ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
السعيد
من اتعظ بغيره بقلم : أحمد ناصر أهنئ
هذا الشعب الكريم بنصره على
الدكتاتورية والاستبداد ،
بثورته العفوية ، وانتفاضته
الشعبية ، ضد الظلم والقهر
والطغيان ، ليستعيد حريته
وكرامته ، ويكون قدوة لكل شعب
مظلوم ومحروم من حقوقه وحريته ،
وبعد : - لقد
انهار الدكتاتور والناس في ذهول
هل هذا يعقل ؟ نظام ديكتاتوري
قمعي ، مكممٌ للأفواه ، معتقلٌ
للأحرار ، مبعدٌ للشرفاء ، عدوٌ
للإسلام ، منتهكٌ لحقوق الإنسان
، حاز على رضا أسياده من هنا
وهناك ، واعتبر المثل والقدوة
لمحاربة الإسلام أو كما يسمونه
"الإرهاب" . من كان
يظن أن هذا النظام الأمني
البوليسي يهوي ، وتتسارع
الأحداث الدراماتيكية التي لم
يتوقعها أي محلل سياسي ولا منجم
أسطوري ... وبعد أن هرب ، هام على
وجهه ، وضاق به الفضاء الواسع ،
وتسربل بثوب من الذل والمهانة ،
ورفضه ولفظه حتى أهم داعميه
وحلفائه. والعبرة
في هذا السقوط ، أن ينتبه
الغافلون ويتعظوا بغيرهم ،
ويبادروا إلى الإصلاح ، ومعالجة
الخلل والفساد ، ويتداركوا
ويتحسسوا هموم شعوبهم ، ويداووا
جراحهم ، ويحيوا آمالهم قبل أن
يسبق السيف العزل. لقد
حاول الرئيس المخلوع أن يتدارك
الوضع - لكن بعد فوات الأوان -
حفاظاً على كرسيه ، ولكن بعد أن
طوقت عنقه وحاصرته حرية الشعب ،
تخبط ، وخاطب الشعب بخطابات
متتالية دون جدوى ، فهذه عبر
ودروس لمن أراد أن يلقي السمع
وهو شهيد. ولابد
من تذكير النظام السوري - سيما
أن القواسم المشتركة بينه وبين
نظام بن علي كبيرة جدا ً - فالوقت
لم يفت بعد ، وأن تأتي متأخراً
خيراً من أن لا تأتي ، فالسعداء
من يستفيدون ويعتبرون من
الأحداث بقدر فهمهم ، وبعد
نظرهم ، واستدراكهم لما فات ،
والحمقى من يُصرون على خطئهم ،
ويسمعون ممن يسوغون لهم أخطاءهم
، ويدفعونهم نحو الهاوية وهم لا
يدرون ، لأن غرورهم وصدهم
وصلفهم يعميهم عن الحقائق التي
يجب أن يرونها بعين بصيرة وقلب
مفتوح وعقل ناضج. وبعد أن
جرى ما جرى ، لا بد من أن ينتبه
التونسيون إلى من تؤول أمورهم ،
فهناك المتسلقون والمنقضون على
هذه الانتفاضة ليقطفوا ثمارها
دون جهد أو عناء ، ويقودوا الشعب
إلى أفكارهم العلمانية
والاشتراكية البعيدة عن هوية
الشعب وفطرته ألا وهو الإسلام
العظيم . والمطلوب
أن لا ينشغلوا بالماضي عن
الحاضر والمستقبل ، ولابد من
إنهاء جميع أتباع النظام من
منافقين ومتسلقين ووصوليين. وأسأل
الله العظيم ، أن يعيد لتونس
الشقيقة ، وجهها الإسلامي
المشرق ، وهويتها العربية
الأصيلة ، ويستفيد كل العقلاء
ويعتبروا ... وعلى
الله قصد السبيل ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |