ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشبح
الذي تعاني منه إسرائيل..! د.
فوزي الأسمر أحد
الأشباح الذي يسيطر على القادة
الصهاينة هو الشبح
الديموغرافي، بسبب تخوفهم
من زيادة عدد الفلسطينيين
في الدولة اليهودية لدرجة أن
يتساوى أو يقترب من عدد اليهود
في "الدولة اليهودية" التي
حلم أب
الحركة الصهيونية، ثيودور
هرتزل بإقامتها. وقد دار
حوار في وسائل الإعلام
الإسرائيلية على أثر النتائج
التي نشرها مكتب الإحصائيات
الحكومي الرسمي في إسرائيل قبل
أيام، والتي يقوم بإجرائها كل
عشر سنوات، حول التعداد
السكاني، ونسبة اليهود وغير
اليهود. فقد
تبين أن عدد سكان إسرائيل قد وصل
إلى 7,645,500 مليون إنسان، من بينهم
1,559,100 فلسطيني و315،500 غير
يهود. وتبين أيضا أن نسبة
الزيادة لدى المجتمع اليهودي في
عام 2009 وصل إلى 1،7 بالمائة، في
حين وصلت الزيادة لدى
الفلسطينيين في إسرائيل إلى 2،4
بالمائة، وغير اليهود 0،8
بالمائة. ونشر
أحد قادة اليمين الصهيوني في
إسرائيل ووزير دفاعها السابق،
موشه ارنس، مقالا في صحيفة "هآرتس"
(28/9/2010) عنوانه "بعد موت الشبح
الديموغرافي"، يقول فيه أن
التخوف من "الشبح
الديموغرافي" الفلسطيني قد
زال إلى الأبد، لأن الإحصائيات
السكانية تشير إلى تفوق التعداد
اليهودي في إسرائيل. ويضيف
كاتب المقال أن البعض يريد أن
يستغل الوضع السكاني ليبرر
انسحاب إسرائيل من الأراضي
المحتلة، ولكن "هذا الشبح قد
مات وقبر نهائيا". وقد رد
عليه أرنون سوفر، وهو بروفيسور
متقاعد من جامعة حيفا (صحيفة
هآرتس 4/10/2010) حيث قال في مقاله أن
فرحة أرنس سابقة لأوانها، وأن
الإحصائيات تتحدث عن السكان
داخل إسرائيل فقط. بمعنى أنه إذا
أراد أرنس أن يحتفظ بكل أراضي
"أرض إسرائيل" فإن فرحته
ستخبو لأن عدد السكان
الفلسطينيين سيزيد كثيرا خلال
العشرين سنة القادمة. والمشكلة
الثانية التي تواجهها إسرائيل
هي انخفاض حاد في الهجرة
اليهودية إليها، خصوصا من يهود
الولايات المتحدة. وأكبر نسبة
هجرة في الآونة الأخيرة كانت
هجرة اليهود الروس ويهود من دول
أوروبا الشرقية خصوصا التي كانت
ضمن دول الإتحاد السوفيتي. فقد
ارتفعت نسبة السكان اليهود في
إسرائيل في ذلك الوقت حيث وصلت
إلى 3 بالمائة. ثم هناك
الهجرة المعاكسة، خصوصا في
أعقاب الحروب التي خاضتها
إسرائيل، وبالأخص هزيمة الجيش
الإسرائيلي في حرب 2006 أمام
المقاومة اللبنانية، حيث بدأت
الثقة بالجيش تتزعزع. فحسب
الإحصائيات الأخيرة فإن نسبة
السكان اليهود في إسرائيل هو 75،5
بالمائة من مجموع السكان. ولكن
في عام 1998 أي قبل عشر سنوات كانت
نسبتهم 79،2 بالمائة.
وفي عام 1988، كان عددهم 81،1
بالمائة. إذن النسبة في تقلص
مستمر رغم التناسل الطبيعي،
ورغم الهجرة اليهودية المحدودة. وحسب
التقديرات فإن نسبة اليهود في
إسرائيل في عام 2015 سيصل إلى 73،5
بالمائة. وفي عام 2025 ستهبط هذه
النسبة إلى 72 بالمائة. وإذا
أضفنا إلى ذلك الزيادة لدى
السكان الفلسطينيين في
إسرائيل، بالإضافة إلى من يقرر
العودة للسكنى في البلاد، فإن
النسبة اليهودية ستصل إلى 70
بالمائة. وإذا
أضفنا إلى عدد السكان
الفلسطينيين في إسرائيل 2،6
مليون فلسطيني يعيشون في الضفة
الغربية، و1،5 مليون يعيشون في
قطاع غزة، والتي يريد موشيه
أرنس إبقائها تحت الحكم
الإسرائيلي فإن نسبة اليهود
ستنخفض إلى 59 بالمائة. هذا
الشبح الديموغرافي هو الذي يدفع
شخصا مثل وزير خارجية إسرائيل،
أفيغدور ليبرمان،
المعروف بعلمانيته إلى عدم
معالجة الصراع الفلسطيني ـــ
الإسرائيلي من منطلق يهودي
ديني، بل من منطلق يهودي قومي/
تاريخي، ويدفعه إلى تحدي العالم
في خطابه المشهور الذي ألقاه
أمام الجمعية العامة للأمم
المتحدة التي انعقدت في نيويورك
الشهر الماضي. وأن يتحدى الرئيس
الأمريكي، بل الإدارة
الأمريكية كلها. فمن هنا
أيضا تنبع فكرة التبادل
السكاني، والتصميم على محاربة
حق العودة الفلسطيني، ومحاولات
التوطين للفلسطينيين لدى بعض
دول الجوار، أو مساعدتهم على
الهجرة، وغير ذلك من الأساليب
التي تقوم الصهيونية بها لتخفيض
نسبة الفلسطينيين ومنعهم من
العودة إلى وطنهم. إضافة إلى
مصادرة هويات وتصاريح
الفلسطينيين في القدس العربية،
والمدن والقرى في الضفة
الغربية، لكل من يحمل جواز سفر
أجنبي، وهذا معناه عدم السماح
له أو لها من العودة إلى الأراضي
المحتلة كمواطن. ويجب أن
نربط كل ذلك بمشكلة المستعمرات
اليهودية في الأراضي المحتلة
منذ عام 1967، والتصلب الإسرائيلي
بشأنها لدرجة الاستعداد
للتنازل عن أي حل يؤدي إلى
الإستقرار. وهذا يفسر النشاطات
التي تقوم بها المنظمات
اليهودية، خصوصا "الصندوق
القومي اليهودي" (كيرن كايمت)
في شراء ما يقع تحت أيديها من
الأراضي العربية
خصوصا في الضفة الغربية
بأسعار مغرية
، مما دفع محكمة النقض
الفلسطينية إلى تثبيت قرارات
إعدام بكل من يسرب عقار إلى
الأجانب والإسرائيليين
. وقد
أصبحت معركة الشبح الديموغرافي
في إسرائيل معركة أساسية ،
فمعظم الذين ينادون بالانسحاب
من الأراضي المحتلة يبررون ذلك
بسبب البُعد الديموغرافي.
والذين يطالبون بضم الأراضي
المحتلة يريدون سن قوانين تجبر
غير اليهود بالهجرة أو بالطرد. وعلى
الرغم من أن ما أسلفنا كان دائما
في المعادلة الصهيونية بالنسبة
لفلسطين والفلسطينيين،
إلا وضعها الآن في إطار معادلة
آنية مركز يشير إلى وجود
إستراتيجية إسرائيلية جديدة
جاءت بسبب نتائج حرب لبنان
الثانية عام
2006 التي أدت إلى هجرة عشرات
الآلاف من الإسرائيليين، ولهذا
السبب يرى قادة الحكم
في تل ــ أبيب أن انتصارا
عسكريا إسرائيليا قد يساعد على
إعادة الثقة بالجيش
الإسرائيلي، وبالتالي قد يمنع
قيام هجرة إسرائيلية مكثفة
معاكسة. ولكن حسابات المعادلة
لم تكتمل عندهم وذلك لعدم
تأكدهم المطلق من أن نتائج مثل
هذه الحرب قد تلبي رغباتهم،
وربما تفتح باب الهروب الجماعي
أمام كل من يحمل جنسيات أجنبية. ـــــــــــ * كاتب
وصحافي فلسطيني يقيم في واشنطن. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |