ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 03/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

هل تآكل خيط العقد تمهيدا لانفراطه؟

بقلم: عمر عبد الهادي

omarjahadi@yahoo.com

هل يبدأ التغيير من تونس, وعن ماذا سوف تسفر أحداث تونس الساخنة؟ والى ماذا سيقود غضب جماهير تونس المبتلاة بالبطالة والصراع من أجل الإبقاء على لقمة العيش المخطوفة من أفواههم والمبتلاة بالفساد الرسمي وبالقمع السلطوي وفقدان الحريات السياسية؟ . نزلت الجماهير في تونس هائجة الى شوارع المدن وابتدأت شرارة العصيان والثورة من "سيدي بوزيد" لتمتد وتنتشر في سائر المدن التونسية وقوبلت بالرصاص الحي فسقط شهداء وجرحى . لم تعبر جماهير تونس عن غضبها فقط بل عبرت عن الغضب المتراكم في صدور المواطنين العرب على طول بلادهم الممتدة من المحيط الى الخليج .

 

تظاهر التونسيون المسلوبة والمنتهكة حقوقهم ونزلت الى الشارع جموع كبيرة منهم وعلى رأسهم العاطلون عن العمل من حملة الشهادات العليا . فهل هذه هي الشرارة الأولى؟ أو الصاعق المفجر لثورة الشارع التونسي أولا ثم يليه تفجيرات مشابهة "ربما بالعدوى الحميدة" في بقية شوارع العرب الإفارقة منهم والآسيويين.

 

لا إختلاف في الأحوال المعيشية والسياسية بالغة السوء التي تخضع لها الشعوب العربية من المحيط الى الخليج لأن غالبيتها العظمى تقع تحت وطئة الفقر والتهميش وفقدان الحريات السياسية والمعاناة من سلطات مستأثرة بالحكم تمدد وتورث لرأس السلطة سواء كانت ملكية أو أميرية أو جمهورية حتى بلغت إستهانتها بالشعوب درجة باتت معها تتصرف كمالكة للأرض وما عليها من بشر وحجر.

 

إستشعر بعض حكام العرب خطورة السخونة القادمة من تونس فكان الإعلان الأول لرئيس دولة عربية نفطية جارة لتونس بأن بلاده ستفتح فرص العمل للتونسيين وبدون قيود وهذا هو الإعلان العربي الأول وربما نشاهد في الأسابيع القادمة إعلانات مشابهة يطلقها حكام الدول النفطية العربية الآسيوية .

 

يشعر أو يعلم حكام العرب جميعهم (إلا من رحم ربي) انهم أشبه بحبات في عقد أو سبحة لا يجمهعا سوى "خيط" ويعلمون أن أمنهم وبقائهم فوق الهرم السلطوي مرتبط بمتانة هذا الخيط فإن تآكل وضعف فقد ينقطع فتتناثر حباته الواحدة تلو الأخرى , لذا يسارعون الى ترميم الخيط  لتمتينه ويتسابقون في إطلاق مبادرات تبدو حسنة في ظاهرها من أجل إنجاز إصلاحات شكلية وتخديرية, كانوا غافلين عنها في أوقات رخائهم .

 

ومن أبرز الشعارات التي رفعها التونسيون الخارجون الى شوارع مدنهم: لا رئاسة مدى الحياة. شغل. حرية. كرامة وطنية.

 

وهذه الشعارات هي أماني مشروعة يتبناها جميع الفقراء والمهمشين من أبناء العروبة . لقد انطلقت الشرارة من تونس فهل تنتقل الى "بلاد العرب أوطاني" لتحدث بالتسلسل انفجارات مدوية تقودنا الى التغيير الإيجابي الشامل الذي تصبو اليه وتتمناه النفوس الخاضعة للتهميش القسري ؟ هذا كلام.. قد يكون حلما وربما حقيقة (ظهرت إشاراتها) تاقت لرؤياها نفوس الأحرار..!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ