ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
برنامج
المواهب العربية: مَشاهد للذكرى سماك
طعمة رغم
إصرار والدي علي بضرورة الإكثار
من المطالعة والقراءة ومحاولة
الكتابة في بعض الأحيان، ورغم
أنني أحاول محاولاتٍ جادة
لتنفيذ رغبته، إلا أنها دائماً
تبوء بالإخفاق. ولكنني تحاملتُ
على نفسي هذه المرة رغم أن
الساعة كانت تشير إلى الثانية
صباحاً وقررتُ أن أنقل ما رأيت
وما سمعت. كان يا ما كان، في قديم
الزمان. في
أيام اللا ستالايت واللا
إنترنت، أيام الحارات الشعبية،
كنت بارعاً في كرة القدم، وكان
صديقي رمزي يُكنّى (ببطل الجلول)1
، والآخر (ملك الدراجة)، والأخير
(خبير كش الحَمام)، وكلها مواهب.
في المدرسة، كنتُ الأفضل في
النحو والصرف –بحكم الوراثة-،
وكان أخي فناناً في الريا ضيات
وصديقي المفضل رائعاً في الرسم،
وكلها مواهب. ورغم أنني ما زلت
أحتفط بكثير من مواهبي القديمة،
إلا أنني قررتُ أن أستفيد
وأستنير من بعض مواهب الشباب
عموماً والعربي خصوصاً –بحكم
القرابة-، نظراً لتميزهم من
غيرهم بكثير من الميزات. وبينما
أنا أحاول أن أنهل من بعض
المواهب (الرائعة) لإخوتنا
العرب، استوقفني مشهد غريب في
أحد البرامج التي تكتشف المواهب
في الوطن العربي وساقني ذاك
المشهد بلا شعور إلى مشهد آخر
رأيته قبل فترة في برنامج ديني،
وسأستعرض المشهديْن باختصار. المشهد
الأول:
برنامج المواهب العربية (يُعرض
على قناة عربية مشهورة جداً). -
البطل:
طفل عربي عمره ثماني سنوات يلبس
ملابس شبيهة جداً بملابس (مايكل
جاكسون)2 ،
وحضر مع الطفل والده. -
موهبة الطفل: لديه القدرة على
تقليد حركات (مايكل جاكسون)
بطريقة ملفتة ورائعة. -
لجنة التحكيم: مغنية عربية
معروفة، وإعلامي عربي معروف،
ورجل عربي قد يكون معروفاً،
المهم أنني لم أعرفه. -
الجمهور:
أشخاص نشيطون، يصفقون ويغنون
ويصرخون طوال الوقت. -
مكان المشهد: استديو بديكور
مكلف جداً (لزوم الشغل)3
. -
تعليقات لجنة التحكيم بعد
انتهاء عرض الطفل: 1-
المغنية: تقوم من مكانها،
وتُقبّل الطفل وهي غير مصدقة
لما رأت من موهبته الفذة،
وصوّتتْ لصالحه بنعم. 2-
الإعلامي: وصف الطفل بأنه رائع
ومبهر وبأوصاف كثيرة وبحماس
بالغ. 3-
الرجل المجهول: قال للطفل بأن
هذا البرنامج أُعدّ خصيصاً
لتبني مثل هذه المواهب، وبالفعل
فقد أَوْجدَ البرنامج مواهبَ
كثيرةً أنت أحدها. *
ملاحظة:
والد الطفل أشاد بولده وكان
فخوراً جداً به. انتهى المشهد الأول المشهد
الثاني: برنامج ديني على
قناة عربية غير مشهورة أبداً. -
البطل:
طفلة عربية تبلغ من العمر ست
سنوات وتلبس حجاباً شرعياً،
وحضر معها والدها. -
موهبة الطفلة: حفظت القرآن
الكريم كاملاً في عمر ست سنوات. -
لجنة التحكيم: رجل علم ودين كما
عرّفه مقدم البرنامج، ومرشدة
نفسية، ورجل ثالث لا أتذكره. -
الجمهور:
أشخاص غير نشيطين، نظراً لطبيعة
البرنامج التي لا تستدعي صراخاً
وتصفيقاً. -
مكان المشهد: استديو بديكور
عادي جداً. -
تعليقات لجنة التحكيم بعد
انتهائهم من مراجعة حفظ الطفلة: 1- رجل
العلم والدين: أثنى على الطفلة
ودعا لها بالبركة والصلاح. 2-
المرشدة النفسية: قالت إن هذا
لَحِملٌ ثقيل على طفلة بهذا
العمر، وبالعامية (بكّير عليها)،
ولا داعي لتعقيد الفتاة نفسياً
منذ الصغر، فمن الممكن ألا
تحتمل الضغط الكبير الناتج عن
خفظ القرآن الكريم. *
ملاحظة:
والد الطفلة ورجل العلم والدين
صامتيْن وكأن على رأسيهما الطير
ولم ينبسا ببنت شفة ليردّا على
المرشدة النفسية. انتهى المشهد الثاني لن
أعلّق على المشهدين ولن أحلل،
فالتحليل لم يكن يوماً من
مواهبي الكثيرة، ولكن ادعوا
الله لي أن تُمحى صورة الطفل من
ذاكرتي، فذاكرتي القوية من
مواهبي أيضاً. ـــــــــ (1)
لعبة شعبية عبارة عن كرات
زجاجية صغيرة توضع في حفر مخصصة (2)
مطرب أمريكي معروف اشتهر
برقصاته غير العادية (3)
مصطلح عامي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |