ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 05/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إقصاء الإخوان سياسيًا..

 وشيطنة الأوضاع في مصر؟

علي عبدالعال

بعدما أضحت أكبر قوى المعارضة والحركة الإسلامية الموصوفة بالاعتدال خارج الحياة السياسية، أبدى عدد من المحللين والمراقبين خشيتهم من أن يؤدي خروج الإخوان المسلمين من البرلمان المصري صفر اليدين إلى دعم المواقف المتشددة تجاه السلطة، كما لم يستبعد عدد منهم في السياق نفسه أن يمهد ذلك لظهور موجة من العنف.

 

وتعليقا على عدم فوز الإخوان بأي مقعد في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، وقبل إعلانها قرار المقاطعة، نقلت وكالة "رويترز" عن سارة حسن المحللة لدى (اي.اتش.اس جلوبال انسايت)، قولها: إن سياسة الحكومة الحالية "خطيرة جدًا وربما تأتي بنتيجة عكسية". وأضافت أن "الجناح المتشدد للجماعة ربما يشكك في هذه الإستراتيجية (نبذ العنف من جانب الإخوان)".

 

وكانت جماعة الإخوان التي حظيت بـ (88 مقعدا) في البرلمان المنتهية ولايته قد اتهمت الحكومة بتزوير الانتخابات التي جرت الأحد الماضي، وهو ما أيده مراقبون مصريون وحقوقيون أجانب.

 

وإزاء هذه النتيجة غير المتوقعة، نقلت "رويترز" عن باراك سينر من معهد (رويال يونايتد سيرفسيز) في لندن، قوله: "لا ينبغي اعتبار تقليص تمثيل الإخوان المسلمين والوفد في البرلمان تعزيزًا للسلطة، بل إنه  يثير شعورا متناميا بالاستياء".

 

وكان قرار الجماعة بالمشاركة قد صاحبه جدلا واسعا بين قادتها وقواعدها الشبابية وأيضا بينها وبين الأحزاب والقوى السياسية التي لم تدخل الانتخابات بالمرة لعدم وجود ضمانات حول نزاهتها. وبعد خسارتها غير المتوقعة في الجولة الأولى أعلنت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الوفد مقاطعة الجولة الثانية بسبب تفشي التزوير والتجاوزات.

 

وفي إطار التوجه نفسه الذي أبداه عدد من المراقبين، قالت رابحة سيف علام، الباحثة في مركز الأهرام للدراسات السياسية: انه "في حال انسداد القنوات الشرعية أمام هذا التمدد الإسلامي الحاصل فإنه قد يتحول إلى وسائل أكثر راديكالية، وربما ينتهج العنف".

 

وأشارت في تصريح خاص لموقع "أون إسلام" من جهة أخرى إلى أن توجه جماعة الإخوان المسلمين نفسها "قد يتغير"، ففي ظل وجودهم داخل البرلمان "كسبت الجماعة خبرة برلمانية كبيرة، وكانت شريحة كبيرة منها مهتمة بالنشاط السياسي وتطوير الخطاب فيه". لكن في حال خروجهم من البرلمان "فإن معظم هؤلاء سوف يتحولون إلى أنشطة أخرى بعضها دعوي وبعضها خيري".

 

كانت جماعة الإخوان قد شهدت جدلا داخليا في أعقاب أزمة انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة حول الأهمية التي ينبغي للجماعة أن توليها للجوانب الدعوية على حساب الأنشطة السياسية، لكن قادة الجماعة أكدوا على أن لا نية لديهم في العدول عن المشاركة السياسية. كما ردت الجماعة على الدعوات التي طالبتها بمقاطعة الانتخابات بأن مشاركتها في الاستحقاقات الانتخابية بمثابة إستراتيجية ثابتة لا عدول لها عنها، إلا أن خروجها بهذا الشكل وإضطرارها للمقاطعة في الجولة الثانية قد يعزز من آراء المعارضة داخلها. 

 

وقال بيان مقاطعة الإخوان إن مجلس شورى الجماعة قرر بأغلبية أعضائه عدم المشاركة, معتبرًا "ما حدث الأحد الماضي وما سبقه من أيام من تزوير وإرهاب وعنف على أيدي رجال الأمن وبلطجية الحزب الوطني", دفع إلى إعادة النظر في المشاركة في جولة الإعادة التي كان يفترض أن يشارك بها 27 مرشحا من الإخوان.

 

"لقد التزمت الجماعة إلى حد كبير بقواعد اللعبة" هذا ما قاله إبراهيم الهضيبي، العضو السابق في الإخوان، وأضاف: "فعلت الجماعة كل ما يجب على أي طرف سياسي أمام مثل هذا الاستحقاق، لكن الواقع أثبت أنهم يواجهون خصما لا يعرف خطوطا حمراء أمام الفساد السياسي" على حد قوله.

 

وبالنسبة إلى تأثير ما حصل على الإخوان داخليًا، يقسم الهضيبي ـ وهو باحث وكاتب إسلامي ـ الإخوان بين طرفين: الأول ويمثله جناح كبير من الجماعة وهو من يرى أن الانتخابات حققت الهدف منها، المتمثل في التواجد بين الناس، واختبار الشرعية في الشارع المصري، وقد حقق الإخوان نجاحات في هذا الجانب برأي الهضيبي.

 

لكن بالنسبة للذين يهدفون إلى المشاركة الحقيقية في بناء الوطن، فهؤلاء سيراجعون أنفسهم "لا شك في ذلك" لأن ما حصل يمثل لهم "إحباطا كبيرا" سوف يترتب عليه أن يقف كل منهم ليتساءل عن "جدوى ما بذلوه من جهود" في هذا الإطار.

 

يذكر أن تنظيم القاعدة كان قد نشر مقالا لأحد قادته الإعلاميين أواخر عام 2008 كشف فيه التنظيم عن أنه لا يعتزم تنفيذ عمليات في مصر وبعض الدول العربية، انتظاراً لما تتمخض عنه الحالة الاقتصادية والاجتماعية والظروف التي تعيشها تلك الدول، والتي في رأي صاحب المقال، ستسفر في النهاية عن مزيد من الرغبة والمسارعة إلى الانضمام إلى القاعدة بصفته المخلص لكل تلك الظروف والمشاكل. وجاء في المقال المعنون بـ "إستراتيجية تنظيم القاعدة وبدء مخططه العظيم" : "إن الضغوطات على المسلمين كما يحدث في سوريا ولبنان ومصر (...) لهي مهيأة لقيام تنظيم القاعدة بتخليص الناس من معاناتهم ومحاربة هذا الظلم. فكلما ازداد الظلم في دولة من الدول كانت جاذبة لتنظيم القاعدة، فالناس ينظرون لتنظيم القاعدة بأنه المخلّص لهم من الظلم.

 

ويشعر الإسلاميون في مصر على تنوع حركاتهم بالاستياء جراء ما يصفونه "الإقصاء السياسي" من قبل النظام الحاكم، وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008، دعا القيادي في الجماعة الإسلامية، صفوت عبدالغني، الدولة المصرية إلي إرسال عناصر وكوادر الجماعة إلي قطاع غزة كمتطوعين في حالة الإصرار علي عدم دمجهم في الحياة السياسية والسماح لهم بالعمل العام. معتبراً في مقاله "الجماعة الإسلامية ومجازر غزة" ذلك فرصة تاريخية أمام الدولة للخروج من مأزق إقصاء الإسلاميين، فإن انتصرت غزة يكون لمصر الدور البارز والرائد، وإن تناثرت أشلاء الإسلاميين تحت وطأة القصف الصهيوني فكفي الله الحكومة شر ادماجهم في الحياة السياسية.

 

وتعليقا على ما جرى خلال الجولة الأولى من الانتخابات ما انتهى بمقاطعة الإخوان، استبعد د.صفوت عبدالغني أن يكون ما جرى للإخوان حجة لأصحاب الآراء المتشددة في الحركة الإسلامية لانتهاج العنف، باعتبار أن "الواقع كان مقروءا ومعروفا مسبقا وكانت النتيجة متوقعة، حتى لدى الإخوان أنفسهم"، مشيرا في تصريح خاص لـ "أون إسلام" إلى أن الإسلاميين لم يكن أكثر المتفائلين منهم يتوقع أكثر مما حصل".

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ