ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إنه
صراع الولاء بقلم
/ عائد الطيب بات من
المؤكد أن العدو الصهيوني يدرك
تماما بأن الحالة العربية
المتردية و الفاضحة تمثل له
فرصة ثمينة لتمرير كافة مخططاته
و خبائثه , فهذا قانون الولاء
لما يسمى بدولة إسرائيل تم
تمريره اليوم 10/10/2010م في تطور
خطير و كارثي على القضية
الفلسطينية , الصهاينة يعلمون
جيدا بأن قرارهم هذا لن يحرك
ساكنا في الأنظمة العربية و لن
يجعلهم يجهزون جيوشهم و لا حتى
مجرد الاعتراض الجاد , الولاء
للكيان الصهيوني يعني كل من
يرغب في العيش في الكيان يجب
عليه إبداء الولاء و الاعتراف
بأن دولة الكيان هي دولة يهودية
بما يترتب عن ذلك من طرد
للفلسطينيين في الأرض التي
اغتصبت في العام 1948م لتكون نكبة
جديدة لنكبات الشعب الفلسطيني . قانون
الولاء الصهيوني جاء أثناء
انعقاد القمة العربية في سرت و
لسان حال الصهاينة يقول بشكل
ساخر للأنظمة العربية انتم
هباءا منثورا أو رمادا تذروه
الرياح و للأسف يقتربون كثيرا
من حقيقة هذه الأنظمة الخائبة ,
إن المؤامرة الصهيونية تتجدد و
تتخذ في كل وقت وجوه جديدة و
القاسم المشترك بين هذه الوجوه
هو الخبث يقابله بلادة عربية و
عقم تفكير و
انعدام رد الفعل وهرولة خلف وهم
الحلول السلمية و التلويح
بالمبادرات و منح التنازلات
المجانية السياسي منها و
الاقتصادي و الاجتماعي و
الثقافي في محاولات بائسة
للوقوف على أرض مهما كانت سواء
رخوة أو أي شئ المهم أن تكون
الصورة مجملة و بعد ذلك فلا بأس
من أي شئ و لا ضير من أي إجراءات
صهيونية طالما أمريكا لم تغضب . فلسطينيا
بات من المؤكد أن المعركة أصبحت
لا تحتمل أي لغط أو عبث أو
مماطلة أو نزاعات وصراعات
جانبية , فالذي جعل العدو
الصهيوني يتجرأ لمثل هذه
القوانين والقرارات - إضافة إلى
الحالة الرسمية العربية - هو
الحالة على الساحة الفلسطينية
فهناك انقسام و حكومتين واحدة
في الضفة و الأخرى في غزة و يدور
الصراع والمناكفات بينهما حتى
أصبح الحال عنوانا لانعدام
الفكر الموحد لمواجهة الهجمة
الصهيونية التي تزداد توحشا و
تغولا وتضرب في كل
الاتجاهات ما بين اغتصاب مسعور
للأراضي و تهويد محموم للأماكن
المقدسة الإسلامية و ممارسات . بدلا
من التوحد و الانصهار في بوتقة
عنوانها الوحيد المقاومة
الجادة تحت فكر عقائدي موحد نجد
البين شاسع و التناقض يتعمق و
الخلاق يتعملق , و في كل مرة يتم
الإعلان عن قرب المصالحة
الموعودة نجد من يخرج علينا
بممارسات تعيق هذه المصالحة و
تعيد الحالة من نقطة الصفر ,
لتمر فترة زمنية أخرى يكون
خلالها الكيان الصهيوني استطاع
تحقيق الكثير من المكاسب يعود
الحديث عن المصالحة و التقارب و
هكذا تدور الدائرة و على الشعب
أن يصبر و يحتمل كل ما يرشح عن
هذه الأوضاع . الكيان
الصهيوني يطالب بالولاء لكل من
يرغب بالعيش فيه مع إبداء فروض
الطاعة و الاعتراف بيهوديته في
واقع يجعلنا نتساءل و أين
ولائنا نحن ,, ألم يحن الوقت لكي
نعلن الولاء لفكر ونهج المقاومة
بعد أن جربنا كل الحلول الأخرى
من أفكار دبلوماسية و مبادرات و
أعراف دولية و مفاوضات ,,
ألا ندرك بأن الولاء يعني
الهوية و الشخصية و التمسك
بالجذور الضاربة في أعماق الأرض. إن
فلسطين هي مركز الصراع بين الحق
و الباطل و التفريط بها يعني
الانحياز لفريق الباطل و التخلي
عن فريق الحق ,,, إن قانون الولاء
الصهيوني يشكل التحدي الأكبر في
العقود الأخيرة للمقاومة
الفلسطينية و يحب عليها التوحد
و التطور فكرا و نهجا و تكتيكا
لمواجهة هذا التحدي و لكي تكون
على قدر المسئولية لمواجهة ما
سينتج عنه من حقائق جديدة على
الأرض سيحاول الكيان الصهيوني
إيجادها مما يكون لزاما على
المقاومة عدم السماح بتحقيقها . إنه
الصراع بين ولاء وولاء مما يفرض
علينا أن نحسم الصراع لولاء
الحق و الأرض و دماء الشهداء ,
ونؤكد أنه في غياب الوعي و
ذوبان الرؤية لا نتوقع أن
نستطيع ردع العدو الصهيوني عن
ممارساته و مخططاته و لنا أن
نتوقع - طالما الحال بقي على ما
هو عليه - الكثير و الكثير حتى
نصل لدرجة أن لا نتنفس الهواء
إلا بموافقة صهيونية ومعونة
أمريكية . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |