ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اليمينية
المتطرفة الإسرائيلية ..
عجرفة مفرطة بقلم
/عادل زعرب* باتت
اليمينية المتطرفة الإسرائيلية
تتحكم في المجتمع
الإسرائيلي بكافة أشكاله
وأطيافه ، وتؤثر على سياساته ،
وتشكل اليمينية المتطرفة
عجرفة مفرطة بكافة أبعادها
ضد الشعب الفلسطيني مما يساهم
في القضاء على أي تسوية قادمة . يقول
البروفيسور الإسرائيلي (جدعون
دورون): «نظراً لأن المجتمع
الإسرائيلي منقسم وممزق، وتشد
فيه كل مجموعة الزمام لجهة
مصالحها، فإن أفراد هذا المجتمع
سيواجهون صعوبة في الوصول
لتوافق وإجماع قادر على الصمود». وكما
يقول (غونين غينات): «يتحدث جزء
من الجمهور الحريدي في القدس
على نحو مكشوف منذ سنين عن تمرد
على الدولة أو عدم اعتراف بها
على الأقل. بيد أن الأمر هذه
المرة قد يصل الى أفعال». «الحريديم»
(الأصولية اليهودية المتزمتة)
مأخوذة من الفعل (حرد) بمعنى غضب
وبخل واعتزل الناس وتجنبهم بخلا
وغضبا، وهذا بالضبط ما تعنيه
الكلمة العبرية. هم عنصريون
وجهلة ومتطرفون معارضون لكنهم
ليسوا طائفة أو حزبا واحدا، بل
هم طوائف وأحزاب عديدة، وربما
يكون حزب «شاس»، رغم وجود
قيادات علمانية في صفوفه، هو «ممثلهم
الشرعي». وإذا
تفحصنا إسرائيل جيدا، سنجد أنها
(بسبب طبيعتها وطريقة تكونها
التاريخي) مليئة بالتناقضات.
فهي دولة نتاج مجتمع استعماري «استيطاني»
لم تقم بطريقة سلمية، أو
بالتوافق مع أهل البلاد
الأصليين، وإنما بالوسائل
العسكرية رغما عن إرادة أصحاب
تلك البلاد. ولما كانت
الصهيونية العلمانية تتعامل مع
اليهودية باعتبارها دلالة على
هوية قومية، فها هو التناقض
يتعاظم بين المتدينين
والعلمانيين في المجتمع
الإسرائيلي، وفي ثقافته،
ورموزه، ووعيه لهويته، إلى درجة
أن العديد من علماء الاجتماع
الإسرائيليين باتوا يتحدثون عن
مجتمعين و(شعبين)، أحدهما
علماني وآخر متدين. وبحسب (أوري
افنيري): «يعيش هنا (شعبان)، لا
يفصل بينهما فقط اللباس وطريقة
الحديث، وإنما كل شيء تقريبا:
الإحساس بالانتماء، منظومة
القيم، والخلفية الاجتماعية». الصحفي
الإسرائيلي يهوشع سوبول كتب
مقالا له بعنوان :" أكثرية
يمينية متعجرفة تسيطر على
الكيان الصهيوني " بتاريخ
22/11/2010 في صحيفة إسرائيل
اليوم جاء فيه :" يسيطر على
إسرائيل اليوم أكثرية يمينية
تمتاز بعجرفة مفرطة يتم التعبير
عن عجرفة الأكثرية بالتكبر الذي
تُعبر عنه هذه الأكثرية على كل
من ينتقد سياسة حكومة إسرائيل،
كذلك يُعبر عن عجرفة
الأكثرية، القوانين الهاذية
التي تسنّها الأكثرية الصلفة في
الكنيست كي تلغي وتُبطل بواسطة
التشريع، مجرد انتقاد أفعالها
التي تنبع من عجرفتها". وقال
:" ويتم التعبير عن عجرفة
الأكثرية الصلفة أيضا بالنظر
إلى رئيس الولايات المتحدة
وكأنه شخص مهين لجماعة بائسة
معزولة. واحتفلت هذه العجرفة
عندما ألغى الصحفيون الذين
يُنافقون على الدوام أكثريتنا
المتعجرفة، صحفيا كبيرا مثل توم
فريدمان وكأنه كُليب وذلك لأنه
تجرأ على القول بأن إفشال
محادثات السلام قد يجعل إسرائيل
بغيضة إلى الولايات المتحدة،
الصديقة الوحيدة التي بقيت لنا
في العالم" . ويجتاح
التطرف المجتمع الإسرائيلي
الذي أصبح يميل نحو أفكار
اليمين الديني والقومي بدرجة
أقل حتى أصبحت العقيدة الدينية
الأكثر تأثيراً على توجهات
الأحزاب والنخب السياسية في
الكيان الصهيوني. فاستطلاعات
الرأي العام الإسرائيلي تؤكد أن
العقيدة اليهودية باتت المحرك
الأول لإسرائيل تليها المصالح
السياسية حيث ترسخت عقيدة مابات
يعرف بـ «أبدية الصراع مع العرب»
. ووفقاً
للكاتب الإسرائيلي -عوزي
بنزيمان- فإنه وبناء على هذه
العقيدة ليس هناك احتمال للتوصل
إلى تسوية مع الفلسطينيين لأن
كراهيتهم لإسرائيل بلا حدود
وأنه إذا انسحبت إسرائيل من
الضفة فسيهاجمها الفلسطينيون
من قلقيلية ونابلس وإن ساهمت
إسرائيلي في إقامة الدولة
الفلسطينية فسيثور ضدها
فلسطينيو 48 حيث سيطالبون
بالتخلي عن الطابع اليهودي
للدولة. وفي هذا
الإطار خبير استطلاعات الرأي
الإسرائيلي البروفسور رافي
سميث أكد أن الجمهور الإسرائيلي
«يتجه نحو معسكر اليمين
وسيتزايد التأييد لأحزابه في
المعارك الانتخابية القادمة
أكثر فأكثر وذلك على عكس الوضع
في العالم الغربي». ويصل
الخبير الإسرائيلي إلى تلك
النتيجة بناء على استطلاع أجري
قبل حوالي شهرين بين أن التأييد
لأحزاب اليمين بين الشبان حتى
سن 29 عاماً ارتفع إلى 61 بالمئة
بينما التأييد لهذه الأحزاب بين
اليهود فوق سن 30 عاماً بلغ 35
بالمئة. وفي
استطلاع ثان للرأي العام
الإسرائيلي أجراه معهد -داحف-
أكد معظم المستطلعين 56 بالمئة
أن نتنياهو غير جاد في نواياه
حيال التوصل لاتفاق وبأنه يخوض
المفاوضات بسبب الضغوط
الأميركية. بينما
طالب 51 بالمئة باستئناف البناء
الاستيطاني الاستعماري. في وقت
أكد 71 بالمئة عدم قناعتهم
باحتمالات التوصل لاتفاق في
إطار المفاوضات التي يجريها
نتنياهو مع الفلسطينيين
وبالمقابل أظهر استطلاع ثالث
أجرته جامعة تل أبيب والمعهد
الإسرائيلي للديمقراطية أن 54
بالمئة من الإسرائيليين
يعتبرون دولتهم معزولة عالمياً
و 56 بالمئة منهم يعتقدون أن
العالم كله يكرههم. إضافة
إلى ذلك أظهر استطلاع رابع
أجرته مؤخراً شركة «بانوراما»
المستقلة لصالح القناة الأولى
للتلفزيون الرسمي الإسرائيلي
أن اليمين الحاكم في إسرائيل
سيزداد قوة بشكل كبير ولاسيما «الليكود»
بقيادة نتنياهو حيث سيرتفع
بنسبة 51 بالمئة إذا ما جرت
الانتخابات العامة اليوم وذلك
رغم اخفاقات الحكومة في عدة
مجالات. وأكد
الاستطلاع أن «الليكود» سيحصل
فيما لو جرت الانتخابات الآن
على 31 مقعداً (حالياً 27) بينما
ستحصل أحزاب اليمين المتحالفة
معه على 68 مقعداً . ويتنبأ
الاستطلاع بمحافظته على قوته
وهذا يعني أن نتنياهو يستطيع
تشكيل حومة يمينية متطرفة فقط
بأحزاب اليمين . وفي
مقال لها بعنوان «فقدان الأمل»
كتبت –سيما كدمون- في «يديعوت
أحرونوت» تقول: ستكون عبارة
التشاؤم العميق عبارة غير معبرة
هذه السنة لأن نصف مواقف
الجمهور الإسرائيلي الذي فقد
ثقته بنوايا نتنياهو وفقد الثقة
بقدرة أبي مازن وبنواياه أن
يكون شركياً، فقد الثقة في
السلام والأسوأ هو فقدان الأمل.
وتفسر
الكاتبة نتائج استطلاع «داحف»
وتقول: 48 بالمئة يعارضون مقابل 45
بالمئة يؤيدون تسوية سلمية مع
الفلسطينيين يعترفون فيها
بإسرائيل كدولة يهودية. كل ذلك
يوضح مدى العجرفة الصهيونية
المتزمتة ومدى اليمينية
المتطرفة المتغطرسة التي تتحكم
في كل شئ في إسرائيل وحسب هواها
وهذا يدلل على حجم الحرب
المقبلة الشرسة ضد شعبنا
الفلسطيني الأعزل . ــــــــــــ *كاتب
وصحفي مهتم بالشئون
الإسرائيلية. مقيم في غزة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |