ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 06/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

هل يدخل الرئيس بشار الأسد التاريخ من

 أوسع أبوابه ..!؟

محمود عثمان

 مما لا ريب فيه أن الانتفاضة التونسية شكلت ميلادا ومعلم تحول للتاريخ العربي الحديث , كما أن استحقاقاتها ماضية سارية لا محالة , وشاملة لكل جغرافيا الشرق الأوسط والأنظمة العربية على وجه الخصوص .. ها هي أركان النظام المصري آيلة للسقوط .. وعلى نفس الدرب أقطار عربية عديدة مرشحة لنفس العاقبة .. إذ لا تكاد دولة منها تسلم من عدوى الانتفاضة الشعبية .. والساكن منها إنما يرقد على رماد يخفي تحته من جمرات الحراك الشعبي ما لا يعلمه إلا الله !.

 

بعيد الحرب العالمية الأولى سيطر النظام الشيوعي على دول أوربا الشرقية وكانت بلغاريا من جملة الدول التي حكمتها الشيوعية منهية حكم الملكية هناك , وكان من نتائج ذلك أن قام النظام الشيوعي بنفي ملكها إلى مصر الذي غادرها متنقلا بين اسبانيا والمغرب وأمريكا .

 

في 10 تشرين الثاني 1989، استقال الرئيس الشيوعي التاريخي! تيودور جيفكوف الذي حكم بلغاريا مدة 35 سنة.  قيل يومها أن سبب استقالته كان سيطرة جناح غورباتشوف على جهاز "الكي حي بي" الروسي، الذي لعب دورا رئيسيا في إزاحته بالتعاون مع "السي آي ايه والموساد" . وقد نـُصح ! جيفكوف بعدم المعاندة، حتى لا يكون مصيره كمصير نيكولاي تشاوشيسكو في رومانيا , ثم شهدت بلغاريا بعد ذلك تحولا ديمقراطيا جذريا تجلى باستبدال النظام الشيوعي القديم بنظام ديمقراطي على النمط الغربي مما أهلها لتصبح عضوا في الاتحاد الأوربي .

أما الملك سيمسون الثاني الذي خرج من بلده منفيا طريدا فقد عاد إليها ليؤسس الحركة الوطنية التي فازت بأغلبية الأصوات في أول انتخابات شهدنها البلاد , ثم تمكن من الفوز بالانتخابات التي تلتها ولكن بنسبة أقل .

ما يهمنا من عرض النموذج البلغاري هو اتعاظ الرئيس جيفكوف - الذي تميز حكمه بالقمع والدكتاتورية - بمصير جاره تشاوشيسكو !!. والثاني والأهم: أن الثقة بالشعب والاحتكام إليه سوف تحقق للسياسي أكثر مما كان يطمح إليه بالوسائل القمعية غير الإنسانية .

 

وفي تقديري إن هناك فرصة ذهبية – قد لا يسمح الزمان بتكرارها - أمام الرئيس بشار الأسد الذي ورث السلطة عن أبيه وراثة بعد تغيير الدستور السوري بما يناسب مقاسه من قبل مجلس شعب شبه معين خلال جلسة تستحق التسجيل في موسوعة جينتس للأرقام القياسية استمرت عشر دقائق فقط .. نعم هناك فرصة بيده اليوم من أجل جعل رئاسته شرعية دستورية حلالا .. إذ أن كل الظروف مواتية ومناسبة لتحقيق الانفتاح السياسي الديمقراطي والمصالحة الوطنية , وما على الرئيس الأسد سوى أخذ مطالب جيل الشباب بعين الاعتبار والتي تتلخص في :1- العمل بالقانون المدني وإلغاء الأحكام العرفية وقانون الطوارئ ..2- إلغاء المادة الثامنة من الدستور وفصل حزب البعث الحاكم عن الدولة 3- السماح بالتعددية الحزبية وحرية الصحافة والتعبير ووسائل الاتصال الحديثة كالانترنت وغيرها 4- محاربة الفساد المستشري والقضاء على عصابات السلب والنهب التي تستند على دعم مباشر أو غير مباشر من أجهزة الدولة والمقربين منها .. على أن يقوم بهذه الخطوات دفعة واحدة وليس على طريقة ابن علي "فهمتكم " فأتاه الجواب : " آلآن" ؟!.

 

ثم بعد ذلك بمقدوره تشكيل حزب سياسي جديد يضم كوادر شابة مثقفة واعية تتحلى بسعة الأفق وبُعد النظر , مستوعبا كافة شرائح الشعب ومشاربه .. عندها سيكسب ثقة الشعب السوري عن جدارة .. عندها سيكون سنده الشعب وليس الشرق أو الغرب .. عندها سيجلس أمام رجب طيب أردوغان جلسة الند للند .. عندها لن يغمز من قناته سياسي فرنسي ولا أمريكي ولا انكليزي .. عندها لن يحتاج نصيحة أمريكا ولا فرنسا بضرورة إعطاء الشعب حقوقه .. عندها ستعود الشام الفيحاء عروسا وعاصمة للتاريخ من جديد .. عندها لن تتدخل سوريا في شؤون لبنان الداخلية على حساب فريق ضد فريق .. بل سيهرول اللبنانيون وغيرهم إلى دمشق كما يهرول الناس إلى تركيا حاليا .. والتاريخ خير شاهد على ما أقول .. يشهد التاريخ أن جند الشام لم يعصوا واليا ولم يقتلوا أميرا .. يشهد التاريخ أن رجال الشام بنوا أول دولة للإسلام والعروبة .. يشهد التاريخ أن صقر قريش طار من الشام إلى المغرب ثم الأندلس فشيَّد فيها حضارة سطعت على الدنيا علما ونورا وأهدت الإنسانية ازدهارا وتطورا وسموا .. الشام لم ولن تخذل مَن يثق بها ويعطيها قلبه ويمنحها حبه .. لكن إذا ديست كرامتها فإنها كالجمل .. يصبر ويصبر ويصبر .. ثم ينتقم .. وفي التاريخ بر يميني !.

 

نعم أكررها هي فرصة والله ما بعدها فرصة .. فرصة للرئيس بشار الأسد أن يطوي صفحة الماضي ويفتح صفحة جديدة للمستقبل بيضاء ناصعة .. فرصة يستبدل بها رؤساء الأجهزة الأمنية بكوادر سياسية وعقول دبلوماسية وخبراء إدارة.. فرصة يستبدل بها عصا أجهزة الأمن والمخابرات – التي لم تنقذ ابن علي ولا نفعت مبارك - بسحر القوة الناعمة .. قوة الاستيعاب والإقناع .. فرصة يستبدل بها الرعب بالحب والقهر بالحوار والزنازين بالرياحين.. هذه القوة الناعمة هي التي قلبت أعداء تركيا أصدقاء ومنهم سوريا , وجعلت أردوغان قائدا قوميا بل بطلا عالميا .. هي سر النجاح ومفتاح التقدم والازدهار ..

 

فهل يفعل الرئيس بشار ذلك فيسلم .. ويدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويفوز وينعم !؟ ..أم !!؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ