ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 06/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

عن "الأسلمة" و"التطيّف" ونتائج استطلاع "بيو"

عريب الرنتاوي

أكثر ما استوقفني في استطلاع "بيو" الأخير، حال الطائفة السنية في لبنان، والتحولات العميقة على طرأت على مواقفها وتوجهاتها، ففي الوقت الذي عبّر فيه 94 بالمائة من الشيعة عن نظرة إيجابية لحزب الله، لم تبلغ هذه النسبة عند اللبنانيين السنة أكثر من 12 بالمائة فقط، وهي أقل من مثيلتها في أوساط المسيحيين اللبنانيين، حيث بلغت نسبة من ينظرون للحزب من منظار إيجابي 20 بالمائة، أي واحد من كل خمسة مسيحيين.

 

قد يقول قائل، أن من الطبيعي أن تحتفظ غالبية الطائفة السنية بموقف سلبي من حزب الله، فهو حزب شيعي من جهة، وهو الحزب الرئيس الذي ينفرد بحمل السلاح من جهة ثانية، وهو الحزب الذي سيطر على بيروت في السابع من أيار 2008 في غضون ساعات قلائل من جهة ثالثة.

 

لكن اختصار الأمر على هذا النحو لا يبدو أمراً صائبا من منظور أرقام "بيو"، فمواقف اللبنانيية السنة من حركة حماس السنيّة، التي لا تحمل سلاحاً في لبنان، ولم تتورط في الحرب الأهلية، ولم يسبق لها أن احتلت بيروت أو أية قرية لبنانية، أقول أن نظرة اللبنانيين السنة إلى حماس لا تختلف جوهرياً عن نظرتهم لحزب الله، بل هي أسوأ، ذلك أن 9 بالمائة فقط منهم، تحتفظ  بنظر إيجابية حيال الحركة، وفي نسبة أقل من مثيلتها حتى في الأوساط المسيحية اللبنانية، مقابل 92 بالمائة في من الشيعة الذين يحتفظون بنظرة إيجابية للحركة برغم الطابع السني/ الإخواني لها.

 

بهذا المعنى فإن فصيلي المقاومة العربيين الرئيسين: حماس وحزب الله، يحظيان بدعم من مسيحيي لبنان أكبر من دعم أشقائهم "السنة"، سدنة العروبة وحرّاسها تاريخياً، في مقابل تيار التغريب وحملة شعار "فرنسا هي الأم الحنون".

وبهذا المعنى أيضا، تجدر مراقبة التحوّلات التي طرأت على مواقف المسيحيين اللبنانيين وتوجهاتهم، والتي يعود الفضل الرئيس فيها للتيار العوني، فالمسيحييون، أو على الأقل قسم منهم، أخذوا يغادرون خنادق الحرب الأهلية واصطفافاتها، وباتوا ينظرون لإسرائيل على أنها العدو القائم لا الحليف المحتمل.

 

من بين أهم الظاهرات التي تكشف عنها الاستطلاع، ارتفاع منسوب الأسلمة والتديّن في مصر والأردن، قياساً بتركيا ولبنان (المسلمين) على سبيل المثال، فقد أيّد 82 بالمائة من المصريين و70 بالمائة من الأردنيين إقامة حد رجم الزاني أو الزانية، مقابل 13 بالمائة في لبنان و16 بالمائة في تركيا.

 

وفي حين أيد 77 بالمائة من المصريين و58 بالمائة من الأردنيين قطع يد السارق، وافق 13 بالمائة فقط من اللبنانيين على ذلك، ومثلهم من الأتراك. أما إعدام "المرتد" فقد أيّده 84 بالمائة من المصريين و86 بالمائة من الأردنيين مقابل 6 بالمائة فقط من اللبنانيين و5 بالمائة فقط من الأتراك.

 

وعارض أكثر من نصف المصريين (54 بالمائة) اختلاط الرجل والمرأة في العمل، في حين عارض نصف الأردنيين (50 بالمائة) الاختلاط، مقابل 13 بالمائة من اللبنانيين و11 بالمائة من الأتراك.

وبرغم أن غ

البية من جرى استطلاع آرائهم أيدوا الديمقراطية كأفضل نظام حكم، إلا أن الأرقام النهائية أظهرت فجوة لصالح تركيا ولبنان، فقد رأى 81 بالمائة من اللبنانيين و76 بالمائة من الأتراك أن الديمقراطية هي أفضل نظام للحكم، في حين رأى 59 بالمائة من الأردنيين و69 بالمائة من المصريين الشيء ذاته.

 

استطلاع "بيو" أظهر استمرار تراجع مكانة القاعدة وأسامة بن لادن في أوساط الرأي العام في الدول المذكورة، وفي أوساط مسلميها كذلك، وكان طبيعياً أن تحظى حماس بشعبية أكبر في الدول والمجتمعات ذات الغالبية السنية، وأن تتأثر شعبية بعض الحركات (حزب الله)، جراء حملات التحريض التي شنتها الأنظمة الحاكمة عليه، حيث لوحظ تراجع مكانة الحزب في مصر، بعد الكشف عمّا أسمي خلية حزب الله.

 

وتراجع كذلك على نحو ثابت، مستوى التأييد للعمليات الانتحارية، وأخذت قطاعات متزايدة من الرأي العام "المسلم" ترى أنها غير مبررة دائماً، إذ قال 77 بالمائة من الأتراك أنه لا يمكن تبريرها، مقابل 40 بالمائة من اللبنانيين (45 بالمائة شيعة و35 سنة)، و54 بالمائة من الأردنيين، و46 بالمائة من المصريين.

 

ثمة تبدلات حقيقة تحفر في عمق البيئة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات العربية والإسلامية، وإذا كانت الانتخابات الأخيرة قد عكست بعض الظواهر الناشئة في الحياة السياسية العربية لجهة تراجع دور الإسلام السياسي، فإن أرقام معهد "بيو" تعكس جوانب أخرى، تبدو متناقضة أحياناً، فارتفاع منسوب التدين والأسلمة، لم يعد يعني تلقائيا دعم حركات إسلامية بعينها، والمجتمعات السائرة نحو "التطيف"، قد تكون أكثر تسامحاً في تطبيق الشريعة وإقامة الحدود، والمسافة بين الأسلمة والتطيف باتت أكثر وضوحاً في مجتمعات كلبنان والعراق، إلى غير ما هناك من مواضيع تستحق البحث والدراسة والتعمق.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ