ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حمى
الله "ثورة اللوتس" من بعض
أصدقائها عريب
الرنتاوي ثمة
أصدقاء لثورة الشعب المصري، لا
حاجة لها بوجودهم إلى
الأعداء....هؤلاء، بما يطروحونه
من مواقف وتصريحات ومقترحات،
يلحقون أفدح الضرر بالثورة
وأهدافها ومقاصدها...ونحمد الله
أن "ثوار ميدان التحرير"
ليس لديهم الوقت الكافي للإصغاء
لأصوات هؤلاء ونداءاتهم. أبرز
هؤلاء "الأصدقاء"، جمهورية
إيران الإسلامية، وفي ظني أن
التصريحات التي أدلى مرشد
الثورة الإسلامية، ألحقت ضرراً
بمرامي الثورة ومقاصدها، أكثر
مما وفرت لها من دعم
وإسناد...فثورة المصريين لا تشبه
في شيء ثورة الخميني في إيران،
ويكفي أن يكون الفاصل الزمني
بين الثورتين قرابة الثلث قرن،
حتى نتأكد أن انتفاضة اللوتس لا
صلة لها بالثورة الإسلامية،
والمأمول أن لا تنتهي هذه إلى
النتائج التي آلت إليها تلك. ثم، أن
أحداً لا يريد نصائح إضافية
تدعو لـ"أسلمة" الثورة
المصرية، ولقد رأينا كما رأى
كثيرون غيرنا، بأن ابتعاد
الإسلاميين عن طرح شعاراتهم
وراياتهم التقليدية، قد عُدّ
واحداً من السمات الإيجابية
الهامة لهذه الثورة، فالثورة
أطلقتها قوى شبابية غير
"مؤدلجة"، وهي قوى مدنية
وإصلاحية توّاقة لإلحاق مصر
بالموجة الديمقراطية الرابعة،
وأية إسقاطات من هذه الجهة أو
تلك، ليست سوى محاولة مكشوفة
لامتطاء الموجة المصرية ومسعى
بائس لحرفها عن مسارها. وإضافة
لهذا وذاك وتلك، فإن على الذين
يسعون في قراءة الثورة المصرية
من منظور ما جرى في طهران قبل
ثلث قرن، عليهم أن يقنعوننا بأن
نظام الجمهورية الإسلامية،
يشكل نموذجا جاذبا لشعوبنا
وقواه السياسية والاجتماعية
الحيّة، حتى يصبح بمقدورنا أن
نناشد شبان وشابات ميدان
التحرير، ومن دون تردد،
للاقتداء بالثورة الإيرانية
والاهتداء بالنموذج الإيراني. الذين
خرجوا على نظام الفساد
والاستبداد في شوارع القاهرة
والاسكندرية، لم يخطر ببالهم
أبداً أنهم ينتوون استلهام نظام
ولاية الفقيه أو أية نماذج
للدولة الدينية، إن من يقرأ
شعاراتهم وخطاباتهم ومطالبهم،
يلحظ تماماً بأنها مطالب تصب في
خدمة الحرية والتعددية
والديمقراطية ودولة المواطنة
المدنية، ومن الأفضل لنا جميعا،
أن نحترم رغبات هؤلاء بدل أن
نسقط عليهم نماذجنا المجربة،
والتي ثبت بكل المقاييس أنها
"تجارب مرة"، فمن حق هؤلاء
أن يكون لهم نموذجهم الخاص، من
حقهم أن يقدموا قدوة ومثالا. وثمة
نوع آخر من الأصدقاء، "فوق
الثوريين"، الذين لا يكفون عن
إسداء النصح من بعيد للثائرين
في ميدان التحرير...هؤلاء يريدون
الزج بالثورة المصرية في معارك
سابقة لأوانها، ويريدون أن
يدخلوها في معارك خاسرة سلفاً،
ولن يكون لها من نتيجة سوى تأليب
العالم عليها، وتفكيك العزلة
المضروبة حول النظام المنحل،
حتى من قبل أصدقائه التقليديين. فمن
يريد أن يضع ثورة اللوتس في
مواجهة مبكرة مع الإمبريالية
والصهيونية والرجعية، من ينتظر
منها أن "تمزق كامب ديفيد"
واتفاقيات الذل والعار...ومن
يريدون افتعال صدام مبكر بين
المصريين والغرب عموماً،
يحاولون أن يسقطوا رغباتهم
ومواقفهم وشعاراتهم على الجموع
المليونية التي تحتشد في شوارع
القاهرة ومختلف المدن المصرية،
وعلى هؤلاء جميعاً أن يدققوا في
شعارات الثورة
وأطروحاتها،والتي تكاد تنحصر
في الشأن الداخلي المصري،
وتتركز حصراً حول طبيعة النظام
السياسي الجديد الذي يريده
المصريون..لقد غابت الشعارات
الإيديولوجية الكبرى...لقد غابت
السياسة الخارجية، وذلك لعمري
ليس صدفة أبداً، وهذا أمر يجب أن
يحترم، ومن حق المصريين أن
يحظوا بـ"فترة سماح" أو
"فسحة لالتقاط الأنفاس" إن
جاز التعبير. صحيح أن
انتقال مصر للديمقراطية، سيملي
على حكوماتها المقبلة ونظامها
القادم لا محالة، اتخاذ سياسيات
ومواقف مغايرة للمواقف
المتخاذلة والمتهافتة التي
ميّزت سلوك النظام البائد...ولا
شك أبداً في أن مصر بعد 25 يناير
لن تكون كما كانت قبل ذاك
التاريخ المجيد...لكن الصحيح
أيضاً أن مصر هي وحدها من سيحدد
إيقاع انتقالها وتحوّلاتها،
وهي وحدها من سيكون بمقدورها أن
تقرر ماذا ستفعل ومتى، طالما أن
شعبها بات بمقدوره أن يعبر عن
نفسه من دون وصاية أو مصادرة
داخلية، ومن دون وصاية أو
مصادرة خارجية على حد سواء. نسمع
مواقف وشعارات وأطروحات، لا تمت
بصلة لنبض الشارع المصري، وهي
وإن كانت في معظمها – وليست
جميعها – تصدر عن نوايا طيبة،
إلا أنها لا تساعد الثورة
المصرية على مواصلة رسالتها
والمضي قدماً لتحقيق أهدافها من
دون أن تضطر لخوض معارك سابقة
لأوانها، أو تزويد النظام
بالحجج والذرائع التي تمكنه من
الانقضاض عليها وتأليب العالم
عليها....بعض الأصوات الداعمة
للثورة تلحق ضررا بها ومن
الأفضل لأصحابها أن يصمتوا،
فهذه أفضل خدمة يمكن أن تصدر
عنهم لمصر والمصريين. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |