ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 27/01/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

الأنظمة الفاسدة وصاعقة الأخذ الأليم

بدرالدين حسن قربي

كثرت الآراء وتباينت التحليلات فيما قيل ويقال عن الشاب التونسي البائس الفقير، والممتهن بكرامته ولقمة عيشة الذي أشعل النار في نفسه، وهو في الحقيقة لايعلم وقد أفضى إلى رب رحيم، أنه قد أشعل نيراناً حركت مئات الألوف من مواطنيه، بعثت فيهم الحياة، وجعلت منهم إعصاراً أتى على بنيان نظام استبدادي قادر مقتدر من القواعد، خسفاً ومحقاً فأوقعه وأعوانه ركاماً بأمر ربه، وجعله حصيداًهشيماًتذروهالرياح بهمةألوفٍوألوفٍمن جائعين مقهورين ومسحوقين نهضت منرقدةالعدم.  فإذا بعضهم يجوب الفضاء من بلد إلى بلد بحثاً عن من يؤويه، ومن كان منهم في سفر فقد أسقط في يده كيف يعود، ومحتاس في شأن أهله وبنيه، ومن هو منهم في تونس فقد أصبحوا في ديارهم جاثمين، وليذوقوا جميعاً العذاب الأليم،من هرب في السماء ومن بقي منهم في الأرض.

تصريحات خطباء المساجد وفتاوي شيوخ الفضائيات وغيرهم من العلماء بمناسبة هذا الحدث التونسي العربي والعالمي لم تنجُ من التعليقات والمناكفات ولاسيما في تأكيدهم على حرمة التفريط قتلاًأوحرقاًبالحياة الإنسانية باعتبار قدسيتها وكرامتها، فضلاً عن أنها  كبيرة من الكبائر التي حرمتها الشرائع الإلهية والقوانين المدنية.  وعندما قال أحدهم مخاطباً أحد الحكماء من الشيوخ: يامولانا ..!!! لماذا يقتصر كلامكم وتتوقف فتاويكم على مواطن مقهور أو عند عامل بئيس أو موظف تعيس، وترفعون كروتكم الحمراء في وجوههم، بل لماذا تتركون الظالمين والنهابين من المسؤولين والولاة العتاولة ممن يعملون العمايل بمواطنيهم تعذيباً وسحلاً وقهراً وبطشاً خارج فتاويكم، أم أن قتل ناسهم وحرق مواطنيهم كمداً وبؤساً ونهباً وتجويعاً وامتهاناً أمر حلال لهم ولا شيء فيه..!!؟

أجاب الشيخ الحكيم: كيف السبيل لإقناع أنظمة مستبدة فاسدة تسرق ثروة بلدها وتنهب مواطنها وهو في حال بئيسة أن عاقبتها وخيمة..؟ وكيف الطريق لإقناع أنظمة استخبارتية قمعية بأن قتل الآلاف من مواطنيها وسجنهم واضطهادهمم، وجعل عيشة مواطنهم قرفاً سوف يزلزل كرسيهم وحكمهم عاجلاً أم آجلاً؟  وكيف الأسلوب لاقناعهم بتعديل سلوكهم ومعاملتهم لمواطنيهم وهم يرون مافعل حرق مواطن امتهنت كرامته، وصودرت حريته، بأن هذا دمار لسلطانهم وزوال لحكمهم؟  بالله عليك..!! دلني، كيف تُقنع محترفي القتل والقهر، بل كيف تُقنعهم بأن هناك ساعة آتية لاريب فيها يقعون فيها لا محالة بين يدي عدالة بشرية أو إلهية؟

ياهذا...!! إنما نحن قوم نخوّف بالله من يخاف الله، فماذا نفعل مع من لايخاف..!؟ ونخوّف بالناس من يخاف الناس وبالفضيحة من يخاف الفضيحة، فما بالك بمن لايبالي بالناس ولاتعنيه الفضائح..!؟ ونخوّف بالحياء من يستحي، فما حيلتنا مع أناس فاسدين ويمارسون فسادهم علناً ودونما حياء يعني فساد معدوم الحياء.

قلت للشيخ الحكيم ماقاله ذاك الأعرابي يوماً: إذا كان كل ذلك لايخوّفهم ولايردعهم، فليس لهم غيرها، وهي واحدة، صاعقة تأخذهم ولاتبقي منهم أحداً،وما أمر تونس ونظام بن علي عنهم ببعيد.  وإنما هل من مدّكر..!؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ