ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اشتدي
أزمة تنفرجي أ.د.
عبد الرحمن البر* الحمد
لله، والصلاة والسلام على رسول
الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
واهتدى بهداه، وبعد؛ فهذه
خواطر ورسائل سريعة في ضوء
الأزمة التي وضع الحزب الحاكم
نفسه والوطن فيها، بما جنى من
كبائر انتخابية وكوارث وطنية. -
إلى رجال النظام والحزب
الوطني: أليس فيكم رجل رشيد؟: رأي
الناس وسمعوا ما جرى يوم الأحد 28
نوفمبر من مهازل، حيث غاب الرشد
واستبد الهوى والطيش والحمق
بحزب الحكومة الذي أصر ألا يسمع
غير صوته، وألا يرى غير ما
يهواه، بل وأن يفرض على الأمة
جميعا أن ترى رأيه وتستسلم لنزق
بعض رجاله وحمقهم، فغاب صوت
العقل، وساد منطق البطش، وعلا
صوت البلطجة، وشهدت البلاد أسوأ
أشكال التزوير لإرادة الأمة،
وغابت الجنة العليا للانتخابات
عن الميدان الذي قيل إنها صاحبة
الرأي الأول والأخير فيه، بل إن
السيد المستشار القاضي المحترم
رئيس تلك اللجنة لم يملك حيال
شكوى زميله المستشار القاضي
وليد الشافعي إلا أن يدله على
التوجه إلى النيابة للتقدم
بشكواه ضد الضابط الذي أهانه،
بل أهان القضاء المصري الشامخ
بالتعدي على أحد رموزه، بل قيل
إن اللجنة العليا الموقرة طالبت
السادة المستشارين المحترمين
الذين يشرفون على جولة الإعادة
بعدم مغادرة مقار لجانهم
والاكتفاء بمتابعة سير العملية
الانتخابية عن بُعد؛ حتى لا
يتعرضوا لما تعرض له المستشار
وليد الشافعي من اعتداء!. ومن
المفارقات العجيبة أن فلاسفة
الحزب وسدنة الاستبداد صدعوا
رؤوسنا بأن إلغاء الإشراف
القضائي الكامل كان بغرض حماية
القضاة من التعرض للإهانة من
جمهور الشعب الذي يجل القضاء
ويحترم القضاة!! وقد ظهر بجلاء
من الذي يحترم القضاء ومن الذي
يزدريه. إن هذا
الذي يجري في وطننا العزيز
الحبيب من تعد فظ على القضاة
وإهدار فج لأحكام القضاء، ومن
تسييس فاضح لكل مؤسسات الدولة
بحيث يصبح جهاز الأمن الوطني
مجرد ميليشيا للحزب الحاكم
مهمته إرهاب المخالفين
والمعارضين، وتصبح مؤسسات
الدولة بإمكانياتها المختلفة
مجرد هيئات تابعة للحزب الحاكم،
ويصبح موظفو الدولة مجرد موظفين
لدى الحزب الحاكم، وتصبح
البلطجة واستخدام الخارجين على
القانون سلاحا من أسلحة الحزب
الحاكم في معركة البرلمان التي
يفترض أن تكون سلمية ديستورية
قانونية، ويصبح كل معارض لهذا
التدمير الفوضوي لمعنى الدولة
ومقوماتها خارجا على النظام
مستحقا للاستئصال، مما أدى إلى
احتقان شعبي غير مسبوق، يخشى
لدي انفجاره في أية لحظة أن يكون
مدمرا، لا سمح الله. إن ذلك
وكثيرا غيره مما يرصده – بقلق
وحسرة - العقلاء الحريصون على
هذا الوطن إنما هو هدم لمقومات
الدولة، وردة أثيمة إلى عصر
القبيلة والعصابة التي تجاوزها
العالم المتحضر، وهو ما يدفع
العقلاء في هذا الوطن إلى
التحذير الدائم للنظام من هذا
الانزلاق الخطير الذي يخشى أن
يؤدي إلى تفكيك الدولة ولا حول
ولا قوة إلا بالله، كل ذلك وسدنة
الحزب يصمون آذانهم عن استماع
النصح، فضلا عن الاستجابة له.
وما مثل
العقلاء الذين يحذرون هذا
النظام من عواقب تصرفاته
الحمقاء إلا كمثل نصر بن سيار
والي بني أمية على خراسان
الذي كان يبصر الحقائق الواقعية
والاحتقانات الشعبية التي لا
يراها حكام بني أمية الذين
أعماهم الغرور وأسكرتهم القوة،
فكتب إلى مروان بن محمد آخر حكام
بني أمية يحفزه وينبهه ويستثيره
للحيلولة دون هذا الخطر، فقال: أرى بين
الرماد وميضَ جمرٍ *** وأخشى أن
يكون له ضِرَامُ فإنَّ
النار بالعُودَيْن تُذْكَى ***
وإِنَّ الشرَّ مبدؤه كلام فقلت من
التعجب ليت شعري *** أأيقاظ أمية
أم نيام فإن
يقظت فذاك بقاء ملك *** وإن رقدت
فإني لا أُلَام فإن يكُ
أصبحوا وثَوَوْا نياما *** فقل
قوموا فقد حان القيام ولم
يسمع مروان بن محمد ونظامه لهذه
النصائح المخلصة حتى وجد نفسه
ونظامه تحت أقدام الحكام الجدد،
فتركه الشعب يواجه مصيره
المحتوم غير مأسوف عليه، وسئل
مروان بن محمد بعد أن ذهبت عنه
سكرة الحكم: ما الذي أذهب ملكك
وأزال دولتك؟ فأجاب في ندم واضح:
الاستبداد برأيي. وذلك ما
عبَّر عنه الحكيم العربي حين
أطلق هذا المثل المعبِّر: «لقي
ظالم حتفه بظلفه». وإن
أخشى ما يخشاه كل حريص على هذا
الوطن أن تكون تلك النهاية هي ما
ينتظر هذا النظام والوطن معه،
حين يفقد المواطن الشريف ثقته
في نيل حقوقه وتحقيق أمنه من
خلال مؤسسات الدولة الطبيعية
التي أفسدها الحزب الحاكم،
فيلجأ إلى تحصيل حقوقه بطرق غير
مشروعة. ولهذا
فإننا نرفع أصواتنا وننادي
السائرين في طريق الدمار: فأين
تذهبون؟ أليس فيكم رجل رشيد؟ -
إلى كل الوطنيين من الإخوان
والقوى السياسية الحرة: اشتدي
أزمة تنفرجي: إن
الظلم والباطل قصير العمر، وإن
الشدائد إِذا تَتابَعت انفرجت،
وإِذا تَوالَتْ تَوَلَّت. إذا
الحادثاتُ بلغن النهي * وكادت
تذوب لهن المُهَج وحلَّ
البلاءُ وقلَّ العزاء * فعند
التناهي يكون الفرج وفي
موطإ مالك: أن عُمَر بْنَ
الْخَطَّابِ كَتَبَ إلى أبي
عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ: «أَمَّا
بَعْدُ فَإِنَّهُ مَهْمَا
يَنْزِلْ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ
مِنْ مُنْزَلِ شِدَّةٍ
يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ
فَرَجًا، وَإِنَّهُ لَنْ
يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ،
وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى
يَقُولُ فِي كِتَابِهِ ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اصْبِرُوا وَصَابِرُوا
وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران:200) فكم من
شدةٍ ذهبتْ وفقرِ
وكم
يُسْرٍ أتى من بعد عسرِ
ففرَّج كُرْبةَ القلبِ
الشَّجِيِّ وكم
هَمٍّ تعاظَمَ ثم راحا
وكم
أمرٍ تُساءُ به صباحا
وتأتيك المَسَرَّةُ
بالعَشِيّ وهذا
حبيبنا المصطفى صلى الله عليه
وسلم يقول فيما أخرجه أحمد
وغيره: «وَاعْلَمْ أَنَّ فِي
الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ
خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ
النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ،
وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ
الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ
الْعُسْرِ يُسْرًا» وقد قيل: عسى
فرجٌ يأتي به اللهُ إنه
له كلّ يوم في خليقتِه
أمر وقيل: عسى
الكربُ الذي أمسيتَ فيه
يكون وراءَه فرجٌ قريبُ قال علي
رضي الله عنه: «عند تناهي الشدة
تكون الفرجة، وعند تضايق حلق
البلاء يكون الرخاء». إذا
اشتملت على اليأسِ القلوبُ
وضاق لما بهِ الصدرُ
الرحيبُ ولم
تَرَ لانكشافِ الضرِ وجهاً
ولا أغنى بحيلتِه الأريبُ أتاك
على قنوطٍ منك غوثٌ
يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ وكل
الحادثاتِ وإن تناهت
فموصولٌ بها الفرجُ القريبُ فيا
أحبابنا ويا إخواننا تفاءلوا،
فإذا احلولك الليل انبلج الصبح،
وإذا اشتدت ظلمةُ الغيث لمع
البَرْقُ، وإذا شُدَّ الحبلُ
انقطع، وإن الأعمى يقول لابنه:
يا بني كيف نحن من الليل؟ فإذا
قال له: قد اسودَّ الليل، قال: قد
قَرُب الفجر. وقيل
لعمر رضي الله عنه: اشتد القحطُ
وقَنَطَ الناس، فقال: الآن
يُمْطَرون. وأخذ ذلك من هذه
الآية ﴿وَهُوَ الَّذِي
يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ
بَعْدِ مَا قَنَطُوا
وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ
الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى/28] اشْتَدِّي
أزْمَةَ تَنْفَرِجِي ** قَدْ
آذَنَ لَيْلُكِ بِالْبَلَجِ وَظَلاَمُ
اللَّيْلِ لَهُ سُرُجٌ ** حَتَّى
يَغْشَاهُ أَبُو السُّرُجِ وَسَحَابُ
الخَيْرِ لَهَا مَطَرٌ **
فَإِذَا جَاءَ الِإبّانُ تَجِى وَفَوَائِدُ
مَوْلاَنَا جُمَلٌ ** لِسُرُوحِ
الأَنْفُسِ وَالمُهَجِ فَإِذَا
بِكَ ضَاقَ الذَّرْعُ فَقُلْ **
اشْتَدِّي أزْمَةَ تَنْفَرِجِي ولقد
اشتد أمل يعقوب في العثور على
يوسف عليه السلام بعد أن بلغت
الشدة أوجها بفقد الولد الثاني
فقال ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
عَسَى اللَّهُ أَنْ
يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ
الْحَكِيمُ﴾
[يوسف/83] وبث في بنيه اليقين
والأمل في روح الله، وقال ﴿يَا
بَنِيَّ اذْهَبُوا
فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ
وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا
مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ
لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ
اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف/87]
وحقق الله رجاءه وجمعه بأبنائه
بعد أن كان البعض يعتبر الحديث
عن يوسف لونا من الخرف والضلال. ولهذا
فإنني أدعو الإخوان المسلمين
وسائر القوى السياسية
والاجتماعية الحرة في مصرنا
العزيزة إلى التواصل والتآزر
والتكاتف في حمل هموم هذا الشعب
المظلوم، والسعي لاستنقاذ هذا
الوطن من أيدي خاطفيه العابثين
بحاضره ومستقبله، والفرصة الآن
جد مواتية لهذا التجمع على هدف
إنقاذ سفينة الوطن من الغرق،
والشعب الآن مهيأ لدعم هذا
التجمع ونصر المخلصين،
وأمِّلوا خيرا في توفيق الله
للصادقين الحريصين على هذا
الوطن العزيز ﴿وَلَا
تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا
عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾
[إبراهيم/42] توقَّعْ
صُنْعَ ربك سوف يأتي ** بما تهواه
من فرجٍ قريبِ ولا
تيْأَسْ إذا ما ناب خَطْبٌ ** فكم
في الغيبِ من عَجَبٍ عجيبِ وأبلغ
من كل هذا قول الله تعالى ﴿
فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا ﴾[الشرح/5، 6] وقول
الله تعالى ﴿إِنَّ رَحْمَتَ
اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ
الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف/56] -
إلى الأحباب حبات القلوب:
دعوات تفريج الكروب: هذه بعض
الدعوات المأثورة لتفريج
الكروب، أرجو أن نحفظها،
ونُعَوِّد ألسنتَنا على الدعاء
بها، حتى يفرج الله كربَ هذه
الأمة بإذن الله: - أخرج
أحمد وصححه ابن حبان عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ بِي
كَرْبٌ أَنْ أَقُولَ: «لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ،
سُبْحَانَ اللَّهِ،
وَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ». - أخرج
البخاري وغيره عَنْ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا قَالَ كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو
عِنْدَ الْكَرْبِ يَقُولُ: «لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ». وفي
رواية أخرى عند البخاري ومسلم:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يَقُولُ عِنْدَ
الْكَرْبِ: «لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ الْعَظِيمُ
الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ
الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ
وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ
الْعَرْشِ الْكَرِيمِ». - وفي
رواية لابن أبي الدنيا بسند
صحيح:«كَلِمَاتُ الْفَرَجِ: لاَ
إِلَه إِلاَّ اللهُ
الْحَلِيْمُ الْكَرِيْمُ، لاَ
إِلَهُ إِلاَّ اللهُ
الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ رُبُّ
السَّمَواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ
الْعَرشِ الْكَرِيمِ». - أخرج
أحمد وأبو داود بسند حسن وصححه
ابن حبان عن أبي بكرة رضي الله
عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
-صلى الله عليه وسلم- «
دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ:
اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ
أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِى
إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ
عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِى
شَأْنِى كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ أَنْتَ ». - وأخرج
أبو داود وابن ماجه بسند حسن
عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ
عُمَيْسٍ قَالَتْ: قَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: « أَلاَ أُعَلِّمُكِ
كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ
عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ فِى
الْكَرْبِ؟ اللَّهُ اللَّهُ
رَبِّي لاَ أُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا». - وفي
رواية عند الطبراني بسند حسن
قالت: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ
صلى الله عليه وسلم بِأُذُنَيَّ
هَاتَيْنِ يَقُولُ:«مَنْ
أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ غَمٌّ
أَوْ سُقْمٌ أَوْ شِدَّةٌ،
فَقَالَ: اللهُ رَبِّي لاَ
شَرِيْكَ لَهُ؛ كُشِفَ ذَلِكَ
عَنْهُ». - وصحح
ابن حبان عن عائشة أن النبي صلى
الله عليه و سلم جمع أهل بيته
فقال: «إِذَا أَصَابَ
أَحَدَكُمْ غَمٌّ أَوْ كَرْبٌ
فَلْيَقُلْ: اللَّهُ اللَّهُ
رَبِّي لاَ أُشْرِكُ بِهِ
شَيْئًا». - وأخرج
الترمذي وصححه الحاكم وحسنه
السيوطي في الجامع الصغير عن
أنس بن مالك رضي الله عنه: قال:
كان رسولُ الله صلى الله عليه
وسلم إِذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ
قالَ: « يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ
بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ».
وقال رسولُ الله صلى الله عليه
وسلم: «أَلِظُّوا بِيَاذَا
الجَلَالِ وَالْإِكْرَام». - وأخرج
أبو داود وصححه الحاكم على شرط
الشيخين ووافقه الذهبي عن أبي
موسى الأشعري رضي الله عنه،
أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه
وسلم كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا-
وفي رواية عند أحمد: كَانَ إِذَا
خَافَ مِنْ رَجُلٍ أَوْ مِنْ
قَوْمٍ- قَالَ: « اللَّهُمَّ
إِنَّا نَجْعَلُكَ فِى
نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ
مِنْ شُرُورِهِمْ ». - وأخرج
البخاري في الأدب المفرد بسند
صحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،
قَالَ: إِذَا أَتَيْتَ
سُلْطَانًا مَهِيبًا تَخَافُ
أَنْ يَسْطُوَ بِكَ، فَقُلْ:
اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ
أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِهِ
جَمِيعًا، اللَّهُ أَعَزُّ
مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ،
أَعُوذُ بِاللَّهِ الَّذِي لا
إِلَهَ إِلا هُوَ، الْمُمْسِكِ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ أَنْ
تَقَعْنَ عَلَى الأَرْضِ إِلا
بِإِذْنِهِ، مِنْ شَرِّ
عَبْدِكَ فُلانٍ وَجُنُودِهِ،
وَأَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ
مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ،
إِلَهِي كُنْ لِي جَارًا مِنْ
شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ،
وَعَزَّ جَارُكَ، وَتَبَارَكَ
اسْمُكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ.
ثَلاثَ مَرَّاتٍ. - وأخرج
البخاري أيضا في الأدب المفرد
بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه قال: إذا كان على
أحدكم إمام يخاف تغطرسه أو ظلمه
فَلْيَقُلِ: «اللَّهُمَّ رَبَّ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ،
وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ،
كُنْ لِي جَارًا مِنْ فُلانِ بن
فُلانٍ وَأَحْزَابِهِ مِنْ
خَلَائِقِكَ، أَنْ يَفْرُطَ
عَلَيَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَوْ
يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ،
وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلا
إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ». - وفي
رواية عند الطبراني: عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: «إِذَا تَخَوَّفَ
أَحَدُكُمُ السُّلْطَانَ،
فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ رَبَّ
السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ،
وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ،
كُنْ لِي جَارًا مِنْ شَرِّ
فُلانِ بن فُلانٍ، يَعْنِي
الَّذِي يُرِيدُ، وَشَرِّ
الْجِنِّ وَالإِنْسِ
وَأَتْبَاعِهِمْ، أَنْ
يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحَدٌ
مِنْهُمْ، عَزَّ جَارُكَ،
وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، وَلا
إِلَهَ غَيْرُكَ. وأختم
بهذه الأبيات من قصيدة للإمام
أبي حامد الغزالي رحمه الله
بعنوان (دعاء المنفرجة)، يقول
فيها: الشدَّةُ
أوْدَتْ بالمُهَجِ ** يا رَبِّ
فَعَجِّلْ بالفَرَجِ والأنْفُسُ
أضْحَت في حَرَجٍ ** وبإذنِكَ
تَفْرِيجُ الْحَرَجِ هَاجَتْ
لِدُعَاكَ خَوَاطِرُنَا **
وَالوَيْلُ لَهَا إِنْ لَمْ
تَهِجِ يَا
مَنْ عَوَّدْتَ اللُّطْفَ
أَعِدْ ** عَادَاتِكَ
باللَّطْفِ البَهِجِ وأغْلِق
ذَا الضِّيقَ وشدَّتَهِ **
وافْتَح ما سُدَّ مِنَ الفُرُجِ وإسِاءَتُنا
لَنْ تَقْطَعَنَا ** عَنْ
بَابِكَ حتَّى لو لَمْ نَلِجِ يَا
سَيِّدَنا يَا خَالِقِنَا **
قَدْ ضَاقَ الحَبْلُ على
الوَدَجِ والأزمةُ
زَادَت شِدَّتُها ** يَا أزْمةٌ
علَّك تَنْفَرجِ جِئْنَاكَ
بِقَلْبٍ مُنْكَسِر **
وَلِسَانٍ بالشكْوَى لَهجِ وَبِخَوْفِ
الزّلَّةِ في وَجَلٍ ** لَكِنْ
بِرَجَائِكِ مُمْتَزِجٍ يَاقَاهِرُ
يا ذا الشدَّة يَا ** ذا البَطْش
أغِثْ يا ذَا الحُجَجِ يَا ربّ
خُلِقْنَا مِنْ عَجِلٍ **
فَلِهَذَا نَدْعُو باللُّجَجِ يَا ربّ
وَلَيْسَ لَنَا جَلَدٌ ** أنَّى
والقَلْبُ عَلَى وَهَجِ يَا
رَبّ عَبِيدُكَ قَدْ وَفَدُوا **
يَدْعُوك بِقَلْبٍ مُنْزَعِجٍ يَا
ربِّ ضِعَافٌ لَيْسَ لَهُمْ **
أحَد يَرْجُونَ لِذِي الهَرْجِ يَا ربّ
فِصَاحُ الألْسُن قد ** أضْحُوا
في الشدَّة كالهَمَجِ السَّابِقُ
منَّا صَارَ إذَا ** يَعْدُو
يَسْبِقُهُ ذُو العَرَجِ وَحِكْمَةُ
ربِّي بَالِغَةٌ ** جَلَّت عن
حَيْفٍ أوْ عوجِ والأمْرُ
إِليْكَ تُدَبِّرُهُ **
فَأَغِثْنَا باللُّطف البَهِجِ يَا
نَفْسُ وَمَا لَكِ مِنْ فَرَج **
إلا مَوْلَاكِ لَهُ فعُجِ وَبِهِ
فَلُذِي وَبِه فُوزي ** وَلِبابِ
مَكَارِمِه فَلِجِي كَيْ
تَنْصَلِحِي كَيْ تَنْشَرِحِي
** كَيْ تَنْبَسِطِي كَيْ
تَبْتَهِجِي وَيَطِيبُ
مُقَامُكِ مَعْ نَفَرٍ **
أضْحَوا في الحِنْدِس
كالشَّرجِ وفُّوا
للهِ بِمَا عَهَدُوا ** فِي
بَيْع الأنْفُس والمُهَجِ وَهُمُ
الهَادِي وَصَحَابَتُه ** ذُو
الرّتْبَة وَالعِطْرِ الأرجِ جَاءوا
للكَوْنِ وَظُلْمَتُهُ **
عَمَّت وَظَلاَمُ الشِّرْكِ
دَجِى مَا
زَالَ النَّصْرُ يَحفُّهم **
والظُّلْمَةُ تُمْحَي
بالبَلَجِ حَتَّى
نَصَرُوا الإسْلاَمَ وَعَادَ **
الدِّينُ عَزِيزاً في بَهَجِ فَعَلَيْهِم
صَلَّى الربُّ عَلَى ** مَرِّ
الأيَّام مع الحجج مَا
مَالَ المَالُ وَحَالَ الحَالُ
** وسَارَ السّارِي في الدَّلَجِ والحمد
لله رب العالمين، وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. ـــــــــ *أستاذ
الحديث وعلومه بجامعة الأزهر
وعضو مكتب الإرشاد وعضو الإتحاد
العالمي لعلماء المسلمين ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |