ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 21/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

ساحل العاج و"ساحل غزة"

عريب الرنتاوي

لم يقف العالم مكتوف الإيدي حيال محاولات لوران غباغبو، "سرقة النصر الانتخابي" الذي حققه خصمه وصديق الغرب، الحسن وتارا، فالولايات المتحدة شرعت في تحضير قوائم المشمولين بعقوباتها من بين مستشاري غباغبو والمقربين منه، والأمم المتحدة ترفض قرارات الرئيس المنتهية ولايته، وتصر على إبقاء قواتها على الأرض لحماية الرئيس المنتخب، وفرنسا التي تحتفظ ببقايا جالية استعمارية تقدر بحوالي 15 ألف مواطن على أرض الـ"كوت ديفوار" أمهلت الرئيس المنتهية ولايته وزوجته، أيام قلائل قبل أن يبدأ بمواجهة الويل والثبور وعظائم الأمور.

 

والحقيقة أننا نفرح عندما نرى العالم ينتصر لصناديق الاقتراع وينحاز لخيار الديمقراطية ويحترم إرادة الشعوب في اختيار حكامها وممثليها، فنحن أولاً وآخراً، نتمنى لدولنا ومجتمعاتنا أن تصل ذات يوم قريب، إلى ضفاف الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، بعد أن ابتليت لسنوات وعقود بـ"الركود الآسيوي / الشرقي"، وذاقت الأمرين من حكام لا يأتيهم الباطل عن يمين أو شمال، لا هم ولا ذريتهم وسلالاتهم وحاشيتهم وبطاناتهم.

 

لكن إحساساً بالإشمئزاز سرعان ما يسيطر علينا ونحن نتتبع فصول هذه "الغضبة المضرية" للغرب المنافح عن الديمقراطية في "ساحل العاج"، وهو إحساس ينغّص علينا فرحتنا، ويزيدنا قناعة على قناعة، بأننا أمام "غرب منافق"، متورط بمعاييره المزدوجة، من الرأس حتى أخمص القدمين، ما يزيدنا إحباطاً على إحباط، ويأساً فوق يأس.

 

ديمقراطتيه – الغرب – مقدسة ومشتهاة، عندما تكون نتائجها في غرب أفريقيا – ساحل العاج – مواتية له ولحساباته ومصالحه واستراتيجيات، بيد أنها تصبح شراً مستطيراً عندما تأتي في شرق المتوسط – ساحل غزة – بنتائج لا ترضيه ولا تخدم حساباته، وتتعارض مع "هوى" ربيبته، وإفراز عنصريته وكراهيته للآخر: إسرائيل.

 

ديمقراطيته خط أحمر، عندما يتعلق الأمر بالحسن وتارا، وهي تستحق أن تُجرّد من أجلها الجيوش وتُستنفر في سبيلها  الدبلوماسيّات وتُجييش لحمايتها وصيانة نتائجها، "الشرعية الدولية" بكل أذرعتها وأنيابها ومخالبها...لكن ديمقراطيتنا التي تأتي بممثلين من طينتنا وطرازنا من نمط اسماعيل هنيّة، فهي شبح أسود، يستحق أن تُستنفر في وجهه، كل الأسلحة والأجهزة والأدوات التي وضعت تحت تصرف نظيره، الحسن وتارا.

 

في ساحل العاج، كل الجهود تبذل لإنقاذ "نصر الحسن وتارا"، وفي ساحل غزة، كل الجهود بذلت وتبذل لحصار "نصر إسماعيل هنية" وقبر تجربته في مهدها...هناك في أبيدجان، تحرس الأمم المتحدة المقر المؤقت للرئيس المنتخب، وهنا في غزة يمنع "المجتمع الدولي" الغذاء والدواء عن غزة، ويتجند العالم لإغلاق المعابر والبوابات والأنفاق والسراديب التي تنقل الغذاء والدواء والكساء لأهل القطاع المنكوبين بديمقراطيتهم.

 

في غزة يقدم المال والسلاح والتدريب والغطاء السياسي لقادة ميليشيات أمنية فاسدة لتنفيذ انقلاب على نتائج انتخابات شهد العالم بنزاهتها وشفافيتها...وفي ساحل العاج، يرصد المال والسلاح والقوات لقطع الطريق على المعترضين على نتائج الانتخابات، الذين يحاولون منع الفائز من تشكيل الحكومة وممارسة الحكم بحرية.

 

أهل "ساحل غزة" يدفعون ثمن اختياراتهم ويعاقبوا يومياً على إعطاء حماس فوزاً كاسحاً في انتخابات 2006...أما أهل ساحل العاج، فيجب أن يكافؤا لأنهم منحوا الحسن وتارا نصراً ملتبساً، يحتمل الاجتهاد والتأويل...كل شيء ممنوع على غزة حتى الحبوب المهدئة لنسائها الثكالى والمجوّعات والمحاصرات...أما الحظر على "عقاقير" تكبير الأرداف، فسوف يرفع فور تولي تارا لمقاليد السلطة من القصر الجمهوري وليس من "فندق الغولف"، وسيصبح بمقدور نساء ساحل العاج تكبير أردافهن بحرية، لتقديم أداءات أكثر إثارة لرقصة "بوبارابا" والتي تعني باللهجة المحلية "المؤخرة الكبيرة".

 

أهل غزة لا "بواكي" لهم، أما أهل "بواكي"، ثالث مدن الساحل الأفريقي الجميل، فالعالم كله يبكي من أجلهم ويصلي لراحة أنفس ضحاياهم، ويتضرع للعلي القدير بأن يخرج "ديمقراطتيهم من عنق زجاجة غباغبو. ويسألونك بعد ذلك: لماذا يكرهوننا ؟!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ