ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 11/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إسرائيل وعالم الجريمة المنظمة .. معطيات وحقائق

بقلم /عادل زعرب*

إسرائيل عالم خيالي من الجريمة المنظمة ، والمجتمع الإسرائيلي قائم على ميليشيات ومافيات مسلحة وصلت حتى سدة الحكم ، وهنا نجد آلاف والحقائق الموجودة في عالم الجريمة المنظمة داخل إسرائيل .

عالم الجريمة المنظمة في “إسرائيل” كان له مساحة على موقع “ويكيليكس” وفق ما أوردته صحيفة “يديعوت أحرنوت” على موقعها الإلكتروني تحت عنوان “نجم ألبيرون يسطع في موقع ويكيليكس”، حيث كان عالم الجريمة المنظمة في إسرائيل موضوع برقية أرسلها السفير الأمريكي في “إسرائيل” في أيار 2009 لوزارة الخارجية الأمريكية، والشرطة الفيدرالية الأمريكية، وأهم ما جاء في البرقية كان:” الجريمة المنظمة في إسرائيل لها جذور عميقة، لكنها في السنوات الأخيرة شهدت تصاعدً كبيراً في حجمها”.

 

وتابع السفير الأمريكي القول في برقتيه:” على الرغم من أن الشرطة الإسرائيلية والجهاز القضائي الإسرائيلي قاموا بحملة واسعة ضد الجريمة المنظمة إلا أن هذه المشكلة أبعد ما تكون عن الحل في المرحلة الحالية”.

 

وأبدت برقية السفير الأمريكي تخوف من تأثير تعاظم الجريمة المنظمة في “إسرائيل” على مستوى الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية كون معظم جنود عائلات الإجرام (كما سماهم السفير الأمريكي) لديهم جوازات سفر أوروبية، ولا يحتاجون لتأشيرة دخول للولايات المتحدة الأمريكية، مما يصعب الحد من دخولهم للولايات المتحدة الأمريكية، واستذكر في هذا المجال قضية “آدم أبطبول” إبن أحد كبار عالم الجريمة المنظمة في “إسرائيل” والمدعو “تشارلي أبطبول”، حيث سافر “آدم أبطبول” للولايات المتحدة الأمريكية في حزيران 2008 من أجل تنفيذ عملية قتل على خلفية تصفية حسابات، لكنه إضطر للعودة قبل الموعد للمشاركة في جنازة والده.

 

وتحدثت برقية السفارة الأمريكية عن خمس إلى ست عائلات يسيطرن على عالم الجريمة المنظمة في “إسرائيل”، وهي عائلات أبرجيل، وألبيرون، وأبطبول، وهاراري وعائلة روزنشتيان، وهذه هي العائلات هي الأكثر شهرة ومعرفة بعالم الجريمة المنظمة.

و الجريمة في إسرائيل تعتبر نمط حياة حيث تعالت صرخة رئيس الكنيست رونين ريفلين، معلناً ان الجريمة في اسرائيل باتت تشكل تهديداً استراتيجياً بعدما اصبح المجتمع الاسرائيلي مجتمعاً متوحشاً، على حد قوله، و اشار موجهاً حديثه الى نواب البرلمان: "هل تعلمون ان الناس في اسرائيل يدفعون المال ليحصلوا على الحماية.. فقد اصبح ذلك موضة وأسلوب حياة".

وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش في حكومة نتنياهو، الوزير من حزب اسرائيل بيتنا بقيادة العنصري ليبرمان فهو قادم من الجيش لكنه مثل وزراء سبقوه في هذا المنصب، لا يعلم الا القليل عن الامن الداخلي، وهذا القليل الذي يعرفه، لا يجيد استخدامه في الوقت والظرف المناسبين (معاريف 21/8/2009) وهو منهمك بتبرئة رئيس حزبه المتهم بعدة جرائم تتعلق بالنساء، والغريب ان ليبرمان يخضع للتحقيق من قبل الشرطة القطرية الخاضعة لرئاسة الوزير اهرونوفيتش نفسه، في هذه الحالة، يعتبر وزير الامن الداخلي في اسرائيل هو الاكثر ضعفاً من بين كافة وزراء حكومة نتنياهو.

وحسب تقارير تتحدث عن  الجريمة المنظمة تستفحل في إسرائيل و تستفحل حاليا ظاهرة "الجريمة المنظمة" في إسرائيل، إلى درجة تحولت معها إلى مصدر قلق للشرطة والإسرائيليين المذعورين على حد سواء.

خاصة وأنّ نسبة كبيرة من ضحايا الجريمة في إسرائيل هم من الأبرياء وممن لا علاقة لهم بتنظيمات الجريمة.

و لا يمّر يوم في إسرائيل إلا واحتلت عناوين الجريمة المنظمة أو غير المنظمة مساحات كبيرة من الصحف الإسرائيلية قاطبة، ولا تقتصر الجريمة على التنظيمات الكبيرة فقط إنما تتفشى بين أوساط الشباب الإسرائيليين وتتنوع مثل حوادث القتل والطعن في النوادي الليلية والاعتداءات الجنسية المتكررة في المدارس وبين الفتيان.

وإلى جانب الجريمة المنظمة، تتفشى بين صفوف الشبيبة الإسرائيلية أحداث القتل والعنف في النوادي الليلية. وسجلت إسرائيل مؤخرًا عدداً من جرائم القتل في النوادي وتبين من معطيات الشرطة مؤخرا  أن هناك تسعة آلاف حادث عنيف بين الشبان الإسرائيليين.

وحول اعتماد إسرائيل سياسة الجريمة المنظمة و في ذلك اللقاء الذي أجراه معه الكاتب والصحافي الإسرائيلي المعروف عاموس عوز، ونشرته صحيفة دافار العبرية في 17/9/1982، ثم ترجم إلى الفرنسية وصدر عن دار "كالمان ليفي" تحت عنوان "أصوات إسرائيل" تحدث البلدوزر الإرهابي شارون بمنتهى الوضوح عن أدبيات المجزرة التي أسماها "المهمات القذرة" وأطلق الكاتب الإسرائيلي على الحوار مصطلح "المانيفستو النازي لشارون".

يوضح عوز في تقديمه للحوار أن "اعترافات شارون في اللقاء المانيفستو تعكس إيمانا نازيا يعلنه شارون صراحة، حيث أعرب عن رغبته بأن يطبق على الفلسطينيين ما فعله هتلر باليهود خلال الحرب العالمية الثانية ويأسف لأن ذلك لم يحصل عام 1948.

ويضيف "إن هذا المانيفستو لا يلخص فقط الأيديولوجيا الصهيونية إزاء الفلسطينيين بل تجاه يهود العالم، حيث يوضح شارون ضرورة تحفيز عملية تهجير مزدوج، تهجير الفلسطينيين من فلسطين وتهجير يهود العالم إليها -المانيفستو اليهودي- النازي لشارون".

ويكثف لنا شارون من جهته معتقداته وأفكاره ومشاريعه في فلسطين في ذلك "المانيفستو" قائلاً "أنا لا أعرف إلا شيئا واحدا، طالما أننا نقاتل لأجل وجودنا، فكل شيء مسموح. حتى ما هو غير مسموح به عرفا، حتى طرد العرب جميعاً إلى الضفة الشرقية للأردن. كلهم قطعيا".

إنه ذات النهج والطريق العنصري الإرهابي الدموي الإبادي التطهيري ضد الفلسطينيين الذي قاده وأنتجه قادة وجنرالات الدولة الصهيونية ويواصله نتنياهو  اليوم كمواصل لمانيفستو ونهج شارون.

واليوم ها هو نتنياهو الشاروني يواصل طريق معلمه في الإرهاب المجازري الجماعي ويعيد الأوضاع إلى مربعها الأول, ويستأنف لغة المروحيات والصواريخ والاغتيالات والمجازر الجماعية ضد نساء وأطفال وشيوخ فلسطين ويهدد بالاجتياحات وإعادة الاحتلال لغزة.

ويعتبر الباحثون أن نظام التعليم الإسرائيلي مسئول، إلى حد ما، عن ظهور الجريمة وتفاقمها، اذ أنه لم ينجح في إعطاء هؤلاء المهاجرين أية قيمة إيجابية بدلاً من التي جذبوها معهم، والتي كانت أساساً صلباً في بلدانهم التي قدموا منها، وكان من نتيجة ذلك حدوث أزمة غياب القيم، وهذه شكلت في كثير من الأحيان عاملاً للجريمة. كما اعتبرت طريقة التدريس عاملاً في بروز الجريمة، إذ أنها تهتم بالتعليم وتهمل التربية، فتشدد في إنجاز البرامج وإكمالها وليس في إكساب الطلاب القيم التربوية، ومن هنا ليس في إمكان الشباب الصمود في مواجهة العوامل التي تحطم القيم الأخلاقية بخاصة في الأحياء الفقيرة.

ويرى البعض أن التوتر والحالة النفسية الصعبة اللذين يعاني منهما المجتمع الإسرائيلي والاستمرار في التحريض على الحروب تشكل عوامل رئيسية في ارتكاب أعمال العنف والجريمة. وتحدث الدكتور بنيامين يانوف، المحاضر في جامعة بارايلان عن التوتر الذي تسببه الحروب، بالقول: «من المؤكد أننا ندفع الثمن، وأن التوتر الأمني الصعب يؤثر في سكان الدول. إنني أعتقد بأن سلوك السائقين الإسرائيليين العنيف على الطرقات، من خلال غياب الحذر وغياب التهذيب، ليس صدفة. فالتوتر الأمني الذي يسود البلاد يترك طابعه وله تأثير كبير في السلوك العنيف».

ويعود جانب مهم من سلوك العنف والجريمة إلى الاصول الثقافية المختلفة للمجتمع الإسرائيلي. كما أن الفجوة الاجتماعية والطائفية ساعدت على انتشار العنف والجريمة.

ضابط الاستخبارات الإسرائيلي دان أوهاد صرح أثناء اجتماع مشترك مع السلطات الأميركية في نيويورك: «أن اليهود الروس يمثلون 10 بالمئة من سكان إسرائيل، وأن 10 بالمئة من هؤلاء هم من المجرمين المرتبطين بالمافيا الروسية». وعلق أحد المسؤولين البارزين في وزارة الخارجية الأميركية قائلاً: «كلما نتعقب واحداً من زعماء المافيا والجريمة المنظمة الروسية، يتبين أنه يحمل جواز سفر إسرائيلياً».

والحقيقة أن رجال المافيا الروسية يهتمون بالحصول على الجنسية الإسرائيلية بسبب عدم التزام الدولة العبرية بمعاهدات تسليم المجرمين، كما أنها مصنفة ضمن أفضل أماكن غسيل الأموال في العالم.

ونتيجة لكل ذلك أبدى عدد من خبراء مكافحة الجريمة المنظمة قلقهم من أن بعض أعضاء العصابات استطاعوا شق طريقهم بالمال ليصلوا إلى عالم السياسة عبر شراء ولاء السياسيين بالرشاوى، ومن أشهر نجاحاتهم تجنيدهم ناتان شارانسكي اليهودي الروسي الذي أسس حزباً يتألف في معظمه من المهاجرين الروس وسماه حزب «يسرائيل بعليا» وترأسه بنفسه! وأصبح الحزب فاعلاً جداً في الحياة السياسية الإسرائيلية وفاز بمقاعد عدة في الكنيست. وتلقى شارانسكي تحذيرات أميركية بسبب علاقاته المتينة ببعض الأعضاء المشهورين عالمياً في عصابات المافيا، مثل غريغوري لوتشانسكي، وهو وسيط شهير بين الحكومات الأجنبية وعالم  الجريمة المنظمة التقليدية.

المدعي العام “الإسرائيلي” المنتهية ولايته اران شيندار  اعتبر ان ثمة روابط بين أوساط الجريمة المنظمة ومسئولين سياسيين في “إسرائيل” خصوصا في حزب الليكود

وقال في مقابلة تلفزيونية “ثمة روابط بين الجريمة المنظمة والسلطة. لكن ينبغي التشديد على أن هذا الأمر ليس على مستوى رفيع”. وأضاف رئيس النيابة العامة “الإسرائيلية” ان “الشرطة ومصلحة الضرائب والحكومة تكافح بالتنسيق المنظمات التي تغطي نشاطات إجرامية مثل الدعارة وألعاب الميسر”. ووجه أصابع الاتهام إلى “بعض الأعضاء في اللجنة المركزية لحزب الليكود الذين تسببوا بمشاكل كثيرة على المستوى الإجرامي”.

وكتبت الصحافة الإسرائيلية عن الجريمة المنظمة في إسرائيل ففي استطلاع للرأي أجراه "مؤتمر السلام" الإسرائيلي تبيّن أن غالبية الإسرائيليين تعتقد بازدياد الأوضاع سوءاً من عام إلى آخر نظراً لارتفاع مستويات الجريمة في صفوف الإسرائيليين، وكذلك اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء. وقالت غالبية الإسرائيليين إن الوضع يتردى في تسعة مجالات حياتية مختلفة من أصل (11) مجالاً. وأظهر الاستطلاع معطيات سلبية جداً في كل ما يتعلق بقضايا الإجرام بحيث أفادت نسبة (82%) من المستطلعة آراؤهم أن الوضع يزداد سوءاً من ناحية الإجرام وفي هذا السياق، تؤكد الأرقام التي تصرح عنها الدوائر الرسمية بتحفظ أن نسبة الجريمة في إسرائيل تشهد ارتفاعاً من سنة إلى أخرى كما تزداد الجرائم تنوعاً. فقد شهد عدد جرائم الشباب والمراهقين في إسرائيل صعوداً مستمراً، حيث كشف تقرير حول عنف الشباب صدر مؤخرا  ان اسرائيل تأتي في المركز السابع عالمياً في مجال جرائم المراهقين. كما كشف التقرير أن غالبية الشباب يحملون آلات حادة لاستخدامها في المشاجرات فيما بينهم.

المستشار القضائي السابق للحكومة الاسرائيلية "الياكيم روبنشتاين" أكد بأن "هناك مؤشرات خطيرة لتدهور الديموقراطية في إسرائيل" مشيراً إلى "نجاح عناصر من المافيا بدخول دوائر صناعة القرارات بواسطة الرشى". وفي ضوء ذلك، رصدت الحكومة ميزانية خاصة لمكافحة الجريمة المستفحلة في إسرائيل وشرعت الشرطة في عمليات لتخفيف منابع المال التي تغذي العصابات المنظمة بالدعم المالي مثل أوكار تجارة المخدرات وصالات القمار غير القانونية المنتشرة في المدن الكبرى، خاصة في تل أبيب وإيلات.

وجدير بالذكر ان ظاهرة انتشار الفساد والجريمة المنظمة في صفوف السياسيين والمسؤولين الاسرائيليين ليس ظاهرة فحسب، بل هو أمر متأصل في بنية المجتمع منذ قيام الدولة الصهيونية. كما أن الارتفاع الملموس والواضح في نسبة الجرائم والفساد في اسرائيل، خاصة لدى كبار رجال الدولة، قد دفع أبراهام بورغ الرئيس السابق للكنيست الاسرائيلية الى القول بأن "الدعامتين الأساسيتين للحركة الصهيونية، أي السلوك المستقيم والقيادة الأخلاقية، لم تعد موجودتين وإن وجدتا فإنهما تتعرضان للتآكل المستمر، فالدولة الإسرائيلية الآن تختنق تحت وطأة الفساد والظلم والعنف".

وقد دفع هذا الوضع صحيفة "معاريف" العبرية الى القول بأن "المجتمع اليهودي يعيش مرحلة العد العكسي لاحتضاره، فكل شيء آخذ بالضعف وكل شيء آخذ بالتصدع والتفكك".

ــــــــــــ

* صحفي وكاتب متخصص بالشئون الاسرائيلية غزة

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ