ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
جاهزية
إسرائيل للحرب .. تساؤلات
وإجابات بقلم
عادل زعرب* إسرائيل
تهدد أحيانا ، وتتوعد أحيانا
أخرى ، قادتها وجنرالاتها
يهددون بالحرب مرة ، ويغيرون
أقوالهم ألف مرة ، المحللون
والمراقبون يشيرون أن جاهزية
إسرائيل للحرب صفر ، وأنها غير
قادرة على خوض حرب جديدة في ظل
إخفاقها الواضح في حربي لبنان
2006وغزة 2009 ، إذن جاهزية إسرائيل
للحرب تساؤلات تبحث عن
إجابة . إسرائيل
أكدت في وقت سابق جاهزية جيشها
بشكل 'أفضل من الماضي' لمواجهة
ما وصفته بتهديدات حزب الله
اللبناني وحركة المقاومة
الإسلامية (حماس)، وجاء ذلك على
لسان وزير الجيش الإسرائيلي
إيهود باراك في لقاء بمدينة
حولون جنوب تل أبيب. تقرير
لجنة التحقيق الرسمي بشأن طريقة
إدارة الحرب على لبنان برئاسة
القاضي المتقاعد إلياهو
فينوغراد أقر بفشل إسرائيل في
تلك الحرب, واعتبر أنها شكلت 'إخفاقا
كبيرا وخطيرا'. إسرائيل
وضعت المنطقة على خط توتر عال
عندما بدأت الفترة الماضية
أكبر مناورة تجريها الجبهة
الداخلية في الجيش (الدفاع
المدني) لفحص جاهزيتها لحرب
شاملة على الجبهات المختلفة.
واستمرت هذه المناورات التي
أُطلق عليها اسم «نقطة تحول 4»،
خمسة أيام. نائب
وزير الحرب الإسرائيلي أعلن
متان فلنائي بأن "إسرائيل"
جاهزة أكثر من أي وقت مضى تحسبا
لأي طارئ قد يحدث على أرض الواقع. وجاءت
تصريحات فلنائي هذه خلال مناقشة
نتائج المناورات الطوارئ
الوطنية التي جرت قبل حوالي
ثلاثة أشهر وأطلق عليها "نطقة
تحول4", حيث اشترك فيها المئات
من الدوائر والمؤسسات في
إسرائيل ولاسيما المؤسسات
التعليمية وعشرات السلطات
المحلية, واستمرت المناورة لمدة
عامين. وقال
فلنائي "إن هذه المناورة
منحتنا فرصة استخلاص العبر بشكل
جيد وأثنى على التعاون الفعلي
من قبل رؤساء البلديات الذين
أبدوا جدية ومهنية خلال
المناورات". أما في
عام 2012 فسيكون هناك مناورة
وطنية كبرى يطلق عليها اسم "نقطة
تحول6" وسيتم خلالها مناورة
تحاكي هزة أرضية في جميع أنحاء
إسرائيل لأن الكوارث الطبيعية
تكون نتائجها صعبة للغاية وتفوق
بكثير كوارث الحروب والمعارك,
على حد تعبيره فلنائي. كما سعى
المسئولون الإسرائيليون الى
تهدئة خواطر المواطنين، خصوصاً
المقيمين قرب الحدود، إلى أن
هذه المناورات لا تشكل غطاء
لحرب قادمة. ونقل الموقع
الالكتروني لصحيفة «يديعوت
احرونوت» عن قائد المنطقة
الشمالية غادي آيزنكوت قوله ان
«الجليل لم ينعم بهدوء كهذا منذ
سنوات طويلة، وسنحافظ على هذا
الهدوء. لكن اكبر مخاوفنا ينبع
من أسلوب حزب الله في العمليات،
والذي يشبه قليلا الحرب الباردة
في أوروبا». وسائل
الإعلام الإسرائيلية ركزت على
القلق الذي أثارته هذه
المناورات، خصوصا على الحدود
الشمالية لإسرائيل، مشيرة إلى
رفع «حزب الله» مستوى التأهب
لديه عشية المناورات التي وصفها
بـ «لعب الحرب» الإسرائيلية وتحاكي
المناورات الحالية تعرّض أنحاء
مختلفة من إسرائيل إلى هجوم
شامل بالصواريخ من الجهات
المختلفة مصحوبة بعمليات تفجير
في أرجائها. وكانت «سلطة
الطوارئ الوطنية» التي أقيمت في
وزارة الدفاع بعد الحرب على
لبنان، أعلنت أن المناورات
الحالية تقوم على استخلاص العبر
من مناورات كثيرة تمت في
الأعوام الثلاثة الماضية، ومن
عبر الحرب على لبنان عام 2006
والحرب الأخيرة على قطاع غزة. الإجابة
تأتى حيث فضح
حريق الكرمل الهائل قدرات
الإطفاء الإسرائيلية وكشف عن
عدم جهوزية شبه كاملة رغم ما
شهدته إسرائيل على مدى السنوات
الماضية من تدريبات واسعة وما
قالته الأوساط الإسرائيلية من
جاهزية كاملة للجبهة الداخلية
لمواجهة أي طارئ ورفع
إمكانياتها لمواجهة تداعيات
حرب شاملة. صحيفة
"هآرتس" الناطقة بالعبرية
وصفت ما جرى على صعيد الإطفاء
بحرب أكتوبر جديدة خاصة برجال
الإطفاء في إشارة منها لفضيحة
عدم استعداد الجيش الإسرائيلي
للحرب حينها. "كارثة
الحريق أظهرت وبشكل جلي عدم
استعداد لمواجهة الحرب او حتى
عمل "إرهابي" كبير يؤدي إلى
وقوع عدد كبير من الإصابات وهنا
نستذكر تحذير رئيس الاستخبارات
العسكرية عاموس يدلين الذي قال
بوضوح ان تل ابيب ستكون على خط
النار في أي حرب قادمة صحيفة
"يديعوت احرونوت" الناطقة
بالعبرية هاجمت قوات الإطفاء
والجهات المسئولة عنها قائلة
:" الى أي مدى يحق لنا ان نشعر
بالمفاجئة ؟! لقد أنهت سنوات من
الإهمال بكارثة في إسرائيل رجل
إطفاء واحد لكل 7000 مواطن خلافا
للمعايير التي تقول بضرورة وجود
رجل إطفاء لكل 1000 مواطن وذلك في
الدول التي لا تواجه خطر الحرب
كما إسرائيل". دراسة
تعنى بشئون
مناعة الجبهة الإسرائيلية
المدنية قالت اقل مما هو متصور
خلال بحث إسرائيلي
يفحص تقدير مستوى الجاهزية
الحالية للجبهة الداخلية
الصهيونية. من تأليف
مائير إلران، وإصدار معهد
أبحاث الأمن القومي الصهيوني –
التقرير الإستراتيجي لعام 2010. :
ليسوا كثر أولئك الذين يتوقعون
أن تستمر فترة الهدوء النسبي
لوقت طويل. الرأي السائد هو
المقصود بفترة زمنية محدودة،
وأنّ التهديدات التي تواجهها
الجبهة المدنية تتزايد وتتعزز
باستمرار . المؤسسة
الأمنية وخبراء من خارجها
يعتقدون أنّ على إسرائيل أن
تستعد لسيناريو ستتزايد
احتمالاته في المستقبل القريب
بشأن اندلاع مواجهة علنية يشارك
فيها حزب الله وحماس وربما
سوريا أيضا –وهذه الأطراف
مجتمعة تمتلك القدرة على ضرب
أية منطقة مأهولة في إسرائيل
تقريبا وبمستوى دقة آخذ في
الارتفاع وأضافت
الدراسة :" الإجابة على هذا
السؤال ليست أحادية، فمن جهة
الحكومة الإسرائيلية وعن طريق
جهات مختلفة –أحيانا ليس هناك
تنسيق بينها إلى حدّ كافي –
تقدّمت كثيرا على صعيد الجاهزية
المركبة ومن ناحية أخرى هناك
عدّة قضايا أساسية لم تحل حتى
الآن إلى حدّ أنّ هذه المشاكل
تضر بما تحقق حتى الآن. في هذا
البحث ستجري محاولة لفحص معادلة
الجاهزية وتقدير مستوى
الجاهزية الحالية للجبهة
المدنية لمواجهة جولة أخرى من
المواجهات. وزير
الدفاع الإسرائيلي باراك أعلن
يوم 22-8-2010م اختيار قائد المنطقة
الجنوبية في الجيش الإسرائيلي
يوآف غالانت ليكون قائد أركان
الجيش الإسرائيلي القادم بعد
مشاورات مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ومن المتوقّع أن يستلم غالانت
مقاليد منصبه في فبراير 2011. وسارع
الكثير من المراقبين فور هذا
الإعلان بتقديم التحليلات التي
تضمنت تحذيرات من مرحلة الجنرال
غالانت والتي اعتبروا أنها
ستكون من أكثر المراحل دموية في
تاريخ إسرائيل خاصة
انه ومنذ سنوات طويلة ارتبط اسم
رئيس الأركان الإسرائيلي بحروب
ومعارك خاضها على عدة جبهات
سواء مجتمع أو منفردة إلا أن
يوآف غالانت يقف في مواجهة
العديد من الجبهات التي تتطلب
توجيه الجيش الإسرائيلي باتجاه
صياغة عقيدة قتالية جديدة
تتناسب مع تلك التهديدات
الإستراتيجية التي تواجه
إسرائيل.. ولذلك يمكن القول ان
الجنرال يوآف غالانت هو جنرال
الإعداد للحرب المقبلة. قراءة
المشهد الجيوإستراتيجي تشير
إلى ان مرحلة يوآف غالانت في
رئاسة هيئة أركان الجيش
الإسرائيلي ستكون أكثر اضطرابا
في ضوء التهديدات الإستراتيجية
التي تتعرض لها دولة إسرائيل
والتي تتطلب منه العمل على
صياغة العقيدة القتالية للجيش
الإسرائيلي بصورة تتواءم مع
طبيعة تلك التهديدات التي تفرض
عليه التنسيق مع الأجهزة
الأمنية الإسرائيلية بصورة
أكثر تعقيدا خاصة وان البعد
الأمني والاستخباري سيشكل
المحور الاهم للتحرك
الإسرائيلي في مواجهة
التهديدات الإستراتيجية وفي
ضوء التعقيدات التي يفرضها
تشابك واضطراب المشهد الإقليمي
الذي يقيد قدرة إسرائيل وجيشها
على اتخاذ القرار بالمبادرة في
تنفيذ عمليات هجومية دون
التشاور مع حلفاءها وهو الأمر
الذي يندرج تحت بند المغامرة
الغير محسوبة العواقب. التداخل
بين التهديدات الإستراتيجية
التي تواجه إسرائيل والتي تقف
إيران وحزب الله وحماس على
رأسها وطبيعة التحالفات التي
تجمع بين تلك الأطراف تجعل
إسرائيل مضطرة لمراجعة
حساباتها قبل المبادرة إلى
الذهاب في مواجهة عسكرية على
إحدى تلك الجبهات وذلك تخوفا من
احتمالات انتقال الأمر إلى
جبهات أخرى وهو الأمر الذي تبدو
الجاهزية العسكرية الإسرائيلية
غير مستعدة للتعامل معه في
المرحلة الحالية. على
الرغم من التحذيرات التي انطلقت
في أوساط المراقبين في المنطقة
في أعقاب تعيين يوآف غالانت في
رئاسة الأركان الإسرائيلية
والتي جعلت البعض يعتقد ان
غالانت سيبدأ في الهجوم بمجرد
تسلمه مهام منصبه وهو الأمر
الذي يبدو غير منطقيا على
الإطلاق في ضوء التعقيدات التي
فرضت نفسها على المشهد الإقليمي
وهي التي ستجعل إسرائيل مضطرة
إلى استخدام "العمليات
الاستخبارية" لمواجهة
التهديدات الإستراتيجية التي
تواجهها مع عدم إغفال ضرورة
المحافظة على جاهزية الجيش
الإسرائيلي لمواجهة التطورات
التي قد تأتي خارج السيطرة. ـــــــ * صحفي
وكاتب مختص بالشئون
الإسرائيلية غزة ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |