ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حتى
لا ننسى : وَصية
الدَّم تستغيث بأن نقاوم..! الدكتور
عبد القادر حسين ياسين حلت يوم
أمس الذكرى الرابعة والخمسون
لمذبحة كفر قاسم التي ارتكبها
سفاح صهيوني يدعى العميد يششخار
شدمي ضد قرية كفر قاسم
الفلسطينية في التاسع والعشرين
من تشرين الأول 1956 ، والتي راح
ضحيتها تسعة وأربعون شهيدا من
الأطفال والشيوخ والنساء في
طريق عودتهم من يوم عمل شاق في
حقول القرية ، ليس لذنب
اقترفوه، بل لأن العدو الصهيوني
لم يحتمل بقاء فلسطينيين في
وطنهم. وعندما
شعرت رئاسة هيئة الأركان
الإسرائيلية بفظاعة ما ارتكبته
في كفر قاسم فرضت رقابة صارمة
على أخبار المذبحة البشعة ، إلى
أن نشرت صحيفة " دافار"
الصهيونية ، الناطقة بلسان "الاتحاد
العام لنقابات العمال" (الهستدروت)
، في السابع من كانون أول عام 1956
قصيدة للشاعرالاسرائيلي نافان
الترمان ينفس فيها عن بعض
الشعور بالقلق والخزي الذي
اختلج في صدور من عرفوا الأبعاد
الحقيقية لهذه المذبحة الرهيبة
: " بعد
أن تبينت لك رويدا تفاصيل
هذا العمل الرهيب... بعد أن
تكشفت لك الحقيقة والدوافع، وانتصبت
عارية أمام ناظريك... هل
راعتك تلك الهوة السحيقة التي
تفصل بين الحقيقة والصدى... بعد أن
تبينت لك تفاصيل هذا العمل
الوحشي اللااخلاقي الذي
يعجز القلم عن كتابة تفاصيله ، ليس
بسبب الرقابة المفروضة فحسب... أيقنت
أنه لا يجوز لي أن أكتب عن شيء
آخر غير هذا العمل الدنيء... فلا
يمكن أن يقوم مجتمع إنساني حدث
فيه كل هذه النذالة والوحشية دون أن
تثور في أرجائه رعشة غضب وخزي، غضب
يحمل كل نوازع السخط الإنساني
والفردي... سخط
النساء لاغتيال النساء، وسخط
الأطفال لاغتيال الأطفال دون
مبرر... ان من
ارتكب هذه الجريمة لم يكن يخضع
لقاموس أو عرف ليلة منع التجول
في إسرائيل... لقد قيل
أن رئاسة الأركان قد اهتزت، وأن
أكثر من وزير أمسك رأسه بكلتا
يديه فزعا... ولكنهم،
في الوقت نفسه، يسلبوننا الحق
في تقصي الحقائق، ذلك أنه
منذ الليلة الأولى التي ارتكبت
فيها الجريمة حتى الآن، والأمر
ما زال " قيد البحث"... بينما
دم الأبرياء في كفر قاسم يشق
الوادي ، ويضيع
في شقوق الأرض الموحلة... وبدلا
من محاسبة المجرم، يفرض
الصمت الرهيب على كل شيء... وهكذا
يصبح الإسرائيلي، من رجل الشارع
حتى أعضاء الحكومة ، شركاء
في مسؤولية المحافظة على عمل
دموي حتى لا يتردد له صدى". "كيف
حدث ما حدث ؟..... بل كيف
كان ممكنا أن يحدث ؟... وماذا
يجب علينا عمله حتى لا يتكرر نفس
الشيء غدا ؟... هل يمكن
أن يقوم مجتمع إنساني لا يفزع من
مثل هذا الكابوس المزري ؟... صحيح أن
الجريمة ارتكبت عشية الحرب [
يقصد العدوان الثلاثي على مصر
في تشرين الأول عام 1956] وعلى
حافة المسرح وقعت أحداثها... لكنها
وقعت في الطرف الآخر من ساحة
المعركة... على
الناحية الأخرى من جبل المناجاة..
جبل الوصايا العشرة"... وبأبيات
هذه القصيدة بدأت خيوط الجريمة
البشعة تتسرب الى الصحافة
العالمية، فما هي حقيقة مذبحة
كفر قاسم... وما هي تفاصيل
الجريمة التي خططت لها رئاسة
هيئة الأركان العامة، ونفذتها
بكل برودة أعصاب؟ في ذلك
اليوم، التاسع والعشرين من
تشرين الاول عام 1956 بدأ العميد
يششخار شدمي يضع التعليمات التي
أصدرها له العميد تسفي تسور،
قائد المنطقة العسكرية الوسطى
في اسرائيل ، موضع التنفيذ. لقد
أخبره العميد تسور صباح هذا
اليوم بأهداف "حملة قادش"
أي "العملية المقدسة"، وهي
الاسم الإسرائيلي للحرب ضد مصر.
وطلب إليه اتخاذ كل الترتيبات
التي تضمن دعم العدوان
الإسرائيلي ضد مصر، والمحافظة
على الأمن والهدوء في منطقة
الحدود المجاورة... وطلب
العميد شدمي أن "تطلق يده،
ويعطي كل الصلاحيات لفرض نظام
منع التجول ليلا في قرى
الأقليات في المنطقة"".
واقتنع العميد تسور بذلك فمنح
شدمي كل ما طلبه من صلاحيات.
وعند الظهيرة طلب العميد شدمي
إلى الرائد شموئيل ملينكي
الحضور الى مقر قيادته. وكلفه
بالمهام المطلوبة منه، وشدد على
ضرورة فرض منع التجول ، وبقاء
السكان داخل البيوت في كفر قاسم
، من الساعة الخامسة بعد الظهر
حتى الساعة السادسة صباحا. ثم أكد
شدمي أن منع التجول يجب أن يكون
"حازما جدا"، وأن يفرض "بيد
من حديد"، ليس فقط لمنع
انتقال المخالفين من العرب ، بل
و"إطلاق النار عليهم".
وأضاف مبتسما : "من الأفضل أن
نقتل بعض العرب من أن نزج بهم في
معسكرات الاعتقال، فنزيد، بذلك
، نفقات التحفظ عليهم. إن
المجهود الحربي بحاجة إلى كل
مليم ". "فليرحمهم
الله أو تتخطفهم الشياطين...!" وتساءل
الرائد ملينكي عن مصير اؤلئك
الفلاحين الذين قد يعودون من
عملهم خارج القرية وهم لا
يعلمون بأمر منع التجول هذا...
فأجاب شدمي : " فليرحمهم الله
أو تتخطفهم الشياطين... إنني لا
أريد عواطف إنسانية أو قيما
أخلاقية... احتفظ بها لنفسك". وعاد
ملينكي إلى مركز قيادته وجمع
ضباطه وانهمك معهم في وضع أمر
عمليات ضد أهالي تلك القرية
الفلسطينية الوادعة. ونص أمر
العمليات على أن "كل عربي
يخالف أمر منع التجول تطلق عليه
النار ليقتل في مكانه... " كما نص
أيضا على عدم القيام بأي
اعتقالات "توفيرا للنفقات
المالية" ، كما أوضح أمر
العمليات الأسلوب الذي سيتم بها
إبلاغ السكان بهذا الأمر، فنصَّ
على أن يتم إبلاغ مخاتير القرى
بأوامر منع التجول في الساعة
الرابعة والنصف بعد الظهر
ليعلنوها بدورهم على الأهالي
بعد ذلك ". "
الموت خير دواء " وتساءل
أحد الجنود: " وماذا نفعل
بالمصابين العرب" ؟ فأجابه
ملينكي: " لا تهتم بذلك... من
الأفضل أن لا يكون هناك جرحى،
فالموت خير دواء لهم "... وتساءل
جندي آخر: " وماذا نفعل
بالنساء والأطفال" ؟ فأجاب
ملينكي ثانية: " لا تهتم بهم
أيضا... أن حكمهم كحكم الرجال...
وليرحمهم الله جميعا ".. ووقع
ملينكي أمر العمليات. ثم خرج
الجنود الى القرى لإبلاغ
المخاتير . وكانت عقارب الساعة
قد تجاوزت الرابعة والنصف من
بعد ظهر الاثنين، التاسع
والعشرين من تشرين الأول عام 1956. وما أن
وصل الملازم دهان إلى قرية كفر
قاسم حتى حاصر القرية بجنوده ،
وأبلغهم أن وظيفتهم هي أن "
يطلقوا النار على أي عربي يخالف
منع التجول، رجلا كان أو امرأة
أو طفلا ". وقسم
دهان مجموعته إلى عدة أقسام ضم
كل قسم منها 3 4 جنود زودهم
بالمدافع الرشاشة والقنابل
اليدوية. وتمركز كل قسم فوق ربوة
تشرف على القرية ومداخلها. وجاء
رجل من أقصى المدينة يجري نحو
الملازم دهان، وتبين أنه مختار
القرية السيد وديع صرصور ، وكان
في الرابعة والسبعين من عمره
آنذاك ، ووقف يلهث وهو يحاول أن
يلتقط أنفاسه ليلفت نظر دهان
إلى الكارثة التي تتجمع سحبها
فوق القرية الوادعة : "أيها
الملازم، ثمة 400 عامل من أبناء
القرية يعملون في الحقول
والمصانع في عسفيا وبتاح تكفا
ويافا وغيرها. والساعة الآن
تشير إلى الخامسة إلا الثلث...
وليس من سبيل إلى إبلاغهم بأمر
منع التجول ، ويجب أن يسمح لهم
بالمرور إلى بيوتهم ". وابتسم
دهان ابتسامة صفراء... ثم وعد
المختار بأنه "سيهتم شخصيا
بالأمر" وأن الفلاحين "سيمرون".
وانصرف المختار الى بيته والشك
يكاد يقتله. وأشارت عقارب
الساعة الى الخامسة. فبدأت
طلائع الفلاحين والعمال تظهر في
كفر قاسم. ولم يكن هناك ما يشغل
ذهنهم سوى دفء البيت وحنان
الاسرة التي تنتظر. ودغدغتهم
مشاعر الألفة ، ودفء الجلوس الى
الأهل وقضاء أمسية هنية معهم،
الى أن انتبهوا على صوت وابل من
الرصاص ينهار عليهم فيحصدهم
حصدا . كانت
وحدات حرس الحدود منتشرة على
مداخل القرية، وبشكل خاص على
المدخل الرئيس وهو المدخل
الغربي للقرية حيث أقيم فيما
بعد النصب التذكاري لشهداء
المذبحة . وخلال ساعة واحدة أوقف
رجال الأمن كل عائد للقرية ، بعد
يوم عمل مجهد". أوقفوا كل عائد
يسير على قدميه ، كل راكب دراجة
، كل راكب حمار ، كل راكب عربة ،
وكل سيارة". تأكدوا
من هوياتهم بأنهم من سكان كفر
قاسم، وأمروهم جماعة بعد الأخرى
بالاصطفاف على حافة الطريق ،
وأطلقوا النار عليهم تنفيذا
لأمر قائدهم :احصدوهم" وفي أقل
من ساعة (بين الخامسة والسادسة
من مساء ذلك اليوم المشؤوم) قتلت
القوات الاسرائيلية 49 شهيدا
فلسطينيا. ونفذ دهان أمر
العمليات ضد كفر قاسم بحذافيره
، واستحق بذلك ثناء ملينكي
وشدمي ، بل وتقريظ موشيه دايان
نفسه . كان بين
التسعة والأربعين شهيدا ثلاثة
وأربعون اغتالهم دهان وعصابته
عند مدخل القرية الغربي... سبعة
أولاد وتسع صبايا في عمر الزهور
وأربعة عشر شيخا يتجاوز خمسة
منهم السادسة والستين من العمر.
لقد كانت جريمتهم أنهم خرجوا
لطلب الرزق في الصباح الباكر،
ولن يعودوا إلى بيوتهم قبل أن
يفرض موشيه دايان منع التجول في
المساء. أما المزاعم
الاسرائيلية حسب الرواية
الرسمية بأن أحدا "لم يخبر
هؤلاء الضحايا بأمر منع التجول"
فهذه سفسطة لا مجال لها..... "فما
الضرر من سفك دماء العرب ؟!" تميز
سلوك الحكومة الاسرائيلية ،
وخاصة رئيس الوزراء دافيد بن
غوريون ، منذ أن ارتكبت الجريمة
البشعة ، وكافة الأجهزة الأمنية
والاعلامية ، باسدال ستار
التعتيم على الجريمة البشعة.
فقد منعت السلطة الخروج من
والدخول إلى كفر قاسم. . وفرضت
الرقابة العسكرية صمًتا مطبًقا
، ومنعت نشر أي اشارة الى
الجريمة ، ومن عرف بالجريمة
خلال الايام الاولى فقد بلع
الحدث وأطبق عليه ، بين غير مصدق
وبين ملتزم بالصمت. وعلى
أثر وصول النبأ الى النائب
توفيق طوبي قامت الكتلة
الشيوعية في الكنيست بطلب ادراج
الموضوع على جدول الاعمال ، الا
ان رئاسة الكنيست عطلت كل
مبادرة في هذا المجال . وكانت
أول اشارة الى الجريمة البشعة
صدور بيان ملفق ومشوه من قبل
مكتب رئيس الحكومة جاء فيه : "في 29
تشرين الأول 1956 ، وعلى أثر تصاعد
نشاط الفدائيين، فرض نظام منع
التجول في عدد من القرى القائمة
على الحدود الشرقية ، وذلك
للمحافظة على حياة الناس ... وقد
انيطت هذه المهمة بوحدة من
وحدات حرس الحدود .تقيد أهالي
القرى بنظام منع التجول ، الذي
فرض من الساعة الخامسة مساء حتى
الساعة السادسة صباحا. وفي بعض
القرى عاد السكان الى بيوتهم
بعد البدء بساعات منع التجول.
فأصيبوا على أيدي حراس الحدود". واستمر
الإغلاق والتعتيم ومنعت
الرقابة العسكرية نشر أية
معلومات. قام عضوا الكنيست ماير
فلنر وتوفيق طوبي من الكتلة
الشيوعية بالتسلل عبر الطوق
الذي كان وما زال مفروضا على
البلدة المكلومة لاستقصاء
الحقائق مباشرة من شهود المذبحة
والمصابين. وكانت الزيارة
وكأنها" زيارة الى مقبرة لا
حياة فيها". فأهل القرية حتى
ذلك اليوم كانوا لا يزالوا
متسترين في بيوتهم ، لا أحد في
الشوارع الا المتنقل من بيت
اللى آخر على عجالة . وأول من
التقى بهما عضوا الكنيست كان
صبيان تخوًفا في البداية من
الكلام حتى اطمئنا. مسرحية
هزلية وفي
السابع من كانون الأول عام 1956
نشرت قصيدة الشاعر نافان
الترمان الأنفة الذكر في صحيفة
"دافار" ، وعلم الرأي العام
العالمي بالمذبحة الرهيبة . وتوالت
ردود الفعل تطالب بالقصاص
العادل للسفاحين. وتحت ضغط
الرأي العام أرغمت حكومة العدو
على تقديم المجرمين إلى المحكمة.
وكانت المحاكمة أقرب ما تكون
إلى مسرحية هزلية استمر عرضها
عامين كاملين، حتى وجدت المحكمة
الرائد ملينكي والملازم دهان
مذنبين بقتل 49 عربيا فحكمت على
الأول بالسجن 17 عاما وعلى
الثاني 15 عاما. وبرأت المحكمة
ساحة القتلة الآخرين . وعلى
الرغم من كل ما صاحب هذا الحكم
المخفف من استنكار فقد وجدت فيه
محكمة الاستئناف "قسوة يجب
تخفيفها". فعدَّلت الحكم
الصادر ضد ملينكي الى 14 عاما،
وضد دهان الى عشر سنوات، ثم جاء
دور رئيس هيئة الأركان موشيه
دايان فخفض حكم محكمة الاستئناف
إلى عشر سنوات لملينكي وثماني
سنوات لدهان . وأدلى
الرئيس الاسرائيلي بدلوه في
القضية ، وانتهز الفرصة ليسهم
بنصيبه في التخفيف والتعديل ،
فجعل جزاء السجن خمس سنوات فقط
لكل من السفاحين . ولم تقف هذه
المسرحية الهزلية عند هذا الحد،
بل وجدت في "لجنة مراجعة
الأحكام" شرذمة أخرى من ذوي
البراعة في فنون تخفيف الأحكام
، إذ أمرت اللجنة بتعديل الحكم
على ملينكي ودهان ليصبح "قرشا
واحدا" فقط غرامة ، مع وقف
التنفيذ ... وهكذا،
أسدل الستار على مذبحة كفر
قاسم، وسجل التاريخ دم الشهداء
الفلسطينيين الذي "روى
الوادي ثم ضاع في شقوق الأرض".
ولم
ينسى الفلسطينيون المقيمون في
الجليل والمثلث والنقب هذه
المجزرة الرهيبة فهم يخلدون
ذكرى شهداء كفر قاسم كل عام
بالاجتماعات والاضرابات
والمظاهرات والإعلان عن الحداد
في كثير من القرى الفلسطينية في.
وقد أدت هذه الأعمال دائما إلى
مصادمات مع رجال الشرطة وتقديم
المشتركين فيها الى المحاكم
العسكرية، حتى أضطر العدو
الصهيوني أخيرا إلى أن يغلق
مداخل القرية في يوم الذكرى
لمنع القرى الفلسطينية الأخرى
من الدخول إليها للاشتراك في
إحياء الذكرى السنوية التي تقام
في مقبرة الشهداء . وقد
استثارت مجزرة كفر قاسم عواطف
الشعراء الفلسطينيين فنظموا
فيها القصائد، من ذلك قصيدة
لسالم جبران وقصيدتان لسميح
القاسم. ولكن أفضل ما نظم فيها
قصيدة للشاعر الفلسطيني الكبير
محمود درويش بعنوان " أزهار
الدم " وهي طويلة، وقد جعلها
في ستة أناشيد هي : معنى الدم،
حوار تشرين، الموت مجانا،
القتيل رقم 18، القتيل رقم 48،
وعيون الموتى على الأبواب، وقد
جعل محمود درويش عدد القتلى
خمسين لا تسعة وأربعين . يصف
الشاعر القرية الحالمة الوادعة
ثم كيف حصدت بنادق القوات
الإسرائيلية الشهداء، ويصف
ألمه ويدعو إلى الحقد على
القتلة والى المقاومة : كفر
قاسم ، قرية
تحلم بالقمح وأزهار البنفسج، وبأعراس
الحمائم كفر
قاسم ، إنني
عدت من الموت لأحيا، لأغني ، فدعيني
أستعر صوتي من جرح توهج وأعينيني
على الحقد الذي يزرع في قلبي
عوسج إنني
مندوب جرح لا يساوم علمتني
ضربة الجلاد أن أمشي على جرحي وأمشي...
ثم أمشي.... وأقاوم * * * * * * *
* * * يا كفر
قاسم ! لا
تدفني موتاك !! خليهم
كأعمدة الضياء خلي دمي
المسفوك لافتة الطغاة إلى
السماء يا كفر
قاسم ! إن
أنصاب القبور يد تشد وتشد
للأعماق اغراسي ... واغراس
اليتامى اذ تمد باقون...
يا يدك النبيلة، علمينا
كيف نشدو باقون
مثل الضوء، والكلمات
لا يلوبهما ألم وقيد يا كفر
قاسم! إن
أنصاب القبور يد تشد يا كفر
قاسم! لن ننام
وفيك مقبرة وليل ووصية
الدم لا تساوم ووصية
الدم تستغيث بأن نقاوم، أن
نقاوم !!" __________________ *كاتب
وأكاديمي فلسطيني مقيم في
السويد . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |