ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما
وراء يهودية الدولة دكتور
ناجى صادق شراب* كتب
شلومو غازيت فى مقالة له بعنوان
لا نحتاج الى اعتراف بالوجود بل
ألى أتفاق لمصلحة الطرفين ، فى
جريد معاريف فى ديسمببر 2006
مستغربا أو متهكما
: "نحن القوة ألأقليمية
العظيمة من كل ناحية ممكنه نطلب
من القيادة الفلسطينية التى
تقوم كلها على رجلى دجاجة ، أن
تتفضل علينا وتعترف بحقنا فى فى
الوجود ." ساذهب أبعد من ذلك
وأقول السلطة الفلسطينية أضعف
من الدجاجة نفسها ، والسبب فى
ذلك أسرائيل التى لا تريد سلطة
قويه قادرة على بناء نفسها ،
وإذا كانت هذه السلطة التى
يتحدث عنها شلومو غازيت ضعيفه
فلماذا يطلب منها ألأعتراف
بيهودية اسرائيل ؟ وقبل ألأجابة
على السؤال لا بد من ابداء بعض
الملاحظات للوقوف على فهم هذا
التوقيت فى طرح هذا الشرط .
الملاحظة ألأولى تاريخية وهى ان
فكرة الوطن القومى لليهود لم
تكن غائبة عن الفكر
والأيدولوجية الصهيونية ،
فالفكرة متضمنه فى برنامج بال ،
وفى وعد بلفور ، وظهرت وتاكدت
بشكل صريح وقاطع فى مؤتمر
وبرنامج بليتمور الذى عقد فى
الولايات المتحده عام 1942، والذى
شكل نقطة تحول فى تاريخ الحركة
نحو قيام أسرائيل كدولة ، إذن
الفكرة ليست جديده ، بل هى
تتساوق مع الفكرة الصهيونية ،
بل هى ملخص للصهيونية كلها ،
والملاحظة الثانية سياسية
البعد ، وهى أن هدف أسرائيل فى
البداية كان قيام الدولة نفسها
، ويصعب منذ البداية التأكيد
على طابع هذه الدولة منذ قيامها
، المهم ان تقوم الدولة فى سياق
الفكر والتطبيق المرحلى للفكرة
، وفى السياق نفسه ألأعتراف
بيهودية الدولة لا يأتى ألا من
السكان ألأصليين أى
الفلسطينيين ، كما سنرى ، وحيث
هذه السلطة غائبه فلا ضرر أن
تؤجل المطالبة لمرحلة لاحقة .
والملاحظة الثالثة ذات بعد دينى
، وهى أن اساس الفكرة ألصهيونية
رغم علمانيتها ألا انها دينية
ألأساس ، بمعنى توظيف البعد
القومى للديانة اليهودية من
خلال تاكيد مقولات أرض الميعاد
، وان اليهودى لا تكتمل يهوديته
ألا بالعودة لفلسطينين ، وشعب
الله المختار ، ونقاء العنصر
اليهودى ، ما كان يمكن للحركة
الصهيونية أن تنجح من ناحية ،
وما كان يمكن قبول اليهود
وتشجعهم بالعودة الى فلسطين
الوطن القومى لهم ، ومن هنا كانت
أغنية أورشليم غدا ، والملاحظة
الثالثة ذات بعد سيكولوجى نفسى
، وهى ان اليهود يشكلون أقلية ،
فعددهم على مستوى العالم لا
يزيد عن عشرين مليونا ، ودائما
شعور ألأقلية ينتابه التخوف
والقلق من ألأندماج فى كيانات
أو العيش بين شعوب طاغية سكانيا
، ويضاف الى هذا البعد عنصر
البقاء ، فالشعور بأنهم اقلية
وألتخوف من العنصر السكانى
الفلسطينى والعربى المتزايد ،
مع عنصر البقاء يسيطر عليهم هذا
الشعور بالتملك الذاتى ، والعيش
فى فيما كان يسمى بالغيتو الذى
وظيفته ألأساسية هى الحفاظ على
اليهود كديانة وكاقلية وشعب ،
واليوم تقوم الدولة بهذه
الوظيفة ولكن على نطاق واسع ،
وفى أطار كيان سياسى قانونى
يمكن أن يحقق هذه الوظيفة من
خلال القوانين التى تتبناها
الحكومة ويصدرها الكنيست ، وهذه
القوانين تحمل تمييزيا عنصريا
وتتعارض مع مفهوم ديموقراطية
الدولة ، ويمس الوجود السكانى
لأكثر من مليون نسمة من
الفلسطينيين أصلا. وهذا هو
التناقض الذى تقع فيه هذه
القوانين ، لأن ما يعنى أسرائيل
أولا هو الحفاظ على بقاء سكانها
كأقلية ، وهذا الحديث ليس
تبريرا ، بقدر ما محاولة لفهم
العوامل التى تكمن خلف هذا
التفكير. ويضاف الى هذه
الملاحظات ملاحظة أخرى تتعلق
بالطابع ألأستعلائى لكل ما
يهودى ، وعليه ما دون ذلك ليس من
حقهم أن يتعاملوا بنفس المعايير
التى يتعامل بها غير اليهود ،
وأن ما يتمتع به هؤلاء من حقوق
وأمتيازات هو الذى ترى فيه
أسرائيل انه يجسد ديموقراطيتها
وخصوصا من الناحية التمثيلية
والحق فى ألأنتخابات. أعود
الى سؤال مقالتنا لماذا يطلب من
سلطة وقيادة فلسطينية وصفها
شلومو غازيت بانها كلها تقوم
على رجلى دجاجة ، والأجابة
ببساطة أن اسرائيل تدرك انها
وعلى الرغم من قيامها كدولة ،
ونجاحها فى فرض وجودها بالقوة
التى تتفوق بها على غيرها هى فى
حاجة ألى أعتراف من له حق فى هذه
ألأرض ، وتدرك ان الصراع
وبقائها رهن بالأعتراف
الفلسطينى ، وهو ما يفسر لنا هذا
الطلب والألحاح عليه ، ولو كان
ألأمر غير ذلك لأختصرت أسرائيل
الطريق واطلقت على نفسها الوصف
والتسمية التى تريدها ، لكن لا
معنى ولا قيمة لذلك ، ألأعتراف
الذى تريده ليس أعترافا ،
فالأعتراف قائم ، ومنحته منظمة
التحرير الفلسطينية ألى
أسرائيل كدولة ، ولكن ألأعتراف
هذه المرة له علاقة بالحقوق
والتنازل عنها ، وله علاقة
بالصراع وأنهائه ، وهذا المضمون
الحقيقى لهذا ألأعتراف . لذلك
اخيرا المدخل لهذا الطلب هو فى
النظر أولا للحقوق الفلسطينية . ــــــــــــ *أكاديمى
وكاتب عربى ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |