ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سورية والحيرة بين عدو متفوق ومدعوم وصديق متخاذل
متردد محمد
فاروق الإمام حال
سورية وما هي عليه من موقف لا
تحسد عليه، وقد تبنت شعار
الصمود والتصدي والممانعة
والتحدي، ولهذا الشعار
استحقاقاته وعوامله، وهي حيرى
بكل الذي يجري من حولها، فصفقة
الصواريخ المتطورة التي
أبرمتها مع روسيا ووعدت موسكو
بتسليمها لها لم تنفذ هذا الوعد
حتى الآن، في حين أبرمت إسرائيل
مع الولايات المتحدة صفقة
طائرات متطورة جداً لم يسبق أن
حاز عليها أقرب المقربين من
واشنطن، وهي طائرات الشبح (أف- 35)
الإستراتيجية التي لا يستطيع أي
رادار أن يكتشفها، وتستطيع
الطيران إلى مسافات بعيدة وتحقق
إصابة أهدافها عن بعد بدقة
متناهية، وهذا ما جعل مدير
الطيران الإسرائيلي يعلن أن هذه
الصفقة تكفل لإسرائيل التفوق
الجوي على جميع الدول العربية
مجتمعة إضافة إلى إيران. وأكد
وزير الخارجية السوري وليد
المعلم أن توقيع عقد لبيع
إسرائيل 20 مقاتلة أميركية من
نوع (أف-35) سيحدث (خللا حقيقيا
بالأمن والاستقرار في المنطقة,
ويهدد الأمن العربي). المستغرب
أن أهل الحكم في دمشق ومهندس
الدبلوماسية السورية قد فاتهم
أن لدى سورية سلاح أقوى من كل ما
تملكه إسرائيل وما يمكن أن
تقدمه لها الولايات المتحدة من
أسلحة متطورة، وأنه بإمكانها أن
تستغني عن شراء الأسلحة
المتطورة من روسيا أو أي دولة
أخرى وتدفع ثمنها المليارات من
دم الشعب السوري وعرقه وجهده،
وهذا السلاح لا يحتاج إلى أي
تكلفة باهظة أو هدر لهذه
الملايين التي يستحقها الشعب
السوري لتنميته وتنويع مصادره. والسلاح
الذي تملكه سورية والذي لم يفطن
له أهل الحكم في دمشق يقوم على
قاعدتين صلبتين، وهما إن تحققتا
فإن أمريكا وإسرائيل بكل ما
تملكان من أسلحة الدمار لا
تستطيعان قهر سورية أو إذلالها. القاعدة
الأولى قيام جبهة وطنية حقيقية
تضم كل الأطياف السورية دون
إقصاء أو تمييز، تقوم على تلاحم
كل أبناء الوطن، كما كان الحال
أيام صمود الكتلة الوطنية التي
ضمت كل فئات الشعب، وأرغمت
فرنسا على الاعتراف باستقلال
سورية ومغادرة جيوشها أرض
الوطن. القاعدة
الثانية تشكيل فصائل مقاومة من
شباب الوطن وتوجيهها إلى الحدود
مع العدو الصهيوني كما هي الحال
في المقاومة الوطنية اللبنانية
والمقاومة الفلسطينية التي
خاضت معارك بطولية، وانتزعت
المقاومة الوطنية اللبنانية
الأرض المحتلة من أنياب العدو
الصهيوني وهزمته في عدوانه على
لبنان عام 2006، وكما أجبرت
المقاومة الفلسطينية العدو
الصهيوني على الرحيل من غزة،
وقهرته عند عدوانه على غزة عام
(2008 و2009). وإن
أخوف ما يخيف الصهاينة وحلفائهم
الأمريكان هو المقاومة وحرب
العصابات التي تجرعت أمريكا كأس
مرارتها في فيتنام أفغانستان
والعراق وإسرائيل في جنوب لبنان
وغزة، وإن انتظار سورية حتى
تتوصل إلى التوازن الإستراتيجي
مع العدو الصهيوني هو حلم بعيد
المنال إن لم يكن أعز من لبن
العصفور!! من هنا
فإننا نهيب بأهل الحكم في دمشق
أن يقدموا بكل شجاعة وفروسية –
إن كانوا حقيقة يتمثلون الشعار
الذي يطرحونه - على العمل بجدية
وصدق على قيام وحدة وطنية
حقيقية لا تستثني أحداً من كل
النسيج السوري وأطيافه العرقية
والدينية والمذهبية والسياسية
فالكل مستهدفون من أعداء الوطن،
وتشكيل فصائل المقاومة وزجها في
الجولان السوري مستفيدين من
خبرة المقاومة الوطنية
الفلسطينية والمقاومة الوطنية
اللبنانية للعمل معاً لتحرير
الأرض واستعادة الحقوق الشرعية
التي طال انتظار عودتها لنحو
ستين سنة بالنسبة لفلسطين
وثلاثة وأربعين سنة بالنسبة
للجولان، وآن أوان قدح الذهن
وإعمال العقل والترفع عن
المصالح الخاصة وقياس الربح
والخسارة لطيف دون آخر فالوطن
مستهدف بكل أطيافه ونسيجه، وفي
المقدمة أهل الحكم والقائمين
على الأمر في دمشق.
------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |