ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

تجريف القدرة العربية وضرورة استعادة المبادأة

د.مهند العزاوي*

خلف غياب المجتمع الدولي انحرافات أخلاقية وإنسانية عظمى, ولعل أبرزها غياب مفهوم الدولة والحكومة والوطن والأمة والنظام , وشياع ظواهر "الحكومات العاجزة" والفوضى والاضطراب المزمن, وبذلك تفتح الأبواب أمام المخططات المشبوهة التي تستهدف تفكيك الوطن العربي, ومحو هويته وطمس حضاراته , ويشهد العالم العربي فوضى شاملة في المسالك والمفاهيم والقيم, مع تعاظم شواهد الاندثار البشري, وتوالي صفحات الإبادة الفكرية والثقافية ضده, ويبدوا أن عجلة التفكيك مستمرة وفق نظرية "الدومينو" , خصوصا بعد انهيار مقومات الأمن القومي العربي, واستبدالها بأمن وطني هش عشوائي, يقوم على أساس "عقيدة مكافحة الإرهاب" المستوردة والمركبة التفسير والتجريم , وقد استنزفت شعوبنا العربية وخلقت فجوى كبيرة بين السلطة والشعب, وعززت ظواهر النزاعات وتناسل التنظيمات المسلحة والاضطراب السياسي والأمني, مع تعاظم ظواهر الاعتقالات والتعذيب المنظم, وازدهار تجارة السجون وتتعاظم أعدادها, وساهم بذلك انتشار البؤس والجوع وتفاقم البطالة, وبات هذا التحول الطبقي يطلق عليه بين تجار السياسة في العالم" شراء الدول وتفكيكها" .

تجريف القدرة العربية

نشهد اليوم تداعيات تجريف القدرة العربية, واندثار المنظومات القيمية, واستنزاف ديموغرافي متعدد الأوجه, مع خواء فكري منظم, وسياسة إلحاق للمجتمعات العربية بشكل منظم , ونواجه تهديدات آنية وشيكة, تقع ضمن مرتبة المخاطر الكبرى , ولعل أبرزها شبح التقسيم إلى دويلات دينية طائفية أثنية عرقية, وانتشار الحروب المركبة والحرب الديموغرافية التي نشهد ملامحها في لبنان والعراق و السودان والصومال واليمن , ويبدوا أن أبرز العوامل المساعدة هي:-

* غياب العقيدة العربية السياسية واندثار استراتيجياتها التخصصية.

* انهيار الأمن القومي العربي في ظل تفاقم تطبيق مخططات التقسيم الإسرائيلية والقضم الجيوبوليتكي والنفوذ الليبرالي وكذلك الانتهازية السياسية الإيرانية.

* الخطيئة العراقية(دولة المكونات والطوائف والأعراق) كأنموذج يسوق له ,

* تسويف القضية الفلسطينية وتعاظم الصراع السياسي بين القوى الفلسطينية.

* تطبيق مخططات تفكيك السودان وشبح الانفصال مقابل السلطة,

* احتراب الصومال المزمن

* تداعيات الطائفية السياسية في اليمن ولبنان.

* انتشار ظواهر المليشيات المسلحة ذات الارتباطات المشبوهة.

* تطبيق عقيدة السوق للشركات وتداعيات الخصخصة وتفاقم الفقر والبطالة والجوع .

* سباق التسلح النووي والصاروخي في المنطقة .

* شبح الحرب المحتملة في المتوسط أو الخليج العربي أو العمليات البديلة لها.

* عمليات الإرهاب السياسي المختلفة والحروب الإعلامية والنفسية.

* .تفكيك البني التحتية المجتمعية وفق أساليب التقطيع الناعم العمودي والأفقي.

* غياب سياسة الاحتواء السياسي والتكامل المجتمعي  .

* انتشار وتجارة وتعاطي المخدرات .

* تجارة الأسلحة والمتفجرات وانتشار عصابات الجريمة المنظمة .

استعادة المبادأة

 تبرز الأهمية الجيوستراتيجية للعالم العربي كقوة تشغل رقعة متقدمة في العالم الثاني , وتحتكم على نصف الموارد الإستراتيجية في العالم , ومعضدة بأكثر من محور جيوسياسي وأبرزها المشرق العربي (دول المتوسط - الخليج العربي) وكذلك دول المغرب العربي التي تتهاوى أنظمتها وفق نظرية الدومينو وكما شهدنا في تونس والسودان ومصر, وهذا يشكل عامل مضطرب لتوازن القوى العربي الإقليمي, وبالمقابل هناك تماسك النسيج الدموغرافي للشارع العربي كالوشائج والعادات المشتركة وتعاضد في الأزمات, ولابد من مزاوجة القدرة الصلبة والناعمة والذكية لحشد مفاعيل القوة والضغط لتحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والعسكري العربي , وهو أمرا صعب المنال حاليا,ولكنه ضرورة  لاستعادة القدرة العربية الشاملة, وتشكيل تمركزا للقوة في معادلة  التوازن العربي الإقليمي.

التوصيات

يسعى الشارع العربي إلى تحقيق طموحاته في إرادة عربية موحدة تعالج الأزمات والتحديات التي تعصف بالجسد العربي, وهناك فسحة أمل لتجاوز الخلافات العربية والتصدي للتهديدات والتحديات الجسيمة, و لعل محددات التقارب مسالكها مفتوحة في ظل التحديات الخطيرة والتهديدات الوشيكة, ويفترض تقسيم التهديدات حسب أسبقياتها- قائمة - وشيكة – محتملة- بعيدة المدى, وغالبا ما تفرض الملفات المزمنة نفسها على فلسفة الإصلاح, ومعالجة الآثار المترتبة عليها  , ويمكن تحديد ابرز الملفات المتقدة التي يفترض معالجتها وكما يلي:-

* التصدي لحرب الهويات الفرعية الذي أصبح سمة للتفكيك السياسي.

* معالجة الملف العراقي وشكل التهديدات الداخلية الإقليمية والدولية التي يتعرض لها.

* معالجة الملف الفلسطيني والممارسات الصهيونية  القمعية والاستيطانية.

* الحرب في المتوسط والتهديدات الإسرائيلية إلى لبنان وسوريا, خصوصا بعد الأحداث المتفاعلة في مصر وأشغالها بمرحلة انتقالية لكونها قوة ردع في موازين القوى.

* تداعيات تقسيم السودان وصراع الأجندات الدولية والإقليمية فيه.

* معالجة الصراع الطائفي السياسي في اليمن.

* الوقاية من الحرب المركبة القادمة في الخليج العربي .

* تفكيك الملف الصومالي المزمن والاحتراب السياسي الدموي.

* تخطي الخلافات العربية ومعالجة التهديدات الآنية والوشيكة.

* معالجة المخدرات والسلاح وتهريب العقول والقدرات العربية إلى الخارج.

* تدعيم القيم الإنسانية والاعتبارية للمواطن العربي في كافة الدول العربية.

* تعزيز روح المواطنة العربية الإسلامية.

* منح المواطن العربي حياة كريمة عزيزة تتلاءم مع مكانته.

انزلق العالم العربي اليوم إلى وضع حرج للغاية يستهدف هويته ,ويعيش في حزمة تهديدات آنية ووشيكة ومحتملة في ظل غيبوبة النظام الرسمي العربي وفقدان بوصلته , واندثار معايير التوازن السياسي والدموغرافي والتكامل العسكري العربي, ولابد للدول العربية القفز على الخطوط الحمر الأمريكية أو تتخطاها, لتحقيق التكامل الذاتي ووحدة الهدف والمصير , مع تفكيك الأزمات داخلية وفق سياسة التفكيك الناعم, والتي تعد مفاصل لينة ينتهزها الأعداء, ولابد من خوض الحروب الاجهاضية لهجمات التفكيك المتسلسلة, والساعية لإعادة رسم الحدود السياسية العربية, خصوصا أنها تعزز الاضطراب السياسي والأمني الداخلي وفق فلسفة "الحروب من الداخل" لتعزيز ولوج شركات الأمن القومي للدول, وبذلك تفتت الديموغرافية العربية إلى هويات فرعية متناسلة متحاربة طائفية مذهبية وأثنية عرقية راديكالية, ولابد الأخذ بنظر الاعتبار مخطط التقسيم المعد للدول العربية, والذي يؤدي إلى تفكيك دول عربية كبرى إلى دويلات متحاربة, بداً من السودان مرورا العراق واليمن وصولا إلى مصر والسعودية وليبيا والجزائر, وسيشهد العقد القادم هجمات التفكيك السياسي الكبرى للدول العربية , ويبدوا أننا ندشن عقد جديد صاخبا بضجيج الانفصال والتقسيم وفق مخططات مربية, وباستخدام العنف التجاري والعمليات الخاصة , وعبر الانقلابات والحروب الأهلية, لتحل بلاكووتر بدلا من الجيوش الوطنية لتحقيق الدفاع والأمن في العالم العربي كما جرى في العراق, ونخشى من نقل سيناريو العراق إلى تونس ومصر واليمن وغيرها من الدول العربية المستهدفة و وفق فلسفة الصدمة الأمريكية والفوضى السياسية والاضطراب الأمني ,والذي يحقق بيع الدول كما تزعم النظريات الأمريكية, لابد من صحوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟؟.

ــــــــ

*رئيس مركز صقر للدراسات الإستراتيجية

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ