامتناع عن تأجيج الأزمة اللبنانية بالضغط على حلفائها للانصياع إلى منطق القانون واللجوء إلى تفعيل دور المؤسسات الدستورية والقضائية، وتهدئة وسائل الإعلام التي تحرض في كل لحظة على الصراع الداخلي وتعزز الانقسام بين الطوائف والمذاهب.. وينتهي تساؤل البعض بتعداد أسباب هذا الانقلاب السوري أو بالأحرى سوء الأداء السوري في هذه المرحلة إلى جملة من النقاط أهمها:

-        الأزمة الاقتصادية السورية المتفاقمة والتي تشد الخناق على النظام السوري وتدفعه للبحث عن مصادر دعم وتمويل، فالنظام الإيراني لم يعد بمقدوره دعم سوريا كما في السابق ومصادر التمويل العربية متوقفة حتى يبرهن النظام السوري عن حسن سلوكه، مما دفعه للتلويح بقدرته على تأزيم الوضع في لبنان مما ينعكس سلباً عل المنطقة العربية برمتها..وحول الأزمة الاقتصادية نشر موقع (البعث ميديا)، التابع لحزب البعث العرب الاشتراكي الحاكم في سورية تقريراً تحليلياً شكك فيه بصحة بعض الأرقام التي تضمنتها تقارير رسمية أو منظماتية حول الحالة الاقتصادية المعيشية وقال إنها "تُشعر الفرد بذوبان دخله في سوق تتعاظم فيه مصالح قوى السوق وتتآكل في نظام تسعيري لا يرحم" وذكّر التقرير بأحدث التصريحات الحكومية التي تشير إلى أن "الذين يعيشون بأقل من دولار واحد يومياً يشكلون 60% من السكان فيما يبلغ عدد الذين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم هي أدنى من 10% من عدد السكان وبذلك يمكن القول أن حوالي ثلثي السكان يتعرضون للتهميش الاقتصادي الناجمة عن زيادة معدلات تركيز الثروة" على حد قوله.)..

-        المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية المباشرة والتي تسعى الولايات المتحدة لإنجاحها تحت أي ثمن رغم تعثرها. مما دفع النظام السوري للشعور بضرورة التجاوب والتعاون وعدم الظهور كفريق يسعى لإفشال المفاوضات حتى لا تتحمل عواقب العرقلة.. وبناءً عليه وجد اللقاء الذي عقده مشعل والأحمد في دمشق كل التسهيلات اللازمة من النظام السوري خلافاً لما كان يجري في السابق..وقرأها النظام السوري أيضاً على أنها مؤشر لتغير أولويات الإدارة الأميركية في المنطقة.

-        الملف العراقي المتأزم والتحالفات المتقلبة للقوى الشيعية الدائرة في فلك إيران والولايات المتحدة على السواء، وانشغال كلا الفريقين بتسوية هذا الملف الذي طال أمد أزمته، استعداداً لجولة جديدة من الصراع السياسي وربما الأمني حول الملفات المتبقية وعلى رأسها الملف النووي الإيراني والساحة اللبنانية.. هذا الوضع قد يكون هو ما دفع النظام السوري لتصعيد تدخله في إرباك الساحة الداخلية اللبنانية وتأزيمها باعتبارها لم تعد أولوية لدى المجتمع الدولي وهذا ما أورده بعض السياسيين والمحللين السياسيين والإعلاميين المحليين والدوليين..حتى يكون له دور مستقبلي على هذه الساحة سواء في ضبط القوى المتصارعة أو تغيير قواعد اللعبة..

-        لذا لم يتوانى الناطق الرسمي باسم حزب الله والناطق باسم النظام السوري في لبنان.. وئام وهاب.. عن التلميح والتلويح بان الدبابات السورية والتي ضلت طريق الجولان منذ أربعين سنة..مستعدة لدخول لبنان لمنع فتنة طائفية مذهبية، وهي غير ممكنة الحدوث والوقوع إلا عندما تتم رعايتها والتحريض عليها بمذكرات توقيف من هذا النوع وبإعلام مثل إعلام حزب الله وحلفاء سوريا.. وإلا فإن التسوية أو الحل في لبنان سيجعل النظام السوري خارج المعادلة تماماً..

يبدو أن النظام السوري الذي يملك تاريخاً طويلاً في ممارسة سياسة التدخل في شؤون الآخرين والذي يظن أن انخراطه في تفعيل الأزمات في دول الجوار يشكل مدخله الطبيعي لاستقرار نظامه الذي لا يزال يشكل ضرورة دولية لانعدام البديل الموضوعي والمقبول لتغييره ويشكل له مدخلاً للعب دور إقليمي يفوق قدراته الاقتصادية واللوجستية بل العسكرية.. ويظن أن الإلهاء والتلهي في ممارسة سياسة خارجية هجومية تتيح له حماية نظامه في الداخل.. يبدو هذا النظام اليوم انه لم يستوعب بعد ضرورة الالتفات إلى شؤونه الداخلية ومعالجة أزمة احتلال أرضه وتحرير أبنائه من الاحتلال.. ومن ضرورة تفعيل وتنشيط دورته الاقتصادية لتامين العيش اللائق والكريم لمواطنيه، والانفتاح على محيطه العربي الذي يشكل محيطه الطبيعي بشرياً وجغرافياً وان لا مصلحة لنظام كالنظام السوري في أن يستعدي محيطه وجواره والامتداد البشري الذي حوالي خدمةً لطموحات ورغبات خاصة وإقليمية.. من هنا يبدو أن النظام السوري قد ارتكب خطأً استراتيجياً وليس تكتيكياً في خطوته الأخيرة هذه لأن رأب هذا الصدع وإصلاح هذه المشكلة يتطلب عملاً وجهداً مضنياً ووقتاً لإعادة الثقة المفقودة بسوريا وبدورها ومصداقية نظامها.. لذا سارع وزير خارجية دولة مصر لزيارة السعودية وصرح الناطق باسم الخارجية المصرية بالقول.."كلا من مصر والسعودية لها موقف واضح والمحاولات المبذولة لتعطيل عمل المحكمة هي محاولات لن تحقق الهدف منها... بالتالي وجهة نظر مصر هي أن المساعي المبذولة من أجل الاستقرار في لبنان يجب أن تراعي هذه النقاط، كما أن هذه المحكمة مهمة من أجل مستقبل لبنان، ومن أجل وقف عمليات الاغتيال السياسي في هذا البلد".

ــــــــــــ

* مدير المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ