ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العبرة.. العبرة.. يا طغاة العرب ومستبديهم قبل فوات
الأوان!! محمد
فاروق الإمام لقد عمت
الفرحة جماهير الشارع العربي من
أقصاه إلى أقصاه وهي تتابع
انتفاضة الشعب التونسي البطل،
وتشاهد أحد أهم رموز الاستبداد
العتاة وهو يفر على غير هدىً،
دون أن يجد عاصمة تستقبله بما
فيها العواصم التي كان يقدم
خدماته إليها ببزخ وإسراف بلا
حدود أو ضوابط. زين
العابدين بن علي لم يصمد أكثر من
أربعة أسابيع أمام انتفاضة
الشعب التونسي الشجاع، ولم
تسعفه محاولاته ومراوغاته في
إقناع الجائعين والعاطلين عن
العمل والمتطلعين إلى الحرية
والكرامة، بما قدم من وعود
وتنازلات وقد جرّبته الجماهير
التونسية أكثر من مرة وتنكر
لوعوده، والمؤمن لا يلدغ من جحر
مرتين، وأصرت الجماهير الغاضبة
السخية في دمائها على إزاحة هذا
الكابوس الذي أرهق حياتهم ونغص
عيشهم وقمع أحرارهم ومناضليهم
ووطنييهم وقادتهم ومثقفيهم
ونفى خيارهم لأكثر من عشرين سنة
عجاف، استنزفت خلالها ثروات
تونس وأهدرت أموال التونسيين
وأفرغت جيوبهم وجوّعت بطونهم
وعرّت أجسادهم، وتركتهم يعيشون
سكارى وما هم بسكارى لما تعرضوا
له من قمع وإذلال وتفقير وتجويع
وضياع لنحو نصف قرن، وهم
يشاهدون حفنة من اللصوص من أسرة
زين العابدين وأقربائه
ومستشاريه ومستوزريه ومن
المطبلين والمزمرين والصداحين
والهتافين تستأثر بثروات الوطن
وتتقلب في نعيمها بزخاً
وإسرافاً (ليالي حمراء، قصور
شامخة، سيارات فارهة، شاليهات
ويخوت بحرية، أرصدة من المال في
بنوك الغرب لا تعرف أرقامها)،
والناس يتضورون جوعاً، ويزرعون
الشوارع بحثاً عن الفتات فلا
يجدونه، فقد هدّت أقدامهم وقوست
ظهورهم وقصرت قاماتهم البطالة،
ويمارس بحقهم فنوناً من القهر
والقمع والإذلال والسجن والنفي
والاعتقال وحتى نزيف الدم
والقتل. وكان
لابد لهذا الشعب من انتفاضة
مهما غلى الثمن وعظمت التضحيات،
لأن للحرية استحقاقات
وللانعتاق من العبودية
تكاليفها ولا بد من دفعها،
وقديماً قال أمير الشعراء أحمد
شوقي: وللحرية
الحمراء باب .. بكل يد مضرجة يدق ولم
يبخل الشعب التونسي وشبابه
الأشاوس من صنع تاريخ جديد
لبلادهم معمداً بالدماء، فلا بد
لكل أمة من ميلاد، ولابد لكل
ميلاد من مخاض، ولابد لكل مخاض
من آلام. ختاماً
نذكّر أشباه (بن علي) من طغاة
العرب ومستبديهم في مشرق الوطن
العربي ومغربه بأن لا يستهينوا
بشعوبهم ويفرحوا بما في أيدهم
من سلطان وما يملكون من قوة
القهر والقمع والإذلال، فكم
حدثنا التاريخ القديم والحديث
عن مئات الشواهد للنهاية
المشؤومة للطغاة والمستبدين،
والذين لن يكون آخرهم زين
العابدين بن علي! ونخير
هؤلاء المستبدين والطغاة بين
الاصطفاف في قائمة من تلعنهم
شعوبهم ويلعنهم التاريخ أمثال:
حسني الزعيم، ونيكولاي
شاوشسكو، وأريك هنيكر، وغيستو
بينوشيه، ومعاوية ولد الطائع،
وزين العابدين بن علي.. ومن
يذكرهم التاريخ وشعوبهم بكل خير
وتقدير واحترام: سامي الحناوي،
وعبد الرحمن سوار الذهب،
ومانديلا، وعلي ولد محمد؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |