ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

رسالة من داخل ميدان التحرير

إخوتي الأحباء ...

السلام عليكم

لا أستطيع أن أصف لكم مشاعري ..... إن الذي يحدث الآن في ميدان التحرير شيء لا يمكن تخيله أو وصفه مهما حاولنا أن نستعير الكلمات، لا يكفي أن نقول أنه شيء رائع أو جميل أو كان لا بد أن يحدث، ... و لكن سنعبر عنه بكلمة واحدة .... إنه شيء فوق الخيال ....  لقد رأيت بعيني  داخل ميدان التحرير  ( أو كما يقترح الناس هنا بتسميته : ميدان الشهداء) أقول رأيت ما لا عين رأت و سمعت ما لا أذن سمعت و حدث فيه ما لا يخطر علي قلب بشر.

 

شباب مصر الرائع، شباب يكسوه التدين و حب الوطن و الخلق الرفيع و الوعي الكامل بكل شيئ حولهم، فأمريكا مرفوض أن تختار لنا حكومتنا ، يقول هؤلاء الشباب : لن نخرج من هنا إلا عندما نري كل ما نريده قد تحقق، و إلا بعد أن تتحقق كل مطالبنا التي هي باختصار: رحيل حسني اللا مبارك، رفع حالة الطوارئ، حل مجلسي الشعب و الشوري، اختيار من نريد أن يحكمنا في الفترة الانتقالية حتي اختيار رئيس جديد لمصر، محاسبة كل من تورط في المؤامرة علي مصر وأذل شعبها و سرق أموال هذا الشعب الطيب طوال 30 سنة و القبض عليه و تقديمه للمحاكمة.

 

 الحقيقة أن اختيار هذا الميدان تم من عند الله عز و جل فالميدان به كل ما يحتاجه هذا العمل الرائع كما سترون ، الجميع هنا يقولون: الفضل كل الفضل لله عز و جل، فوالله لو جلس الناس يخططون مائة عام لتقوم مثل هذه الثورة بهذا الشكل و بهذا التدبير ما استطاعوا، حتي أنني سمعت أمس أحد الناس يقول : و الله ما كنت أعلم أن الغباء أحد جنود الله إلا اليوم، فقد حدثت بلبلة عظيمة جدا و شق لصف الشارع المصري الذي كان يقف وراء الشباب بعد خطاب مبارك ليلة الأربعاء الماضي الذي تلاعب فيه بعواطف المصريين و أنه وطني مخلص و أنه قدم حياته في خدمة مصر و لا يريد أن يموت إلا علي أرض مصر، و لكن الله تعالي سلط جنديه العظيم (الغباء) علي عقول بلطجية الحزب الوطني و الشرطة (الهاربين في بيوتهم   و الذين لا يجرؤ أحد منهم الآن أن ينزل إلي الشارع بلباس الشرطة خوفا من الناس) فاستأجروا أعدادا رهيبة من البلطجية و أعطوا كل منهم 200 جنيه و أمدوهم بالخيل و الجمال و الدراجات النارية و المسدسات و القناصة، و استطاع الشباب بفضل الله تعالي من كسحهم في 3 ساعات و لم يعودوا بعدها إلا اشتاتا متفرقة.

 

لقد ظهرت فينا مواهب و قيادات ميدانية و طاقات و إبداعات هائلة لم نكن نعرفها، تنظيم كل شيء يتم بصورة مذهلة: جهاز النظافة و السيطرة علي الميدان و الشرطة السرية التي تقبض علي المتسللين و الأطباء و المستشفيات التي أنشئت في مواقع محددة، و الصيدليات التي تمد الناس بكل صنوف الأدوية التي لا نتخيلها (كأننا أما صيدلية حقيقية موجودة، حتي أنني طلبت من أحد الصيدليات المتنقلة أقراص بانادول، فقال لي ليس معي الآن و لكن معي كذا و كذا)، تم تنظيم كل شيء بصورة عفوية تلقائية، فوالله لو أحضرنا أكبر الخبراء و قلنا لهم نظموا هذا الأمر بهذه العفوية و السرعة و الدقة في نفس الوقت ما استطاعوا،  أعتقد أن شبابنا نظموا كل شيء بصورة لا نستطيع حكايتها ،  حتي شاحن الجوال تجد أماكن تستطيع شحن جوالك في مسجد عمر مكرم أو في الحديقة المقابلة له و تستلمه بعد ساعة، كل شيء منظم تم عمل بعض دورات المياه المتنقلة، محلات الوجبات الجاهزة مثل كنتاكي و هارديز أصبحت مكان خاص لدورات مياه السيدات.

 

 و حتي عندما حدثت المشاكل مع البلطجية وجدنا الشباب يقدمون تكتيكات عسكرية عجيبة. فمثلا تمت المواجهة الشديدة من ناحية المتحف المصري، سارع الشباب إلي خلع بعض الحواجز الحديدية التي وضعنها شركة مقاولات تعمل في الميدان كسواتر أمامية ثم بدأ التقدم التدريجي للأمام حيث بدأ يتراجع البلطجية و في نفس الوقت يتم تقديم تلك السواتر للأمام، ثم عندما تم  الوصول لنقطة محددة عند ميدان عبد المنعم رياض أحضر الشباب سيارة شرطة محطمة خلف السواتر و صعدوا فوقها ليتمكنوا من رؤية البلطجية المتواجدين أعلي كوبري أكتوبر ثم قفز الشباب بعد ذلك خلف تلك الحواجز و قاموا بكل بسالة بإزاحة كل هؤلاء المجرمين.

 

تم الإعداد الجيد للمعركة بعد ذلك، حيث أقيمت سواتر حديدية في جميع مداخل الميدان، و تم خلع الأحجار من بلاط الشارع و صفّها في صفوف و أنساق بنظام رائع بحيث تكون هناك سهولة لتناولها عند حدوث أي مشكلة، و لقد رأيت بعش الشباب و لعلهم من المهندسين و قد أحضروا خوزات يلبسها المهندسون الذين يعملون في مواقع البناء لتقي الشباب من ألأحجار التي يلقيها عليهم المجرمون، و في أحد المواقع بجوار مسجد عمر مكرم رأيت شبابا صفوا أنفسهم في صفوف كصفوف الصلاة ووضعوا أمام كل صف كميات كبيرة من الأحجار ليتمكنوا من الدفاع السريع عن المدخل. يحكي لي أحد الشباب المشاركين في الدفاع عن الميدان أن فتياتا صغيرات السن قد لا تتجاوز أعمارهن 16 عاما كن يقاومن ببسالة لا تجدها عند كثير من الناس، و كن يمددن المدافعين بالماء و الطعام، و حكي لي شاب آخر كيف أن أحد المهاجمين (و اتضح فيما بعد أنه رائد في  الشرطة)كان يمسك مسدسا في يده يطلق منه النار علي المدافعين عن الميدان فقتل ثلاثة و لكن ذلك لم يمنع الشباب من الهجوم عليه و تجريده من سلاحة.

 

التظاهرات سليمة تماما لا يمسك أحد بعصا في يده، و لا حجر إلا للدفاع وقت الهجوم علي الميدان، حتي عندما يتم الإمساك بأحد المتسللين لا يُضرب بل يعامل معاملة حسنة جدا و يتم سحب هويته لإطلاع وسائل الإعلام عليها ثم يتم تسليمه للجيش الذي يجمع هؤلاء الناس و يتم تقديمهم للنيابة العسكرية.

 

ليس ما أخرج الناس هو الفقر أو لقمة العيش، بل عشق الحرية و الرغبة في التخلص من هذا الكابوس، فالجميع قد خرج الغني قبل الفقير، و حتي جميع الشعارات و الهتافات هنا راقية لا تحوي سبابا لأحد و لا تحتوي إلا علي ما ذكرناه من معان : سلمية سلمية ..... يا مباراك يا طيار الطيارة في المطار، .... يا مبارك سيب سيب جاتلك شقة في تل أبيب .... يا مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان .... بالروح بالدم نفديك يا مصر ..... ما بيفهمش عربي كلموه بالعبري ..... ارحل يعني إمشي لو كنت ما بتفهمشي ....... الشعب يريد إسقاط النظام ..... تغيير، حرية، عدالة إجتماعية ..... يا بنوك سويسرا رجعولنا فلوسنا ، ..... قائد الضربة الجوية هو زعيم الحرامية هو رئيس البلطجية .......  يا الله يا الله انصر مصر علي الطغاة، ليس هنا مجال لمسلم أو مسيحي أو ما يلعبون عليه من وتر الفتنة الطائفية فالشعار هنا : ايد واحدة ايد واحدة... يا محمد قول لـ بولس مصر خلاص هاتحصل تونس (في خروج مبارك كما خرج بن علي)  و أقصى ما سمعته من الشعارات التي قد يعتبرها البعض بها ألفاظ لا تليق  : يا مبارك يا خسيس دم المصري مش رخيص، دم الشهدا مش رخيص. .... ويمكنكم متابعة ال YOUTUBE  و ال FACEBOOK

 

 لقد أحببنا جميعا ميدان التحرير لا نريد الرجوع منه لقد اعتبرناه جميعا هنا أنه بيتنا الذي يجب أن لا نبارحه، إن هناك شبابا  و رجالا بل و حتي و الله سيدات لا يبارحون الميدان، أما نحن فنذهب و نعود، و لقد عدت بالأمس للاغتسال و استيقظت من الفجر لا أستطيع النوم أريد الرجوع إلي بيتي في ميدان التحرير.

 

إن ما يحدث الآن في مصر له تداعياته  ليس في مصر وحدها و لكن في كل مناطق العالم

5/2/2011

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ