ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 03/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أفيقوا أيها الفلسطينيون , وانظروا ماذا يراد بكم

أ . محمد بن سعيد الفطيسي

azzammohd@hotmail.com

         عندما تفشل الأمم والشعوب في تحويل خلافاتها وانقساماتها الداخلية الى أعداءها في الداخل والخارج , فان تلك الخلافات تكبر وتتضخم بحجم المصالح والانا , وتتشعب بقدر الإطماع والأحقاد والخيانة , ويتعاظم خطر انعكاساتها على الأرض والبشر بمساحة وحجم المنتفعين والمرتزقة من تلك الانقسامات , لتأكل تلك الخلافات والمصالح الشخصية القضية الأم وتمتد الى الفقراء والبؤساء من الشعب المضطهد , وهو على وجه التحديد ما تعيشه القضية الفلسطينية والشعب العربي الغالي في ارض الطهر والرسالات منذ رحيل العمالقة الكبار عنها في العام 2004م .

         - وللأسف الشديد – فان سقف المصالح الشخصية والطائفية والحزبية قد ارتفع كثيرا منذ ذلك العام بين " أبناء الدين الواحد , والوطن والواحد , والتاريخ الواحد , والجرح الواحد " , والذي نجحت فيه المستعمرة الإسرائيلية الكبرى ومن هادنها وناصرها في الداخل العربي والخارج في تصفية القضية الفلسطينية , - وأي – نجاح هو اكبر من تحويل قضية أمة بأسرها الى قضايا جانبية مجزئة ومقسمة تقتادها كراسي السلطة والإطماع الشخصية والانقسامات الحزبية , ومن لا هم لهم سوى المتاجرة بمعاناة الشعوب المقهورة , - وأي – نجاح اكبر للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى من ان يقتل الأخ الفلسطيني أخيه , وتقطع أوصال القربى والرحم , بينما عدوهم الرئيسي يتفرج ضاحكا وشامتا على الحال الذي آلوا إليه .

         ونحن هنا لا نود ان ننبش الرماد الساخن , أو ننكأ جراح الماضي , وإنما نود ان نقول للأخوة في فلسطين , وماذا بعد ؟ والى متى ستستمر كل هذه النزاعات والخلافات بينكم ؟ وهل هناك من مخرج لهذا النفق المظلم الذي دخلتموه , وأدخلتم إليه معكم قضية الأمة الإسلامية الكبرى ؟ الم تسألوا أنفسكم لماذا نجحت إسرائيل في تقزيم القضية الفلسطينية وتحويلها الى هذا المنحنى الحزبي والشخصي, وتحديدا برحيل أعمدتها الرئيسية – واقصد – الشهيد الرئيس أبو عمار والشهيد الشيخ احمد ياسين ومعهم الشهيد المناضل عبدالعزيز الرنتيسي " رحمهم الله ".   

         أيعني ذلك ان القضية الفلسطينية الكبرى كانت قائمة على شهداءها الثلاثة فقط ؟ وانه برحيلهم الذي احزن العالم الإسلامي بأسره تم القضاء على الوحدة الفلسطينية الى الأبد ؟ أيعقل انه ليس بين أبناء القضية الواحدة والوطن الواحد والتاريخ النضالي المشترك أمثال أولئك الشهداء الكبار ؟ أيمكن ان نتصور نحن التلاميذ لكم أيها الشعب العظيم , والذي علم الأمة كيف يكون النضال والكفاح , وكيف توهب الأنفس والأرواح , انه ليس على هذا الأرض العظيمة , وبين هذا الشعب الكبير , أمثال أولئك الرجال الثلاثة الذين لم تصلوا الى ما وصلتم إليه من حال الفرقة والتجزئة والانقسام سوى بعد رحيلهم ؟

         نعم .... كم هي غريبة هذه المشاعر في هذه اللحظات التي اخط بها هذا الكلمات , غريبة لأنني تذكرت أيام الدراسة حين كنا ونحن صغار لا نفقه معنى القضية الفلسطينية الكبرى , وربما أننا حتى لا نعرف أين هي فلسطين التي نسمع عنها كل تلك القصص الأسطورية النضالية التي لا زالت تتردد على أسماعنا اليوم  ؟!! ولا زلنا نحن نكررها على مسامع أطفالنا والأجيال القادمة .

         عجيبة ومبكية بقدر المعاناة والألم الذي لم نعيشه نحن البعيدون عنكم , عندما كان أساتذتنا حينها يضربوننا لأننا لم نحفظ نشيد " فلسطيني داري , ودرب انتصاري , تظل بلادي , هوي في فؤادي , ولحنا أبيا , على شفتيا , وجوه غربية , بأرضي السلبية , تبيع ثماري , وتحتل داري , وأعرف دربي , ويرجع شعبي , إلى بيت جدي , إلي دفء مهدي , أنا ابن الحياة , برغم الغزاة , فلسطين داري , ودرب انتصاري .

         وهنا أتوجه أولا الى أبناء أمتي الغالية في فلسطين الحبيبة , يا أحفاد وأبناء الشهداء المناضلين , يا امتداد التاريخ والبطولات , نحن على يقين بأننا لم نتكبد ولو جزء بسيط مما تعانونه تحت وطأة الظلم والاحتلال الصهيوني البغيض , على علم بأننا لم نعش الألم والقسوة والأسى الحقيقي الذي تعيشونه منذ عقود طويلة كل ليلة , إنما وبقدر كل تلك التضحيات الجسام , وبقدر كل تلك الدماء الطاهرة الزكية , يتطلع إليكم اليوم أبناء أمتكم الإسلامية والعربية للعودة من جديد الى طاولة التصالح والتراحم والاتفاق والحوار , ونبذ الخلافات الشخصية والحزبية , لتعيدوا الى الواجهة النضالية أياما أبكيتم فيها مستعمرة الخوف والإرهاب .

         ومن ثم أتوجه الى أقلام بني أمتي من مثقفين وكتاب وأدباء في مختلف المجالات بوجه عام , والى كتابنا وأدبائنا في فلسطين الحبيبة , كونوا بقدر المسؤولية التاريخية والنضالية الملقاة على عاتقكم , أيقظوا الهمم في هذا اللحظات العصيبة التي تمر بها هذه الأمة العظيمة وقلبها ‏العربي النابض , أعيدوا الوعي المفقود في الشعوب الإسلامية والبلاد العربية بأهمية التمسك ‏بالعقيدة الإسلامية والثقافة الإسلامية , وتشجيع التقارب ولم الشمل والوحدة وبذر الأمل في الغد ‏برغم الجراح النازفة .

         ابذروا الأمل والتقارب والتلاحم بين أبناء الأمة الواحدة فان ( أخوف ما يخاف على امة ويعرضها لكل خطر , ويجعلها فريسة للمنافقين , ‏ولعبة للعابثين , هو فقدان الوعي في هذه الأمة , وافتتانها بكل دعوة , واندفاعها الى كل موجة ‏‏, وخضوعها لكل متسلط , وسكوتها على كل فضيعة , وتحملها لكل ضيم , وان لا تعقل ‏الأمور , ولا تضعها في مواضعها , ولا تميز بين الصديق والعدو , وبين الناصح والغاش , ‏وان تلدغ بجحر مرة بعد مرة ) 0‏

         لا تكونوا مجرد مرتزقة من وراء قضايا الأمة وجراحها النازفة , أو مجرد وسائل للتفرقة وأقلام للتجزئة والتشرذم والخلافات لأنكم طائفيون وحزبيون وتدعون الوطنية وهي منكم براء , كفاكم نشر بذور الفتنة والطائفية في كل موقع وصحيفة ومنتدى ومحفل أدبي وسياسي , ‏على حساب جثث الشهداء في فلسطين العربية الغالية , والعراق ‏العظيم , وكل شبر نازف في خير أمة أخرجت للناس .

        أيها الشامتين الحاقدين على حال الأمة وحال ‏أبناءها وما آلت إليه , يا تجار الكلمة الفاسدة المنحلة , يا باعة قضايانا الإسلامية والعربية وأحزاننا وجراح ‏امتنا الإسلامية على أبواب الساسة والحكام ومن يدفع لكم أكثر للتنازل , أيها المتاجرين بالقضية الفلسطينية والعراقية , أيها الساعين لانقسام الأمة في كل شبر من ترابها العظيم , لتعلمون أن رصاص ‏تجارتكم الخاسرة سيرتد عليكم يوما , وستحترقون بأوراق الخيانة والارتزاق والعمالة , ويا من ‏أدخلتهم التخم وموائد الطعام غرف الإنعاش , سيثور عليكم الجياع يوما , حينها ستدركون ما ‏كان يشتعل تحت رماد الجوع والفقر والبؤس وصرخات الأطفال ودموع اليتامى والثكلى 0  

ــــــــ

*باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية , رئيس تحرير صحيفة السياسي التابعة للمعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ