ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 29/12/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

فتح وحماس إذ تتهددان بـ"التحرير"

عريب الرنتاوي

هدد السيد عزّام الأحمد، عضو لجنة فتح المركزية ورئيس كتلتها في المجلس التشريعي "المُعطّل"، باسترداد قطاع غزة من أيدي مختطفيه من "ميليشيات حماس"، إذ ما تعذرت المصالحة الوطنية، واستمرت حماس في مماطلتها وتهربها من هذا الاستحقاق الوطني...الأحمد تدارك تصريحه وقال أن فتح ستفعل ذلك من دون اللجوء إلى السلاح، فليس من مبادئها استخدام السلاح لحسم خلافات فلسطينية داخلية، و"بشّر" الناس بأن أهل القطاع سيساندون فتح في مسعاها التحرري أو التحريري هذا، من دون أن يكشف عن ماهيّة "الأسلحة" البديلة التي ستلجأ إليها  فتح والسلطة لتحرير القطاع المختطف.

 

لا أحد أخذ أو سيأخذ على محمل الجد تصريحات الأحمد وتهديداته، لكن الرجل بمواقفه هذه، فتح الباب أمام فيض من الأسئلة والتساؤلات: هل فرغت فتح من تحرير الضفة والقدس، لتنشغل بتحرير القطاع المختطف...هل بلغت القطيعة بين فتح و"السلاح" حد الاستدراك دائما وفي كل مرة وكل مناسبة، بأن اللجوء للسلاح خط أحمر، سواء لتحرير الضفة والقدس والمقدسات، أو لتحرير القطاع...إن كانت لدى فتح هذه القدرة السحرية على تحرير القطاع من دون سلاح، فلماذا سقط القطاع بلمح البصر في أيدي حماس، حين كان السلاح متوفراً بكثرة لفتح وأجهزة السلطة، وحين كان التواصل الجغرافي قائماً،كيف سقط اقطاع إذن، ومن دون أي مقاومة تذكر، لماذا لم تُختبر هذه العنتريات في حينها وأوانها...هل نصدق الأحمد وتهديداته بتحرير القطاع، أم نصدق ويكيلكيس وجنرالات تل أبيب الذي أفادوا بأن فتح ما كانت لتبقى في السلطة في الضفة لو أن الاحتلال رحل عنها، وأن "بعض فتح" طلب مساعدة إسرائيل للتصدي لحماس وقطع الطريق على سقوط القطاع في أيدي مقاتليها.

 

مؤسفة هذه التصريحات حين تصدر وعملية السلام في أرذل مراحلها، والمشروع الوطني يترنح تحت وقع الاستيطان والعدوان والاحتلال والتوسع، مضحكة هذه التصريحات التي تتحدث عن "خروج ميليشيات على القانون"، لكأن القوم صدقوا أن في فلسطين قانون سيّد غير القانون الاحتلالي، أو لكأنهم لا يستيقظون على حقيقة "سيادة الاحتلال" إلا عندما يبحث أحدهم عن بطاقة "الفي آي بي" لعرضها على الحاجز الإسرائيلي، فيتذكر أنه نسيها في البيت، إلى جانب سريره.

 

في المقابل، أمطرتنا حماس من قطاع غزة، في الساعات القليلة الفائتة بوابل من التصريحات التي تتهدد السلطة وتتوعدها، في قضية الأسرى: يدنا طويلة، ومن وصلت يداه إلى قلب إسرائيل قادر أن يقتص من قادة السلطة وأجهزتها الأمنية الذين يسومون معتقلي حماس سؤ العذاب..رحمناكم من قبل ولن نرحمكم من بعد، إلى غير ما هنالك  من تصريحات تشي بأن حماس على وشك قيادة انتفاضة جماهيرية عرمرمية لتحرير السجناء وإغلاق سجون السلطة والحكومة في رام الله.

 

والحقيقة أن من يقرأ تصريحات بعض قادة حماس، يظن أن السجون الإسرائيلية قد فرغت من سبعة آلاف ساكن ومقيم منذ سنوات وعقود، وأنه لم يتبق على الحركة سوى تحرير المئات من رجالها المحتجزين في سجون الضفة الغربية...من يقرأ هذه التصريحات لا بد يدرك حجم السعادة التي تشعر بها إسرائيل بعد أن نسي الفلسطينيون على ضفتي الصراع الداخلي، قضية الأسرى والمعتقلين لديها، وأخذوا يتقاذفون الاتهامات والتهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور.

 

والمؤسف حقاً، أن حقائق الأمر في الضفة والقطاع هي غير ذلك تماماً، فحماس في الضفة أبدت ضعفاً فوق ضعف، وتراجعاً فوق تراجع، وقد شجع ذلك السلطة وأجهزتها الأمنية على التمادي في استهداف رموزها وقادتها ومؤسساتها إلى حد التلويح بسلاح "الإبعاد"، وهي سياسة صهيونية احتلالية إجلائية، لا أدري كيف يخطر ببال أي فلسطيني، مجرد أن يخطر بباله أن يفكر بأمر مرفوض كهذا، وأخشى ما نخشاه أن نشاهد بعد حين، الجرافات الفلسطينية وهي تهدم منازل الفلسطينيين المطلوبين على خلفية الانتماء لحماس، حتى تكتمل الصورة وتستكمل دائرة التحولات المخجلة.

 

ليست فتح في وارد "تحرير" القطاع، ولا حماس قادرة على "تحرير" سجنائها وزحزحة السلطة عن سلطتها في رام الله، مثل هذه التصريحات من شأنها "تعقيد" حياة الحمساويين في الضفة والفتحاويين في القطاع، وقد آن الأوان لقليل من العقلانية في تناول هذه الملفات، فإن تعذرت المصالحة، فلا أقل من التعايش بأقل قدر من التوتير والاحتراب، فما تفعله فتح بحماس في الضفة، ترد عليه حماس ضد فتح في القطاع، وليس يستفيد من مسلسل التدمير الذاتي هذا سوى الاحتلال والحصار.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ