ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تحية
وتهنئة لأحرار تونس الدكتور
عثمان قدري مكانسي رحمك
الله يا أبا القاسم الشابي ،
وأدخلك فسيح جناته فقد كنت
وما زلت بعد انتقالك لديارالحق
تحمل مشعل التغيير ، وتأبى
الخنوع والذل ، وتعلم الناس كيف
يكونون أحراراً : إذا
الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر ولا
بـُدّ لـليـل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسـر قلتها
بملء فيك لأنك تعلم أن إخوانك
وشعبك أحرارٌ لا يرضون الدنيّة
، ويأبون طأطأة الرأس للظالمين .
إنهم
تحملوا الألم أكثر من عقدين من
الزمان اكتووا فيها بنار الظلم
وعربدة الطاغوت ، وحَسِبَ
أولائك المجرمون أنهم دجّنوا
شعوبهم ، وسيطروا على مقدراتها
، فلما انتفضت جماهير الأمة
عرفوا أن البركان سيحطمهم فولوا
هاربين إلى أسيادهم . إن
أسيادهم لن ينفعوهم ، وتاريخ
العملاء يشهد أن الخائن لأمته
لا قيمة له ، فنهايته إلى مزابل
التاريخ ، وسوء المنقلب ،
وسيعلم - ولات حين معْلـَم - أنه
خسر شعبه وخسر نفسه وخسر أسياده
الذين أفادوا منه إلى حين ، ثم
تناسوه ، ثم ركلوه إلى حيث ألقت
رحلها أم قشعم . لكن
الجلاوزة الظالمين لا يعتبرون
ممن سبق ، ولا يقرأون التاريخ ،
فعقولهم ضعيفة وقلوبهم مطموسة .
ولو كانوا يفقهون سنة الحياة ما
خرجوا على شعوبهم يكوونها
بالنار والحديد ، ولما أذاقوها
مرارة العيش وفرضوا عليها الذل
والإرهاب ، إن الخائن المرذول
سرعان ما ينطفئ بريقه حين تنتهي
صلاحيته ويرفع سيده عنه يد
العون : نهاية
الخائـن المرذول واضحةٌ
سرابُ مجدٍ تداعى دونما
صَخَبِ ويا
أحرار تونس الأبية ؛ هنيئاً لكم
، فقد زال عنكم كابوس الظلم
والظلام . وبدأ فجر الحرية يبزغ
من جديد ، فحافظوا على هذا الظفر
بالوعي والإخلاص – وأنتم أهل
لذلك – ولا تدعوا الصائدين
أصحاب الأهواء يسرقون هذا الفجر
القادم ، وليت
حكام العرب يعون هذا الدرس ،
فيعودون إلى شعوبهم قبل أن
يصيروا إلى ما صار إليه صنوهم في
لحظة ما كان يتوقعها ، فذهب
أدراج الرياح .. أيها
الحكام العرب ؛ لن تنفعكم
الدوائر الأمنية ولا البطش ولا
الإرهاب حين تدور الدائرة على
الظالمين فتطيح بهم أسفل سافلين
... " إن
في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو
ألقى السمع وهو شهيد " ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |