ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم
العالمي للحد من الكوارث إنسانيتنا
وعدوانيتهم بقلم
:واصف عريقات* في
فلسطين واستجابة لنداء المنظمة
الدولية للحماية المدنية
الموجه الى لجان المدن المختلفة
ومنظمات الحماية المدنية
والدفاع المدني في مختلف دول
العالم تحت عنوان"في هذا
اليوم لنجعل مدننا أكثر أمنا
وجمهورنا أكثر وعيا". برهن
رجال الدفاع المدني الفلسطيني
وقيادتهم وطلاب مدرسة ذكور رام
الله الثانوية وادارتها
ومديرها ومتطوعي الدفاع المدني
وبتشجيع أفرزه التعاون بين
وزارتي الداخلية والتربية
والتعليم والوزارات والبلديات
والمؤسسات الرسمية الأخرى وفي
مقدمتهم الأخت د. ليلى غنام
محافظة رام الله والبيرة وكوادر
المحافظة الذين حضروا المناورة
معها، من خلال المناورة
التدريبية التي أجريت في ساحة
المدرسة وصفوفها على قدرة كبيرة
من الوعي والإهتمام لهذه المهمة
بحدودها الإنسانية النبيلة
برزت من خلال التعاطي مع الحدث
الطارىء (فرضية الزلزال) بجدية
تامة وثقة بالنفس تفوق
الامكانيات التي بحوزتهم وهذا
ان دل على شيء فانما يدل على
مخزون قدراتهم الاستيعابية
للمعدات المتطورة والتي تحاول
اسرائيل اعاقة وصولها لهم، كما
يدل هذا التمرين العملي على أن
التنسيق والتعاون وتضافر
الجهود كافة بين الجهات المعنية
بادارة الكوارث من جهة وبينهم
وبين المجتمع المحلي من جهة
أخرى من أهم مقومات نجاح عملية
مواجهة الكوارث والحد من
مخاطرها. بدأ
التمرين العملي مبنيا على فرضية
وقوع (زلزال) في منطقة المدرسة
والعلم الفلسطيني يرفرف عاليا
فوقها على انغام النشيد الوطني،
واشتمل على الخطوات والإجراءات
التي يجب أن تتخذ في مثل هذه
الحالات، بدءا من تصرف ادارة
المدرسة والطلاب ومن ثم طواقم
الدفاع المدني ومتطوعيه، وهو ما
شاهده الحضور في خروج طلاب
المدرسة المنضبط باعدادهم
الكبيرة فور سماعهم جرس الإنذار
من غرف الدراسة بثواني معدودة
والأيدي موضوعة على الرؤوس
لحمايتها من تساقط الأشياء
فوقها مرورا بعملية الإخلاء
الصحيحة الى مناطق آمنة ثم جاء
دور فرق الإسعاف من طواقم
الدفاع المدني حيث شرعت على
الفوربالدخول الى غرف الدراسة
وقامت بإنقاذ وإخلاء الجرحى
والمصابين ( المفترضين) بحسب
الأولويات التي قدروها، لوحظ
خلالها حسن الأداء وسرعة
الإنجاز بهدوء تام، تميزت عملية
الإخلاء بالتعاون والتنسيق بين
طواقم الدفاع المدني
والمتطوعين الذي أكملوا المهمة
بدرجة عالية من الإنضباط
والإتقان. أحسنت
قيادة مديرية الدفاع المدني
عملا وفي مقدمتهم مديرها العام
العميد احمد رزق"ابوربيع"الذي
آمن بتعميم ثقافة تعميم الوعي
وتحصين المجتمع الفلسطيني في
مواجهة الكوارث منذ سنوات عده
وكان من السباقين إلى تأسيس
الهيئة الوطنية للتخفيف من
أخطار الكوارث في العام 2004،
والداعمين لها، فبالإضافة الى
تدريب طلاب المدارس على طرق
الإخلاء الصحيحة تم عرض المعدات
المتخصصة في البحث والإنقاذ
المتوفرة لدى الدفاع المدني من
خلال كوادروضباط قدموا شروحات
قيمة عن هذه المعدات ساهمت هي
الأخرى الى تطمين الجمهور الذي
احتشد للمشاركة. هذا
التمرين الذي طبق في دقائق
معدودة استغرق جهدا كبيرا
واياما وربما اسابيع من تحضير
واعداد وتنظيم وبامكانيات
متواضعة لكنه غني وكبير
بمدلولاته وفي مقدمتها ان الشعب
الفلسطيني لديه مؤسسات تملك من
الطاقات والقدرات التي تؤهلها
الإعتماد على نفسها في هذا
المجال وحري بالمجتمع الدولي
ومؤسساته المعنية بادارة
الكوارث والتي تغدق ما يقارب 38
مليار دولار سنويا موزعة
للإنفاق على 500 نقطة كوارث ساخنة
او باردة في العالم ان تولي
فلسطين الأهمية التي تستحق في
هذا المضمار وتدرجها ضمن عديد
هذه النقاط الساخنة وتخصص لها
الميزانية اللازمة، ومن
دلالاته الأخرى أهمية العمل
التطوعي في ادارة الكوارث
ومشاركة الشعب بكافة شرائحه
العمريه على التدريبات الخاصة
في هذا المجال والتشجيع على
ادراج المعارف المتصلة بالحد من
مخاطر الكوارث في الفروع
المناسبة من المناهج الدراسية
على جميع المستويات والتشجيع
على ادماج الحد من مخاطر
الكوارث بصفته عنصرا أصيلا من
عناصر عقد الأمم المتحدة
للتعليم من أجل التنمية
المستدامة (2005 – 2015 )، ومن
دلالاته أيضا ضرورة تطبيق ما
جاء في اطار عمل هيوغو الذي أوصى
ببناء قدرة الأمم والمجتمعات
على مواجهة الكوارث والحد بشكل
كبير من الخسائر الناجمة عن
الكوارث، في الأرواح
والممتلكات الإجتماعية
والإقتصادية والبيئية
للمجتمعات المحلية والبلدان،
من خلال إعتبار الحد من مخاطر
الكوارث أولوية وطنية ومحلية
قائمة على قاعدة مؤسسية صلبة
للتنفيذ ووضع الأطر السياسية
والتشريعية الداعمة للحد من
مخاطر الكوارث. في
اسرائيل برز الوجه الآخر من
الإستجابة للنداء العالمي ولكن
في الإتجاه المعاكس وعلى
طريقتهم (كل إناء بما فيه ينضح)
وخصصوا هذا اليوم للإعلان عن ما
(يدعون) بانها خلاصة أكبر وأوسع
مناورات عسكرية تم تدريب جنودهم
فيها على قتال حرب الشوارع في
المناطق المأهولة بالمدنيين
بمشاركة أسلحة الدبابات
والمدفعية والبر والجو ونفذوا
عمليات انزال بغطاء جوي ومدفعي
بري واستعرضوا دبابة (الميركافاه
4 ) مع التطوير الذي اجروه عليها،
بفرضية تكهناتهم بل تخطيطهم
الدائم لحرب محتملة، كما نفذوا
يوم امس الثلاثاء مناورة
وتدريبا على سيناريو محاربة (ارهابيين)
في المدن والمناطق المكتظة. من
المهم أن يرى العالم ويسمع في
هذا اليوم العالمي للحد من
الكوارث ومعه الولايات المتحدة
الأمريكية الداعم الرئيس
لاسرائيل الفعاليات التي تمت في
هذا اليوم الإنساني، ويلمس
الفرق بين من يدعي الحضارة
والديموقراطية (اسرائيل) وبين
من يمارسها على أرض الواقع (الفلسطينيين).
ـــــــــ *رئيس
الهيئة الوطنية للتخفيف من
أخطار الكوارث خبير
ومحلل عسكري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |