ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
بين
العلماء الربانيين والعملاء
الليبراليين عوض
بن أحمد الناشري بسم
الله الرحمن الرحيم الحمد
لله القائل : ( يَرْفَعِ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
المجادلة، آية 11 . والقائل
سبحانه : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ
وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا
الأَلْبَابِ) الزمر، آية 9 . والقائل
سبحانه : (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ
وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ
الْعِلْمِ قَآئِمَاً
بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) آل
عمران، آية 18. والصلاة
والسلام على نبي الرحمة سيدنا
محمد بن عبدالله صلى الله عليه
وسلم القائل : " من سلك طريقاً
يلتمس فيه علماً سهل الله له
طريقاً إلى الجنة، وإن العالم
ليستغفر له من في السموات ومن في
الأرض، حتى الحيتان في الماء،
وفضل العالم على العابد كفضل
القمر على سائر الكواكب، وإن
العلماء ورثة الأنبياء، إن
الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا
درهماً، إنما ورثوا العلم فمن
أخذه أخذ بحظ وافر " (أخرجه
أحمد 2/407 وأبو داود ح (3641)
والترمذي ح(2646) وابن ماجه ح (223) ،
وحسنه الألباني في صحيح الترغيب
والترهيب للمنذري 1/33 ) . وبعد : إن من
أشد ما بُليت به أمة الإسلام من
عهد نبيه صلى الله عليه وسلم
وعلى مر العصور والدهور إلى
زماننا هذا هم أهل الزندقة
والنفاق وأهل الأهواء والشهوات
وأهل الزيغ والشبهات ، الذين هم
لكل عدو للإسلام والمسلمين ناصر
. أولئك
هم أهل النفاق والهوى والشهوة –
لاكثرهم الله – نجدهم لكل فكر
هابط ممجدين ، ولكل شهوة مفسدة
مروجين همهم الأوحد أن يروا
المجتمع في أوحال الرذائل
متخبطاً ، ومن ثياب العفة
والطهر متعرياً ، وقد قاموا
وقعدوا وفكروا وقدروا ما هي
الوسائل في تحقيق أهدافهم
الوضيعة ومخططاتهم القبيحة فلم
يجدوا أفضل ولا أسرع لتحقيق
فسادهم من إقصاء دور العلماء ،
واحتقارهم وتسفيهم والجرأة
عليهم . وهذه
الشنشنة القبيحة معروفة من قديم
الزمان وسالف العصر والأوان ،
فعلى مر العصور نجد أن هذا
الطابور قد ناصب الأنبياء
العداء وقذفهم بالتهم الباطلة
وشتمهم وسبهم بأقذع الأوصاف
ليسقط مكانتهم من نفوس الناس ،
وليصنع حاجزاً بين أولئك
المصلحين وبين أقوامهم لكي لا
يأخذوا عنهم ما يريدون إيصاله
من دعوة التوحيد وإخلاص العبادة
والصدق والأمانة والعفة
والطهارة . وكذلك
الحال مع العلماء والدعاة أيضاً
فإذا استطاع الأهوائيون ..
وغيرهم أن يسقطوا مكانة
المصلحين والمربين والموجهين
من العلماء والدعاة من نفوس
الناس – لا قدَّر الله – تمكنوا
بعد ذلك من نشر فسادهم
وانحلالهم وبث شبههم وشهواتهم . لأنه ما
دام أن العلماء والدعاة وطلبة
العلم لأهل الأهواء والشهوات
بالمرصاد ، وفي نفس الوقت محبة
الناس للعلماء والدعاة وثقتهم
بهم ، فأقول ما دام الحال بهذه
الصورة فلن يتمكن الليبراليون
والشهوانيون من نشر فسادهم وبث
انحلالهم المدمر للمجتمع . يقول
ابن رجب في شرح حديث ( من سلك
طريقاً يلتمس فيع علماً ..... ) -الذي
سبق ذكره – يقول : - "وإنما
يبغض المؤمن والعالم عصاة
الثقلين ؛ لأن معصيتهم لله
اقتضت تقديم أهوائهم على محبة
الله وطاعته، فكرهوا طاعة الله
وأهل طاعته، ومن أحب الله وأحب
طاعته، أحب أهل طاعته، وخصوصاً
من دعا إلى طاعته وأمر الناس بها
وأيضاً فإن العلم إذا ظهر في
الأرض وعمل به درت البركات،
ونزلت الأرزاق، فيعيش أهل الأرض
كلهم، حتى النملة وغيرها من
الحيوانات ببركته..." ولا ريب
في أن هذه الحملة المنظمة من بعض
الصحفيين والإعلاميين وغيرهم
هي حملة تهدف إلى تشويه صورة
العلماء وزعزعة مكانتهم في نفوس
الناس . وهذا
منصوص عليه في برتوكولات حكماء
صهيون وهو البروتوكول السابع
عشر حيث يقول : (وقد
عنينا عناية عظيمة بالحط من
كرامة رجال الدين من الأمميين (غير
اليهود) في أعين الناس، وبذلك
نجحنا في الإضرار برسالتهم التي
كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في
طريقنا، وإن نفوذ رجال الدين
على الناس ليتضاءل يوماً فيوماً
) بروتوكولات حكماء صهيون /
ترجمة محمد خليفة التونسي ص 187 . ولكن
اللعبة مكشوفة يا دعاة
الليبرالية والتغريب بأن الهدف
من تحطيم مكانة العلماء والسعي
لتهميش دورهم وتصوير العلماء
بصورة سيئة من (التشدد،
التكفير، الإرهاب، السذاجة
والغفلة، الجمود والانغلاق،
مصادمة العقل، إلى غير ذلك)
فالهدف واضح يا أفراخ الإفرنج
هو: إحداث
عملية إرباك وفوضى في المجتمع
وبين الناس ، حيث يظهر
التغريبيون أنهم أصحاب مشاريع
تنموية وتطويرية وهي مشاريع في
ظاهرها ممتازة ، ولكنها في
باطنها تهدف لغير ذلك من تغريب
للمجتمع وتفكيكٍ لتركيبته
وإفسادٍ للمرأة من خلال
المطالبة بأن تعمل في شتى
المجالات دون قيدٍ أو ضابط . فإذا
تحدث العلماء في بعض الأهداف
المبطنة وجدوا أن الناس أصبحوا
لا يستمعون إليهم - لا قدر الله -
فتمرر المخططات التغريبية
والليبرالية النتنة . ومما
انتهجه بنو ليبرال في الهجوم
على العلماء والدعاة والمصلحين
هو أسلوب قذر هابط ألا وهو
السخرية والاستهزاء من خلال
مسلسلاتهم أو ما يرسمه غلمانهم
الأغرار في صفحات الجرائد . وسئل
الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن
بعض الناس يسخرون بالملتزمين
بدين الله ويستهزئون بهم فما
حكم هؤلاء؟ فأجاب :
- " هؤلاء الذين يسخرون
بالملتزمين بدين الله المنفذين
لأوامر الله فيهم نوع نفاق، فإن
الله قال عن المنافقين: - {الَّذِينَ
يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ
يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ
فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ
اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ} [ التوبة، آية
79]. ثم إن
كانوا يستهزئون بهم من أجل ما هم
عليه من الشرع، فإن استهزاءهم
بهم استهزاء بالشريعة،
والاستهزاء بالشريعة كفر، أما
إذا كانوا يستهزئون بهم يعنون
أشخاصهم، وزيهم بقطع النظر عما
هم عليه من إتباع السنة فإنهم لا
يكفرون بذلك؛ لأن الإنسان قد
يستهزئ بالشخص نفسه بقطع النظر
عن عمله وفعله لكنهم على خطر
عظيم. " المجموع الثمين 1/65 . ومع هذا
كله فإنه لا عصمة لأحد من الخلق
بعد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، فكل يؤخذ من قوله ويرد
والعلماء أنفسهم يقررون هذا
ويؤصلونه ، ولكن العبث الغير
مقبول والمهزلة العلمية ، أن
يناقش من ليس بمتخصص في تخصص أو
فنٍ لا يحسنه وقد قيل : من تحدث
فيما لا يحسن أتى بالعجائب . إذ لا
يقبل عقلاً أن يأتي إنسان متخصص
في التاريخ مثلاً ويقول لمتخصص
في الهندسة الكهربائية أريد أن
أناقشك في بعض أصول الهندسة
الكهربائية ونظرياتها . فهل هذا
يعقل . وبعد
هذا كله وبعد حملاتهم المسعورة
على العلماء خلال السنوات
الأخيرة ... في وقت سلم منهم ياسر
الحبيب الذي يتهم أمنا عائشة
رضي الله عنها – بالزنا والفحش
، فلم نجد أحداً منهم سطّر سطراً
واحداً أو ذب عن عرض أمه – رضي
الله عنها – بل على العكس
وجدناهم صفاً واحداً – لا كثرهم
الله – في الذب عن السيستاني ،
ضد الشيخ العريفي والآن أمنا
وأم المؤمنين عائشة يقال عنها
زانية وتوصف بأقذع العبارات ولم
يغاروا .. لها – رضي الله عنها . ولكن
أبشركم أني متفائل جداً جداً
لسبب بسيط وهو إفلاس
الليبراليين والتغريبيين (
الأقلية الناطقة والمتمردة على
دينها ووطنها ) برغم تمكنهم
وحصولهم على نصيب الأسد
إعلامياً ، إلا أن المتابع
البسيط جداً للوسط الثقافي
والفكري يرى أن منهج الإستعلاء
والغطرسة التي مارسها التيار
الليبرالي والتغريبي من خلال
وسائل الإعلام المختلفة كانت
نكبةً عليه ولم تكن في صالحه ،
وزادت من عزلته في المجتمع
المسلم والمحافظ ، إذ إن هذه
الغطرسة الليبرالية لرموز
العلمنة والتغريب في الآونة
الأخيرة كشفت حقائق خطيرة لهذا
التيار الخبيث والخطير.. فكشف
هذا التيار عن موقفه من الدين
والعلماء والقيم والمجتمع . فكان
النتيجة التي تغيض العدو وتسر
الصديق أن أصبح هذا التيار
الليبرالي التغريبي تياراً
يشعر بالعزلة والخزي في المجتمع
ولا يستطيع أن يفصح عما في نفسه
بشكل مباشر خشية النقمة عليه من
الناس والمجتمع ولهذا هم مفلسون
مجتمعياً ليس لهم أي دور في أرض
الواقع لامؤسسات خيرية ولا
منظمات شبابية ولا هيئات إغاثية
ولا منابر إعلامية مباشرة مع
المجتمع وما الإنتخابات
البلدية عنا ببعيد . هذا ولد
عندهم شعور بردة الفعل ضد
العلماء والدعاة واهيئات الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر
والقضاء والإفتاء . إن طامة
هؤلاء الليبراليون والتغريبيون
وحظهم النكد أن أرادوا لمشروعهم
النجاح في بلد مثل هذا البلد -حرسه
الله وحفظه - المحصن بفضل الله
عقدياً وفكرياً سواء على مستوى
الدولة أو المجتمع فالدولة -
أعزها الله - قائمٌ دستورها
ونظام الحكم الأساسي على كتاب
الله وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم ، والمجتمع مجتمع نشأ على
هذا أي على كتاب الله وسنة رسوله
صلى الله عليه وسلم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |