ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 23/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أفيقوا – أيّها المسئولون – قبل أن يجرفكم الطوفان

غسان النجار*

لقد بدا ظاهراً للعيان أنّ النظام السوري لا يريد أن يتفاعل حتّى الآن مع إنتفاضة الشعب التونسي البطل ولم يأخذ الدروس والعبر بعد ،من ذلك الحدث التاريخي البطولي .

إنّ بعضاً من الدول المجاورة قد وصلتها رسائل الإنذار من تونس البطلة فقام البعض بزيادة رواتب الموظفين وانبرى الآخر لتخفيض الأسعار وأمر أحد الرؤساء دوائره الأمنية بالتعامل مع المتظاهرين بكل لطف وأناة ، إلاّ نحن في سورية , سورية صلاح الدين ويوسف العظمة ، لقد تجاهل المسئولون مطالب الشارع السوري واكتفى بفتات خبز ألقاها للفئات المعدمة أصلاً وثلاثين ليتراً من المازوت في حركة ترقيعية كانت مدروسة مسبقاً قبل الحدث ثمّ استغلت المناسبة تريد السلطة من ورائها أن تضحك على الشعب السوري وتقفز على مطاليبه .

إنّ تبجح السلطة عبر إعلامها بمرسوم المعونة الإجتماعية – حوالي ثلاثة آلاف ليرة للعائلة المعدمة- وستمائة ليرة علاوة تدفئة للعاملين في قطاع الدولة لا يسمن ولا يغني من جوع ، وإذن أين المساكين والغلابى والعاطلين والأيتام والأرامل وخمسة آلاف ليرة الأجر الشهري للطبقة الدنيا ؟؟!!.

هل يعقل لدولة الأردن الشقيق والّذي قيل عن شعبها أنّه من (البدو) قبل ثلاثين عاما أن تصبح أكثر مدنية وثقافة وحضاريّة منا والمظاهرات العارمة قد مضى عليها أسبوعٌ كامل تعبّر عن رأيها بدون كلل ولا ملل وبكل حرارة وحيوية –الإسلامي إلى جانب القومي والماركسي – جنباً إلى جنب ترفع مطالب سياسية واجتماعية ورجال الأمن يحيطون بها بكل أريحية ويكرمون المتظاهرين بالمياه خشية أن تجفّ حناجرهم من الهتافات العلية ،بينما نعتقل نحن صبيّة-ابنة الثامنة عشر ربيعا-لأنّها تكتب في المدونات ثم نتهمها بالتجسس وهي ابنة عائلة حمصية عريقة ، والله إنّ ذلك لعيب وقبح وافتراء لا يمكن للمرء تصديقه ولو لفظته هي( طل) نفسها– زورا وإكراهاً- بعضمة لسانها على الملأ ، فضلاً عن أننا لا نستطيع أن نتظاهر دعماً وتأييداً لشعب تونس العظيم !!والمظاهرات تتوالى في الجزائر واليمن والأردن ومصر فهل الشعب السوري أقل حساً وطنياً من باقي العرب أم يريد النظام (كبسة زر) لمحاسيبه وقت يريد كما حصل مع السفارات الاسكندينافية , وكما ذكرت وثائقها ذلك موقع الليكيويكس .

وهل بالخبز وحده يحيا الإنسان ؟! لقد سئمنا من الكلام وطالبنا إقامة حوارٍ مع المسئولين فلم يردّ علينا وعرضنا المصالحة الوطنية فتجاهلنا ، وطلبنا الإفراج عن الشيخ الثمانيني الأستاذ المالح والصبية العصماء الطاهرة فأغمض عينيه وأصمّ أذنيه وثنى عطفيه استكبارا وأخذته العزّة بالإثم و(فبرك)تهماً رخيصة جهارا نهارا .

هل تنتظرون البوعزيزي السوري، فوالله لقد سئمنا تكاليف الحياة معكم ومن يعش خمسين حولاً تحت القهر والظلم والذل والاستبداد لا أبالك يسأمِ !! , وصرت أتمنى أن أموت شهيدا على أيديكم كي ألتحق بصحبة سادات الشهداء : حمزة وابن جبير وابن الزبير.....

أجل لقد ضحّى الغلام قبل آلاف السنين بنفسه في (دولة نجران) أمام طاغوت الحاكم بأمره المستعلي بجبروته وطغيانه وقد فشل الحاكم من التخلص من الغلام , فقال الغلام للحاكم الظالم المتأله " إنّك لست بقاتلي حتّى تأخذ سهماً من كنانتي وتصوّبه نحو رأسي وتطلقه قائلاً :( باسم الله ربِّ الغلام ) ،فإن فعلت ذلك فإنّك إذن قاتلي" فلما فعل الحاكم ذلك واستشهد الغلام سار الشعب كلّه وهو يزمجر :( آمنّا برب الغلام – آمنّا برب الغلام ) وكانت نهاية الحاكم المستبد .

لقد بلغ السيل الزبى واللبيبُ من الإشارة يفهمُ وحين يستعصي عليه الفهم , فلينتظر ساعة يقول فيها للشعب – كما قال ابن علي المخلوع- " الآن لقد فهمتكم " وحينئذٍ لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة وسوء الدار.

ياقوم !! نريد أن نعيش بكرامة ، بحرّيةٍ ، بأمن وأمان ، دون أن يتخطفنا طارق الليل إلى مجهول الظلام !! أريد أن أتقاضى إلى قاضٍ حرٍ نزيهٍ إذا كنت مدانا ظنيّاً.

نريد أن نعيش تحت سقف القانون بدون أحكامكم العرفية الّتي امتدّت خمسين عاما !!

هل العلمانية الّتي تجهرون بها – إرضاءً لأسيادكم الغرب – تقضي أن تفتحوا نادٍ للقمار في قلب العاصمة الأموية ؟؟!! أم باسم العلمانية تطردون ألفاً ومائتي مدرّسةً من وظائفهم الإختصاصية تجريماً لقناعاتهم وحرّياتهم الشخصية وتكذبون على الناس قائلين ؛ أنّ أؤلئك النسوة يضعن خماراً على وجوههن في الصفوف أثناء إلقاء دروسهن ، إنّها صفاقة ما بعدها صفاقة !! هل التصدّي لعقيدة الشعب والرموز الدينية هي علمانيتكم البائسة ؟! تبّاً وقبحاً لها من علمانية فاسدة مفسدة داعرة !! وأنتم تستغلون الدين المزوّر حسب أهوائكم ومن خلال رموزكم وفقاً لمصالحكم.

لقد صبر فضيلة الشيخ البوطي عليكم وسايركم ردحاً من الزمن قبل أن يطفحَ الكيل فلم يستطع السكوت على تسلّطكم, ولقد عبّر لي شخصيّاً فضيلة الشيخ إبراهيم السلقيني –المفتي العام لمحافظة حلب- عن خيبة أمله وألمه واستيائه بعد عودته من دمشق لمقابلة المسئولين حول تعدّي النظام على المعتقدات والحرّيات الدينية والشخصية ولم يحصل على نتيجة.

أيّها المسئولون : لا نريد أن نفقد مائة شهيد على غرار ثورة تونس الأبية ، لا نريد أن تسيل قطرة دم واحدة زكيّة على ثرى سورية الطاهرة الأبية وذلك كي نحصل على حرّيتنا وشعائرنا وكرامتنا ، بل نريد للنظام أن يستيقظ من غفلته ويعود لرشده ويفهم الحدث والسياق بالعقل والمنطق بعيداً عن الغرور والتكبر والصلف والطغيان ، وإلاّ ستأتي ساعة يقول المواطن فيها : إذا لم يكن من الموت بدٌّ**** فمن العار أن تموت جبانا

وسيخرج الشعب يهتف مزمجرا كما هتف أحفاد المجاهد عقبة بن نافع في تونس البطلة :

إذا الشعب يوماً أراد الحياة **** فلا بدّ أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي **** ولا بدّ للقيد أن ينكسر

وعندئذ يفرح الشعب بنصر الله , إنّهم يرونه بعيداً ....ونراه قريبا .

أيّها المسئولون : أفيقوا لقد بلغ السيل الزبى ! والطوفان قادم ...قادم !

ـــــ

*من التيار الإسلامي الديمقراطي المستقل في الداخل السوري

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ