ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حادثة
كنيسة الإسكندرية.. أبعد من فتنة
طائفية سوسن
البرغوتي بعد
تطويق مصر من الجنوب، وبالتزامن
مع بداية ظهور "دولة جنوب
السودان"، وبعد فشل ذريع
بابتداع عدو افتراضي، سواء
أكانوا قراصنة الصومال أو
قراصنة الشبكة المعلوماتية، من
الحليفين الاستراتيجيين –أمريكا
و(إسرائيل)، وبعد التحكم بحدود
مصر وتفكيك منظومة الأمن
المصري، وقد اتضح التوغل "الموسادي"
عبر شبكة جاسوسية كُشف عنها
حديثاً، كان لا بد من إعطاء
إشارات نجاح الخطة المعدة "للمكافأة
الكبرى" للمشروع الصهيوني
الاستعماري، وذلك بتفكيك مصر
إلى دويلات، على اعتبار أن من
سيستلم بعد مبارك، لن يكون
قادراً على التحكم بمصر
وبمواصفات (جديدة). إن
التحقيقات بحادثة كنيسة
القديسين، لم تنته بعد، ورغم
توقع تورط عدة جهات، وكل منها له
أهدافه، إلا أن المستفيد الأول
منها، هو من يسعى جاهداً لتفكيك
الدولة الواحدة، والانفصال على
غرار تلك الدولة المسخ المبتدعة
في الجنوب السوداني، أو تهميش
العرب وصولاً لتذويب الهوية
العربية والانتماء للثقافة
الإسلامية، وقد بدأت بذور
الانفصال، تُؤتى ثمارها، بعد
صياح ديكة جمعية الأقباط في
واشنطن، وبث روح الكره والبغض
للعرب والمسلمين (المحتلين)،
والتقرب والتحبب لـ (محرري أرض
إسرائيل) من العرب الغزاة، حسب
تصريحات الجمعية، لتوفير حماية
دولية للأقباط، وتمهيد الطريق
أمام دولة انفصالية. يبدو أن هذه
المجموعات المشبوهة الصغيرة،
لها سند خفيّ قوي وبعيد عن
الأضواء، وفي الوقت المناسب،
تظهر أنيابهم المسمومة، لتنهش
في جسد الوطن، ومن غير المستبعد
امتدادات لها داخل الكنيسة
نفسها في مصر. ثمة
إضافة أخرى عن حاجة استمرار
قانون الطوارئ من قبل النظام،
والحادثة مناسبة، لضبط
الأوضاع، واتخاذ إجراءات ضد
التيار الإسلامي بشكل عام،
فضلاً عن التعتيم على تزوير
الانتخابات التشريعية الأخيرة،
والتحضير لمرحلة ما بعد مبارك،
وتصارع الشعب بلا بوصلة موجهة
للعدو الحقيقي له. أما
وسيلة النظام في هذه المعركة،
فهي شمّاعة القاعدة، وحجته
تصريح سابق لها إبان الاعتداء
على كنيسة – سيدة النجاة- في
العراق، ويبدو أن القاعدة،
أصبحت قواعد، وكل نظام له فرع
"قاعدة"، من خلاله يستطيع
ضرب عدد من العصافير بحجر ضحايا
أبرياء من الشعب، وفي نهاية
المطاف، تلك القواعد، ليست
بعيدة عن منظومة دولة داخل دولة
بلا سيادة ولا أمن، كما يحدث في
العراق.. فهل نحن أمام تعميم هذا
النموذج عربياً، بدءً من العراق
المحتل رسمياً، إلى بلاد أخرى
مستلبة السيادة والقرار
والأمن؟!. خلاصة
القول إن سيادة مصر كدولة على
مفترق طرق، ووحدة الشعب العربي
الواعي في مصر، إجهاض لكل ما
سبق، وهذا ما يراهن عليه كل
عاقل، فمصر مستهدفة حتى عندما
ولجت عصر "السلام"
والتطبيع مع الصهاينة، فكان
إبعادها عن الريادة العربية، ثم
تقزيمها إلى مستوى "الشراكة"
مع الاحتلال للحصار على قطاع
غزة الصامد، وصولاً إلى إدخال
الشعب العربي في مصر نفق مظلم،
عنوانه الفتنة الطائفية، وفعله
التحكم الشامل بمصر ضعيفة
هزيلة، وهذا المرفوض رفضاً
باتاً، فالكرة بملعب القوى
الحيّة لإسقاط الحكومة،
واستعادة مصر العروبة إلى
مكانتها في المقدمة، على أقل
تقدير، فالنظام المصري يعاني
الشيخوخة ودبت فيه الخلافات
الخفية على خلافة مبارك، وتقاسم
ما تمنّ عليهم فيه الإدارة
الأمريكية، تكاد لا تشبع شبق
المتلهفين لسلطة تقمع وتضطهد
الشعب، وتبني على جماجمه
إقطاعيات الإدمان محدودة
المهام ومحددة قطرات الثروة،
كما يحدث في أغلب البلاد
العربية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |