ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 06/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

كرملنا يعريهم من جديد

د. عدنان بكرية

احتراق الكرمل الشامخ ورغم ما يثير في النفوس من غصة وألم .. إلا أن هذا المعلم الأزلي الرابض في قلب فلسطين، أبى إلا أن يعري رواياتهم وبدعهم ويكشف عجز قدرتهم على زحزحة الجبال كما يدعون .

الكرمل كرملنا .. لا كرملهم .. هو كرمل عز الدين القسام ومحمود درويش وإميل حبيبي وكل شعب فلسطين .. فهل كان عليه أن يحترق ويلتحق برقع الرماد ليثبت لنا وللعالم انه هو الأولى بنا وبحبنا .. ليثبت بأن الغطرسة اضعف من السنة النار .. وجبروته أقوى من كل الروايات المزيفة والغطرسة المصطنعة.

نعم نحن نحترق عندما يحترق الكرمل الذي ارتوى بعرق ابائنا واجدادنا  ..نتألم عندما يتألم الكرمل ..فهو منحنا سر التألق والتشبث والبقاء وهو احد الشواهد الشامخة على عروبة هذه الأرض..وهو الجبل الذي شهد ترحيل شعبنا ومأساته الكبرى .. واليوم يشهد على سقوط الغطرسة والاستعلاء.

هذه التراجيديا أثبتت للقاضي والداني مدى الغطرسة التي يحياها حكام اسرائيل .. والكرمل عراهم وكشف عوراتهم امام العالم .. فاسرائيل والتي تمتلك ترسانة من معدات إشعال الحرائق تقف عاجزة عن إخماد حريق كاد يلتهم المدن والبلدات الرابضة في احضان جبال الكرمل .. كل ذالك بفضل العجز والغطرسة الكاذبة .

وهنا من حقنا أن نسأل.. هل التهديدات الاسرائيلية المتكررة بإشعال فتيل حرب مع لبنان وايران وغزة تمتلك الرصيد الكافي .. أم أنها تندرج في إطار "البروباغاندا" لا أكثر؟  فدولة عاجزة عن إخماد حريق بسيط بمقاييس الحرائق الحربية ..  هي غير مهيأة وغير قادرة على تنفيذ غطرستها وتهديداتها المتكررة.. وعليها أن تسلك سلوكا آخر في التعامل والتعاطي مع شعوب ودول المنطقة.

العالم بأكمله هب لإخماد حريق الكرمل ليس حبا بنتنياهو أو ليبرمان .. بل من دافع إنساني بحت .. فتركيا والتي تشهد علاقاتها توترا مع اسرائيل .. لم تتردد في تقديم يد العون حفاظا على الأرواح وتلبية لإنسانيتها.. لكن غطرسة نتنياهو جعلته يتردد بداية في قبول العرض التركي بالمساعدة ..لكنه قبل مرغما في النهاية .. العالم كله غمرهم بإنسانيته .. لكنني متيقن من أن هذه الإنسانية لن تبدل وتغير شيئا في عقيدتهم !

حتى في غمرة المأساة لم ترتدع الأصوات العنصرية..وبدأت تبحث عن كبش فداء للتغطية على الفشل والعجز الذي يلفهم.. فمحاولة إلقاء التهمة على "مزبلة" بلدة عسفيا العربية هو الفشل والغباء بعينه .. واعتقال بعض المواطنين من بلدة دالية الكرمل هو إمعان في العجز والفشل .. عليهم أن يبحثوا عن المجرم الحقيقي في أروقة وزاراتهم وبين مسئوليهم ووزرائهم الذين تناسوا ..بأن إشعال الحرائق يحتاج الى معدات لإطفائها .. وبدلا من أن تتسلح دولتهم بأحدث المعدات الحربية.. كان عليهم ان يفكروا في كيفية إطفاء الحرائق !

لكن الحقيقة السياسية التي نعرفها .. بأنهم يتقنون إشعال فتائل وحرائق الأزمات ولا يجيدون إطفائها ..هكذا يسلكون في التعاطي بالسياسة والتعامل مع الأزمات

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ