ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الوطن
البديل فكرة
للتداول أو مخطط للتنفيذ عودة
عريقات مازالت
الأحلام تراود قسما كبيرا من
الإسرائيليين الصهيونيين والتي
أصبحت معتقدا في أذهانهم منذ
إطلاق الوعد المشئوم شعب بلا
أرض لأرض بلا شعب بالرغم من أن
الشعب الفلسطيني تجاوز تعداده
اليوم العشرة ملايين نسمة نصفهم
يعيشون في وطنهم فلسطين وهي
حقيقة رغم أنفهم، وإذا
كان الإسرائيليون يفكرون
ويخططون لترحيل الشعب
الفلسطيني من وطنه وهي محاولات
مستمرة منذ عشرات السنين ويضعون
الجداول الزمنية للتنفيذ فعلى
الأمة الكبيرة أن لا ترضخ لما
يملوه علينا ولا تبقى مكتوفة
اليدين انتظارا لتنفيذ بقية
المخططات الإسرائيلية ،والرفض
والشجب والاستنكار وحده لا يكفي
دون عمل ملموس يمنعهم من
تنفيذها مستقبلا فالأمر جدي و
بحاجة لتكاتف كافة الجهود
العربية والإسلامية والدولية
لمنع تنفيذها،
علما أن الهجمة الاستعمارية
الاستيطانية الإسرائيلية على
الأراضي الفلسطينية في الضفة
الغربية المحتلة غير متوقفة
ومسلسل تجميد الاستيطان المؤقت
والحوارات والتصريحات حول
التجميد من عدمه بين مختلف
السياسيين العرب واليهود
والغربيين تعطي انطباعا واضحا
لا لبس فيه، وهو
أن خطة تهويد باقي الوطن
الفلسطيني المحتل جارية على قدم
وساق منذ نكسة حزيران وحتى
اليوم ولا نية ولا رغبة عند
الإسرائيليين لتحقيق السلام
العادل لأنهم لا يريدون خسارة
مواقعهم وخسارة مكتسبات لا
شرعية على الأرض الفلسطينية وهي
متجددة كلما أشرقت الشمس، ومنذ
عام 1967 بعد احتلال الضفة
الغربية تضاعف عدد السكان
اليهود في فلسطين عدة أضعاف
وزادت حاجتهم لمزيد من الأراضي
وتضاعفت ميزانيتهم المالية
الاقتصادية والعسكرية كثيرا
وجسم الاحتلال تمدد كثيرا وبسبب
أطماعهم ضاقت عليهم حدود عام 1967
ولهذا فإن تجميد الاستيطان وفقا
لرؤيتهم يوقف
هذا التمدد، ويقابل
ذلك أيضا ازدياد عدد المواطنون
الفلسطينيون في الوطن
الفلسطيني وزيادة حاجاتهم
الاقتصادية والتعليمية والصحية
وحاجتهم للمزيد من الأراضي
للنمو الطبيعي حيث ابتلع
الاستعمار الاستيطاني معظم
أراضي الفلسطينيين بالإضافة
لزيادة حاجة اللاجئين
الفلسطينيين بازدياد تعدادهم
في الشتات وزيادة عناءهم بسبب
الاحتلال الإسرائيلي، والوقائع
الجارية تثبت عدم رغبة
الإسرائيليين في الانسحاب من
الأراضي الفلسطينية المحتلة
بعد مرور هذه السنوات الطويلة
على الاحتلال وما رافقها من
قرارات المحتل الأحادية التي
توحي بعدم رغبتهم في السلام ، وأيضا
نقضهم للوعود والعهود
وإجراءاتهم الغير شرعية
والتعسفية على الأرض المحتلة
وتصريحاتهم حول السلام والدولة
كقول السلام الاقتصادي إلى
الدولة المؤقتة وغرز مسامير جحا
في كافة أرجاء الأراضي
الفلسطينية المحتلة، وكان
الصحفيون بعد اتفاق أوسلوا
يسألون العاهل الأردني
الراحل الملك حسين رحمه الله
متى يتم الاتحاد الكونفيدرالي
بين المملكة الأردنية والدولة
الفلسطينية وكان جوابه المتكرر
لهم دعوا الدولة الفلسطينية
تجسد قيامها أولا وبعدها لكل
حادث حديث وكان معروفا بحنكته
السياسية ويعرف جدل ومماطلة
اليهود، ومعظم
دول العالم المهتمة بالقضية
الفلسطينية تدرك أطماع
الإسرائيليين ومخططاتهم التي
تنفذها تباعا على الوطن
الفلسطيني المحتل وجنون
التهويد وحمى الاستيطان لن
يتوقف بالدبلوماسية الغربية
الخجولة المتبعة حاليا مع
التعنت الإسرائيلي الذي
يغلق سبل السلام، ولعبة
تبادل الأدوار تبدو نهج متداول
بين الأحزاب الإسرائيلية
الصهيونية وكل منها يؤدي دوره
في خدمة الدولة العبرية ويندرج
ضمن هذه اللعبة تبني حزب لمواقف
يسارية معتدلة وحزب آخر يتبنى
موقف المعتدل بين اليمين
واليسار المعتدل وأحزاب أخرى
يمينية وأخرى متشددة تشكل يمين
اليمين، وتسند
المواقف والخطط التي تعكس رؤيا
الغالبية وتقرها بالخفاء إلى
أحزاب يمين اليمين المتشددة
لأنه مهما طرحت من مناقشات أو
طلبات أو مواقف متشنجة وغير
مقبولة فإنهم يقولون للعالم
أنها أحزاب متطرفة أو متشددة
وهي موجودة في معظم الكيانات
السياسية في العالم، وطبعا
باستثناء الأحزاب العربية
والإسلامية المتشددة حيث
يطلقون عليها أحزاب إرهابية يجب
محاربتها عسكريا ومقاطعتها
سياسيا واقتصاديا ويعتبرونها
عقبة في طريق السلم العالمي، ولقد
ورد في صحيفة معاريف
الإسرائيلية عن عقد مؤتمر في تل
أبيب بداية الشهر المقبل برعاية
حزب هتيكفاه اليميني
الإسرائيلي المتطرف برئاسة عضو
الكنيست الإسرائيلي المتطرف
أرييه ألداد وبمشاركة من ممثلي
بعض الأحزاب السياسية
الأوروبية ومشاركة بعض الرموز
من الأحزاب الإسرائيلية
الصهيونية الأخرى، وعقد
مثل هذا المؤتمر هو مؤشر خطر على
دلالات وتوجهات سياسة الحكومة
الإسرائيلية فيما بعد والتي
يدعمها ثلثا أعضاء الكنيست
الإسرائيلي تقريبا، حيث
يشارك في المؤتمر اليميني
الهولندي المتطرف غير فلدرز من
حزب الحرية الهولندي والذي أعد
وأخرج فلم فتنة الذي زعم فيه أن
الإسلام والقرآن يشجعان
الإرهاب ويعارض أيضا وجود
المسلمين في أوروبا، ويهدف
المؤتمر إلى دفع فكرة الاعتراف
بالأردن على أنه الدولة
الفلسطينية كهدف يستحق تداوله
في المجتمع الإسرائيلي والدولي
ومن ثم يصار لتكريس حدود
إسرائيل على كامل فلسطين
التاريخية، وهذا
الأمر يعني أنهم يتخذون من
مفاوضات السلام وقت مستقطع من
عمر القضية وعائقا لاستفاقة
الأمة من سباتها ولاستكمال
التهويد وتأخير ساعة الحسم في
الصراع العربي الإسرائيلي، وعقد
المؤتمر المذكور حول الوطن
البديل هو إحياء لأحلام وخطط
الماضي ودفع لهذه الفكرة لتطفو
على سطح المداولات الإسرائيلية
ويدفع الجمهور الإسرائيلي بما
فيهم الكتاب والسياسيين لإبداء
آرائهم حول الموضوع، والإجراءات
الأحادية لتغيير الواقع
والعقبات التي يتخذونها
لتعطيل عملية السلام وخاصة رفض
تجميد الاستيطان هي مؤشرات
واضحة المعالم تدعم هذه الفكرة، والوطن
البديل فكرة إسرائيلية جدية
تأخذ طريقها للتداول الجدي
انطلاقا من هذا المؤتمر ونوقشت
بداية في الصالونات المغلقة وهي
فكرة تلتقي مع فكرة الاعتراف
بيهودية الدولة ومع أهداف بناء
الجدار العنصري على أراضي الضفة
الغربية والقدس ووصول مباحثات
السلام إلى طريق مسدود، ومستقبلا
إن قدر لفكرة الوطن البديل أن
تطفو كخيار إسرائيلي رسمي في ظل
استمرار الضعف العربي وتعطل
الإرادة العربية فإنهم سيبدءون
بتنفيذ المخطط بخطوات مدروسة من
خلال المزيد من تضييق الخناق
على الشعب الفلسطيني، والمفهوم
بصورة عامة أن الفكرة هي بداية
أولى للتخطيط ولكن بالمفهوم
الإسرائيلي يطلقون الأفكار
كبالونات اختبار بعد دراسة
مستفيضة وتخطيط
مسبق معد سلفا، ولهذا
فإن الوطن البديل هو مخطط قائم
ضمن مخططات عديدة بين الملفات
الإسرائيلية وجاهز للتنفيذ إذا
توفرت الظروف المواتية لذلك
ويسير بخط موازي مع عملية
التهويد الجارية بتسارع في
الوطن الفلسطيني، والوطن
البديل كفكرة ومخطط إسرائيلي لم
يعد محصورا فقط بالأردن ولكن
الوطن البديل بالمفهوم
الإسرائيلي الجديد توطين
اللاجئين أينما وجدوا ويشمل كل
دول العالم التي يستقر بها
الفلسطيني ويلجأ إليها مضطرا أو
مختارا، وكثيرا
من الفلسطينيين الذين علقوا على
الحدود العراقية عدة سنوات حيث
ذاقوا الويل والمرارة تم
ترحيلهم إلى البرازيل وإلى دول
أوروبية بعد أن فقدوا الملجأ
العربي وعدم قدرتهم العودة إلى
وطنهم فلسطين المحتلة فقبلوا
مجبرين بالبلاد الجديدة التي
رحلوا إليها لكي لا يبقوا
مشردين على الحدود يفتقدون
لأدنى الحاجات الإنسانية، ورغم ما
يجري فالشعب الفلسطيني صامد في
وطنه ومتمسك بثوابته ولن يرضى
مختارا بديلا عن الوطن فلسطين
فهو صامد وصابر على بلاء
الاحتلال ولا
بد أن تبزغ شمس
الحرية يوما ما، ويأمل
من الأشقاء والأصدقاء في العالم
تكثيف جهودهم الجدية لإنهاء
الاحتلال الإسرائيلي للوطن
الفلسطيني وتجسيد قيام الدولة
وعاصمتها القدس والأقوال بلا
أفعال رصيدها صفر، والسؤال
المطروح كيف نحول دون تنفيذ هذا
المخطط الإسرائيلي الخبيث وكيف
نستطيع تجسيد الدولة
الفلسطينية في الوطن الفلسطيني
،وبأي طريقة سيعود اللاجئون
الفلسطينيين إلى وطنهم فلسطين
في ظل غياب الإرادة العربية
والإسلامية الجادة في إنهاء
الاحتلال ، وفي
ظل الدعم الغربي المالي
والعسكري والسياسي الغير محدود
لإسرائيل ويقابله تقاعس عربي
ودولي وهجمة إسرائيلية فكرية
وميدانية وتغول شديد وإسراع
في عملية الاستعمار
الاستيطاني والتهويد. وهذه
الأفكار والمخططات التي يسعى
الإسرائيليين لتنفيذها لا
تقتصر مسئولية منعها على
الفلسطينيين وحدهم بل تتحمل
المسئولية دول الطوق العربي
المتضررة من الوطن البديل
والدول الإسلامية والعربية
كافة والدول الغربية والمؤسسات
الدولية لشطب فكرة الوطن البديل
من الذاكرة الإسرائيلية وآن
الأوان لاستبدال القول بالفعل، وأيا
كانت فكرة الوطن البديل أو مخطط
الوطن البديل فهي ليست قدرا هبط
من السماء لكي نسلم به بل يجب
على الأمة كافة إشهار حرابها
لمحاربة هذا المخطط بشتى
الوسائل الممكنة ووأده في
حاضنته قبل أن ينمو ويكبر في
عقول المتشددين والمؤيدين في
المجتمع الإسرائيلي. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |