ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 13/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

إخلاء

د. فايز أبو شمالة

الإخلاء لفظاً: هو جعل المكان خالياً. أما في الميدان فمعناه: ترك الشرطة الفلسطينية لمقراتها، ونقل السجناء إلى أماكن آمنه، والابتعاد عن المقر الذي سيتعرض للقصف الإسرائيلي، ويعرف أهل غزة انعكاسات لفظة إخلاء، وما لها دلالات مدوية في قلوبهم، فالإخلاء جزء من تاريخ المقاومة الفلسطينية، يعكس التفوق الإسرائيلي الميداني في كل شيء، ويعكس العناد الفلسطيني، ومواصلة المقاومة رغم التفوق الإسرائيلي.

لعل أسوأ فترة في تاريخ الشعب الفلسطيني كانت تلك الفترة التي لم يكن فيها إخلاء، والتي استمرت من سنة 1994 وحتى سن 2000 تقريباً، تلك الفترة التي كانت فيها دورية الاحتلال الإسرائيلي تسير على طريق "صلاح الدين" الطريق الفاصل بين غزة ورفح برعاية قوات الأمن الفلسطينية، وكان الجندي الإسرائيلي المحتل يجلس آمناً في عربته العسكرية، يغني مع المطربة الإسرائيلية "زهافا بن" ، ولا يخشى أي شرٍ فلسطيني مقاوم، بعد أن صار رجل الأمن الفلسطيني، ينفذ بدقة واحترام تعليمات الضابط الإسرائيلي، في تلك الفترة الفلسطينية الحزينة، كانت مقرات الأمن الفلسطيني لا تتعرض للقصف الإسرائيلي، وإنما كانت تتلقى السلاح من الإسرائيليين، وتتلقى المياه العذبة، والبسكويت، والمشروبات الغازية.

مع بداية انتفاضة الأقصى، سنة 2000، انكسرت هذه العلاقة الثنائية الشاذة؛ حين ارتد رجل الأمن الفلسطيني إلى وطنه، وبصق على التنسيق الأمني، وعاد لخندق المقاومة، وأطلق النار على الجندي الإسرائيلي، ليبدأ الطيران الإسرائيلي بقصف مقرات الأمن والشرطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة، وتأخذ كلمة إخلاء مكانها في قاموس الفلسطينيين.

منذ ذاك التاريخ وحتى يومنا هذا، والفلسطينيون في قطاع غزة يخلون مقرات الشرطة كلما لحق بالإسرائيليين أذى، ويتوقعون قصفاً إسرائيلياً مدمراً، لأن غزة استمسكت بالمقاومة، وتصر عليها، وتتوقع القصف في كل مكان وزمان، ولا تخجل من الإخلاء. فالمخلي لمقره، ومكان عمله ليس جباناً كما يدعي البعض، الذي يخلي المكان، ويبتعد عن قصف الطيران الإسرائيلي مقاوم لروح الهزيمة التي يبثها المنسقون في مقرات الأمن في الضفة الغربية، الذين يتبادلون مع عدوهم الإسرائيلي الزيارات، واللقاءات، والمشاورات، ويتبادلون الشراب والطعام. تماماً مثلما كان سائداً في تلك الفترة التي سبقت انتفاضة الأقصى.

في اللغة يحدث انزياح لمعاني الألفاظ، وهذا ما حدث مع لفظة إخلاء، التي صار معناها في فلسطين مقاومة، وشرف الوفاء للوطن، وصدق الولاء، وخالص العطاء.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ