ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قوة
الاعتقاد الإيجابي أ.د.
محمود نديم نحاس قرأت أن
علم الإدارة في إيطاليا قدم
نظرية "قوة التوقعات"
ونظرية "الاعتقاد
الإيجابي" وخلص إلى تخصص
إداري عنوانه "إدارة
التوقعات"، الذي تطبقه
الشركات الناجحة. وخلاصته أنه
ليتحقق النجاح لابد أن تكون
التوقعات المستقبلية إيجابية. وفي
الحديث القدسي "أنا عند ظن
عبدي بي". والتجارب تقول: من
ركّز على النجاح واعتقد به،
سيتحقق له، ومن ركّز على
الإخفاق واعتقد به، سيتحقق له.
والمثل العامي يقول: من يخاف من
القرد يخرج في وجهه. ينطلق
المنهج النبوي من المبدأ
التفاؤلي بغض النظر عن الواقع
المرير. فعندما كان صلى الله
عليه وسلم متوسدا بردة له في ظل
الكعبة، وطلبوا منه أن يستنصر
لهم، قال: والله ليتمنَّ هذا
الأمر، حتى يسير الراكب من
صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا
الله، والذئب على غنمه، ولكنكم
تستعجلون. الإيجابية والرضا
والتفاؤل والتصالح مع الذات،
أمور حميدة تنعكس على آفاق
الحياة سعادة وبهجة وراحة
وطمأنينة، والعكس صحيح، فالذين
لا يعرفون إلا السلبية والتشاؤم
لا يهنؤون بعيش، ولا يعرفون
معنى الابتسام، ولا ينشرون بينا
الناس إلا اليأس. وقد ورد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل على رجل يعوده، فقال: (لا
بأس، طهور إن شاء الله). فقال:
كلا، بل حمى تفور، على شيخ كبير،
كيما تزيره القبور. قال النبي
صلى الله عليه وسلم: (فنعم إذا).
لقد أراد أن يُلفت نظر ذاك
المريض إلى الفائدة من مرضه
وألمه، وهي تطهيره من ذنوبه،
لكن المريض لم يرَ من الأمر إلا
أسوأ شيء منه. التوقعات
الإيجابية أمر ضروري لتحقيق
الأهداف، لكن لا بد أيضاً من
اتخاذ الأسباب. وإذا علا الهدف
ازداد الجهد المطلوب لتنفيذه.
فلابد من السعي حتى نستطيع
التفريق بين الطموح والأحلام.
فالطموحات التي يرافقها عمل
وهمَّة عالية تسعى لتحقيقها
تعطي ثمارها بإذن الله، في حين
تبقى التوقعات الإيجابية
أحلاما إن لم يرافقها عمل ولم
يبذل صاحبها جهداً. وقد نبهنا
الشاعر إلى أنه من يخطب الحسناء
سيدفع المهر الذي يُطلب منه
مهما كان مرتفعاً: "ومن يخطب
الحسناءَ لم يَغلُهُ المهر". كثير من
الشباب يطمحون أن يدخلوا كلية
الطب أو الهندسة، ولكن في
النهاية يدخلهما بعضهم فقط،
ويخفق الباقون وذلك لأنهم لم
يسعوا السعي الكافي لنيل ما
تمنوا. لكن مع ذلك فالشاب الذي
يخطط إيجابيا يكون لديه بدائل،
في حين يبقى غيره على ذكرى حلم
لم يتحقق، ويتضجر من القضاء،
ناسياً أنه ورد في الحديث: فمن
رضي فله الرضا ومن سخط فله
السخط.وفي التنزيل: (ومن أراد
الآخرة وسعى لها سعيها)، وهنا
يجدر بنا التأمل في قول الحسن
البصري في أناس لم يعملوا
لتحقيق ما يطمحون إليه فقال: إن
قوما قالوا: نحسن الظن بالله!
كذبوا... لو أحسنوا الظن لأحسنوا
العمل. ـــــــــ كلية
الهندسة، جامعة الملك عبد
العزيز ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |