ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
"عريشة" أولمرت إلى "ورق
عريش" المقاطعة... أما
آن أوان نبذ الأوهام ؟! عريب
الرنتاوي الذين
"يقطّعون" الوقت على أمل أن
يأتي لحكم إسرائيل ائتلاف "أفضل"
من هذا الائتلاف، وأكثر ميلاً
للسلم من نتنياهو – باراك –
ليبرمان، واهمون تماماً، وهم من
حيث يدرون أو لا يدرون، ينخرطون
في لعبة لا أحد يستفيد منها غير
إسرائيل، احتلالاً واستيطاناً
وميزاً عنصرياً. والذين
قدموا "ورق العنب الخليلي"
و"الكنافة النابلسية"
بسخاء لبضع عشرات من الشخصيات
الإسرائيلية بزعم أنها تمثل
معسكر السلام في إسرائيل،
ورهاناً على ما يمكن أن يقدمه
هؤلاء لخدمة قضيتي السلام
للجميع والحرية لفلسطين،
يعرفون تمام المعرفة، أن هؤلاء
بالكاد يمثلون أنفسهم، وربما
مثل عددهم ممن لم تتح لهم الفرصة
لزيارة "المقاطعة". لقد
ولّى الزمن الذي كان يمكن فيه
الرهان قليلاً أو كثيراً على
"التعددية" الإسرائيلية،
فالمجتمع الإسرائيلي ما عاد
ينتج سوى أحزاب وائتلافات
وحكومات، يمينية ويمينية
متطرفة، عنصرية بامتياز، فكل
إناء بما فيه ينضح، والإناء
الإسرائيلي لم يعد فيه متسع
لغير المستوطنين والعنصريين
والمتدينيين واليمينين
المتطرفين. خلال
حكومة نتنياهو الحالية، وعلى
مرأى ومسمع من وزراء العمل
واليسار، وفي ظل صمت مخجل لـ"معسكر
السلام" و"القوى
الديمقراطية" الإسرائيلية
جرى تمرير جملة من قوانين الفصل
العنصري ضد عرب – 48، لقد تحوّل
الكنسيت إلى "آلة عملاقة"
لتفريخ قوانين الفصل والتمييز
العنصريين كما لم يحدث منذ
نشأته قبل أزيد من ستة عقود. وخارج
الكنيست، كان الشارع
الإسرائيلي يمور بالتظاهرات
المنددة بالعرب والداعية
للانفصال "مكانياً" عنهم،
وأصدر حاخامات فتاوى تحرّم بيع
وتأجير العرب، وأمس فقط، أصدرت
زوجات الحاخامات فتوى تحرم على
الفتيات اليهوديات الخروج أو
الاتصال أو الزواج بشبان عرب،
وهذه المنظمة "لهفا" تنشئ
بيوتاً وملاجئ لفتيات يهوديات
قررن الاستجابة لحملاتها
العنصرية والانفصال عن الأزواج
أو الأصدقاء العرب. 44
بالمائة من اليهود يؤيدون فتوى
الحاخامات بعدم تأجير العرب أو
بيع بيوتاً وشققا، أو استقبالهم
للسكن إلى جانبهم...55 بالمائة من
اليهود يؤيد "قسم المواطنة"
الذي ينص على الولاء لإسرائيل
دولة يهودية ديمقراطية، وهو
القسم الذي ظن كثيرون أنه يعبر
عن رأي شخصي لأفيغدور ليبرمان....40
بالمائة من اليهود يؤيدون قانون
لجان القبول الذي يعطي الحق
للجان محلية بعدم استقبال أي
عربي للسكن في القرى والبلدات (المستوطنات)
الصغيرة. مجتمع
مشبع بالأساطير التوراتية
والعقائد التلمودية، ومثقل
بالكراهية والعنصرية، لا يمكن
أن ينتج شريكاً فعلياً في عملية
السلام، ولا يمكن أن يمنح ثقته
لحكومة أو خطة أو سياسة أو
تشريع، تتيح الوصول إلى سلام
قائم على العدل والحق...مجتمع
يرفض ثلثاه على الأقل، مبادرة
السلام العربية، لا يمكن أن
ينجب من هو أفضل من نتياهو
وليبرمان وتسيبي ليفني. مثل هذه
المعطيات لا تترك للشعب
الفلسطيني، في مختلف أماكن
تواجده، سوى خيار التوحد
لاستنهاض الحركة الوطنية
الفلسطينية واستئناف الكفاح من
أجل: (1) التصدي للعنصرية
والفاشية تحت شعار نحو حقوق
مواطنة فردية متساوية وحقوق
وطنية جماعية لعرب – 48...(2) كنس
الاحتلال وتفكيك الاستيطان
وإزالة الجدار في الضفة الغربية
والقدس....(4) رفع الحصار وإنهاء
العقوبات وفتح المعابر ووقف
العدوانات المتكررة على قطاع
غزة....(5) حق العودة والتعويض
لملايين اللاجئين في الشتات
والمهاجر. مشوار
الشعب الفلسطيني مع العودة
وتقرير المصير وبناء الدولة
وعاصمتها القدس، ما زال طويلاً
وشاقاً، ومن السخف الاستمرار في
زرع الأوهام، و"انتظار غودو"
الذي لن يأتي، أللهم إلإ إذا
قُدّر له أن يأتي على هيئة "إيهود
أولمرت" صاحب "العريشة"
إياها، حينها سيأتي مدججاً
بالرصاص المصهور، يسكبه على
رؤوس أطفال غزة والضفة...أليست
مفارقة بشعة للغاية أن "حمائم
السلام" الإسرائيليين الذين
طالما تغنى "المعتدلون العرب
والفلسطينيين" باستعدادهم
للسلم وميلهم الجارف للوفاء
بالتزاماته، هم الأكثر ولوغاً
في الدم الفلسطيني والعربي، من
اسحق رابين محطم عظام أطفال
الانتفاضة الأولى، إلى شمعون
بيرز جزّار قانا وانتهاء
بأولمرت مجرم الحربين على جنوب
لبنان وجنوب فلسطين، مرورا
بإيهود باراك، الجنرال الذي حصد
أكثر وأرفع الأوسمة في تاريخ
العسكرية الإسرائيلية لنجاحاته
في تقتيل العرب والفلسطينيين. أما آن
أوان نبذ الأوهام...من "عريشة"
أولمرت في القدس إلى "ورق
عريش" المقاطعة في رام الله. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |