ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أبعاد
زيارة محمود أحمدى نجاد إلى
لبنان (الذين
عليهم الخوف الآن هم العرب
الذين وقعوا بين فكي كماشة قوية:
ايران واسرائيل، وليس غيرهم)
جان
كورد نشر
الموقع الالكتروني لمركز
المشرق العربي بلندن خبراً أوّل
أمس مفاده أنه عشية زيارة
الرئيس الايراني محمود أحمدي
نجاد للبنان، وقع نحو (250) سياسيا
وناشطا واعلاميا ومهنيا رسالة
مفتوحة حذروا فيها من أن تشكل
الزيارة "تدخلا في شؤون لبنان
ومحاولة لتغليب فئة على
أخرى". ودعوا الرئيس الايراني
إلى "اقناع المقاومة بالدخول
في كنف الدولة."
أنظر الرابط التالي لقراءة
الرسالة: http://www.asharqalarabi.org.uk/m-w/b-waha-1278.htm#19 يبدو
أن اللبنانيين يعلمون تماماً
الأسباب الموجبة والرغبات
الكامنة وراء زيارة الرئيس
اللبناني محمود أحمدى نجاد إلى
بلادهم، ولكنهم عبّروا عن
مخاوفهم بأسلوب ديبلوماسي لطيف
للغاية، لأنهم يعلمون جيداً مدى
توغّل سياسة ايران في بلادهم،
وقدرتها على خلط الأوراق وتعطيل
الدستور ووضع القوات اللبانية
في خانة ضيّقة، يصعب عليها
الخروج منها دون عون خارجي، كما
يعلمون أيضاً بأن رأس الجسر
الايراني في جنوب بلادهم، على
خط النار مع اسرائيل، ليس إلا
"قنبلة موقوتة" يمكن لنظام
الملالي تفجيرها والحاق أكبر
الأضرار بلبنان وشعبها وأمنها
واستقرارها. إضافة إلى ذلك فإن
السلطة النجادية الايرانية
تمتلك زخماً شعبياً وشبكة واسعة
من العملاء في وسط لبنان أيضاً،
ويمكن اللجوء إلى النظام السوري
التابع للحصول على مساعدتها في
ادخال الفتيل الناري في كل
زاوية من زوايا البيت اللبناني
متى ما أرادت... وأن ايران قادرة
على تعكير الأجواء على المحكمة
الدولية الخاصة باغتيال الرئيس
رفيق الحريري وأكثر من 20
إنساناً معه في وسط بيروت؟
هذه
الزيارة أظهرت أن الرئيس
الايراني يتمادى في اشهاره
بدولة اسرائيل التي تعترف بها
دول عربية هامة، ولايريد
اللبنانيون لها أن تغزو بلادهم
مرّة أخرى أو تصبح مدنهم
الجميلة على شاطىء البحر الأبيض
ساحة حرب بين اسرائيل وأعدائها
من ايرانيين وعرب، ويكاد لا
يتردد في اطلاق معظم تهديداته
المعروفة حيال الوجود
الاسرائيلي الذي أصبح واقعاً في
منطقة الشرق الأوسط، بدليل أن
عدة حروب اسرائيلية – عربية أو
عربية - اسرائيلية لم تقلّص من
حجم اسرائيل ومن قواها العسكرية
والاقتصادية والديموغرافية
المتنامية ولم تصغّر من مساحة
اسرائيل التي بدأت كدويلة صغيرة
عرضها لايتجاوز عشرات من
الكيلومترات، بل على العكس من
ذلك فإن تلك الحروب منحتها
الفرص الثمينة لتوسيع أرضها
وتضخيم حجمها السكاني وتمتين
قواها في شتى المجالات. وزيارة
الرئيس الايراني المعروف
بسلوكه العنتري هذا ليست لمجرّد
تخويف اللبنانيين من تنامي
الجبهة الشيعية في البلاد فقط،
وهذا ما تلمّسه المراقبون من
كثرة الأعلام الايرانية في أيدي
مستقبليه الذين شكّلوا ضغطاً
شعبياً هائلاً على أعداء ايران
في المنطقة وفي العالم الغربي
واسرائيل، وانما كانت تلميحاً
لتركيا التي تحاول كسب
الفلسطينيين بشتى السبل،
وبخاصة من ناحية غزّة، حيث
رافقت مساعداتها الإنسانية
الأعلام التركية القليلة، ولو
تسنّى لها ما تسنّى للسيد محمود
أحمدى نجاد لما تراجعت عن
القيام به... ويجدر بالذكر هنا أن
سبعة من الأكراد كانوا من بين
العدد الصغير لشهداء "سفينة
الحرية" التركية التي كانت
متجهة صوب غزّة، إلآّ أن
الحكومة التركية صوّرتهم على
أنهم "أتراك"، وحرمتهم من
حق التمتّع بالانتماء لقوميتهم
حتى أثناء دفنهم وبعده مع
الأسف... السيد
محمود أحمدى نجاد يريد بهذه
الزيارة اظهار قوة نظام بلاده
ومدى اتساع شعبيته وشعبية قائده
خامئني الذي كانت صورة كبيرة
منه ظاهرة كخلفية لخطاب تابعه
محمود نجاد في بيروت، وكأنه
يلمّح بأن اللبنانيين لن يحملوا
صورة أتاتورك لجعلها خلفية
للسيد رئيس الوزراء التركي رجب
طيّب أردوغان... فماذا
يعني ذلك؟ ولماذا لم تصبح صورة
الشهيد رفيق الحريري
"السنّي" خلفية لخطاب
محمود أحمدى نجاد، في مدينته
التي قدّم حياته قرباناً
لازدهارها وسلامها واستقلال
شعبها؟ إن كان لايفرّق – كما
يزعم- بين المسلمين؟...ألا يعني
ظهور صورة خامئني المكبّرة تلك
بأن الزيارة "شيعية" للجزء
الشيعي من لبنان فقط؟ أو أنه رمز
للتوغل الشيعي الايراني في
المحيط العربي؟ ألا يرمز هذا
التخصيص بصورة زعيم غير محبوب
في العالم العربي إلى اتساع هذا
المد في المنطقة العربية، وضعف
عودة العثمانيين إلى الساحة
العربية من خلال سياسة أردوغان
– غول – داوود أوغلو بالنسبة
إلى الدعم الايراني الشامل لحزب
الله...؟ من جهة
أخرى فهذه الزيارة تستهدف
التعويض الجماهيري عما يفقده
النظام الحاكم بقوة الحديد
والنار في ايران، ومحمود أحمدى
نجاد بحاجة إلى مثل هذه
الاستعراضات الشعبية القوية في
بعض أنحاء العالم ليثبت للغرب
الذي شرع بشطب اسمه من قائمة
الرؤساء المعترف بهم بأنه
لايزال يملك شعبية قوية في
أنحاء من العالم الإسلامي،
يمكنه تثويرها وتحويلها إلى
كتلة نارية خطيرة في أيام
الشدة... هل
يريد هذا السيد المعتقد كلياً
بأن السيد المسيح والمهدي
المنتظر سيأتيان لتحرير فلسطين
وتدمير الدولة اليهودية
الايحاء بزيارته الزاخرة
بالتهديدات لاسرائيل وللولايات
المتحدة بأن على الأمريكان
والأوربيين والعرب
والاسرائيليين التحاورمع نظامه
والكف عن دفع تركيا للتوجه
جنوباً صوب البلدان العربية
وجعلها درعاً عقائدياً
وسياسياً واقتصادياً في مواجهة
التوغل الايراني غرباً وجنوباً
في العالم العربي؟ فماذا
يعني أن السيد المسيح والمهدي
المتظر هما اللذان سيحرران
فلسطين ويدمّران دولة اليهود؟
هل يعني ذلك بأن على اسرائيل أن
لا تأخذ تهديداته مأخذ الجد،
فهو ليس المحرر لفلسطين وليس
المدمّر لاسرائيل؟ وأن ليس حماس
ولا حزب ألله ولا سوريا ولا
ايران ولا القاعدة سيحررون
الأرض المحتلة؟ أليس في هذا
تناقض عجيب مع كل التحضيرات
والتجهيزات العسكرية الايرانية
التي يكدسها النظام بذرائع
مختلفة منها ذريعة "تحرير
فلسطين"؟ أم الغاية ليست
اسرائيل وانما الدول العربية
الغنية بالنفط؟ أم أنه الخوف من
أن تفتك اسرائيل بنظامه فتكاً
ذريعا؟ فلماذا تأجيل مسألة
التحرير إلى ظهور السيد المسيح
وعودة المهدي المنتظر؟ أمأنه
يعتبر نظامه الحالي نظام المهدي
المنتظر الذي ينتظر عودته علماء
الشيعة وشيوخهم؟ أهذه
الزيارة بداية لتراجع ايراني
سياسي تجاه اسرائيل أم تهوّر
غير محسوب النتائج جيداً؟ لايمكن
فهم أبعاد هذه الزيارة الغريبة
دون التذكير بأن السيد محمود
أحمدى نجاد من المؤمنين حقاً
بضرورة اثارة مزيد من الفتن
تمهيداً لعودة المهدي المنتظر،
الذي هو وحده سيقيم الدولة
الإٍلامية ويحرر الأرض المقدسة
ويقضي على الطواغيت في العالم،
فنظام الخميني وخامئني ومحمود
أحمدى نجاد وحسن نصر الله ليس
إلاّ مقدم البرنامج، ورسول
المهدي المنتظر... فلا خوف على
اسرائيل حتى يعود المهدي
المنتظر من جوف المغارة التي
اختفى فيها قبل قرون من الزمن أو
يظهر السيد المسيح، والذين
عليهم الخوف الآن هم العرب
الذين وقعوا بين فكي كماشة قوية:
ايران واسرائيل. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |