ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 04/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الإعلام العربي و"ويكيليكس جيت"

عريب الرنتاوي

غريبة وعجيبة ردة فعل الصحافة والإعلام العربيين على "تسونامي ويكيليكس"، ومثيرةٌ للرثاء والشفقة، الطريقة التي غطى بها الإعلام العربي مسلسل الفضائح المبثوث تباعاً على شبكة الانترنت، إذ لولا حفنة قليلة من الصحف والمواقع ووسائل الإعلام الأخرى، لسقط الإعلام العربي بالضربة القاضية الفنية، ولقرأنا الفاتحة على الصحافة العربية، وبكل اللغات، ولقلنا على الإعلام السلام.

 

صدمة عقدت لسان صحفيين ورؤساء تحرير وكتاب أعمدة، في صحف "عريقة" معروفة بارتباطاتها المالية والإدارية والسياسية، بمراكز صنع القرار في عدد من العواصم العربية، دفعت بالبعض منهم، أو معظمهم، لتجاهل الحدث والصدور صبيحة اليوم التالي، كما لو أن شيئاً لم يحدث، بانتظار – على ما يبدو – رصد اتجاهات هبوب الريح الصادرة من قصور "أولي الأمر" و"دووانيهم".

 

وما أن استفاق هؤلاء من هول الصدمة وتداعيات الزلزال وضرباته الارتدادية، حتى بدأوا هجومهم السياسي/ الإعلامي المضاد، الوثائق غير مهمة، دلالة التوقيت، نظرية المؤامرة، هذه ليست وثائق، هذه قراءات أمريكية مغلوطة لمواقف قادتنا وزعمائنا – لاحظوا كل الدبلوماسيون أخطأوا في قراءة مواقف كل القادة العرب – إلى غير ما هنالك من محاولات لإضعاف صدقية الوثائق والطعن بها واحتواء آثارها.

 

وبصورة انتقائية تماما – استنسابية وفقاً للتعبير اللبناني الدارج – تلقفت صحف ووسائل إعلام عربية ما يناسبها من "كنوز مغارة علي بابا"، وجرى التركيز على كل ما يمكن أن يشكل إساءة للخصم وتجاهل كل ما يمكن أن يمس "أولياء النعم"...صحف عربية مهاجرة ومقيمة، لم تبق قصاصة تمس إيران أو سوريا وحلفائهما إلا ونشرتها، وبصورة لا تحتمل الشك والتشكيك، الطعن أو التأويل، لكأنها حقائق ترقى إلى مستوى التنزيل، أما عندما يتصل الأمر بفضائح "الدول المموّلة" و"أولي الأمر" على الضفة الأخرى، فالقصة برمتها لا تعدو كونها "زوبعة في فنجان" لا تستحق الرد والتوضيح والتعليق، وأحياناً ليست سوى فصل من فصول كتاب "نظرية المؤامرة".

 

في المقابل، لم تدخر صحف ووسائل إعلام "المعسكر المقاوم" جهداً في إبراز "الشهادات والأدلة الدامغة" على سقوط الآخر وتهافته وتواطئه وتآمره، أما حين يتعلق الأمر بسوءات ومساوئ "الممولين" و"أولي الأمر"، فالقصة هنا تتكرر، ويلجأ هذا "الإعلام المقاوم والممانع" إلى التورية والتمويه والإدانة والتنديد.

 

صحيفة نافذة، لدولة كانت الأكثر تضررا بسهام ويكيليكس وشظاياه المتطايرة، صدرت بعد أيام من "الفضيحة" بسلسلة من العناوين المستقاة من الوثائق التي يجري نشرها تباعاً، على الصفحة الأولى، وبـ"البونط العريض"، جميعها تتحدث عن إيران ومرض المرشد بسرطان الدم والسياسة الإيرانية في العراق، من دون أن تشير ولو بجملة واحدة، إلى كثير مما أصاب صدقية النظام الذي تمثله الصحيفة من أعطال وضرر جراء نشر الوثائق.

 

والطريف في الأمر، أن بعض الدول التي لم تطالها السهام في اليومين الأول والتالي من نشر الوثائق، بدأت "التطبيل والتزمير" فرحاً وابتهاجاً لانتصار "الصدقية والشفافية" اللتان تميزا مواقفها وسياساتها، لكن الصورة تغيرت بعد أن توالى نشر الوثائق، وتبين أن ما نشر منها حتى الآن، ليس سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد

 

ويكيليكس، شر مستيطر عندما لا ترضينا وثائقه ومعطياته، ويصبح "مؤامرة" تستحق الدفن، إن بالنقد والتشهير، أو بالصمت والتجاهل، ولكنه يصبح التعبير الأمثل عن "الحق في الحصول على المعلومة" و"الشفافية" و"حرية الإعلام" و"استقلالية الصحافة" عندما لا تصلنا سهامه وشظاياه، وبالأخص حين يوفر لنا مادة دسمة للانقضاض على أخصامنا المحليين والإقليميين والدوليين....وبعد ذلك يحدثونك عن حرية الصحافة واستقلالية وسائل الإعلام ؟!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ