ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
انتفاضة
سيدي بو زيد..رؤية أخرى بقلم
الإعلامي عبد الوهاب المواس –
لبنان التحركات
الشعبية والاضطرابات التي
أنفجرت على حين غرة في سيدي
بوزيد في تونس وفي الجزائر بلا
مقدمات ظاهرة لم تكن متوقعة
وشكلت حالة صدمة لكل المراقبين
في الوطن العربي والعالم أجمع . فحجم
الاحتجاجات والغضب والدمار
الواسع الذي يعقب المسيرات
والتظاهرات وتوجهها لاستهداف
المراكز التي ترمز إلى السلطة
والدولة كمراكز
البلدية ومخافر الشرطة ومكاتب
الحزب الحاكم ،ثم اتساعها لتشمل
المؤسسات الأخرى كالمصارف
والمراكز الاقتصادية وأماكن
اللهو والمنتجعات وكل ما يمت
إلى الثروة والسلطة وأصحابها
بصلة كل ذلك إن دل على شيء فإنما
يدل على مقدار الكراهية والحقد
الذي يحمله المواطن العربي
المكبوت والمسحوق للسلطة
ورموزها السياسية والاقتصادية
,التي أصبحت عنوانا للتخلف
والتجويع والقمع المنظم. هذا
الواقع الذي لم تسلط الضوء عليه
وسائل الاعلام الرسمية التابعة
للنظم الحاكمة يحمل بين طياته
الكثير من المعاني ويطرح الكثير
من علامات الاستفهام ,فكل
الاحتجاجات والتظاهرات في
الدول العربية كانت تقودها
النقابات العمالية والأحزاب
السياسية وأطرها الطلابية،
ويتفاعل الشارع معها بعد ذلك. أما ما
يحدث اليوم في بعض دول المغرب
العربي فهو أشبه بانتفاضة شعبية
وقودها شباب من أبناء العقد
الثاني من العمر وربما دون ذلك
من صغار السن الذين لم ينخرطوا
في العمل السياسي أو النقابي
لصغر سنهم ، وهم من أبناء
الأحياء الفقيرة وأحزمة البؤس
الذين لم يعرف الكثيرون منهم
أبواب المدرسة ,هذا الجيل الذي
لا يتأثر ربما بالشعارات
والدعاية السياسية للأحزاب
النخبوية فلا يفرق بين يمين
ويسار ، ولكنه بالتأكيد يتأثر
بغياب أجواء الحرية وفقدان فرص
العمل وطغيان السلطة التي تكمم
الأفواه وتقتل وتعربد ويسرح
ويمرح أبناؤها في المنتجعات
وأماكن الترفيه والرحلات
الخارجية ، في الوقت الذي لا
يملك فيه العامة أدنى مقومات
الحياة الكريمة . إنها
بوضوح تام حركة عصيان مدني
وتمرد جيل بكامله على الواقع
المزري والعفن الذي أوصلتنا
إليه الطبقة الحاكمة في العالم
العربي من محيطه إلى خليجه
ومعها الطبقة السياسية بمجملها
,الحاكمة والمعارضة على السواء
ولن يفلت المثقفون الذين انخرط
الكثير منهم في لعبة تزويق
الأنظمة وتجميل وجهها القبيح . فهذه
الطبقة السياسية لم تحقق إنجازا
يُشعِر المواطن بقيمته
وبكرامته وانتمائه لا في ميدان
المواجهة العسكري مع العدو ولا
في الميدان الاقتصادي ولا حتى
في ميدان الرياضة “الكرة”. فالناس
متعطشون لرؤية صورة مشرقة ولو
كانت على المستوى الكروي فتألق
فقير من الفقراء “بجاية”
الجزائرية في كرة القدم أشعر
الجزائريين بنشوة وفخار ،
فعندما زار نجم المنتخب الفرنسي
السابق الجزائري الأصل زين
الدين زيدان الجزائر في كانون
الأول (ديسمبر) 2006 حظي باستقبال
الأبطال فكيف إن تحقق إنجاز على
مستوى الاقتصادي والسياسي يحفظ
للناس قيمتهم وكرامتهم إنه جرس
الانذار للجميع ,للأنظمة
القمعية الفاسدة أولاً ثم لكل
من يحمي رجال السلطة من صحافة
فاسدة وعقول مأجورة. إن ساعة
الصفر قد دقت وإن شعور الناس
بالظلم والمهانة والإفقار
والتجويع كل ذلك فاق الخوف من
القمع الأمني والإرهاب الحكومي
المنظم …ولكل طاغية نهاية ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |