ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
"تونس"
بوابة العواصم العربية د.
فايز أبو شمالة حاصر
بنو هلال مدينة تونس، وطال
حصارهم لها، ولكن المدينة
استعصت على المهاجمين لمنعتها،
في ذلك الوقت قال العراف: إن
أبواب تونس لن تفتح بقوة أبي زيد
الهلالي العسكرية، أبواب تونس
وباقي المدن العربية تحرسها
الدبابات، ولا تفتحها الجيوش،
أبواب تونس تنهار على يد
"ذياب بن غانم"؛ زعيم
الزغابا، الذي سيقتل
"الزناتي خليفة" أو "زين
الدين بن علي" لا فرق، طالما
كان "الزغابا" هم عامة
الشعب الذي لن يسمح لحزب أو
تنظيم بأن يختطف النصر، ولن
يسمح لزعيم تقليدي، أو قائد
تعود على الحكم بأن يقول أنا
الذي انتصر، ليمارس الحكم
واضطهاد الشعب من جديد، الذي
انتصر في تونس هو الشعب العربي
من المحيط إلى الخليج، وتوزع دم
"الزناتي خليفة" حاكم
تونس، على سيوف كل قبائل العرب،
الذين أعلنوا رفضهم لغطرسة
الحزب الحاكم، وتحدوا ظلم
الطغاة، وقهروا السلطان. لو كان
"الزناتي خليفة" عادلاً في
حكم تونس لما تجرأ عليه بنو
هلال، ولما حاصروا مدينته، ولو
كان "زين الدين بن علي"
ديمقراطياً لما استخف فيه
الزغابا، ولما أطاحوا فيه، وهذا
ما يمكن استخلاصه من كتب
التاريخ، وهذا هو مصير كل
الملوك والرؤساء الذين حسبوا أن
الدنيا لهم، وأنهم باقون عليها
إلى الأزل، وأن أولادهم سيرثون
الحكم من بعدهم، وان أولادهم
سيرثون المال من بعدهم، وأن
أولادهم سيتمتعون بالهدوء
والأمن الذي يصنعونه لهم.
وفجأة؛ يكتشفون "أن من
أزواجكم وأولادكم عدواً لكم
فاخشوهم". كانت
"سعدة" ابنه "الزناتي
خليفة" هي أول فتاة تونسية
تتخلي عن أبيها الحاكم المستبد،
حين عشقت أحد رجال الهلاليين،
وهامت فيه حباً، لقد أدركت
الفتاة الجميلة أن كل رجال
البلاط مخنثون، لا ينفعون لها،
وأن كل أفراد العائلة الحاكمة،
ورجال الحاشية، ووشوشه
البطانة، وقائمة المنتفعين
والمتسلقين والمنتفخين، كلهم
أقسموا على تدمير المدينة من
داخلها، وسلموا بسلوكهم الفاسد
مفاتيحها للمحاصرين، كان ذلك
قبل أن ينتفض الشعب العربي
التونسي على جلاديه، وينقضُ على
أوكار مبغضيه، يقطف انتصاره،
ويقصي شانئيه، وهو يلتفت بعيون
الشعب على باقي المدن العربية
التي استعصم فيها خائنيه. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |