ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 03/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الحرية بين الغضب واللامبالاة

محمد فاروق الإمام

ألقت سلطات الأمن اليمنية القبض على الطالبة الجامعية حنان محمد السماوي للاشتباه بها بأنها هي من أرسلت قنابل في طرود موجهة إلى الولايات المتحدة'، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن وجدت رقم هاتف الفتاة على بوليصة شحن الطردين المفخخين.. فقامت الدنيا ولم تقعد، وتظاهر في صنعاء أكثر من 500 طالب وطالبة من زملاء وزميلات حنان في كلية الهندسة، مطالبين بالإفراج عن زميلتهم فوراً، رافعين لافتات (الحرية، الحرية لحنان) و(العدل، العدل لحنان)، وقد بحت حناجر الطلبة وهي تردد هذه الشعارات تضامناً مع زميلتهم حنان.

المظاهرة الطلابية خرجت بقوة رغم الحظر الأمني على ذلك تطالب بسرعة الإفراج عن الطالبة التي تدرس في كلية الهندسة بجامعة صنعاء، لاعتقادهم بأنها بريئة من هذه التهمة وأنها ضحية وربما كبش فداء لهذه العملية التي لا تمت لها بصلة، في حين تضامن العديد من المنظمات الحقوقية اليمنية مع الطالبة حنان السماوي، مبررة نشاطها الحقوقي بأنه من المستحيل أن يضع المرسل اسمه وعنوانه ورقم هاتفه على الطرود المتفجرة من هذا النوع، حتى لا يترك دليلاً مادياً يدينه ويسهّل عملية الوصول إليه واعتقاله، وبالتالي ربما تكون حنان السماوي وقعت ضحية لشخص آخر دوّن معلوماتها على الشحنة المرسلة بقصد أو بدون قصد الإضرار بها.

ومقارنة مع هذا الموقف الطلابي اليمني المتضامن مع زميلتهم حنان وموقف الطلبة السوريين من زميلتهم طل الملوحي التي اعتقلتها أجهزة الأمن السورية منذ نحو عام، ولم نسمع عن أي تحرك لطلبة سورية دفاعاً عن زميلتهم طل التي كانت ضحية قمع الحريات في سورية وقمع الكلمة والرأي الآخر، ولم تكن طل قد قامت بأي عمل إرهابي أو مخالف للأنظمة والقوانين التي سنّها المشرع السوري الذي أجاز للمواطن السوري أن يعبر عن رأيه بالوسائل السلمية المشروعة عبر وسائل الإعلام المتاحة، وكان كل ما فعلته طل أنها كانت تقوم بنشر بعض القصائد والمواضيع التي تحث على تحرير فلسطين وتصف الحال المزرية التي وصلت إليها البلدان العربية عبر مدونتها على الأنترنت، وقد حُرمت كباقي السورين من الإطلالة عبر وسائل الإعلام المعروفة (المقروءة والمسموعة والمرئية) التي احتكرها نظام حزب البعث الشمولي منذ نحو نصف قرن!!

لقد التقيت بعدد من الطلبة والطالبات السوريين وسألتهم عن طل الملوحي فأنكر الجميع سماعه بقصتها أو حتى باسمها، والكل كان يستغرب ظهور اسمها في وسائل الإعلام تروي حكايتها وحكاية اعتقالها، وإن كان البعض لم يستغرب موقف النظام من طل واعتقالها، كونها خالفت الأنظمة بنشاطها الإعلامي غير المسموح به في سورية، وعند سؤالي لهم: لماذا لم يتحركوا للتعبير عن غضبهم ومعارضتهم لاعتقال زميلتهم طل الملوحي، كان الجواب ضحكات وهمسات: (يو.. ليش مين بيجرأ يتحرك أو يعارض النظام في سورية شو نحنا عايشين في أوروبا..!!).

ما جرى في دمشق من لامبالاة لاعتقال طل الملوحي، وما جرى من غضب في صنعاء عند اعتقال حنان محمد السماوي.. يذكرنا بأيام زمان عندما كنا طلبة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي (قبل وصول حزب البعث الانقلابي الشمولي إلى الحكم عام 1963) عندما كنا نحن الطلبة نغير وزارات ونقيل وزراء ونرسم سياسة الدولة، فلم تكن تمر أي حادثة مهما صغرت أو كبرت دون أن تجد للطلبة دوراً في التعبير عن غضبهم، عبر مظاهرات صاخبة كانت تحجب عين الشمس عن شوارع دمشق وحلب وحمص واللاذقية ودير الزور تهتف وتعارض وتندد، وكانت الشرطة لا تتجرأ من الاقتراب من المتظاهرين، وكانت كل مهمتها حماية المتظاهرين وتسهيل طريقهم للوصول إلى القصر الجمهوري أو دار الحكومة أو البرلمان.

من هنا نتبين إلى أي مستوى آل إليه حال الطلبة في سورية من تهميش وتدجين وتغييب وتضييق وهم أمل الأمة وأسباب نهضتها وتطورها ونموها.. وهذا الحال عكس المستوى المتدني والمخزي الذي وصلت إليه سورية في التقارير الدولية الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان وصحفيين بلا حدود والشفاقية الدولية، فكانت في مقدمة الدول التي تنتهك حقوق الإنسان، وفي مقدمة الدول التي تقمع الصحافيين، وفي رأس قائمة الدول الفاسدة، وفي مقدمة الدول المتخلفة.. و.. و.. إلخ!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ