ـ

ـ

ـ

الاثنين 11/10/2010

وانتصر الحق

((وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا))

عائشة شعبان - أم اليمان

تركيا دولة مسلمة يشكل المسلمون فيها 99 %من السكان قادت العالم الإسلامي خمسة قرون تقريبا- وأياً ماكانت سنن النهوض والسقوط في حضارات الأمم,- فإننا نقول إن تركيا دولة مسلمة وحجاب المرأة المسلمة من ثوابت الشريعة الإسلامية :

((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا))

      وقد وقع للمرأة التركية ماوقع  لتركيا كلها حين  تآمر الشرق والغرب عليها ولم يستثن حتى لباس الرجل وعمامته وحجاب المرأة باعتباره مظهرا عنصريا يرمز الى اتجاه أوفكر معين لايتماشى مع العلمانية.

       ودعما لما سبق فقد صدر قانون حظر الحجاب في التسعينات من القرن الماضي كرد على حزب الرفاه ذا الإتجاه الإسلامي , وهنا جاء دور المرأة التركية الحقيقي بالمجاهدة والنضال وعدم الاستسلام للظلم وكبت الحريات ’ فكانت عضوا فاعلابحزب العدالة والتنمية ومتطوعة في مجال الخدمة المدنية ومسئولة فاعلة في تجمعات مؤسسات الخدمة المدنية من خلال المؤسسات العاملة في كافة , حتى كلل هذا العمل الدؤوب بالفوز بالإنتخابات وظهرت زوجات المسئولين الكبار وهن محجبات في كافة المحافل الدولية وكمرافقات لازواجهن ( خير النساء زوجة السيد عبد الله غول رئيس الجمهورية وزوجة السيد رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء الحالى لتركيا )

وبدأالتوجه نحوالتغيير دون ضجة وبهدوء بل من خلال ثوابت قانونية وتدرج بالأحكام من خلال حزب العدالة الذي حمل شعارات إنسانيةعامة جعلها  شعارا له وهي ( الحرية, والديموقراطية , وحقوق الإنسان) ففاز بالأغلبية لأن الحرية أتيحت للشعب لإختيار من يريد,وبعدها كان الإستفتاء على الدستور وفاز الحزب ايضاً نتيجة التمتع بالحرية التي أتيحت للشعب وبهذا كان التخلص من حكم العسكر ليبدأ عهد جديد . والمرحلة الثالثة على الأبواب إن شاءالله وهي مرحلة تعديل الدستور- وهذا من الحرية كذلك- وكمرحلة سابقة صدر قرار عدم حظر الحجاب في الجامعات  وبدأت الخطوة الحالية تمهيدا لمرحلة تعديل الدستورالتي سيكون من أسسها حرية المرأة بارتدائها للحجاب .

     وبذا وصلت المرأة في تركيا بعد نضال طويل وعمل دون كلل أو ملل ومن خلال خطوات عملية فاعلة هادفة لنيل حقها بحجابها ليكون رمزاً للعفة والطهارة معبراً عن الحرية التامةالتي تتمتع بها في ظل النظام الديمو قراطي .

     ولنا في هذا المجال أن نستنتج فكرة وبديهية في غاية الأهمية وهي أن شعوبنا لاتطلب من حكامها غير شيئ واحد هو أن تمنحها حريتها وأن تحترم رأيها ليظهر للجميع الوجه الحقيقي لها 

    فهنيئا لتركيا ولنساء تركيا هذا النصر وهذه الحرية ........... ونخاطبكن أخواتنا التركيات والفرحة تملأقلوبنا قائلات هنيئا لكن ومبارك لكن ماحققتن من إنجازات وما وصلتن إليه من رفعة ومكانة وبما أعدتن فيه للمرأة حريتها وصبغتها الحقيقية :

" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ "

   لقد انتصر الحق في تركيا وانتصر الحجاب رغم مايكاد له  من مكائد وما تنسجه أيد الكيد والمكروالحقد للحق وما تنفثه من سموم فلا بد لوعد الله إلاأن يتحقق:  

" وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ "

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ