ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
يا شباب العالم العربيّ
والإسلاميّ الأستاذ : عصام العطار كلُّ عربيّ ومسلم يرى الآن تَفَكُّكَ
العالم العربيّ والإسلاميّ
وانقساماتِه وصراعاتِه
المختلفة في كلّ قطر من أقطاره
وبين هذه الأقطار فيما بينها كلُّ عربيّ ومسلم يرى العالم العربيّ
يزدادُ تخلُّفاً إلى تخلّف،
وضعفاً إلى ضعف وهواناً إلى
هوان كلّ عربيّ ومسلم يرى هزائمنا النفسيّة
والثقافية والسياسية، وضياعَ
قضايانا الكبرى كلّ عربيّ ومسلم يرى هوانَنا وذلَّنا في
بلادنا، وما نعانيه فيها من
الاستبداد والقهر والظلم
والفساد كلّ عربيّ ومسلم يرى ما ينتظرنا من الموت
المعنويّ والماديّ إنِ استمرتْ
بنا هذه الحال جلستُ أوّلَ هذه السنة الجديدة لأكتب في
ما يُفزعني ويُعذّبني ويؤرّقني
من هذه الأمور المتقدّمة،
فتذكّرتُ أنّني قد كتبتُ فيها
وتحدثتُ فيها من قبلُ مرّاتٍ
ومرات، وأنَّ غيري قد كتب فيها
وتحدّث، وأنّني قد دعوتُ ودعوتُ
كما دعا غيري إلى التغيير
والإصلاح على الصعيد القُطْريّ
والعربيّ الشامل، وأنني قد رسمت
-في حدود معرفتي وتجربتي
واجتهادي- معالِمَ الطريقِ
الموصلِ إلى التغيير والإصلاح،
وإلى ما نصبو إليه من الأُلْفة
والمحبّة والتعاون المثمر، ومن
الحريّةِ والكرامةِ والعدالةِ
والتحرّرِ والوحدةِ والتقدّم،
وبذلتُ في هذه الدعوة أخلصَ
الجهد، وصبرتُ من أجلها أمَرَّ
الصبر، فما نفع ذلك وحده النفع
المأمول؛ فلماذا أكرّرُ الآن ما
كنت كتبت من قبل؟!.. لا بدّ من
شيءٍ آخر ينضاف إلى ما تقدم،
فالزمنُ يمرّ، والفُرَصُ
تَفُوت، وأقطارُنا وعالمنا
العربيّ كلُّه ينحدرُ وينحدر..
لا بدَّ لنا من عملٍ يتجاوز
مجرّدَ الكتابةِ والخطابة،
عملٍ على مستوى طموحاتِنا
وواجباتِنا والخطرِ المحْدِقِ
بنا، فما العمل؟ ما العمل؟ وأين
يكون وكيف يكون؟ وجاءنا الجوابُ المدوّي على غير انتظار جاءنا الجواب من تونس الحبيبة الصغيرة في
مساحتها وعدد سكانها، العظيمة
في الأمثولةِ الرائعةِ التي
قدمتها للعربِ والمسلمين،
وللشعوبِ التي تنوء بحكّامها
القساة الظالمين الفاسدين جاء الجواب من أجيال تونس الجديدة: من
شبابها وشابّاتِها،
وفِتْيانِها وفتياتِها، الذين
سبقوا بروحهم وشجاعتهم
وحكمتهم، ومعرفتهم بعالمهم
وعصرهم، وامتلاكهم لما يضعُه
العلمُ والعصر في أيدي أبنائه
من الإمكانات والوسائل.. من
تقدّمهم -أو جُلَّ من تقدّمهم-
مِنَ الأجيال، وكان لهم فضلُ
السبْقِ في فتح أبوابِ الحرية
والكرامة والتغيير والمستقبل
المأمول ثمَّ جاء الجواب الأكبر، الذي هزّ العالم
أكثرَ وأكثرَ، بعد أيام من
الجواب الأول، من مصر العظيمة
الحبيبة، ومن أجيالها الجديدة،
وشبابها الذين بَهروا العالَمَ
أيضاً برؤيتهم وإرادتهم
وشجاعتهم وكفاءتهم وحكمتهم ما أَرْوَعَكُمْ يا شبابَ تونس ومصر في
إقدامكم وأخلاقكم وحكمتكم
وقدرتكم التي فاقت كلّ توقع لقد كسرتم حواجزَ الخضوعِ والخنوعِ
والجبنِ والخوف، وتحدّيتم
سلاحَ القمعِ والإرهاب،
وزبانيةَ القمعِ والإرهاب،
وكنتم قدوةً حسنة لشباب العالم
العربيّ والإسلاميّ ما أَرْوَعَكُمْ يا شبابَ تونس ومصر في
مظاهراتكم السلمية النقية
المنضبطة المسؤولة: لم
تُهَدِّموا ولم تُدَمِّروا. لم
تعتدوا على أحدٍ ولم تنتقموا من
أحد.. حميتم بأجسادكم الممتلكات
الخاصة والعامة، وحميتم قَدْرَ
ما تستطيعون ضحايا السلب والنهب
الإجراميّ العاديّ أو السياسيّ
المدبَّر لم تنطلقوا من الكراهية والحقد؛ ولكن
انطلقتم من الحبّ: الحبّ
لوطنكم، والحبّ لمواطنيكم،
والرغبة النبيلة الجارفة في أن
تفتحوا لوطنكم ومواطنيكم أبواب
المستقبل الكريم والعيش الكريم..
وهكذا فلتكن حركاتنا المرجوّة
المقبلة ويا شباب العالم العربيّ والإسلاميّ في
كلِّ مكان: تقدّموا مسيرتنا إلى التحرّر والعدالة
والتقدم.. إلى المستقبل العربيّ
والإسلاميّ المشرِقِ الكريم،
فأنتم أقدرُ منّا على القيادة،
وأجدرُ منّا بالقيادة، ونحن لكم
من التابعين ====================== جمال حشمت من وسط ثورة شعب مصر دكتور محمد جمال حشمت g.hishmat@gmail.com مازال مصير الثورةالشعبية التى قام بها
الشعب المصرى فى يوم25 يناير 2011
تواجه نظاما غبيا وعنيدا ! غبيا
لأنه لم يستغل أىفرصة لاستشاق
نسيم الحرية والتعامل الواعى مع
المعارضين لنظام حكم اثبتت
الأيام أنه أضربمصر وشعبها
ومصالحها بشكل غيرمسبوق فتفرد
بالأداء السئ وحاصرومنع الجميع
وأقصاهم عن المشاركة فى خدمة
وطنهم وعنيدا لأنه مازال مصرا
على مقاومة الثورة التى أثبتت
أنه فاقد للشرعية وتعامل معها
بنفس الطريقة التى لا يجيد
سواها وهى العنف قتلا وعدم
الرضوخ للمطالب الشعبية التى
توافق عليها الجميع من القوى
الوطنية والأحزاب وأغلبية
الشعب المصرى من ورائهم! لكن
الذى يستحق أن يكتب لعل الفرصة
لا تسنح مرة أخرى هو ما حدث منذ
جمعة الغضب فى 28 يناير 2011 م حتى
اليوم وهو كالآتى: 01 تجمع الآلاف عقب الصلاة أمام مسجد
التوبة بدمنهور وهو رقم غير
مسبوق مما أكد لى أن تجمع
الإخوان وسط هؤلاء جعلهم أقلية
وعندما بدأت بعض الكلمات
ثارالشباب وقالوا كفاية كلام
فقطعت كلمتى وتحرك الشباب
الغاضب الى حيث لا نعلم فقد كان
الاتفاق على وقفة لإعلان الغضب
وهنا جاءنى ضابط أمن الدولة
ليسألنى الى أين؟ قلت لا أعلم،
وقتها بدا ضرب الطوب على
المتظاهرين من قوات الأمن
فنبهته إلا عدم الاستفزاز
فالشباب غاضب فتركنى ومشى وتحرك
الشباب ونحن نهتف بأن المسيرة
سلمية وبسقوط حسنى مبارك ونظامه
02 وصلنا الى مبنى محافظة البحيرة وحاولنا
سحب المظاهرة الى ميدان الاستاد
القريب وبعيدا عن المبنى إلا
أنه كان هناك رفضا فخشينا من
التعرض للمبنى وذهبت الى المدخل
وخاطبت الشباب بأن مصالح
المواطنين هنا ولا يجب التعرض
لهذا المكان فهو ملكنا شئنا أم
أبينا وهم يصرون أنه رمز الفساد
والاستبداد وصارالأمرسجال حتى
استطعنا أن نسحب الشباب الغاضب
الى العودة مرة ثانية الى ميدان
الساعة بفضل الله. 03 فى الميدان أذن لصلاة العصر فقمت وصليت
بهم فى الميدان تهدئة لنفوسهم
لعدم الخروج عن هدف المظاهرة
وهى إعلان الغضب ، لكن بعد
الصلاة فوجئت بشباب لم أرتح
لأشكال بعضهم ولم أرهم من قبل
يتوجه الى مقرالحزب الوطنى فى
ظل وجود الأمن المركزى الذى
ارتكب مذبحة بإطلاق النارالحى
والرش والغاز المسيل للدموع
بكثافة بل وتحركت عربة للمطافى
بعنف زائد مما أسقط تحتها
عجلاتها قصدا من الإمام أحد
الشباب الذى توفى فيما بعد فى
المستشفى ثم هربت – وقد وثقت
تلك الأحداث بالصوت والصورة -
وهنا بدأ الغضب يزداد وهاجم
الشباب مقر الحزب الوطنى
باعتباره رمز الفساد السياسى
وخربوه وحرقوه دون أن نتمكن من
منع ذلك ثم حدث ذلك بالتزامن مع
توجه مجموعات أخرى الى مبنى
جهاز أمن الدولة وهو قصر أثرى لى
معه ذكريات قبل أن يتم
الاستيلاء عليه من قبل جهاز أمن
الدولة لنرى فيه أياما نسأل
الله ألا تعود لكنه فى يقينى ملك
للشعب ويجب الحفاظ عليه فى
الوقت الذى كانت فيه قوات
الشرطة تتعامل بعنف زائد دون
هدف واضح فى غياب أى اتصالات
تسمح بالتهدئة وكان الوضع كرا
وفرا بينهم وبين الجماهير
الغاضبة والتى تزداد كل ساعة 04 فى يوم السبت تجمع الشباب بأعداد كبيرة
واستمرت المناوشات والاعتداءات
المتبادلة رغم وجود دبابات
الجيش ومدرعاته وعقب صلاة العصر
فى الميدان اتصل بى اللواء طارق
هيكل مفتش أمن الدولة يسألنى هل
يعجبك ما يحدث فرددت عليه صادقا
لا فلم يكن هدف التخريب يسيطر
على معظم الشباب الذى خرج يعلن
عن غضبه وقال ما العمل؟ قلت له
إعلان الرئيس بالرحيل سيهدأ
الأمور وقلت له أننا شكلنا
لجانا شعبية فى ظل غياب الشرطة
لحماية الممتلكات العامة
وشوارع المدينة ضممنا اليها
فيما بعد كل الأحزاب والقوى
السياسية لتمثل إجماعا واتفاقا
عاما وطالبته بكف ما تبقى من
قوات بضرب المتظاهرين ثم طالبنى
بحماية مبنى أمن الدولة بعد
احتراقه بالأمس فوعدته وذهبت
الى هناك فى محاولة لتهدئة
الشباب بعد أن نكلوا بالمبنى
بقلوب غاضبة لكنى فوجئت بانسحاب
عربة الأمن المركزى الوحيدة
والدبابة التى كانت قريبة من
المبنى وحتى الجنود على الباب
ولم أتمكن وحدى من مقاومة
الرغبة العنيفة للدخول مرة
ثانية وإعادة إحراق المبنى! 05 بدا لى الموقف أن قرارا بالانسحاب قد
اتخذ مع إثارة أكبرقدر من
الفوضى وتأكد ذلك بما حدث حيث
بدأ حرق المحكمة رغم ابتعاد
المتظاهرين عن مكانها المحاصر
بالأمن المركزى من كل الجوانب –
رفض الضابط الواقف الذى طلبت
منه ارسال عربة مطافى لإطفاء
مبنى أمن الدولة الذى يخرج
دخانا أسودا تأذى منه كل جيرانه
بعد أن قال لى ستحضر حالا ولم
تحضر! بينما مكان الإطفاء
المقابل للبندر قد سحبت منه كل
عربات الإطفاء! وهنا حدث
الاتصال الثانى والأخير فقد
اتصل مفتش أمن الدولة لأعاتبه
على سحب القوات فى الوقت الذى
ذهبت فيه فى محاولة لوقف
الاعتداءات على مبنى الجهاز
المحترق من الأمس ! فيعطينى
اللواء الشعراوى محافظ البحيرة
فى أول حديث لى معه ليطلب منى
تهدئة الأمور لما لى من شعبية
وحب لدى الناس فقلت له سأبذل
قصارى جهدى لكن المشكلة الآن فى
البلطجية الذين استولوا على
الاسلحة وخرجوا من السجون بقرار
من وزيرالداخلية السابق
وبإشراف وزيرالداخلية الذى
تولى بعده رئيس مصلحة السجون
وقتها قائلا "خللى الجيش
يحميكم" فقال أنا علمت بموقفك
لحماية مبنى المحافظة وأنا لذلك
اتصل بك لأشكرك وأرجو أن تساعد
على التهدئة فقلت له لقد شكلنا
لجان شعبية للحماية قال لى
الأهم عندى الناس فطلبت منه
الأمر بوقف ضرب النار فوعد ثم
بعد انتهاء المكالمة بساعة ضربت
القوات التى تحمى البندر
والمحكمة المشتعلة النار
بغزارة ثم بدأت فى الانسحاب
وهنا جاءت الفرصة بعد الإفراج
عن المسجلين خطر لنهب البندر
خزائن وأسلحة ثم حرقه فى شكل
همجى كنا لا نود أبدا أن يحدث
لكن حجم المظالم والضحايا
والغضب الذى تملكهم أدى لهذا
الإخراج السئ لثورة شباب واعى
يريد أن يعيش حياة كريمة فى بلده
التى استولى عليها الحزب الوطنى
ونهب ثرواتها وقمع شعبها بغباء
شديد 06 النقاط البيضاء فى كل هذه الأحداث كانت
تلك الروح التى انتابت الشباب
الذى شعر بالحرية لأول مرة ووجد
نفسه مسئولا عن حماية نفسه
والحفاظ على ممتلكاته العامة
فتكونت اللجان والذى اشترك فيها
الجميع كبارا وصغارا ووضعت
الكمائن على الطرق وفى الشوارع
للسيطرة على اللصوص الذين
استغلوا الفرصة ونهبوا وسرقوا
إضافة الى الجنائيين الذين تم
إطلاق سراحهم بمعرفة وزارة
الداخلية التى يجب محاكمة كل من
تسبب فى إثارة تلك الفوضى والتى
انسحبت بشكل مخزى وأبدلت قواتها
بقوات البلطجية الداعم
الاستراتيجى لكل أعمال الشرطة
طوال ثلاثين عاما من القهر
والخوف وإثارة الفتن. 07 استمرت تحركات فلول الشرطة التى خرجت
لإثارة الفزع بعد أن هدأت
الأمور فى الشارع وشعرالناس
بالأمان فى بيوتهم ليلا حتى أن
إحدى السيدات قالت لى لأول مرة
فى حياتى أنام فى بيتى دون أن
أغلقه بالترباس! وأصبح القبض
على عناصر الشرطة التى تسير
بسرعة وتضرب النار بعشوائية على
تجمعات المواطنين وقد نجحت بعض
الكمائن فى القبض عليهم
وتسليمهم للجيش ، وقد لاحظت أن
هناك تعامل عنيف مع المقبوض
عليهم وصل الى درجة القتل كما
حدث أمام البنك الأهلى عندما
أوقفت دبابة ومدرعة للجيش مصفحة
للشرطة أفزعت الشوارع وتعامل
ضباط الجيش معها وقتلوا أحد
أفرادها بالرصاص وأكمل الشباب
قتل أخرين واستسلم اثنين تمت
حمايتهما وقبض الجيش عليهما
وهنا قلت للشباب ليس من المقبول
إجراء محاكمة وتنفيذها
بمعرفتكم فهذا لا يجوز بأى شكل
شرعى أوقانونى والمطلوب فقط
إمساك هؤلاء الفوضويين
وتسليمهم للجيش ولم يقتل أحد
بعد هؤلاء المساكين الذين صارت
دمائهم فى رقبة النظام الفاشل
الذى عرضهم للخطر بعد انسحاب
كامل غير مبرر بأى شكل ! 08 نشط الشباب فى البحث عن السلاح وجاءت
إخباريات كثيرة بالسلاح الذى
خرج من مقار الشرطة والسجون
وصار فى أيدى البلطجية وتم
تجميع أكثر من ثلاث سيارات أمن
مركزى مليئة بالسلاح وتسليمها
لرجال الجيش فى محاولة لتهدئة
الأموروعدم المغامرة بوجود
سلاح فى أيدى غير مسئولة تثير
الفوضى وتستعمله بدون عقل وكانت
المساجد على مستوى الحدث فتم
فتح عدد كبير منها لإدارة
اللجان الشعبية واستلام السلاح
حتى يأتى الجيش لاستلامه ولأول
مرة أشعر أن الشباب المصرى يحب
بلده وينتمى اليها ويدافع عنها
بحب افتقدناه طوال عشرات
السنيين عندما سرقت مصر وأديرت
بمعرفة المخبرين والبلطجية
لصالح أهل السلطة والمال !
فالحرية دائما تولد الانتماء . 09 وصلت لنا أخبارا بنية البعض تفجير بعض
الكنائس لا ستدرار الدعم الدولى
بعد أن سقطت قوات الشرطة وتم
السيطرة على البلطجية ووقف
الجيش على الحياد فكانت تلك
الورقة الأخيرة وأعلنت ذلك على
الملأ وهتف الناس هتافات الوحدة
الوطنية وطالبت بتطوع الشباب
المسلم مع الشباب المسيحى
لإتمام الحراسات اللازمة
للكنائس التى تحظى بأمان شديد
رغم انسحاب قوات الشرطة من
أمامها وتشكلت من رئاسة اللجنة
الشعبية وفد لزيارة الأنبا
باخوميوس فى الكاتدرائية
بدمنهور من العبد لله ورئيس حزب
الوفد م اسماعيل الخولى وأحد
رموز دمنهور الحاج عبدالله
المسيرى ولحق بنا عضو الهيئة
العليا للتجمع د زهدى الشامى
وكان لقاءا جيدا أبان أن نظام
مبارك قد أثار حالة من الفتنة
تمكنه من دوام السيطرة واللعب
بأوراق الفتنة الطائفية ليخدم
وجوده واستمراره وقد وجدنا وعيا
بكل هذا وهو ما أسفر عن تعاون
لحماية الكنائس وزيادة علاقات
الود الحقيقية بين المسلمين
والمسحيين ، وهنا أذكر أنه فى
أحد الوقفات جائنى شاب لاعلاقة
له بالاسلاميين (شكلا وموضوعا)
يقول لى لقد ذهبت الى مقبرة
ابوحصيرة التى يزورها الصهاينة
فى حماية امنية مصرية ولم اجد
بها حراسة أريد أن أهدمها أيه
رأيك؟ فقلت له وانا أبوس رأسك
تاخد عشرة وتروحو تحموها من هذا
العبث النهاردة! فهى الان
لاقيمة لها فى غياب الاهتمام
بها كأنها غير موجودة فلماذا
نهدمها ويتم استغلال ذلك
إعلاميا ودوليا من قبل
الصهاينة؟ ألم نتعلم من درس
طالبان وتماثيل باميان لبوذا
أين العقل ؟ وأين الدين من ذلك؟
فاقتنع ووعد بذلك والحمد لله
على حالة الحب والثقة والترابط
الذى تم بين أبناء الشعب المصرى
فى مناخ الحرية الذى افتقدناه
أكثر من نصف قرن! 010 فى ظل غياب كامل للمسئولين السياسيين
والشعبيين المزورين والأمنيين
كان لابد من التعاون مع
المستشار العسكرى بالمحافظة
وقواد الجيش على أرض دمنهور
لإعادة الحياة الى طبيعتها وبث
الطمأنينة فى نفوس عوام الشعب
الذى تضرر فى أكل عيشه
وطالبناهم بفتح محالاتهم
والذهاب الى أعمالهم للتدور
عجلة الحياة الطبيعية والبحث فى
تأمين لكل المنشأت واسنكمال
الناقص من المواد التموينية
ومحاولة إعادة بعض قوات الشرطة
للحماية والخدمات. 011 على مستوى التعامل مع القوى الشعبية
والأحزاب الأمر يحتاج لتفاصيل
ليس وقتها الآن لكن رغم سقوط
الشهداء والمصابين بالآلاف
مازال النظام على عناده حتى جاء
خطاب الفتنة الذى فرق المصريين
بعد أن ظهر مبارك مكسور الجناح
يطلب أن يموت على أرض مصر
واستكمال مدته فقط - طبعا بعد أن
يصفى حسابه مع كل من وقف ضد
رئاسته وقال لا بصوت عال وهو
مالم يدركه المصريين - وتمت
تعديلات شكلية فى الوزارة
استهلت عملها بالاعتداء على
المتظاهرين فأصابوا الالاف
وقتلوا العديد من الشباب الأعزل
المحاصر بالبلطجية وقوات الأمن
فى الزى المدنى ورغم غياب
الغطاء الدولى فإن المحاولات
الأخيرة للبقاء تستعمل العنف
البالغ وتزييف الواقع بإعلام
مضلل وبذلك يريدون أن تنتهى
الصورة بنفس الشكل الذى ثار
عليه المصريون تغول أمنى يدعم
سياسة البلطجة فى مناخ من الكذب
والتضليل الإعلامى وإظهار
شعبية مزيفة مدفوعة الثمن من
البلطجية وموظفين الحكومة كانت
السبب فى غضب كل المصريين فهل
ننتهى من حيث بدأنا أم أن
للمصريين قول اخر , أما نحن فلا
نجد ما نقوله سوى " اللهم نصرك
الذى وعدت" وانما النصر صبر
ساعة ، عاشت مصر عزيزة كريمة
عالية الرأس وعاش شعبها خير
أجناد الأرض قويا متحدا عزيزا
كريما . ===================== من تونس إلى دمشق إلا أن
سورية متميّزة بدرالدين حسن قربي يختلف العرب بطبيعة الحال على كثير من
المسائل والرؤى، ومن الصعب أن
تراهم متفقين إلا في توصيف
الحال من تونس إلى دمشق مروراً
بالجماهيرية العظمى وأم الدنيا
فهم متفقون، ودليلنا يسعى بين
أيدينا وبأيماننا. نسمع
ليبرالياً يتكلم عن الأوضاع
الاستبدادية والفساد في تونس،
ونسمع إلى الآخر الإسلامي
المختلف يصف الأوضاع العامة
نفسها في مصر، ونسمع إلى الآخر
اليساري أيضاً عن ذات الأوضاع
في دمشق، وإلى ناس الجماهيرية
العظمى يحدثونك عن القهر
والاضطهاد وقمع الحريات. تسمع
إلى الجميع على اختلاف دينهم
وبلدهم وقوميتهم وتوجههم
وتخصصهم ومهنتهم، فتسمع كلاماً
عجباً، وإنما هو نفسه من تونس
إلى الشام قمع واستبداد وفساد
وكأنه طبعة واحدة، وجماهير
الناس تئن تحت مزدوجة السلطة
والثروة، والكل يصرخ ألماً
ووجعاً وفقراً ومعاناة.
والتركيبة واحدة، حزب قائد
متسلط وحاكم يحتكر الأغلبية كل
على طريقته ومذهبه وتفصيلاته
الدستورية. من حزب التجمع
الدستوري الديمقراطي إلى
اللجان الشعبية فالحزب الوطني
وآخرها حزب البعث العربي
الاشتراكي، تتقدمها جميعاً
عوائل معروفة ومعهم قرابات
وأنسباء. وبعرض هذا الكلام على
الدول الأربع المذكورة فلسوف
تجد الحال واحدة. اقتلع البركان التونسي ابنَ علي، وثار من
بعده البركان المصري حاملاً من
الغضب الشيء الكثير مما نراه في
شوارع مصر وساحاتها بالآلاف
المؤلفة، مما ألزم النظام حتى
ساعات الآن على إعلان العديد من
القرارات والتعهدات بنقل آمن
للسلطة وإجراء الكثير من
الإصلاحات، وإنما مازال
المعارضون مستمرين لعدم ثقتهم
بما لهم من تجربة، ولا أحد حتى
الآن يعلم حقيقةً منتهاها، ولكن
ما هو حق وحقيقة أن البركان
المصري أخرج أثقاله غضباً على
ما يعيشه من معاناة وقهر. أما في سورية فالناس على موعد مع الغضب
اليوم الجمعة، وقد أعياهم الداء
والدواء وانعدام المعتبرِين
مما حصل في تونس وما يحصل في أم
الدنيا رغم أن الحالة السورية
هي من مثل حالهم بل أدهى وأمرّ،
حزب بعث محنّط قائد للأمة
والمجتمع قامع للحريات،
وقوانين طوارئ ومحاكم أمنية
وعسكرية استثنائية وسجون مليئة
بالمعارضين، إلى عائلة وقرابات
من شفيطة ونهّابين مسنودين، فلا
تجد شركةً ليس لهم فيها علاقة،
ولا مصنعاً مهماً ليس لهم فيه
دور، ولا مواصلات واتصالات إلا
لهم فيها شأن وشأن، ولا إعلان
ولا دعاية إلا وتصب في شركاتهم
ومنتجاتهم، ولا استثماراً إلا
وهم فيه شركاء، ولا صفقة إلا
ولهم فيها ضبط وربط وحصة وقصة.
بقدرة قادر ممتدون كأخطبوط في
كل مصالح الوطن ومقدّراته
فقدرتهم بلا حدود، وواصلون
ومحظييون ونشاطاتهم وأعمالهم
في كافة أنحاء السلطة مدعومة
بلا قيود، فلا شيء يُدفع أو
يُقبض أو يباع أو يشترى تحت
غيمات الوطن إلا ولهم فيه
نصيباً مفروضاً، وكان أمراً
مقضياً. عدم الاعتبار السوري الرسمي رغم كل
تماثلاته التونسية والمصرية
مرده فيما يبدو قناعة راسخة لدى
النظام أن الوضع السوري غير
تونس وغير مصر، وهو أمر أكّده
الرئيس الأسد بنفسه في مقابلته
قبل يومين مع الوول ستريت
جورنال بنفيه احتمال امتداد
الاضطراب السياسي الذي يهز تونس
ومصر إلى سوريا أو حتى تكرار
سيناريو الاحتجاجات المصرية
لتميّز الوضع السوري بعدم إقامة
علاقات مع"إسرائيل".
وعليه، فإن الرئيس الأسد عندما
أشار إلى نقطة التميّز في الوضع
السوري فقط عن تونس ومصر، فقد
اعترف بشكل ضمني بالمتقاربات
والمتشابهات الأخرى في انتشار
الاستبداد وتفشي النهب والفساد
وغلاء الأسعار وارتفاع معدلات
البطالة مع تلك البلدان. أما
المهم، فلئن كان أشار إلى عدم
إقامة علاقة مع "إسرائيل"
وهي حقيقة، فإن الكلام الأحقّ
والأدق توصيفاً، هو أنها بعض
التميّز عن تونس ومصر وليست كله.
وعليه، فلاكتمال التميّز
وبإنصاف، ينبغي التذكير أن
سورية حتى تاريخه يكون قد مضى
عليها أكثر من أربعين عاماً تحت
حكم الأسد الأب الراحل ومن بعده
الوريث الابن، تميّزت هذه
السنون أيام الأب خصوصاً بحكم
شمولي حديدي، تمّ خلاله ارتكاب
العديد من المجازر الدموية
والقمعية التي ذهب ضحيتها عشرات
الآلاف من السوريين فضلاً عن
عشرات الآلاف من المنفيين طوعاً
أو كرهاً، أي أن تتمة التميّز
السوري عن تونس ومصر والمسكوت
عنه من قبل الرئيس هو التوريث
الذي كان في الحكم، والمذابح
التي كانت وعدد ضحاياها المريع
مما يجعلها من أكبر مجازر القمع
في العقود الأخيرة من القرن
العشرين. ومن ثم نتساءل: إذا
تميّز السوريون بعدم إقامة
علاقة مع "إسرائيل"، فهل
مقابل ذلك الذبح وأن يقوم
التوريث على أشلاء الضحايا أم
أن عدم العلاقة هو غطاء لشرعنة
المجازر والتوريث..؟ وبمناسبة ذكر المذابح، فإننا نشير إلى
أنه في الأسبوع الأول من شباط/فبراير
من مثل هذه الأيام من عام 1982 حصل
ما حصل من المواجهات الأمنية
الدامية مع الجماهير الغاضبة في
مدينة حماة السورية في وجه
النظام التي استخدم فيها كل
قواته العسكرية أرضاً وجواً،
مما كان ضحاياه عشرات الآلاف
فقيداً وقتيلاً من سكان المدينة.
ونشير إلى أنه حتى هذه اللحظة
فإن مئات الآلاف من أسر الضحايا
وذويهم ممن فقدوا حشاشات قلوبهم
يواجَهون من قبل النظام بتعتيم
تامّ وسكوتٍ مطبق، مضافاً له
مقاومة وممانعة لا حدود لها
وغير مبررة لمنع فك الحصار عن
آلاف القتلى والمفقودين والكشف
عنهم أحياءً وأمواتاً وعن أماكن
دفنهم فرادى وجماعات، بل ومن
السخرية أن يُحتفظ بأسمائهم في
المستندات الرسمية أحياء عند
النظام يسأل عن بعض ذويهم بين
حين وآخر باعتبارهم مطلوبين له. في تقديرنا أن النظام السوري ومع كامل
تميّزه مدعو الآن أكثر من أي وقت
وقبل فوات الأوان للعبرة بما هو
حاصل لمراجعة حساباته، وترك
مقارناته وتمايزاته مع تونس
ومصر، للعمل على إصلاح ديمقراطي
حقيقي يتجلى بإصلاحات دستورية
تطلق فيها الحريات العامة،
ويُوقف فيها العمل بقانون
الطوارئ ويُفك سراح معتقلي
الرأي والفكر، ويُعمل على ضمان
حياة كريمة للسوريين جميعاً بما
فيه دعم أسعار المواد الأساسية
والغذائية التي يحتاجها الناس
وفي مقدمة ذلك إيقاف النهب
ومحاسبة البلاّعين والفاسدين.
أما أن يقول الرئيس الأسد عندما
يُسأل عن الإصلاح في سورية: بأنه
سيشرع في إصلاحات سياسية
واقتصادية، وإنما لكي نكون
واقعيين علينا أن ننتظر الجيل
القادم لتحقيق هذا الإصلاح.
وإنما هل ينتظر الفقراء
والجائعون والمضطهدون
والمقموعون حتى الجيل القادم..!؟
خيارهم أن يحرقوا أنفسهم أو أن
يحرقوا أنظمتهم الفاسدة وهو لا
شك صعب، ولكن ما نراه من فواحش
القهر والجوع والفساد يا ناس ما
عاد مستحيلاً. إن توهم التميّز
السوري عن تونس وأم الدنيا هو
نفسه توهم المتوهمين للاستقرار
القائم على الظلم والفساد، فكله
ذو عواقب وخيمة، وما أمر الراحل
بن علي تونس وأم الدنيا عن
المتوهمين والمعاندين ببعيد،
فهل من مدّكر..!!؟ ======================= هذه المعركة الدائرة
رحاها الآن في ميدان التحرير في
القاهرة "يامصر..قومي ..لاترهبنك سطوة
الطغيان" نوال السباعي- مدريد إن من مفارقات التاريخ الصارخة ، أنه
لايعود إلى الوراء ، وإن مايحصل
في مصر اليوم ، هو معركة لاتخص
مصر قطعا ، إنها معركة الأمة
كلها ، بكل فئاتها القومية
وانتماآتها الدينية ومكوناتها
الفكرية وحساسياتها الحزبية ،
إنها معركة أحرار العالم مع
النظام العالمي الجاثم على صدور
البشر ، يقتل ويذبح ويقصف ويقمع
في مكان ، ويغسل العقول ويتلاعب
بالرأي العام في مكان آخر . إن مايجري في مصر في هذه الساعات الرهيبة
، ليس مجرد معركة مابين شعب
مغلوب على أمره ونظام عميل
انكشفت للعالم كله عمالته
وخيانته ونزوله عند رغبة العدو
الصهيوني فحسب ، ولكنها قمة
الاستعلاء والنفاق والخديعة،
إنها مناورات الولايات المتحدة
وأتباعها في عالم الغرب الذي
يظن أنه استولى على دفة إدارة
الأشياء في هذا العالم ، من خلال
أبشع سياسات الكذب والتمويه
والتشويه، والضحك على الشعوب !! .لايمكننا
إلا أن نكون على شبه يقين بأن
الولايات المتحدة هي التي أوعزت
للرئيس بأن لايترك منصبه ، وأن
لاينزل عند رغبة الشعب ، وأن
يتمسك النظام بكراسيه ومواقعه ،
بينما تخرج هي على الشعب بمظهر
المساعد المشفق الذي يدعم
مطالبه في التغيير ، وبهذا تحوز
على ولاء الشعب ، وتنفذ
سياساتها الصهيونية في مصر ،
وتظهر مبارك وكأنه رجل قوي
يستطيع أن يقف في وجه امريكا !!،
إن الرئيس المصري فاقد الثقة من
قبل شعبه ، ليس هو النظام ، إنه
رجل مريض بطيء الفهم والإدراك ،
قد تجاوز الثمانين من العمر
ولايكاد يستطيع الوقوف على
قدميه كما تظهره الصور ، ومهما
يكن الأمر ، فإن مبارك ليس وحده
الذي اتخذ القرارات الإجرامية،
لقمع ثورة شعبه ، وتمريغ أنف
بلده في الوحول ، إن هذه
القرارات كانت قد اتُخذت في تل
أبيب وبعض أروقة واشنطن ، لأن
هذه الجهات كما يبدو هي
المتنفذة في البلد ، والمستفيدة
الأولى والأخيرة مما يجري ، وهو
يجري أمام ذهول الجميع بموقف
الجيش المصري المتفرج ، الجيش
المصري أمريكي التمويل
والتجهيز ..وربما التوجيه،
والذي سيكتب عنه التاريخ ،وهو
يؤرخ لهذه الموقعة العظمى ،
بأنه الجيش الذي خدع شعبه
واستغل طيبته ومصداقيته، ولم
يحميه في ساعة العسرة. لايمكن الضحك على الشعوب بهذه الطريقة ،
ولايمكن التعامل مع الشعب وكأنه
ولد قاصر لم يبلغ الرشد بعد ،
كما لايمكن تعامل الطغاة مع
المواطنين وكأنهم أعداء في
ساحات المعارك. لقد كان خطاب الرئيس المصري عشية
الثلاثاء ، مهزلة بكل مقاييس
المهزلة ، ضرب بها عرض الحائط
مصداقية شعبه وشجاعته وكرامته ،
أمام الملايين الذين كانوا
يتابعون الحدث عبر شاشات العالم
في بث حي ومباشر ، لم يتنبه
الرجل إلى أنها لم تكن شجاعة
شعبه على المحك فحسب ، بل لقد
كانت مصداقية العرب والمسلمين
جميعا ، فلأول مرة منذ سبعين
عاما يقف العالم كله وقفة
احترام وتأييد لما يجري من
احتجاجات سلمية حرة نظيفة نزيهة
في بلاد المنطقة ، لقد استرد
المصريون الشرفاء ومن قبلهم
التوانسة الشجعان كرامة الأمة
المهدرة تحت أقدام طغاتها ، لقد
أعادوا لنا شعورنا بإنسانيتنا ،
وشعورنا بالفخر لانتمائنا إلى
هذه الأمة ، وجعلوا العالم كله
تنبض في عروقه دماء ثورات الحق
والعدل والحرية من جديد ، لم
ينتبه الطاغية إلى أنه اختار
بين إرادة شعبه وكل شعوب
المنطقة والعالم كله ، من جهة ،
وبين إرادة نتنياهو في تل أبيب
من الجهة الأخرى، وقد اختار
الرجل "نتن- ياهو" على شعبه!. لقد لجأ النظام إلى تطبيق أساليب القرون
الحجرية مع شعب وقف بصدور شبابه
العارية في مواجهة الموت
والطغيان ليقول للعالم : إننا
شعب كريم أبي لانرضى الذل
والإهانة ، وسنوقف طغيان الفساد
والسرقة في بلادنا ، وسنتوقف عن
الهجرة في قوارب الموت نحو
شواطيء تَعد بالحرية والكرامة ،
وإن كانت لاتمنحهما للغرباء.
لقد رأى العالم كله كيف اقتحمت
قوات قذرة ساحة ميدان التحرير
بالخيول والجِمال وعربات تجرها
البغال ، لتخترق صفوف الشباب
الأعزل المسالم ، وتحدث هناك
مجزرة ستكشف الساعات اللاحقة
أبعادها ، إنها أساليب متخلفة
مغرقة في التخلف لمواجهة طليعة
شعب مثقفة واعية مؤمنة بالغد
وبقدرة هذه الأمة على النهوض . إن هذه المعركة الدائرة الآن في ميدان
التحرير ، ليست معركة هذه
النخبة المصرية مع تلك الحثالة
من فلول النظام ، ولكنها معركة
الأحرار مع العبيد ، معركة
الثوار مع الخانعين ، معركة
الأباة مع المنشقين ، معركة
الإرادة مع المثبطين ، الذين
يتخلفون عن الأمة ، طلبا لمكاسب
دنيئة في ركب الطواغيت ، معركة
الثبات واليقين مع الإرجاف
والانقلاب على الأحرار ساعة
المحنة. مايحدث الآن في ميدان التحرير لايخرج في
حقيقته عن كشف المستور ، تماما ..وكما
حدث مع الوثائق التي كشفتها
الجزيرة عن السلطة الفلسطينية ،
تلك الوثائق لم تكشف شيئا
لانعرفه ، لقد وثّقت لماهو
معروف ومتواتر تتناقله الألسنة
، وهذا بالضبط مايقدمه المشهد
في القاهرة والاسكندرية اليوم ،
إنه التوثيق الذي لايأتيه الشك
من بين يديه ولامن خلفه ، عن
طبيعة النظام الذي حكم مصر
ثلاثين عاما. لقد كنا نسمع عن
فساده وظلمه ، عن انهيار الدولة
، وتفكك المجتمع ، وتفسخ
الخدمات والبنية التحتية ، عن
السرقة والنهب ، عن التعامل
الوثيق بين رجال الأعمال
المصريين والإسرائيليين ،
ولكنننا لم نصدق حتى اليوم ،
ماكان الشعب المصري يحكيه
ويبكيه. مايقوم به النظام المصري الآن ، دليل
انفصاله عن الواقع ، وطلاقه
البائن مع الأمة ، وسقوطه في
مزابل التاريخ ، ويجري ذلك
للأسف أو لحسن الحظ على الهواء
مباشرة في بث حي ، لاتختص به
قناة الجزيرة ، المتهمة أبدا
بالتحريش والتهويش !، ولكن على
كل القنوات الإخبارية العالمية
، القناة الإخبارية الإسبانية
"24 ساعة" لاتنقل صورها عن
قناة الجزيرة ، وإنما تصور
مايحدث في أرض ميدان التحرير ،
وتنقل للشعب الإسباني ومباشرة ،
هذه الصورة المؤلمة الشاذة التي
تنتمي إلى عهود انهيار دول
الرومان والإغريق البائدتين،
كما نقلت عشية الثلاثاء خطاب
الرئيس ، وجوابه لشعبه الذي خرج
بالملايين في أبهى صورة نديّة ،
يقول للعالم : إننا أمة لم تمت ،
أخطأتم - وأخطأنا- باعتبارها أمة
ميتة ، لأن هذه الأمة تمتلك
آليات التجديد الذاتي ، والقدرة
على وقف السقوط في الهاوية، وهي
خاصية لم تتمتع بها كثير من
الأمم في التاريخ. إنه من المضحك المبكي أن يمُنّ الرئيس
المصري – أو من كتب له تلك
الكلمة الدراماتيكية- على الشعب
بما كان قد قدمه له من خدمات
وأيدٍ ، ولاأدري عن أية خدمات
كان يتحدث ، فلقد أورد مصر
المهالك ، بدءاً بالالتزام
المخلص باتفاقيات السلام مع
العدو الإسرائيلي إلى درجة
مساعدته في الإجهاز على الشعب
الفلسطيني ، وانتهاءا بانهيار
البلد على رؤوس أصحابها ، مرورا
بتمكين رجال أعماله من نهب
المليارات ، وانتهاءا بهذه
المؤامرة التي يستخدمها في هذه
الساعات وعلى مرأى ومسمع من
العالم كله، لقمع شعبه وتكميم
أفواهه وكبت حريته وإرادته. إن مايقوم به شباب مصر الشرفاء اليوم إنما
هو فعل مقاومة ، مقاومة لهذه
الطغمة الحاكمة الساقطة ،
مقاومة للنظام الرسمي العربي
الذي يطبق الخناق على مقاطعات
المنطقة العربية ، مقاومة
للولايات المتحدة التي تلعب على
كل الحبال ، ويكاد لعبها بهذه
الورقة المصرية يحرق كل أصابعها
اليوم ، مقاومة للنظام العالمي
بكل استكباره وجبروته وتمكنه من
رقاب البشر ، مقاومة للظلمة
والظلام والنفاق والخروج
والشقاق والانفصال والتمزق
والشرذمة ، مقاومة للتخلف
والارتكاس والعودة إلى مهاوي
الاستكانة والمهانة والهوان ،
مقاومة لكل فعل ماض ناقص معتل ،
لقد دخل شباب مصر الذين شقت لهم
الطريق الفلول التونسية
الشجاعة ، أبواب التاريخ من
أوسعها وأكثرها إشراقا ، ولن
ينتظر التاريخ أن يحكم لمبارك
كما تمنى في خطابه ، لقد أطلق
التاريخ حكمه على مبارك ليلة
الأربعاء 2.2.2011، ليس بسبب خطابه
الموبوء بالاستبداد والتناقض
مع الواقع وغيبوبة الطغيان
وممالأة المستعمر والمستوطن ،
والضرب برغبة شعبه عرض حائط
الاستعلاء والظلم ، ولكن بسبب
هذه "الخطة القميئة" ،
المؤامرة البديلة ، لشق الصفوف
وضرب الموقف المعارض ، التي
أعدها هذا النظام وتنفذها كلابه
الشرسة ضد الابرياء والشرفاء
،المدوية أصواتهم من ميدان
التحرير بكل مافي صدور هذه
الأمة من غضب وقهر وثورة..إنه
أعظم أنواع ودرجات الجهاد على
الإطلاق ، الوقوف في مثل هذا
الموقف المشرف لدى هذه السلطة
الغاشمة . لقد تمت محاكمة حسني مبارك و"عصابة
الزقاق" والسراق الحاكمة
باسمه في مصر العزيزة الغالية ،
قلب العروبة والاسلام ، وصدر
الحكم عليه بالخيانة العظمى ،
إنه لايستحق أن يموت في وطنه
ولاأن يُقبر فيه بعد أن منع شعبه
حقه في أن يعيش على أرض هذا
الوطن حرا كريما . من المهم والاستثنائي أن تعلم هذه الأمة
حقيقة هذه المعركة التي تدور
رحاها الآن في ميدان التحرير في
قاهرة المعز لدين الله ، وأن
الحرب سجال وكر وفر، وأن هذه
جولة ومن ورائها جولات ،
فلايدخلن الوهن والتخاذل
والاحباط القلوب ، إن ثورة
طلائع الشعب المصري الأبي -ومهما
كانت النتائج التي ستنكشف عنها
هذه المعركة- ستدخل التاريخ ،
على أنها ثورة الشباب المثقف في
سبيل الحرية والكرامة ، ثورة
طلائع كان يجب أن تاخذ بعين
الاعتبار تنظيف حديقتها
الخلفية قبل أن تبدأ العمل في
البناء، إنها معركة الثقافة ،
معركة الهوية ، معركة الانتماء
، التي يجب أن تسير جنبا إلى جنب
مع معركة الحرية والكرامة ،
إنها معارك أمة نامت طويلا ، وهي
الآن تستيقظ ، لتصافح الفجر ،
ولتصافح الشمس ، ولتتطهر من
أدرانها ، بالحريق الكبير ،
الذي بدأ بالتهام جسد البوعزيزي
، والذي سينتشر مثل النار في
هشيم حياتنا ، ليغير فيها باذن
الله كل شيء بدءا من الأنظمة
المستبدة ، وانتهاءا بالإنسان
المتخاذل . يجب أن تعرفوا ياشباب مصر ، أنكم وحدكم ،
وحدكم هناك في هذه المعركة
المصيرية ، أمريكا ليست معكم ،
إنها تنافق وتكذب علينا وعليكم
، الاتحاد الاوربي ليس معكم ،
إنه ليس إلا مع إسرائيل ومطالب
إسرائيل ومصالح إسرائيل،
الأنظمة العربية ليست معكم
لأنها لاتريد أن تنتقل العدوى
إليها وإلى شعوبها ، أنتم وحدكم
وقلوبنا معكم ، والأمة كلها
معكم من المحيط إلى الخليج ، من
القهر إلى القهر ، بدعائها ،
بمشاعرها ، عيوننا عليكم ،
وقلوبنا معكم ، وإن عجزنا اليوم
عن أن نقدم لكم شيئا غير الكلمات. ====================== مَا أجْمَلَ صَباحَكِ يا
مِصْرُ! د. فايز أبو شمالة ما أجمل صباحك يا مصر، وأنت تمسحين حبات
العرق عن جبينك الندي! وتواصلين
بكرامة مشوارك العربي، أنت يا
مصر، يا من نثرت المجد على صفحات
التاريخ، وأنت يا مصر، يا من
لوّحت للحرية بأجنحة الريح،
وأنت يا مصر، يا عربية الوجدان،
ويا معزوفة الإنسان في الليل
الجريح، أنت يا مصر، يا من
أغلقوا عليها الأبواب، وسدوا
دونها المنافذ، وتركوها عارية
في حضن ليبرمان، وأولمرت،
ونتانياهو، وسلفان شالوم. ما أجمل صباحك يا مصر، وأنت تحطمين
القيود، تحررين معصميك،
وتطلقين ساقيك، وتدوسين على رأس
أعدائك مرفوعة الهامة، وتشقين
الزمن، أنت يا يمامةٌ، تراكم
على ريشها غبار الطريق،
تنتفضين، وتشعلين في الخوف
الحريق! عودي يا مصر إلى نبضك الحنون، عودي يا
حبيبة العرب إلى حضنك المفتون،
عودي يا مصر إلى مصر التي سرقها
الغاصبون، عودي يا وردة، يا
نجمة، يا رعشة المكنون، عودي
وكحل العين شعب لا يُذلُّ، شعب
مصر الحر شعبٌ لا يهونْ، عودي
فإن الشرق دونك أجوفٌ، والغرب
يذبل في الجفونْ. تقول كتب التاريخ: إن مصر كانت مطمع
الغزاة الفرنسيين حتى سنة 1801م،
وإنها ظلت دولة ضعيفة فقيرة
ممزقة جائعة يتقاسم خيرها
المماليك حتى سنة 1811م، عندما
دبر لهم محمد علي باشا مذبحة
القلعة، وسيطر على حكم مصر. عشرة أعوام من ذاك التاريخ، نهضت مصر،
وتحول الشعب المصري من شعب فقير
إلى شعب غني، ومن شعب ضعيف إلى
شعب قوي، ومن شعب مهزوم يطمع فيه
الغزاة إلى شعب منتصر؛ وصلت
جيوشه إلى السودان، وبلاد
الحجاز، وأرض الشام، خمسة عشر
عاماً من ذاك التاريخ؛ وصل
الجيش المصري إلى اليونان في
أوربا، قبل أن تتحالف كل من
روسيا وفرنسا وبريطانيا ضد
الأسطول المصري، في ذلك الزمن،
سأل أحد قناصل أوروبا إبراهيم
باشا: إلى أين أنت تمضي بجيشك،
فقال: "إلى حيث أكلم الناس
ويكلمونني بالعربية". لن ننتظر عشرة أعوام يا مصر، الشرق في شوق
إليك، فتعالي يا مصر، تعالي قبل
أن تجف حناء النصر من يديك،
تعالي يا مصر إلى أرض فلسطين،
تعالي يا قُبلةَ الحنين، تعالي،
وانثري بهاءك في باحة الأقصى،
وزيني ضفافه ورداً وياسمين. ===================== رسالة من بلد المقاومة
والممانعة مع التحية سهير الأتاسي البارحة تهجّموا علينا باعتصام الشموع
التضامني مع أحرار مصر... يللي
هجموا علينا بالشارع عرّف عن
حاله أنه بلطجي وقال أنه بشار
الأسد رئيسنا وهو ويللي معه قال
إذا ما بتنقلعوا من هون روحوا
على مصر..، بعدين هجموا وبلّشوا
الضرب.. كنت عم صوّر.. وكان واحد
رح يكسر الكاميرا كان معهم
اثنتين.. صاروا يسبّونا بكلمات
رذيلة.، ووحدة خلعت قشاطها
وبلّشت ضرب بالقشاط.. الشرطة عم
تتفرج.. لأنه معروف أنه هيدول
أمن..، رحنا عالأمن وقلتلهم بدنا
نقدّم شكوى أنه الأمن أرسل
زعرانه للتعرّض على المعتصمين
وأنه الشرطة صمتت ووقفت تتفرّج..،
صاروا يغيبوا ويرجعوا... وبعدين
طلبوا من البقية يللي معي
يطلعوا.. أنه قال بدهم يسمعوا
مني بس..، عزلوني في غرفة وحدي..
في مخفر الشرطة تعرّضت للضرب من
رجل أمن جاء بعد نصف ساعة.....،
إجا رجل الأمن مع اتنين وأغلق
الباب.. وبلّش شتائم شي بعمري ما
سمعته...، وأنه أنا عم جيّش الناس
وأنا عم أشتغل لصالح إسرائيل..
وأنه أنا حشرة وجرثومة وعم جيّش
الناس ضد البلد وكلمات أخرى
رذيلة...، هجم علي لأني عم جاوبه
على كل كلمة.. ما سكتت.. قمت ضربت
إيده يللي هجم فيها على وجهي قام
ضربني كف رهيب على وجهي..،
وآخرها كان تهديد بالقتل.. أنه
أتوقع من هاللحظة بأي وقت وأنا
واقفة بالشارع يجي حتى يقتلني
قال حتى يريح الوطن من هيدي
الجرثومة يللي هي أنا... بعد
الضرب والشتم ومصادرة الهوية
والموبايل والكاميرا (يللي
مسحوا منها الصور) هدد بالقتل
وراح.. بعدين فتحوا الباب..
وقالولي تفضلي واعطوني أغراضي..
طبعاً الشخص ضابط الأمن يللي
شتم وضرب.. اختفى... قلتلهم شو
هالشرطة يللي بخدمة الشعب يللي
بيدخل الواحد ليشتكي على اعتداء
صار بالشارع بيقوم بيُعتدى عليه
من رجل أمن داخل مخفر الشرطة..
وبيُعتدى عليه بالضرب والتهديد
بالقتل.. ======================= شعر: هلال الفارع بَلَدٌ عَرَبِيٌّ يَحتَاجُ سَرِيعًا - بِشُرُوطٍ – لِرَئِيسْ: أنْ يَفهمَ كيفَ سَيَحْكُمُ - دُونَ السَّيِّدَةِ الأُولى - وَطَنًا تحتَ التَّأْسيسْ أَنْ يُدرِكَ أَنَّ الكُرسِيَّ - بِغَمْضَةِ عَيْنٍ – قد يُصبِحُ خازُوقًا، إن صارَ وَسِيلَةَ تَدليسٍ، أو تَدنيسْ أَنْ يَعرِفَ في زَمَنِ البحبُوحَةِ كيفَ
يُدِيرُ، وَأَينَ وكيفَ يطيرُ، إِذا آنَ أَوَانُ "التَّفليسْ" *** بَلَدٌ عَرَبِيٌّ يَحتَاجُ قَريبًا - بِشُرُوطٍ – لِزَعِيمْ: وَطَنِيٍّ، ليسَ مِنَ الْحِزبِ
الحاكِمِ، لا يَحلُمُ بالتَّورِيثِ، ولا يحكُمُ
بالتَّكمِيمْ لا يحتاجُ صَباحًا ومساءً للتَّرمِيمْ لا يحيا في الوَقتِ الضَّائِعِ، لا يستفتي حفنَةَ تُجَّارٍ، في التَّحليلِ، وفي التَّحريمْ وَطَنِيٍّ، لم يأْتِ على أَنقَاضِ جِيَاعٍ، وَعلى صَهَوَاتِ حَريمْ! *** وَطَنٌ عَرَبِيٌّ يحتاجُ - بِدُونِ شُرُوطٍ – لِشُعُوبْ لا تُؤمِنُ بال "لا غالبَ.. لا مغلوبْ" لا تمشي بالمقلوبْ لا تقرأُ بالمقلوبْ لا تسمَعُ بالمقلوبْ وَعَنِ التَّصفيقِ الأحمقِ، والتَّطبيلِ تَتُوبْ!*** يا تُونُسَ شكرًا، الآنَ يَنامُ البُوعَزيزيُّ، وَيَشْقَى تُجَّارُ الوطَنِ المَنهُوبْ الآنَ نَنَامُ قَرِيرينَ، لأَنَّ غَدًا هو مَوعِدُنا القادِمُ، كيْ نَشْطُبَ طاغوتًا آخرَ، مُنذُ زَمَانٍ - يا تُونُسَ – مَطلوبْ!
------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |