ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المنحدر
الخطير للدكتاتورية جان
كورد
لايقولن
أحد بأن سوريا غير تونس، وبأن
النظام السوري غير النظام
التونسي...فأساس كل أساس هو أن في
سوريا أيضاً شعب يريد الحياة
ويسعى لأن تنكسر قيوده،
ولايغيّر الله ما بقوم حتى
يغيّروا ما بأنفسهم... وهذا يعني
–قبل كل شيء آخر-
تغيير النظام السياسي الذي
يتحكم بنمط حياتهم... وليس مجرّد
تغيير رؤساء الوزراء أو وزراء
الدفاع العجائز...وفي سوريا نظام
لايختلف في شيء عن نظام زين
العابدين بن علي وزوجته الحاكمة
الناهبة الغاصبة... في
سوريا مثل تونس زين العابدين
تعيش شريحة ثرية للغاية، أحد
نماذجها الملياردير رامي مخلوف
(قريب من أقرباء الرئيس)، في حين
لايتجاوز متوسط دخل المواطنين
السوريين 300 دولار أمريكي شهريا..
وفي سوريا اختلال وعدم توازن،
ففي منطقة من مناطقها (كالمنطقة
التي يأتي منها الرئيس) ترى نسبة
عالية من التوظيف والتشغيل، وفي
غالبية مناطقها (وبخاصة حيث
الكورد المنبوذون) يبلغ معدل
البطالة أكثر من 20 بالمائة من
مجموع السكان. في
سوريا مترفون قلائل ينعمون بكل
ما يشاؤون من خيرات النظام، في
حين يعترف التقرير السنوي
للتمنية الصادر تحت اشراف الأمم
المتحدة في نهاية عام 2010 بوجود
ما يفوق ال7 ملايين مواطن فقير
في البلاد... وبالطبع فإن حصة
الكورد من هذه الملايين أكبر من
حصة غيرهم، فهم محرومون أكثر من
سواهم من مختلف الوجوه ويجدون
أنفسهم دائماَ في أدنى قوائم
التفاضل والاختيار للشغل،
وبخاصة في وظائف الدولة العليا
وأجهزتها العسكرية والادارية
الهامة، باستثاء عمل فئة منهم
كخدم لدى عوائل كبار الضباط
وكعملاء لدى دوائر الأمن
العديدة... في تونس
الخضراء، ثار الشعب لأنه لم يعد
يتحمل الفقر والجوع والحرمان،
ولأنه متأثر منذ زمن بعيد
بديموقراطية الشعوب التي تعيش
على الطرف الآخر من البحر
الأبيض المتوسط، ونظام زين
العابدين تمادى في طغيانه وجوره
على الشعب، وفي سوريا سيثور
الشعب لأنه سئم الدكتاتورية
والقمع المستمر وإرهاب الأجهزة
الأمنية.... وفي سوريا أيضاً
سجناء قضوا أغلب سنوات عمرهم في
زنزانات أضيق من المراحيض وأكره
منها رائحة وتعرضوا لتعذيب نفسي
وجسدي لايطاق، كما أن في سوريا
من خرج من السجون ليهيم على وجهه
كالمجنون، ومئات الألوف من
السوريين قد هربوا من البلاد
نتيجة رفضهم الخضوع والخنوع
للنظام الذي بني على الظلم
والقسر وتدمير الحياة
الانسانية... جنرالات
تونسيون رفضوا إطلاق النار على
شعبهم التونسي، وجنرالات
سوريون سيرفضون ذلك بالتأكيد
أيضاً لأنهم أصحاب كرامة
عسكرية، وأقسموا اليمين على
الدفاع عن الوطن، لا الدفاع عن
نظام تم استهلاكه من قبل فئة
باغية تسلب الشعب قوت يومه وتزج
بأحراره في السجون، حتى ولو
كانوا في الثمانين من العمر،
مثل الحقوقي الكبير هيثم
المالح، أو صغاراً في السن مثل
الشابة طل الملوحي... لا أحد
يستطيع لوم شعب يرفض الاستعباد،
واللوم كله يقع على الدكتاتورية
الحزبية أو العسكرية أو
الطائفية التي وضعت البلاد على
شفا منحدر خطير، وحال النظام
السوري في استهتاره بحرية الشعب
وخرقه المستديم لحقوق الإنسان
لايقل خطورة عن حال نظام زين
العابدين، الذي كان يعتقد حتى
آخر لحظة بعدم تخلي العالم الحر
الديموقراطي لن عنه وأن الجيش
سيطيعه في تنفيذ أوامر القتل
والسحل والاجرام، وأن فروع
مخابراته كافية لقمع أي ثورة
شعبية كانت، فخاب سعيه وانكشف
ضعف ساقيه وظهرت عورات نظامه
للدنيا كلها، فإذا به فأر
مرتعد، يهرب في أول فرصة سانحة
له، وهو جنرال أمني عريق، فكيف
بمن كان طبيب عيون لا خبرات
عسكرية لديه، وآخر وزير دفاع له
كان مجرّد خبير بفنون المطباخ
وهجاء القادة العرب، دون حياء
أو خجل من نياشينه الكثيرة... إنه
المنحدر الخطير للدكتاتورية
السورية اليوم، يضاف إليه أن
عنق النظام لايزال تحت المقصلة،
فإذا صح ما أعلن عنه لقناة
الجديد "شاهد الزور!!!" محمد
زهير الصديق مؤخراً، عن وجود
اثباتات تدين النظام في جريمة
اغتيال الشهيد رفيق الحريري،
فإن المحكمة الدولية ستسرع (في
حال قبولها لتلك الأدلة السمعية
والبصرية!) في دفع النظام باتجاه
السقوط، أو باتجاه حشره في
زاوية كما يقال، لأن الشعب
السوري يرفض أن يحكمه نظام "ارهابي!"
يغتال رئيس دولة جارة لبلاده،
وسيطالب بتقديم مسؤولي النظام
المتهمين إلى المحكمة الدولية. والذين
يقارنون بين سوريا اليوم وسوريا
عهد المذابح في حماه وحلب
ومجزرة تدمر، فهم مخطئون
تماماً، لأن العصر تغير وانتهى
زمن الحرب الباردة، بل انتهى
معسكر الدعم الشيوعي للنظام،
والعالم الحر الديموقراطي
سيختار من لايثير له مزيداً من
الانتقادات، مثلما فضّل القبول
بالتغيير في تونس عوضاً عن رئيس
يحكم بالحديد والنار، طوعاً أو
كرهاً، وتحكمه امرأة تزيد عنه
حباً للسيطرة والمال...والغرب لم
يعد يكترث لحماية "دكتاتوريين
مفلسين" بقدر ما يطمح لصون
مصالحه المستقبلية مع أنظمة أشد
استقراراً وأقل جرائماً، حيث
الشعوب تتهم الغرب بأنه يقف
وراء كل هؤلاء المجرمين
السفاكين للدماء والمختلسين
لأموال الشعوب، ويهيئون
الأجواء لنشوء مستنقعات ينمو
فيها الكره والحقد على "الامبرياليين"...ويزداد
الإرهاب حدة بسبب وجودهم في
السلطة. الشعب
التونسي يطالب الغرب والعربية
السعودية والامارات العربية
باعادة الأموال المغتصبة
المسروقة من قبل نظام زين
العابدين وأهله وأقربائه،
وسيطالب الشعب السوري بمحاسبة
الذين اغتالوا وعذبوا وآذوا
السوريين وسرقوا أمواله أيضاً...
الشرطة
التونسية تحولت من قامع
للمظاهرات إلى القيام بالتظاهر
بنفسها في الشوارع دفاعاً عن
حقها كجهاز وطني مستقل عن
الصراعات السياسية، وهكذا
الشرطة السورية التي ستدافع
أيضاً عن مصالحها المهنية
وستحترم ارادة الشعب السوري،
وستكون أداة في أيدي أصحاب
القضاء والعدالة وليس في خدمة
نظام لايعترف بالقضاء إلا
تابعاً له... فلايقولن
لنا أحد بأن النظام أقوى من
الحديد، والرئيس السوري الذي
شاهدنا هروب جيشه من لبنان،
أشجع من زين العابدين، وكل شيء
تمام في سوريا اليوم... فلقد
شبعنا من تلقي مدائحكم وتملقكم
يا أصحاب الأقلام المأجورة،
فمصيركم لن يكون بأفضل من مصائر
كتبة التقارير الرخيصة للأجهزة
الأمنية... وإن
غداً لناظره قريب. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |