ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/11/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

آخر أسرار الصهيونية

سوسن البرغوتي

بعد الكشف عن مئتين اسم ممن شاركوا بجرائم الحرب على القطاع 2009، وبعد انهيار أسطورة "الجيش الذي لا يُهزم" في جنوب لبنان عام 2006، وجريمة اغتيال الشهيد محمود المبحوح التي كشفت عن هشاشة "الموساد"، فضلاً عن فضائح مالية وأخلاقية لقيادات الكيان بين الفينة والأخرى، وبعد تقرير فينوغراد وبعده غولدستون، وجرائم سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين، وإجراء أبحاث طبية على أسرانا، وتدمير البنية التحتية للأقصى، بهدف هدمه، ومحاولات تهويد الإنسان بعد الأرض التي لم تتوقف منذ نشأته، وبعد جريمة سفينة مرمرة التي كشفت الوجه الحقيقي لـ(لجيش إسرائيل) الوحشي. لم تتبق أسرار لم تنزع القناع الواهي للكيان الصهيوني سوى سلاحه النووي المدمر، والذي يتخذه ذريعة كدرع واق من ثقافة الرعب، خوفاً من حرب إبادة الكيان، الذي لا بد إلى زوال، لأن هذا الكيان الوظيفي الاستعماري من قبل القوى الاستعمارية في العالم، لا تضمن استمراره إلى الأبد ولا يملك أي مكونات ترجح وجوده طبيعياً، كونه وُجد في محيط لا ينتمي له، وتجمع خاصته الوحيدة للعيش هو قتل (الأغيار)، والعداء عداء وجود لهذا الخنجر الذي طُعنت به الأمة العربية، وأعاقها عن التطور والتقدم الطبيعي لكل الأمم بالعالم.

 

هواجس الأمن هي أكثر ما يقلق (إسرائيل) بالرغم من التنسيق مع سلطة محمية رام الله، وبالرغم من اتفاقيات التطبيع مع مصر والأردن ومنظمة، لم يعد لعنوان التحرير فيها أي معنى.

 

سعي الإدارة الأمريكية الحالية لمنع انتشار النووي، وتجاهلها لواقع المخزن الضخم لهذا السلاح في فلسطين المحتلة، وأنه وحده يهدد استقرار وأمن دول العالم، وليس فقط الوطن العربي، إنما يدلل على حماية هذا السر المخفي، وأماكن وجوده في الأرض المحتلة، أي أنه السر الوحيد المتبقي للكيان الصهيوني.

 

ما حدث من مستجدات على إصرار إيران لامتلاك نووي سلمي، أثار غضب وسخط الصهاينة، لأنه يشكل بالنسبة لهم، خطراً مباشراً، وهاجساً بأن يتحول المشروع إلى سلاح تتوازن به قوى الردع. وتزداد المخاوف يوماً بعد يوم، مع وجود سلاح نووي في باكستان، متزامناً مع وجود "إرهابيين" قد يستخدمونه في أي تصعيد عسكري، على الرغم من فتح جبهة الفوضى المدمرة في باكستان بعد مقتل بوتو حليفة أمريكا، والغريب بالأمر أنها اُغتيلت ولم يطالب أحد بالكشف عن الحقيقة، في حين اغتيال الحريري يُوظف لتحقيق العدالة الأمريكية السافلة!!.

 

لازمة الغموض النووي (الإسرائيلي) منعها من إجراء اختبار لمعرفة مدى تطوره ونجاحه، وبالتالي قد يكون متوقف عند نقطة بداية المشروع في الستينات، إلا أن المخاوف الداخلية لدى التجمع اليهودي في فلسطين، لا تقل أهمية عن شبيهتها لدى القيادات، باستخدامه في أي حرب قادمة، لأنهم لن يخرجوا منه منتصرين، فهم يريدون هلاك الجميع ولكنهم لا يريدون هلاك أنفسهم مطلقاً!.

 

تشير المصادر أن بيريس رئيس ما يسمى مركز "السلام" والحائز على قسم من جائزة نوبل (للسلام)، كان أحد أبرز المبادرين لإقامة المفاعل النووي في ديمونة، وبالمناسبة فإن شخصيات فلسطينية معروفة ومنها في السلطة وغيرها من فتح أعضاء بهذا المركز، لذا فإن سكوت هؤلاء عن السلاح النووي (الإسرائيلي)، مدعاة للسخرية من سلامهم المزعوم، ومن تماهي هؤلاء مع مشروع قاتل.

وقد دعا الباحث النووي (الإسرائيلي) أفنير كوهين إلى التخلي عن سياسة الغموض النووي التي تتبعها (إسرائيل) حيال برنامجها النووي والإعلان عن نفسها بوصفها سادس قوة نووية في العالم، وامتلاكها ما يرجح عن مئات الرؤوس الذرية، وليس سلامياً. وأضاف أن المؤسسات التي تشرف على الأسلحة النووية أشد سرية من "الموساد" ولا يحكمها أي قانون، كما أنّ الرقابة العسكرية سحقت أي نقاش عام بشأن كل جوانب البرنامج النووي تقريباً. واعتبر الملف الغامض (التابو الأخير) الذي تحتفظ بسريته (إسرائيل).

 

إذاً ما زالت السرية التامة تكتنف هذا الملف حول مراكز تخزين ومصانع ونشاطات هذا النوع من الأسلحة، الذي يستخدمونه لترهيب الشعب والأنظمة العربية على حد سواء، ومع انفضاح كوامن التفوق (الإسرائيلي) وتباين هشاشته وضعفه، بات التلويح بهذا السلاح غير مجد، ومن لزوم الضرورة أن يسأل تجمعهم اليهودي عن توزيع الكمامات وبناء مستشفى في حيفا تحت الأرض، وتوزيع أكياس للموتى، فلمن يجهزون احتمالات الموت؟!.

 

من المضحك والعبث بآن، الاستمرار بوهم السلام المستحيل، والتحدث عن رسم حدود الكيان الصهيوني، الذي تحدده الآلة العسكرية، ومن المدمر للعقول أن يستمر اللاهون والمهرجون العرب، بالبحث عن سبل "التعايش" مع قتلة ومجرمين استعماريين، أو الحديث عن "تجميد" البناء في المستعمرات، التي ابتلعت مساحات كبيرة في الضفة، ناهيك عن تحييد ملف القدس واللاجئين، بغية تذويبهما، وإظهار أن القضية هي مجرد نزاع على أراضٍ، ويمكن إيجاد حلول حول هذا النزاع الافتراضي في عقول المستسلمين، حسب تخيلات مريضة.

 

الكيان محاصر للأسباب الآنفة الذكر إضافة إلى المطالبة بضرورة إخضاع منشآته النووية للتفتيش، ولهذا فالهروب إلى ما يُسمى بعملية التسوية والمفاوضات، مصلحة له للتغطية على جرائمه ولترحيل البحث في ملفه النووي الذي ما زال طي الكتمان، واستمرار السلطة بالمفاوضات تمنحه فرصة التأجيل والهروب من ازدياد الضغط عليه وسمعته السيئة في العالم.

الحقيقة الساطعة أنه لا يجرؤ أي نظام عربي وعلى الأخص النفطي بالعمل على امتلاك مشروع نووي موازٍ، أو على الأقل المطالبة به أسوة بالعدو ودول الجوار كإيران وباكستان، لذلك ينبغي على العرب إما الإصرار على تفكيك ذاك السلاح لدى العدو، أو التفكير الجدي بحقهم في صنع السلاح النووي لحماية بلادهم وشعبهم.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ