ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما
نريده لسورية والبلاد العربيّة
والإسلاميّة بقلم
الأستاذ عصام العطار إنّنا
عندما نرفُضُ الظلمَ
والاستبدادَ والاستِعْبَادَ
والفسادَ لا نرفضُهُ في سورية
وحدَها ، وإنّما نرفضُهُ أيضاً
في كلِّ بلدٍ عربيٍّ وإسلاميّ ،
وفي كلِّ مكان آخرَ مِنَ العالم وعندما
نطلُبُ الحرّيةَ والكرامةَ
والعدالةَ والمساواةَ وسائرَ
حقوقِ الإنسانِ والشعبِ لا
نطلُبُها لسوريةَ وحدَها ،
وإنّما نطلبُها أيضاً لكلِّ
بلدٍ عربيٍّ وإسلاميّ ، ولكلّ
بلدٍ آخَرَ في العالم إنّنا
لا نُريدُ في سوريةَ ولا في
غيرِها من البلادِ العربيّةِ
والإسلاميّةِ انتقاماً من أحد ،
ولا اسْتِئْثاراً دونَ أحداً ،
وإنّما نريدُ أن تسترِدَّ
شعوبُنا حرِّيَتها وكرامَتها
وإرادتَها المسلوبَة ، وسائرَ
حقوقِها العقيديّةِ
والثقافيّةِ والفكريّةِ
والسياسيّةِ والاجتماعيّةِ
والاقتصاديّةِ ، وأن تستردَّ
بذلك تماسُكَهَا ووحدتَها
وقدرتَها في ميادينِ البناءِ
والتقدّمِ ، وفي مواجهةِ
تحدِّياتِ عالَمِها وعصرِها في
حاضرِها ومستقبلِها ، ومواجهةِ
ما يتَهَدَّدُ وجودَها كلَّه
الآنَ من التفكُّكِ والتخلُّفِ
والفسادِ والانهيارِ المستمرّ إنّنا
نريدُ ونطلُبُ وَحْدَةً وطنيةً
حقيقيّةً صادقةً واعيةً فاعلةً
في مختلفِ الميادينِ الداخليةِ
والخارجيةِ ، فهذه الوحدةُ في
كلِّ قطرٍ عربيّ وبينَ الأقطارِ
العربيةِ جميعاً ، هي ضرورةُ
وجودٍ ومصيرٍ فيزيائيّ ماديّ ،
كما هي ضرورةُ وجودٍ عزيزٍ كريم
؛ ولكنّ هذه الوحدةَ الحقيقيةَ
الضروريةَ الحيَويّةَ الواجبةَ
-واسْمَعُوني جيّداً يا حكامَ
سوريةَ ويا حُكَّامَ العرب- لا
يمكنُ أن تكونَ أبداً بينَ
سادةٍ وعبيد ، ظالمينَ ومظلومين
، مستكبرينَ ومُسْتَضْعَفين ،
مُتْخَمينَ مُسْتَأْثِرينَ
ومحرومينَ معذَّبين .. لا يمكنُ
أبداً أن تكون ، لا يمكنُ أبداً
أن تكون ، لا يمكن أن تكون لا بدّ
للوَحدة الحقيقية من حريةٍ
وأحرار ، وتلاقٍ حُرٍّ بصيرٍ
على الأهدافِ والمصالحِ
المشتركةِ والنهجِ السديد .. ومن
قدْرٍ مقبولٍ من الثقةِ
والاحترامِ المتبادلِ
والالتزامِ الخلُقيِّ في
القولِ والعمل يا
حكّامَ سوريةَ ويا حكامَ العرب إنّ
مَطْلَبَ الحريّةِ والكرامةِ
والعدلِ والمساواةِ والتغيّيرِ
الجذريِّ الشامل الذي تهتفُ به
القلوب والحناجرُ الآنَ ، ليسَ
مطلبَ فَرْدٍ أو أفراد ، أو
حِزبٍ أو أحزاب ، أو معارضةٍ أو
مولاة ؛ ولكنه نداءُ الحقِّ
والواجب ، نداءُ الأمةِ والبلاد
، نداءُ الماضي والحاضرِ
والمستقبل ، ونداءُ الحياةِ
نفسِها إنْ أردنا لأنفسِنا
الحياة ======================== اليوم
مصر وغدا سوريا محمد
هيثم عياش الحمد
لله فالنصر من عنده وهو جلَّ
شأنه اكد بأنه اذا اراد أن ينتصر
لعباده فلا غالب لهم / ان ينصركم
الله فلا غالب لكم / انتصر
المصريون بانتفاضتهم وبصبرهم
وبرباطهم فقد امتثلوا لأمر الله
تعالى / يا أيها الذين آمنوا
اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا
الله لعلكم تفلحون / صبر
المصريون ونصحوا الذين احتشدوا
معهم في ساحة التحرير بالمصابرة
والرباط ، وخضع ذلك الطاغية
حسني مبارك الذي أثار غضب شعبه
والعالم اجمع مساء يوم الخميس
من 10 شباط/ فبراير عام 2011 برفضه
الاستقالة خلال خطابه الذي
القاه ، حتى ان وزير الخارجية
الالماني جويدو فيسترفيليه
أعرب عن خيبة أمله جراء رفض
مبارك الاستقالة . فقد
أثار إعلان الرئيس المصري حسني
مبارك بخطابه الذي ألقاه مساء
يوم الخميس 10 شباط / فبراير
الحالي الذي تضمن رفضه
الاستقالة من منصبه استجابة
لمطالب شعبه حفيظة السياسة
والصحافة في المانيا ، فقد أعرب
وزير الخارجية الالماني جويدو
فيسترفيليه عن خيبة أمله من
الرئيس المصري الذي كان عليه
الاستجابة لمطالب شعبه والسعي
لحقن دماءهم والعمل على تغيير
نزيه وحر في مصر للبدء بمرحلة
جديدة للشعب المصري الذي يتطلع
الى الحرية . وتوقع فيسترفيليه
الموجود الذي كان موجودا في
نيويورك بمقابلة مع المحطتين
الاولى والثانية من التلفزيون
الالماني ووزعت وزارة الخارجية
رأيه ان تسفر عن خطاب الرئيس
مبارك ورفضه الاستقالة غضب عارم
قد يؤدي الى نزيف الدماء وقلق
الحكومة الالمانية ومعها
المجتمع الدولي حول الايام
والساعات القليلة المقبلة التي
ستشهدها مصر قد ازداد واتسع
باكثر من ذي قبل نشيرا ان
المصريين لا يزالون يتمسكون
بسلمية احتجاجاتهم واذا ما
تطورت الاحتجاجات الى العنف فان
الرئيس المصري وحده مسئول عنها
مؤكدا ان الحكومة الالمانية
تحرص ان يكون التغيير السياسي
في مصر سلميا قحا وترفض اي عنف
معربا عن أمله استجابة مبارك
لمطالب شعبه حتى لا يسيء الى
سمعته باكثر من ذي قبل . الا ان
صحيفة / فرانفكورتر الجماينه /
عزت في تعليقها صباح يوم الجمعة
من 11 شباط/ فبراير حول رفض مبارك
الاستقالة الى الولايات
المتحدة الامريكية التي تنتقد
بلطف شديد الحكومة المصرية
وتطالب الرئيس مبارك باصلاحات
والاستجابة الى مطالب شعبه الا
أن مطالب واشنطن خالية تماما من
أي ضغوط تضامنا مبطنا مع بعض
الدول العربية التي تصف الضغوط
على مبارك تدخلا بشئون مصر
الداخلية معتبرة الرئيس
الامريكي باراك اوباما الذي لا
يزال يطالب مبارك بالاستجابة
الى شعبه وتراجع انتقادات اخرى
في واشنطن لمبارك وتضامن بعض
الدول العربية الحليفة لواشنطن
مع الرئيس المصري وكانه يجلس
بين مقاعد كثيرة لا يستطيع
اتخاذ اي قرار ضد الحكومة
المصرية وعلى راسها مبارك مضيفة
ان خيبة المصريين من خطاب
رئيسهم سيتطور الى غضب لا
تستطيع اي دولة في العالم
ارغامه على الصمت والشعب المصري
يختلف عن ايران فتلك الدولة
التي استطاعت اخماد الاحتجاجات
بالقوة فالقاهرة وواشنطن
وغيرها لن تستطيع اخماد
احتجاجات الشعب المصري بأي قوة
تملكها . كما
وصفت صحيفة / سوددويتشيه
تسايتونغ – صحيفة جنوب المانيا
/ المستشارة انجيلا ميركيل
وزعماء الغرب من جورج بوش /
الابن / الى باراك اوباما مثل /
ام الثورة / المضادة جراء توجيه
ميركيل والغربيين نصائح الى
الرئيس مبارك بارساء
الديمقراطية واصلاحات سياسية
استجابة لرغبة شعبه الا أن هذه
الانتقادات والنصائح خالية من
اي معنى لمعاني الضغط السياسي
الحقيقي اذ ان الواقع السياسي
وموقف الغرب يختلف تماما عن
سياستهم تجاه مصر فالغرب يخاف
من تغييرات سياسية في مصر وبعض
البلاد العربية خشية استلام
دماء جديدة لحكم بلادهم هذه
الدماء التي ربما تستطيع تغيير
واقع الارض التي تكمن بقضية
فلسطين . وأكدت الصحيفة ان
السياسة الالمانية تجاه مصر
ضعيفة للغاية جراء عدم وجود
حماس كبير للزعماء الغربيين
بتغييرات تجري في مصر فالرئيس
الامريكي اوباما يريد من خلال
ضغوطه السياسية على مبارك من
اجل الاصلاحات وقف جماح قوة
الاخوان المسلمين وبالتالي
المحافظة على صديقه القديم
مبارك وعلى العالم ان لا ينتظر
اي تغيير سياسي سلمي يحل في مصر
بل بالقوة واذا ما تم التغيير
بالقوة فعلى الغرب ان يعيد
سياسته من جديد في الدول
العربية على حد أقوالهم . وأعربت
منظمة صحافيين بلا حدود عن
استيائها لرفض مبارك الاستقالة
ودعت منظمة صحافيين بلا حدود
الى مظاهرة تضامن مع الشعب
المصري والصحافيين المصريين
تجري يوم السبت من 12 شباط /
فبراير الحالي على بوابة
براندنيبورج التاريخية في الحي
الحكومي . وبعد
فقد كانت انتفاضة الشعب المصري
واحتجاجاته التي استمرت لاكثر
من ثمانية عشرة يوما موضوع
مؤتمر مدينة ميونيخ للامن
والسلام الاستراتيجي الذي عقد
خلال الفترة ما بين الرابع
والسادس من شباط / فبراير الحالي
فقد اصيب المشاركون من سياسيين
رفيعي المستوي الى قادة جيوش
حلف شمال الاطلسي / الناتو / بفزع
من تغييرات تطرأ على منطقة
الشرق الاوسط جراء التغييرات
السياسية التي شهدتها تونس
ونتائج الاحتجاجات التي تشهدها
مصر وكان لخطاب مبارك الذي
القاه في وقت سابق من الاسبوع
الماضي ورفضه الاستقالة ووعده
بانتخابات رئاسية نزيهة
واعلانه عدم ترشيح نفسه لرئاسة
مصر مرة اخرى في شهر ايلول /
المقبل وقيام مأجورين باستخدام
العنف ضد المحتجين بميدان
التحرير القاهري وغيره من المدن
المصرية حديث الساسة ، وسألتُ
رئيس شئون السياسة الخارجية
بالبرلمان الاوروبي ايلمر بروك
عن توقعاته فأجاب ان مبارك لن
يذهب حتى يرى دماء شعب بلاده
ينزف وسألني عن رايي فقلت ان
الرجل سيذهب اذ ان المصريين
صابرون ومرابطون ومن يصبر
ويصابر ويرابط فهو المنتصر
والأيام حبلى بالمفاجئات . انتصر
اهل مصر بشجاعتهم وقهرهم للخوف
فالخوف اذا ما قهر النفس كانت
الهزيمة سهلة انتصر اهل مصر
بالرغم من الاراجيف التي ارجفها
بعض المشايخ الذين انتقدوا
المظاهرات ووصفها بعضهم بانها
فتنة علما بأن المظاهرات شرعية
وتاريخنا الاسلامي مليء بحوادث
مثيلة جرت في عهد الدولة
العباسية وغيرها ، ولا أريد ان
أذكر هنا مظاهرات خرجت ايام
الدولة العباسية وخاصة في ايام
الخليفة العباسي المعتضد بالله
الذي تولي الخلافة عام 279 هجرية
الموافق لعام 902 ميلادية تلك
المظاهرات التي خرجت تحتج على
فساد بعض الامراء . المتظاهرون
من الشعب المصري والتونسي
واليمني كانوا نيابة عن الامة
والرسول صلى الله عليه وسلم حث
على الاحتجاج لتأمرن بالمعروف
ولتنهون عن المنكر او ليلبسكم
الله الذل ، وهذه المظاهرات ضد
المنكر والطغاة . انتصر
المصريون والتونسيون ، وقد آن
لشعب سوريا المسلم ان يقهر
الخوف ، فاننا كنا نعلم بأن
المسلمين في سوريا كانوا يكثرون
عند الفَزَع ويقلُّون عند الطمع
الا أن الخوف من نظام جبروتي
جعلهم عكس ما كنا نعلمه عن ذلك
الشعب الا أنه لا يزال فيه بقية
خير وشجاعة وعلى المسلمين في
سوريا اثبات قدرتهم بقهرهم
الخوف وتأديب الظالم واعادة
بلادهم الى مجدها الاسلامي
العريق وما ذلك على الله ببعيد . ================
الطريق
إلى قطاع غزة سالكة بسهولة د.
مصطفى يوسف اللداوي - دمشق بعد
ساعاتٍ قليلة من سقوط نظام محمد
حسني مبارك أصبحت الطريق إلى
قطاع غزة في الاتجاهين سالكة
بسهولة، فلن تعود هناك حواجز
وعقبات وحدود تحول دون الوصول
إلى قطاع غزة أو مغادرته، ولن
تكون بوابة رفح الحدودية بوابة
عسكرية، يعاني فيها ومنها
الداخلون والخارجون، هذا
القطاع الذي هو جزء من مصر
إنتماءاً وعروبةً وإسلاماً،
كان محروماً لسنواتٍ طويلة
نتيجة لسياسة نظام حسني مبارك
من أن يكون على اتصالٍ طبيعي مع
مصر، فاليوم ومع سقوط نظام
الرئيس مبارك تعود الحياة إلى
قطاع غزة، وتنبض بالحياة
شرايينه التي حاول مبارك أن
ييبسها وأن يجففها، استجابةً
للتعليمات الإسرائيلية
والأمريكية، اليوم يفرح سكان
قطاع غزة فرحةً تكاد تضاهي فرحة
أهل مصر الذين عاشوا ثلاثة
عقودٍ من الاضطهاد والمعاناة
والظلم والحرمان، ويعتبرون أن
سقوط نظام مبارك سيخفف العبء
عنهم، وسيرفع الحصار المفروض
عليهم. فرحة
الغزيين اليوم بسقوط مبارك
فرحةٌ كبيرة، ستترجم في الساعات
القليلة القادمة إلى بضائع
مصرية كثيرة تدخل إلى قطاع غزة،
عبر بوابة رفح وليس عبر
الأنفاق، وبالسيارات والشاحنات
الكبيرة لا بالعربات الصغيرة،
وستعج أسواق قطاع غزة بمختلف
أنواع البضائع المصرية، التي
ستنافس البضائع الإسرائيلية
البسيطة التي تدخل من حينٍ إلى
آخر إلى قطاع غزة، وستنتعش
الأسواق التجارية، وسينشط
التجار الصغار والكبار، وسينعم
الأطفال بالألعاب والحلوى
والسكاكر، وسيجد المرضى حاجتهم
من الأدوية والمسكنات، وسيجد
تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات
كتباً وكراساتٍ وأقلاماً كانوا
في حاجةٍ لها، وستعود الكهرباء
إلى قطاع غزة، وستعمل مولدات
الكهرباء بكامل طاقتها، فلن
يكون أهل غزة بحاجةٍ إلى وقودٍ
إسرائيلي، ولا إلى سولارٍ
إسرائيلي، فمصر ستجود مما أفاء
الله عليها من مختلف أنواع
الوقود على أهل غزة، وستعود
شوارع غزة منارة ومضيئة،
وستتحرك السيارات بلا خوفٍ من
نفاذ البنزين، وستتقد مواقد
بيوت غزة بالغاز العربي المصري،
وسيفتح الغزيون كما كل
الفلسطينيين بيوتهم لاستقبال
المهنئين والمبتهجين والفرحين،
وسيوزعون الحلوى والمشروبات
على بعضهم البعض ابتهاجاً
واحتفالاً. بسقوط
جهاز أمن الدولة والمخابرات
العامة التي استخدمهما محمد
حسني مبارك عقوداً ثلاثة في
إذلال الشعب المصري وفي حصار
قطاع غزة، ستبدأ مرحلة الإعمار،
وسيباشر الغزيون إعادة إعمار ما
دمره العدوان الإسرائيلي
الغاشم على قطاعهم، وستبدأ
شاحنات الاسمنت والحديد
والأخشاب ومواد البناء بالدخول
إلى قطاع غزة، لتتحرك عجلة
الإعمار، وتبدأ مرحلة جديدة من
الصمود والتحدي، وستدخل آليات
البناء المصرية إلى قطاع غزة،
لتساهم بقوة في إعمار قطاع غزة،
وستبدأ حملات الإسناد والإغاثة
العربية والدولية في الوفود إلى
قطاع غزة، دون خوفٍ أو إبطاء،
ودون عقباتٍ أو إشكاليات،
وسيساهم العرب والمسلمون وقوى
العالم الحر في خرق الحصار على
قطاع غزة، وسيدخلون غزة
بآلياتهم ومعداتهم ومساعداتهم
الغذائية والطبية والبنائية،
ولن يكون هناك في مصر جدارٌ
فاصل، ولا جدارٌ عازل، ولن تكون
جدرٌ اسمنتية ولا فولاذية، ولن
تكون بواباتٌ ولا حساساتٌ
إليكترونية، بل سيبنى المصريون
مع قطاع غزة بواباتٍ من المحبة
والتواصل والتراحم، وسيمدون
إلى إخوانهم في قطاع غزة حبالاً
أصيلة من المحبة والمودة
والتآخي، ولن يسمحوا لأحدٍ أن
يفصل بين الشعبين بحواجزٍ أو
جدر. بسقوط
نظام حسني مبارك لن يكون الليلة
في مصر معتقلون فلسطينيون في
مختلف السجون المصرية، ولن يبيت
الليلة في سجن أبو زعبل أو طره
أو العريش أو القناطر معتقلون
فلسطينيون، بل سيخرجون من
سجونهم إلى فضاء الحرية المصري،
الذي سينقلهم أعزةً كراماً
أحراراً إلى قطاع غزة، ولن
يكونوا في حاجةٍ لأن يتخفوا أو
يتواروا عن الأنظار أياماً،
مخافة أن يقعوا في قبضة عناصر
جهاز الأمن المركزي المصري، بل
سيعودون اليوم إلى غزة في وضح
النهار، وأمام عدسات وسائل
الإعلام، فهم أبطالٌ محررون،
ومعتقلون كبار عائدون، ولن يكون
هناك بعد اليوم في مصر معتقلون
فلسطينيون جدد، كما لن يكون في
سجون مصر متضامنون مع أبناء
قطاع غزة، أو ثائرون على قرار
السلطات المصرية بتضييق الحصار
على قطاع غزة. بسقوط
نظام حسني مبارك تصبح الطريق
إلى قطاع غزة سالكة أمام كل
غزاويٍ عاش طويلاً في الشتات
بعيداً عن الوطن، وحالت إسرائيل
زمناً طويلاً دون عودته، ثم حال
نظام مبارك بعد ذلك دون رجوعه،
اليوم يستطيع "الغزازوة"
في كل مكان أن يعودوا إلى قطاع
غزة، عبر مطار القاهرة أو مطار
العريش، مسافرين عاديين وليسوا
مرحلين أو مخفورين، يعودون وهم
يحملون وثيقة السفر المصرية أو
جواز السفر الفلسطيني، دون خوفٍ
من جهاز أمن الدولة الذي كان
يتربص بهم، ودون خوفٍ من
المخابرات العامة التي كانت تضع
أسماء بعضهم في المطارات أو في
نقاط العبور المصرية، ولن تكون
هناك قائمة سوداء، تضم مئات بل
آلاف الفلسطينيين الممنوعين
بقرارٍ أمني مصري، وتوجيهٍ
إسرائيلي من العودة إلى قطاع
غزة أو مغادرته، وستبدأ شركات
الطيران الدولية بالسماح
للمسافرين من قطاع غزة بالسفر
على متن طائراتها إلى القاهرة،
دون أن تكون خائفة من قرار
السلطات الأمنية المصرية
بإعادة المسافرين الفلسطينيين
من حيث أتوا على ذات الرحلة وعلى
حساب الشركة نفسها. بسقوط
نظام حسني مبارك تصبح الطريق
إلى قطاع غزة سالكة بلا عقباتٍ
ولا حدودٍ ولا حواجز، وستعود
طريق غزة – السويس للعمل من
جديد، بحافلاتٍ مصرية،
وحافلاتٍ فلسطينية، وبعاملين
فلسطينيين ومصريين معاً،
وستصبح غزة بعد عودة مصر،
وانتصار الثورة فيها قطاعاً
مزدهراً عامراً نابضاً بالحرية
والحياة والعزة والكرامة،
فهنيئاً لنا ولشعب مصر هذا
الانتصار العظيم، هنيئاً لكل
العرب والمسلمين عودة مصر
القائدة والرائدة والتاريخ
والمستقبل، فإلى لقاءٍ قريب
يجمعنا جميعاً في قطاع غزة عبر
مطار القاهرة أو العريش، لنبتهج
معاً بانتصارٍ كبير صنع في مصر،
ولكنه صنع لكل العرب والمسلمين،
وأخص بالتهنئة الكبيرة
المصريين والفلسطينيين،
فهنيئاً لنا ولهم ولكم. ====================== د.
فايز أبو شماله ما كنت
أعرف أن رئيسنا حرامي، وأن مرت
الرئيس وأولاده لصوص، وأن وزير
الداخلية حبيب العدلي مجرم قاتل
حرامي، وأن وزير التجارة، وباقي
الوزراء هم الذين يسرقون مصر،
هو كان ينقصهم حاجة، وماذا
سيفعلون بالأموال التي سرقوها،
والله أنا كل عمري أحب مصر، وأحب
النظام، وأقول الحمد لله، مع
أنني لم أذق طعم اللحمة منذ عيد
الأضحى سنة 2008، وكانت مناسبة
أحفظ تاريخها لليوم، وأنظر إلى
الفاكهة المعروضة في المحلات،
وأقول ربنا كبير، راح يأتي يوم
وأذوقها، وتدخل بيتنا، والله
العظيم ما زال أقصى أمل في حياتي
رغيف عيش، وصحن فول، وأقول
الحمد لله، وأتمنى أفرح بواحد
من أولادي الثلاثة؛ الموظفين من
سنين، وما في واحد منهم قادر على
الزواج، مع أن كل واحد فيهم له
عمل ثاني، يرجع من الوظيفة،
يأكل لقمة بسرعة، ويطير على
عمله، يرجع بالليل، ينام من
التعب مباشرة، ويصبح من الصبح
على الوظيفة، يعملون أربع
وعشرين ساعة، لا هم قادرين
يفتحوا بيت، ولا يشتروا شقة،
ولا نحن قادرين نعيش. تنهدت
أم سامي على الهاتف، وهي تقول:
أنا من 25 يناير موجودة في ميدان
التحرير، وأقول لأولادي،
تعالوا ناموا هنا في ميدان
التحرير، لن نخسر شيئاً غير صحن
الفول، لكن في المقابل سيخسر
حسني مبارك الكرسي، وسيخسر
نظامه الفاسد السكين الذي ذبحوا
فيها مصر من الوريد إلى الوريد،
نحن لن نترك ميدان التحرير، ولن
نتخلى عن ثورتنا المصرية حتى
نسترد الكرامة التي باعوها
جماعة نظام مبارك مع الغاز
لإسرائيل. كلام
أم سامي يؤكد أن ثورة الشعب
المصري لم تأت من فراغ، بل هي
تراكمات فساد اقتصادي وانحطاط
سياسي، فعندما لا يجد المواطن
المصري في بلده مقومات الحياة،
ويكتشف أن مصر نهر النيل والشمس
والأيدي العاملة غير قادرة على
توفر قوت يومها، وقتها سيفتش
المواطن المصري عن غده في ميدان
التحرير، بعد أن عجزت مصر اليوم
عن توفير الدجاج اللاحم، فصارت
تستورده مجمداً من البرازيل،
وصارت تستورد الأحذية الرياضية
من فيتنام، وصارت تستورد
الملابس القطنية من الصين،
وتستورد اللحوم المجمدة من بلاد
بلا عنوان، ليفتش المصري في مصر
عن شيء من إنتاج مصر فلا يجد غير
الفساد الرسمي، والفشل من نظام
يوزع الجوع والفقر على الشعب
بالبطاقة. ====================== حسام
مقلد* لا أحد
من كبار الخبراء والمحللين
السياسيين يفهم سر تشبث الرئيس
مبارك ونظامه بالسلطة إلى هذا
الحد!! ويتساءل الجميع لِمَ لا
يرحل الآن وينتهي نظامه في
هدوء؛ كي تعود ملايين الثائرين
إلى منازلها، ويتم انتقال سلس
وسلمي للسلطة، وتتولى مجموعة
جديدة من رجالات مصر المخلصين ـ
وهم كُثُر ـ تنفيذ الإجراءات
الدستورية المعروفة في مثل هذه
الحال مع ضمان الجيش لاستقرار
الأوضاع وحماية الوطن؟!! وما
قيمة أن يستمر مبارك في السلطة
رئيسا شرفيا ـ بعد تخليه عن
صلاحياته ـ لعدة أشهر أخرى رغم
المخاوف الجمة من حدوث مواجهات
وانقسامات خطيرة وخسائر فادحة
في الاقتصاد المصري جراء هذا
الوضع؟! والملفت
فعلا هو هذا الانفصال التام
لمبارك ونظامه عن نبض الشعب
المصري الذي أكدته بكل وضوح
هتافات ملايين الثائرين على مدى
ثمانية عشر يوما متواصلة حتى
كتابة هذه السطور، فمنذ بدأ
الشعب المصري ثورته المباركة
على الظلم والطغيان، ومطالب
ملايين المصريين تحت سمع وبصر
العالم أجمع تهتف هادرة برحيل
نظام مبارك الذي جثم على صدورها
طوال ثلاثين عاما، لم يحقق
خلالها أي تقدم يذكر، ولم ينجز
أية نهضة حقيقية تتناسب مع
إمكانيات مصر الكثيرة وما
تمتلكه من كفاءات علمية وقدرات
عقلية وثروة بشرية هائلة، فبدلا
من الاستجابة لمطالب الجماهير
توالت خطابات الرئيس مبارك
المخيبة للآمال لجموع
المواطنين الذين يطالبون
برحيله ورحيل نظامه لتخطو مصر
خطوات جادة نحو الحرية
والازدهار والتقدم، ومن يحلل
محتوى أو مضمون كل هذه الخطابات
يدرك بوضوح شديد لا لبس فيه أنه
لا توجد أية نية صادقة لدى مبارك
ونظامه لإحداث أي إصلاح حقيقي
في مصر فكلها وعود فضفاضة وكلام
مرسل وكلمات باهتة لا مصداقية
لقائليها؛ لأنه سبق وسمعها
الشعب منهم عشرات المرات دون أن
ينفذ أي شيء منها، ولا جديد في
كل هذه الوعود فلم تتخذ أية
قرارات حاسمة لإلغاء الطوارئ
وحل مجلسي الشعب والشورى اللذين
جاء أعضاؤهما بالتزوير وعلى غير
إرادة الجماهير، ولا يوجد ثمة
مؤشرات جادة عن أي قبول حقيقي
لمبدأ تداول السلطة، وكل من
يتأمل خطابات مبارك يجد أنه لا
يرى إلا نفسه، ولا يهمه سوى
ذاته، ولا يعترف إلا بنظامه،
فمجمل كلامه عن دوره في خدمة مصر
وغير ذلك من الاسطوانة المشروخة
التي لم تعد تقنع أحدا، وكان
حريا بالرئيس مبارك لو كان فعلا
يحب مصر ويخشى عليها من الفوضى
والاضطرابات أن يبادر بإعلان
تنحيه وزوال نظامه وحدوث انتقال
فوري للسلطة بصورة آمنة تلبي
طموحات وتطلعات الشعب، لكن بكل
أسف خلت خطاباته من الإشارة إلى
مظالم الشعب المصري وقضاياه
الحقيقية التي ثار الشعب من
أجلها، ولعلي أجمل بعضها هنا
فيما يلي: 1.
لم يتحدث مبارك عن أية خطوات
عملية حقيقية لتحقيق التنمية
والديمقراطية والعدالة
الاجتماعية. 2.
لم يتحدث مبارك عن تحسين
الظروف المعيشية لملايين
المسحوقين والفقراء، ولم يتكلم
عن محاربة الفقر في المجتمع،
وانتشال أكثر من 40% من الشعب
المصري يعيشون تحت خط الفقر من
بين أنيابه ومخالبه!!ولم يبين
كيف يمكنه إنجاز ذلك الهدف الآن
بعد أن فشل هو ونظامه في تحقيقه
على مدى ثلاثين سنة متواصلة في
الحكم!! 3.
لم يتكلم مبارك عن ضرورة
توفير الحياة الحرة الكريمة لكل
أبناء شعبه بكل فئاته وشرائحه،
وليس لطبقة طفيلية من المقربين
والنافذين!! 4.
لم يتكلم عن ضرورة توزيع
ثروات الدولة بشكل عادل على كل
أبناء الشعب المصري، وعدم جعلها
حكرا على حفنة من رجال الأعمال
وأقطاب السلطة المتحكمين في
مفاصل الدولة!! 5.
لم يتحدث مبارك عن محاربة
الفساد والمحسوبية، ولا عن
محاكمة جميع المرتشين الفاسدين
الذين أهدروا المال العام،
وجعلوا مصر وسية يوزعون خيراتها
كما يشاؤون على زمرة المنتفعين
والمحاسيب وبطانة السوء،
وحرمان الشعب وملايين
المسحوقين والمهمشين من خيرات
بلادهم!! 6.
لم يتكلم عن الإفراج الفوري
عن كافة المعتقلين السياسيين
الذين زُجَّ بهم في سجون مبارك
ظلما وعدوانا طوال الثلاثين سنة
الماضية، وعددهم يربو عن ثلاثة
وعشرين ألفا بحسب التقديرات
الرسمية للمجلس القومي لحقوق
الإنسان التابع للحكومة
المصرية. 7.
لم ينبس فخامة الرئيس مبارك
ببنت شفة عن مظالم الناس من
انتهاكات جهاز الشرطة وجبابرة
أمن الدولة، وهي مظالم خطيرة
وكثيرة جدا وجرائم بشعة يشيب من
هولها الولدان، فما أكثر قضايا
التعذيب الوحشي وانتهاك حقوق
الإنسان في مصر كقضايا: عماد
الكبير وخالد سعيد وسيد بلال...
وغيرها الكثير والكثير من
الفظائع التي تقشعر لها
الأبدان، وهذه الجرائم شهدتها
الدنيا كلها اليوم وتعرف
تفاصيلها بفضل وسائل الاتصال
والتقنية الحديثة. 8.
لم يتكلم مبارك عن توفير
الحريات العامة في المجتمع،
ومحاكمة كل من روعوا المواطنين
وانتهكوا هذه الحريات، ولم يذكر
أي كلام عن تشكيل لجان مستقلة
محايدة تحقق في شكاوى
المواطنين، وكأنه يظن أن الناس
يثقون في نظامه وسيوافقون على
أن يكون هذا النظام الفاسد هو
الخصم والحكم في نفس الوقت!! 9.
لم يتكلم مبارك عن خارطة
طريق محددة للإصلاح الشامل:إصلاح
التعليم والصحة والاقتصاد،...
ومختلف المجالات في مصر، وهي
تشهد حالة من التردي الشديد،
ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن
تتناسب مع حجم مصر، ولا تلبي
حاجة شعبها الحر الأبي العريق
في الحرية والتقدم والازدهار. 10.
لم يتناول الرئيس مبارك لا
من قريب ولا من بعيد موضوع إيجاد
دولة مدنية حقيقية بما تعنيه
هذه الكلمة من مؤسسات حقيقية
متكاملة ومنظومة حكم مدنية
حديثة ترتبط بالسياسات أكثر مما
ترتبط بالأشخاص، ويحدث فيها
تداول حقيقي وسلمي للسلطة. في
الحقيقة إن كل ما تحدث فيه
الرئيس مبارك هو ما لم يرد الشعب
المصري سماعه!! فقد تحدث وزاد
وأفاض وكرر وأعاد عن خدمته
للشعب المصري حربا وسلما، وحاول
التأكيد مرارا على أن زمام
الأمور بيده وبيد نظامه فقط،
وأن أي إصلاحات لا بد أن تأتي من
هذا النظام، وأية ترتيبات لا بد
أن تكون عن طريق النظام وتخرج من
عباءته، كما نرى بوضوح كبير
الإلحاح الشديد على أن مبارك
ونظامه هو صمام الأمان لمصر
وشعبها!! فكأن مصر هي مبارك
ونظامه وليست نحو خمسة وثمانين
مليونا من البشر من حقهم جميعا
أن يحيوا حياة حرة كريمة تليق
بهم وبكرامتهم الإنسانية وبما
لهم من عمق ورصيد حضاري هائل!!
لكنها سنة التدافع "وَاللَّهُ
غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لَا يَعْلَمُونَ" [يوسف : 21]. ـــ *
كاتب إسلامي مصري. ======================= ارفعوا
أيديكم عن الشباب الثائر مازن
كم الماز تدخل
الممارسة و الفكر السياسيين
مرحلة جديدة في عالمنا , ليس
العربي فقط , أبرز ملامحها هي
هذا الشباب الثائر الذي مثلت
ضميره و فهمه للعالم و لموقعه في
هذا العالم و لحريته دموع وائل
غنيم , لا يوجد أي كاتب أو منظر
أو سياسي لم يشعر بالغبطة أو على
الأقل تردد في إدانة و استنكار
عمليات قهر أو قمع أو نهب أو حتى
جرائم حقيقية بل و في كثير من
الأحيان جرائم "مليونية"
على شاكلة هيروشيما و دريسدن و
معسكرات الاعتقال الستالينية و
غيرها عندما مارسها "نظام"
صديق أو قوة همجية "صديقة" ,
إننا أمام شيء مختلف اليوم ,
أمام ضمير حقيقي , مثله دموع
وائل غنيم و هو يبكي شهداء ثورة
الحرية في مصر , هذا ضمير لا
يساوم مع القهر و الظلم و القتل
و الجرائم أيا تكن , و الذي لم
يتلوث بمساومات جيل السياسيين
"الأكبر في السن" , و
أكاذيبهم و نفاقهم و ازدواجية
كلامهم و أنانيتهم , و خوفهم و
ترددهم , و "احترامهم" و "تقديسهم"
للمؤسسات البطريركية و الفوقية
و الرسمية و خاصة تلك التي تقوم
على قمع الفرد و حريته و سحق
ذاته و كينونته و قمع الجماهير و
سحق حريتها و اغتصاب ثمرة عملها
, إن محاولة هؤلاء "الساسة"
و "المنظرين" "الأكبر
سنا" , ممارسة الوعظ و التنظير
من موقع الفكر البطريركي الأبوي
الذي ورثوه و مارسوه بقداسة و
خضوع صوفيين , و الذي يريدون أن
يفرضوه على هذا الجيل الشاب
الثائر هي محاولة لتأبيد عبودية
80 مليون مصري و ربما 6 مليارات
إنسان في نهاية المطاف . إن كون
مبارك أو غيره ضابط يأتمر
بأوامر قيادة عليا فوقه أو يأمر
مرؤوسين تحته لا يشرف أي إنسان ,
و من مات في 73 هم آباء هؤلاء
الشباب , فقراء مصر , و الذي بنى
مصر هم فقراءها و شبابها و أمثال
مبارك قاموا فقط بنهبها و
استعباد شعبها , إن الوضعية
الطبيعية و الضرورية للإنسان أن
يكون حرا , ليس عبدا , قد يخلق
الإنسان عبدا لكنه هو الذي
يختار كيف يموت : أن يموت عبدا أو
أن يموت حرا , إن مبارك ديكتاتور
قذر و قاتل , يجب محاكمته لا
الصمت على جرائمه , ليس فقط ال 300
شهيد الذين سقطوا منذ 25 يناير ,
ليس فقط ال 70 مليار دولار , بل كل
معاناة ملايين المصريين من 30
عاما و كل دماء المصريين الذي
ماتوا في قطارات الموت و عبارات
الموت و أقسام شرطة الموت ,
طالما كان الموت صديق الطغاة
على الدوام ما دام من يموت هم
الفقراء فقط , اليوم من يجب أن
يحاكم و يموت هو من حكم على شعب
بأكمله بالفقر و الجهل و التخلف
و حتى بالموت إن لزم الأمر . أنا
كإنسان أشعر أن قلبي يعتصر على
هؤلاء الشباب و لا أرجو و يدمى
قلبي أن يسقط منهم و لو واحد
منهم فقط برصاص الحرس الجمهوري ,
لكن أرجوكم ألا تعتبروا أن
الحسين مرة أخرى هو المسؤول عن
دمه الذي سفكه الجلاد , لا
تبرؤوا الجلاد بجبنكم و خوفكم
من الحرية و تقديسكم لكل مؤسسات
العبودية و لرموزها , لا تقتلوا
الشهداء مرتين , لا تسفكوا دماء
هؤلاء الشباب ثانية بجبنكم و
خنوعكم و قبولكم الذل و العار و
اعتبار أن هذا هو الموقف
الطبيعي و الضروري في مواجهة
قوى القمع و البطش و النهب , و
إصراركم على أن يحني الشباب
الثائر رؤوسهم للقتلة , هذا
الشباب الذي يواجه دبابات
القتلة و القمع بصدره العاري و
قبضاته التي لا تلين , هؤلاء هم
ضمير الناس اليوم , هؤلاء هم
حريتنا المسلوبة , هؤلاء هم الغد
الذي لن يعيش فيه إلا الأحرار
دون خنوع أو إذلال أو استغلال ...
ارفعوا أيديكم عن شباب الثورة
إذا كنتم أصغر و أضعف من أن
تعيشوا أحرارا..... ======================== حوار
الإخوان مع بقايا النظام .. إلى
أين؟! .. أ/
محمد السروجي بين
التحفظ والتخوف والرفض، استقبل
المصريون حوار الإخوان مع
النائب عمر سليمان لاعتبارات
وحيثيات عدة يأتي في مقدمتها
انهيار الثقة في النظام الذي
سقط بالفعل وبقاياه التي تحاول
إعادة تدوير المشهد ولو بشكل
مختلف، ومنها أزمة الثقة التي
تجتاح المشهد المصري العام بين
كل مكوناته كرصيد لعقود
الاستبداد والفساد والقمع التي
ظلت تحكم بنمط "فرق تسد" ومنها
أن الجماعة كانت وما زالت تمثل
احد أطواق النجاة "كجزء من
الحركة الوطنية المصرية "
للخروج من النفق المظلم الذي
أدخلنا فيه نظام مبارك وبعمد
خلال 30 عاماً، من هنا كانت
المواقف. قواعد
ومنطلقات : ** قبلت
الجماعة الدعوة للحوار كوسيلة
لتوصيل مطالب الشعب كل الشعب ،
وفي مقدمتها حتمية تنحي مبارك
عن الرئاسة **
أعلنت الجماعة وبوضوح أنها ليست
مفوضة من أحد لا أشخاص ولا هيئات
ولا تمثل إلا نفسها ** دخلت
الجماعة الحوار وفي وعيها
التاريخ والرصيد الأسود للنظام
وبقاياه ** جلست
الجماعة للحوار وفي عقلها
وقلبها الآني سيناريوهات بقايا
النظام للتعاطي مع الثورة
المباركة ، من الرهان على
المماطلة أملاً في ملل
المتظاهرين وبث الفرقة بين عموم
المصريين ، ودغدغة مشاعر
البسطاء الطيبين فضلاً عن
الترويع الأمني والمعيشي
للفقراء المحتاجين "غالبية
الشعب" ** أصرت
الجماعة على الحوار العام
والمعلن مع بقايا التيارات
المصرية وبعض الشبابية لتفويت
الفرصة على بقايا النظام وفرق
المولاة التابعة من التأويلات
والتشوهات والتخوينات **
تحملت الجماعة واجباتها
الشرعية ومسئولياتها الوطنية
حين بعدت عن الشخصنة والمصلحية
ورفعت المطالب المصرية فوق كل
اعتبار مخاطر
ومتطلبات : **
مخافة الوقوع في فخ الحوار
والتفاوض وتكرار نمط السلطة مع
الكيان الصهيوني "عمر سليمان
يملك رصيداً ضخماً في هذا اللون"
. **
الحذر من لغة التبرير ما قد يفهم
منها "على سبيل الخطأ" أنها
تعطي شرعية جديدة لنظام منهار
بالفعل . **
ضرورة تحديد جدول زمني لتنفيذ
بعض الإجراءات العملية الفورية
منها "إلغاء قانون الطوارئ ،
الإفراج عن المعتقلين على
خلفيات 25 يناير ، فتح تحقيق فوري
وإحالة المتسببين في العنف ضد
المتظاهرين للمحاكمة الفورية ،
محاكمة رموز الفساد المالي
والإداري والسياسي والقمع ....
الانهيار الأمني " . **
التنفيذ الفوري للأحكام الخاصة
بالحد الأدنى للأجور . **
مراعاة المناخ والمزاج المصري
العام من فقدان الثقة والتربص
بين كافة مكونات المشهد بمن
فيهم الإخوان . **
مراعاة عدم صدقية بقايا النظام
"عمر سليمان رجل المخابرات"
وان الحوار فخ متكرر بهدف
الالتفاف والهروب والمماطلة . **
ضرورة تقدير الموقف وبسرعة
وإعلانه على الرأي العام "الوقت
حرج وشائك"وبذلك يكون الحوار
متفقاً مع المطالب المعلنة
والمزاج المصري العام . خلاصة
المسألة : .
المطالب واضحة وإن أصاب النظام
وبقاياه العمى ، والحوار مشروع
ومحفوف بالمخاطر ، ووجود
الجماعة في الميدان وبقوة تبقى
الورقة الرابحة والضاغطة ،
بمعنى أن تكون الحوارات
والتظاهرات وجهي العملة لجماعة
بحجم وثقل الإخوان ..... حفظك
الله يا مصر الثورة ...... ========================== تحية
من الأعماق لصنّاع جيل الثورة كل
أم وكل أب في مصر.. يمثل الجندي
المذهول في ثورة الحرية نبيل
شبيب لم يعد
ينقطع الحديث عن أولئك الشباب
والفتيات الذين أذهلوا العالم
بثورة شعبية نقية طاهرة، لا
تغيّر وجه مصر والعالمين العربي
والإسلامي سياسيا فقط، بل تغيّر
في الوقت نفسه ما لا يحصى من
المقولات في الميادين الثقافية
والاجتماعية والسلوكية
والتربيوية عن الإنسان، في مصر،
وفي كل بلد يواجه ويعايش مثل ما
عايشته مصر من استبداد وفجور
وفساد واستباحة للعقول والنفوس
والأجساد والممتلكات. مشاهد
من أرض العزة لقد
حملت ثورة مصر للعالم صورا من
البطولة والتضحية والعزيمة
والوعي والصمود والإقدام
والعزّة والإباء، تضاهي صور
الأجيال المتتابعة من الصامدين
المقاومين في فلسطين وتضيف
المزيد إليها.. وطغت على المشهد
وجوه شباب وفتيات يتحدّثون
ويخطبون ويهتفون ويصرّحون
ويرفضون، ويعلّمون العالم كيف
تُصنع الثورات، فيلحق بهم أفذاذ
العلماء والخطباء والمحامون
والأطباء والمهندسون
والإعلاميون والكتّاب، من
المخلصين الشرفاء والمتخصصين
الكرام، راضين بقياداتهم
الشبابية، ساعين من أجل أن
يكونوا معها على ذلك المستوى
الرفيع من العطاء والانضباط
والحكمة في توجيه مسار الثورة،
خطوة بعد خطوة، يوما بعد يوم،
نحو هدف لا تزيغ عنه أبصارهم
طرفة عين، ولا تتردّد عن المضيّ
نحوه أقدامهم قيد أنملة، ينادون:
الشعب يريد إسقاط النظام،
فيتردّد الهدير بما ينادون به
في أصقاع الأرض ويبلغ عنان
السماء.. ويترنّح طواغيت، كانوا
يحسبون أنّهم من نسل إرم وعاد
وثمود وفرعون والنمرود.. ولا
يدركون أنّهم بالغوا النهاية
التي بلغها من يتمثلون بهم. محاضن
العزة والثورة من أين
أتى هؤلاء الشباب والفتيات؟.. في أي
مهد من مهود الإباء والكرامة
ولدوا رغم استنسار بغاث عصر
الهمجية؟.. في أي
محضن من المحاضن رضعوا لبن فجر
الحرية ونشؤوا على بناء صرح
الحرية بأيديهم وعقولهم
الفتية؟.. كيف
أمكن أن ينشؤوا ويبلغوا ما
بلغوه من العزم والشكيمة رغم
عيون المخابرات ترصدهم وهمجية
الرعاع تلاحقهم في كل أرض وتحت
كل سماء؟.. كيف
تحوّلوا في بلد يقهر الإنسان
إلى قادة تمضي من ورائهم
الجماهير المليونية من شعب كريم
يناطح بهاماته أبراجا وقلاعا
للاستبداد وحصونا تعجّ بالفساد
ظنّ من أقامها أنهم آمنون فيها
خالدون، وهم يقتّلون من يتعرّض
بكلمة أو همسة أو صورة أو نظرةٍ
رافضةٍ لاستبدادهم وفسادهم؟.. نحييهم..
ونجلّهم.. ونقدّرهم.. وندعو معهم
أن يتحقق النصر القريب بعون
الله.. ونحيي
معهم ونجلّ ونقدّر أولئك الآباء
والأمهات الذين نشأ هذا الجيل
في بيوتهم، وتربّوا في أحضانهم،
وتلقّوا منهم معاني الكرامة
والعزة، وسلوك طريق الحرية
والنصر. كنّا
نحسب شعب مصري مقهورا.. انتهى
أمره، وعلّمنا شعب مصر أنّ صبر
الأهل لا يعني القهر، قدر ما
يعني صناعة النصر. وكانت
مشاهد ثورة شعب مصر حافلة
بأولئك الذين صنعوا النصر
بتنشئة جيل النصر، بهؤلاء
الآباء والأمهات، الذين رأينا
وسمعنا نماذج عنهم ممّن فقدوا
في الثورة شهداء قدّموا أرواحهم
من أجل كرامة أمتهم وأهليهم
وبلدهم.. وإذا بهم في أوج ما
يعنيه العطاء باحتسابهم عند
الله تعالى، وبمتابعة المسير من
بعدهم مع أهل مصر إلى يوم النصر. رأينا
رأي العين الآباء والأمهات
ماضين مع أبنائهم وبناتهم في
طريق الصمود والتحدي، ينادون
بما ينادون به، ويطالبون بما
يطالبون به، ويصرّون على ما
يصرّون عليه. كم ساد
الجهل بحقيقة شعب مصر، بحقيقة
ما يصنعه ذلك الجيل الأوّل من
الآباء والأمهات الذي عانى
أضعاف ما عانت منه أجيال سابقة،
واستطاع في بهيمة ظلمات ليل
الاستبداد وبريق ما يتبجح به
الفساد والإفساد، أن يصنع جيلا
جديدا، صنع بدوره ثورة شعب أبيّ
في مصر الأبية. نموذج
لكل أسرة في كل أرض نحييكم
أيها الآباء والأمهات في كل
مدينة وقرية وزاوية وبيت، من
أقصى مصر إلى أقصاها، في أسر لم
يصرف كثيرا منها قدرٌ ناله من
أسباب المعيشة المادية
المرفّهة، ولم يصرف غالبيتَها
قدرٌ كبير ممّا أصابها من أسباب
المعاناة المعيشية القاسية، لم
يصرفها جميعا شيءٌ عن القيام
بدورها التاريخي المجيد، في
صناعة تاريخ جديد، عبر جيل
جديد، لتعود مصر بمستقبلها
العزيز الكريم إلى ما كانت عليه
دوما في ماضيها العزيز الكريم. كم
منكم من "جندي مجهول" تحمّل
ما تحمّل من الأذى صابرا مصابرا
ليقول للطاغوت.. اصنع ما تصنع
وشيّد ما تشيّد من حصون.. ونحن في
بيوتنا نصنع الإنسان، إنسان
العزة والكرامة، إنسان الإباء
والحرية.. إنسان الثورة. أنتم..
أنتم الذين أثبتم خواءَ قلاع
التجبّر والتكبّر والتضليل،
ممّا كان كثير من أعدى أعداء مصر
يحسبونه قد تحقق مآربه، عبر
جهود بذلوها على مرّ العقود
الماضية، فصدقوا أنفسهم أنهم
أخرجوا مصر وشعبها من كافة
موازين صناعة المستقبل للمنطقة
العربية والإسلامية.. فوقفوا
مشدوهين حائرين أمام أرجلكم
الشامخة فوق رؤوس المتجبرين،
وأيديكم التي حملت لسنين وسنين
قادة ثورة الحق على المتجبّرين. أنتم..
أنتم الذين قهرتم أفاعيل
الطاغوت ببناء جيل يبني لمصر
صرحا من سواعد الشباب والفتيات
وعقولهم ووجدانهم، وهيهات أن
ينال طاغوتٌ من مصر شيئا بعد
اليوم، من بعد وقوف أبنائكم
وبناتكم بشموخ هاماتهم إلى
العلياء والبصيرة الواعية في
عيونهم الناظرة إلى المستقبل
الكريم.. يتحدّون الطواغيت
جميعا، الصغار منهم والذين
يحسبون أنفسهم كبارا، داخل
أرضهم وخارج حدود ارضهم على
السواء. أنتم..
أنتم من نحني الجباه إجلالا
لكم، وتخفق أعماق الوجدان
بمحبتكم، وتستبشر نبضات قلوبنا
بما صنعتم، في بلدنا.. مصر، بلد
كل عربي ومسلم في أصقاع الأرض،
في كل بلد يتطلّع الآباء
والأمهات، تتطلع كل أسرة تعاني
من الظلم فيه، إلى المشاركة في
صناعة مستقبل كريم، عبر صناعة
جيل يصنع المستقبل الكريم، على
الدرب الذي سرتم عليه ثائرين
على الطاغوت، ماضين نحو آفاق
العزة والحرية والإخاء والخير،
في مصر ولسائر العرب والمسلمين
بإذن الله، وللإنسان، جنس
الإنسان حيثما أراد أن يستعيد
في عالمنا وعصرنا ما تعنيه
إنسانية الإنسان. أنتم..
أنتم الذين أثبتّم ما كان كثير
من أقرب الأقربين لأهل مصر
يحسبونه مجرّد أمنية وشعار: "مصر
أمّ الدنيا".. فلينصركم الله
على طواغيت الدنيا جميعا. =========================== الثورة
المصرية وفوبيا الأحزاب! لمى
خاطر منذ
انطلاق الثورة المصرية
الميمونة التي كانت بالفعل
تتحدث عن نفسها، انشغلت معظم
وسائل الإعلام ومعها كتاب
ومثقفون وسياسيون، وعلى نحو
مبالغ فيه في التقليل من دور
أحزاب المعارضة المصرية
الأساسية والتشنيع عليها أو
نعتها بالانتهازية تارة،
واتهامها بمحاولات سرقة
إنجازات الثورة تارة أخرى. ولا
أقصد هنا ذلك الانتقاد البناء
كالموقف من الحوار مع النظام أو
المبادرات السياسية المبكرة،
بل تلك الأحكام السلبية المسبقة
والمطلقة بحق أحزاب المعارضة
المصرية، والقدح في نواياها
بشكل تعميمي مجحف دون أي
استثناءات، رغم أن الأحزاب بشكل
عام يفترض أنها تقليد سياسي
راقٍ يعبر عن انتظام المجتمع
وتطور تفكيره وتأطير أهدافه،
لكننا شهدنا على هامش الثورة
المصرية حساسية مفرطة تجاه
الأحزاب ومحاولات مقصودة
لتهميش دورها وخصوصاً جماعة
الإخوان المسلمين، التنظيم
الأكبر والأكثر تعرضاً لقمع
النظام المصري على مر تاريخه. (إخوان
فوبيا) هي امتداد (لإسلام فوبيا)،
وهو الهاجس الشرك الذي يقع فيه
كل خصوم الإسلاميين، فيتم
استغلال أية فرصة لتصفية حسابات
خاصة أو أيديولوجية مع جماعة
الإخوان، واستغلال المنابر
الإعلامية -المفتوحة على
مصراعيها هذه الأيام- لتحريض
الشعب عليهم والتخويف منهم
وإثارة الشبهات من حولهم، وذلك
على الرغم من أن الإخوان
المصريين لم يقولوا أبدا إنهم
صانعو الثورة أو الأوصياء
عليها، وأكدوا مراراً وتكراراً
على أنهم شاركوا فيها منذ
البداية كجزء من الشعب بشبابهم
ونسائهم وقادتهم، عدا عن أنهم
وحتى عند مشاركتهم في الحوار
الأخير مع عمر سليمان ( رغم
موقفنا المعارض لفخ الحوار) لم
يدّعوا أنهم يتكلمون نيابة عن
الجماهير أو أنهم بصدد فرض
رؤيتهم عليها أو إلزامهم بأي
شيء، بل ظلوا مصرّين على أن
مطالب الجماهير هي الأساس وأن
إرادة الشباب الثائر هي الفيصل. ومن
جهة أخرى فقد بات واضحاً أن عهد
الانقلابات التي تطيح بدكتاتور
لتأتي بآخر قد ولّى، وأن نجاح
الثورة المصرية سيتمخض عن قيام
نظام ديمقراطي يتيح للشعب أن
يختار ممثليه من كل الأطياف
وبكل نزاهة، وأنه ليس ثمة
مبررات منطقية لهذا الهلع
الموهوم من الإخوان أو غيرهم،
وللتخوفات المزعومة من محاولات
اختطاف الثورة وسرقة إنجازات
الجماهير، أو العزف المستمر على
وتر ركوب الموجة، والتباكي على
جهود الشباب البريء كما تصفه
بعض وسائل الإعلام التي يهمّها
نفي أية صبغة سياسية عن الثورة. انتهازية
بعض الأحزاب أمر وارد دون شك في
أية ثورة أو نظام سياسي، لكن سحب
الحكم ذاته على مختلف التلاوين
السياسية والحركية المشاركة في
مسيرة التغيير أمر يخلو من
الإنصاف والنظرة الموضوعية
السليمة، وفي المشهد المصري
هناك أحزاب وتجمعات لها دور
حقيقي ووازن، وفوق كل هذا كان
لها عداء تاريخي مع النظام الذي
استهدفها بشتى وسائل الإضعاف
تخوفاً من تبعات دورها على
الساحة، فدور إسلاميي مصر الذين
ظلوا على الدوام عنوان المواجهة
الأبرز مع النظام لا يجوز
إنكاره وشطبه، وكذلك حزب العمل
المصري، وحركة كفاية التي يشهد
لها أنها أول من حمل شعار لا
للتوريث وشخّصت مكمن الداء،
ووجهت خطابها الرافض مباشرة
لرأس النظام وليس لحكومته أو
أجهزته الأمنية كما دأبت بعض
الأصوات الخجولة المعارضة في
غير بلد عربي أن تفعل. وفي
مصر شخصيات وطنية مخلصة حزبية
أو مستقلة، وهذه لن يخشى أبداً
منها على الثورة، فهناك عبد
الحليم قنديل وفهمي هويدي ومحمد
سليم العوا ومجدي حسين، وعصام
العريان، وغيرهم الكثير من
الكبار، وفي نهاية مطاف أية
ثورة لا بد من تبلور قيادة
منبثقة عنها تحظى بثقة الجمهور
لتنتقل به الخطوة التالية. ولكن
من العبث أن يُسرف وقت أكثر من
اللازم في التلاسنات الداخلية،
وفي التشنيع على حركات المعارضة
التاريخية والتشكيك في
نواياها، وفي التماشي مع
محاولات النظام شقّ الصف الوطني
وتشتيت أولويات الثائرين وبث
الفرقة بين قياداتهم وأحزابهم. الأحزاب
بدورها ينبغي أن تلتفت لحقيقة
مهمة للغاية على الأرض وهي أن
الجمهور صوته عال وعزيمته متينة
ومطالبه واضحة، وهذا وفّر عليها
جهوداً كبيرة كانت تحتاجها
لإيصال الشعب لهذه القناعة، إذ
يندر في العادة أن يتوحد الشعب
بمختلف أطيافه على قضية واحدة
وبمثل هذا النفس القوي الذي ظهر
في الثورة المصرية، ولذلك كان
الحوار مع النظام هو خطوة
متعثرة وغير موفقة، فما دام
الصوت على الأرض يؤكد على مطلب
محدد وواضح وهو رحيل النظام،
كان الأصل استثمار هذا الغضب
باتجاه تطوير الثورة والانتقال
بها خطوات متقدمة وتسريعها
وتصعيد وتنويع آليات احتجاجها،
لأن انتقال الأحزاب إلى صفوف
الريادة يتطلب منها مواقف تحظى
بتقدير واحترام الجمهور الغاضب
إن على مستوى الخطاب الإعلامي
أو المشاركة الميدانية أو
اجتراح وسائل وآليات تصعيد
إبداعية، وهي فرصة لتعزيز الثقة
ما بين الجمهور والأحزاب
ولاختبار قدرات الأخيرة
ومواقفها على حد سواء، أما
الحكم فسيكون تاليا للثورة وليس
مستبقاً لها. إن
بركان الغضب الذي ما زال
مشتعلاً في نفوس الثائرين يجب
أن يظل منصبا على النظام، ومن
الخطأ تشتيته باتجاهات أخرى،
كما ينبغي أن يكون سوء الظن
بنوايا النظام مقدما على كل ما
يبديه من مرونة شكلية ومراوغة
تهدف إلى تمييع الثورة والفت من
عضد تصاعدها. الأولوية
في مصر اليوم هي لتصعيد الثورة
واستثمار حالة الإجماع الشعبي
على إسقاط النظام، أما الانشغال
بتفاصيل الخلافات الشكلية فهو
أكبر معيق أمام هذا التقدم، وما
دام الجميع متفقاً على الهدف
فلا بد من تمتين الثقة الداخلية
بين المنتفضين أحزابا وجمهورا،
والحذر من الإصغاء للنصائح
الجاهلة أو الخبيثة، إلى جانب
الاهتمام بكيفية نقل الثورة
خطوة تالية للتعجيل بتحقيق
أهدافها وإسقاط النظام، وبعدها
سيكون هناك متسع لبحث ونقاش كل
شيء، وللنظر في التباينات
المختلفة، ولحوار وطني موسع
يخلص لرؤية موحدة شاملة ترضي
الجميع، وتؤسس للنظام السياسي
القادم. ======================= حلم
العودة للوطن لم يعد بعيداً ...
خواطر شبه ذاتية جلال
/ عقاب يحيى - الجزائر ـ 1 ـ قبل
ثلاثين عاماً ويزيد قليلاً جئت
الجزائر زائراً ب"مهمة"
حضور" المؤتمر القومي" ل"حزبنا
العتيد"، وبالذهن أن أعود
مهما كانت الأخطار.. وإذ
بالزيارة تمتدّ عقوداً، وما زال
حبلها على الأعناق . كنت،
أيامها مُطارداً" متخفّيّاً"
لسنوات، وأسهم في محاولات تجاوز
البعث(جناحنا) لأزماته، وبناء
تجربة جديدة(كان طموحنا كبيراً
في أن تكون نوعية، تقاطع عوامل
الأزمة ، وتلتقي مع الآخرين في
تكريس التعددية، ورفض
الأحادية، والحزب الواحد ـ
القائد، ومجمل تلك الأفكار التي
غطست في الاستبداد، ففرّخت
ديكتاتورية من طراز خاص) . كما
كنا نسهم بإنجاز عمل جماعي
جبهوي يكون المرآة، وجسر العبور
للتغيير الوطني الديمقراطي،
وكانت مشاركتنا قوية في تأسيس (الجبهة
الوطنية الديمقراطية) التي عرفت
لاحقاً باسم" التجمع الوطني
الديمقراطي" بدءاً من قوى
ثلاث: الحزب الشيوعي(المكتب
السياسي) والاتحاد الاشتراكي
العربي، ونحن(البعث الذي كنا
نطمح إلى تغيير اسمه)، انضمّ
إليها عند التوقيع : حزب
الاشتراكيين العرب، والعمال
الثوري.. وعلى أن تكون مفتوحة
على جميع القوى والهيئات
والشخصيات الديمقراطية . اعتبرنا
ما قمنا به إنجازاً كبيراً، ولو
تأخّر بضع سنوات، وأنه يمثل
المخرج للأزمة المحتدمة .
وبالوقت الذي طفحنا به بموجات
التفاؤل، والساحة تمور وتغلي(أواخر
العام 1979)، بقدر ما كان ينوخ على
كلكلنا شكل ووقت وفعل التغيير،
وقدراتنا الفعلية في استثمار
اللحظة المناسبة .. نظرياً
: بدت الظروف متاحة للتغيير
وتجنيب بلادنا ما كان يعصف بها
من بوادر حرب أهلية، ومن اقتتال
يتخذ سمات طائفية، وقد اتجهت
صوبنا عديد الأنظار بأمل أن
نكون" المخلّص"، والبديل،
وبالوقت نفسه لم يكن(التجمّع)
يملك الوسيلة والقدرة، فكان ذلك
مبعث ألم شديد، وبداية النوخ
تحت ثقل الأعباء، والتطورات،
خاصة وأن النظام ـ كعادته ـ قام
بحملة اعتقالات واسعة(بعد توزيع
البيان الأول للتجمّع) طالت جلّ
قيادات وأطر (المكتب السياسي)، و(البعث
ـ نحن) وعديد الناشطين من القوى
الخرى والنقابات المهنية التي
شقّت عصا المألوف، وسط جنون
القوة، وإطلاق التهديدات
بالقتل، والإفناء، وسياسة (من
ليس معي فهو عدوي ـ عدو الوطن ـ
وطن النظام)، وسيطرة سياسة
القتل والتصفيات، وإغراق البلد
في بحر الدماء، وأمواج الخوف
المتلاطم، ومحاولاته تشتيت قوى
المعارضة عبر محاولاته فتح حوار
مع بعضها، وإطلاق سراح بعض
المعتقلين مقابل التشديد على
بعضها الآخر، وموضعة الطائفية
المرعبة وتنصيب نفسه كحامي
الحمى، والناطق الرسمي(الوحيد)
لها، ونجاحه إلى حدود كبيرة في
ذلك، وفي تعميم الخوف، واشتلاع
المواطنية، والدوس على أبسط
الحقوق، ثم البيات الطويل،
والاندحار، فالانحسار . ـ
2 ـ كانت
مجزرة حماة(ونحن في شهرها)
المفصل والمنعطف فعلاً . لقد
انتصر النظام على الشعب ف "حقق
السيادة المطلقة" على القوى
المعارضة وعلى أي حراك ديمقراطي
فعّال، ونشر الهلع في مملكة
للرعب مخيفة رفع جدّرانها،
وقوّى أطرها، سداها عشرات آلاف
القتلى، والمعتقلين، والتصفيات
الجماعية، والفتك بالحقوق
والحرّيات العامة، ولحمتها :
أجهزة أمنية هي العماد
والمرتكز، وقد توحّشت فأوغلت
وتوغّلت : فوقية، واستهتاراً،
واعتقالاً على الشبهة،
وإبعاداً للشعب عن الاهتمام
بالشأن العام.. فسادت نظم و"قوانين"
مملكة الرعب، وعمّ السواد
والحزن المتجلبب برعب إظهار ما
في القلوب( ناهيك ع ن التعبير)على
البلد برمّته . نعم(انتصر)
النظام على الشعب، وهو انتصار
فخره، وزهوه، وفجوره، فكان له
ذلك(الاستقرار)، والصولات
والجولات في العربدة الأمنية،
وفي الفتك بالمعارضة وتصدير
عديد الأزمات إليها، ليصبح
القوة الوحيدة التي تربض على
صدر الأمة والشعب ولا من معين،
ولا أمل، ولا أفق . ـ
3 ـ كنت،
وما زلت مؤمناً أن الهجرة
القسرية امتحان عسير، وأنها
ليست البديل عن الوجود في
الداخل، وأن الخارج يزداد مرضاً
مع تكدّس أعوام الانتظار اللا
مجدي، وأن كثير ظواهر الشرذمة،
والذاتية، والتشييء، والهلهلة
في المعارضات الخارجية هي
انعكاس لفعل أزمة الداخل .
الأزمة البنيوية . أزمة عدم
القدرة على إيجاد السبيل لحل
المعضلة(معضلة ما أورثه النظام
في شعبنا، وفي القوى السياسية،
أساساً)، وبالتالي فمن شبه
المستحيل أن يكون الخارج رافعة
الداخل، أو بديله، أو تعويضه،
وأن الخارج ينتظر تكوين تلك
الرافعة في الداخل، وليس العكس،
وحتى ذلك فهو عاجز عن القيام
بالحد الأدنى المطلوب . (وهذه
واحدة من معضلات المعادلة
السورية أيضاً) . ـ
الداخل محكوم بتلك النتائج
المفروضة عليه، ولم يقدر التغلب
عليها، والأزمة تفرّخ أزمات،
فتتشعب، وتصبح المعارضة أكثر
عرضة للشرذمة والتكوّر،
والذاتوية، وإلقاء المسؤولية
على الآخر(أيّ آخر) .. حينما
فًرض التوريث المذهل، والتوريث
المفاجأة للكثير(وهو مفاجأة بكل
المقاييس لجوهر المزاعم بوجود
حزب تاريخي، وعقائدي، قومي،
ومليوني، ومؤسسات، ودولة،
وشخصيات، وقيادات.. وغيرها)
انفتحت شهية القوى المعارضة على
استقبال التوريث بالكثير من
الأماني، والرغبات وقد اختلطت
الأحلام اليائسة بالممكن واللا
ممكن، فتعددت الرهانات، ومعها (جملة
التنازلات)، والمشاريع
المتنقلة، المتدرّجة،
والتنازلية، وأفكار المصالحة،
فالربيع الذي لم يكتمل.. والنظام
يكشف عن جوهره، وعلى أنه :
الاستمرار المتأصل، والاستمرار
المضطر لبعض التجميل للتأهيل
والتمرير.. والاستمرار الأحادي،
الأقلوي، المرتكز على ذات
الأجهزة والنهج والممارسات،
بفوارق كميّة اقتضتها تطورات
كونية ملحوظة . كان
ذلك تطوراً ملحوظاً في أطروحات
المعارضة، وفي محاولة منها
للتنازل عن فكرة التغيير الجذري
إلى التغيير(السلمي ـ المتدرّج)،
ثم الأكثر، عند البعض : في
القبول بعودتهم، ووجودهم
الفيزيولوجي، واستعدادات
متكررة للتوبة، وتغيير الاسم
والعنوان والمحتوى والدور..
والنظام رابض في موقعه المستبد،
والمعارضة على لائحة الانتظار
الطويل . ـ
4 ـ عندما
نهض" إعلان دمشق" كأهم
إنجاز جبهوي يضمّ مروحة واسعة
من أطياف الشعب السوري وقواه
الوطنية الديمقراطية.. استبشر
الكثيرون خيراً.. فانفتح أفق
الأمل، ثم اتسع سقفه وفقاً
لأمواج تلك الفترة وما عرفته من
تفاعلات إقليمية ـ خارجية، لكن
الإشكالية ظلت قائمة : شكل، وفعل
التغيير، والقدرة على ممارسته . وطالما
أن المعارضة(حتى لو اجتمعت كلها)
أعجز من أن تقود فعل التغيير في
اللحظة المناسبة، فإن (الفرص
التاريخية) ستمرّ مرور الكرام
عليها، ولن تستطيع استثمارها،
ولن يبقى للبعض سوى مراهنات على
الحلم، أو مراهنات على"غودو"
الخارجي الذي ظهر أنه خلّبي،
ومخادع، وبيّاع مأجور، ملغوم..
فتأزّم الإعلان(والعوامل كثيرة
بالطبع)، ومعه اندحر ذلك الأمل
الذي اقتحم الأحلام، فنام سنوات
على سرير الإنعاش، ثم دخل ما
يشبه الموت السريري المقترن
بذلك(التحول) الخارجي الذي حصل،
والذي (فكّ عزلة النظام) ليخرج
من قمقمه، وهو منتشٍ، يريد
تصوير نفسه مارد الموارد،
واستثناء الاستثناء . ـ
5 ـ شاخت
المعارضة، وعجزت عن إقحام
الأجيال الجديدة، والعجز،
ناهيك عن أنه فعل الزمن
المقهور، المقسور، والطبيعي..
فإنه يولّد مفاعيله الشيخوخية
من تصلب المفاصل والشرايين،
وقابليات الانحناء الإجباري،
وانسداد بعض الأوعية الدموية
التي تغذّي المخ، مثلما ينشر
رذاذه حيثما استطاع إلى ذلك
سبيلاً، خاصة وأن هناك إحجاماً
عاما عن المساهمة في تلك الأطر،
وهناك انسداداً في الأفق، وفي
عسر ولادة أشكال جديدة .. ربما
كان مفهوماً، ومن شبه المنطقي
أن يحاول كثير المعارضين، الذين
نأت رائحة الوطن عنهم عقوداً،
أن يفكروا بوسيلة للعودة، حتى
لو كانت لفترة محدودة، أو لرسم
تخوم القبر الذي يأملون أن
يضمّهم، فكثرت المحاولات، ثم
انتقلت إلى موقف الإخوان
المسلمين في "وقف معارضتهم"..
بأمل أن يصفح النظام، فيفتحوا
صفحة جديدة.. وما زالوا ينتظرون
الصفح، وما زال النظام(مرابضاً)
في موقفه...بينما رفض النظام على
الدوام الاعتراف بوحود معارضين
لهم انتماءاتهم ووجهات نظرهم،
فأبى، أبداً، التفكير بعفو عام،
أو فتح صفحة جديدة، مصرّاً على
تقدّم من يرغب العودة بتقديم
طلب فردي يدرس(جيّداً) بانتظار
قراره . ربما،
أيضاً، تهيّأ لكثيرنا، وحال
المعارضة هكذا(ضعيفة لا تهشّ
ولا تنشّ ت كما يردد دوماً)،
والنظام يبدو(منتصراً) في جميع
الجبهات والميادين، والدنيا
تتشقّلب من حولنا.. أن يُقدم على
بعض الخطوات (الجديدة)، خاصة ما
يتعلق منها بأولئك(المساكين)
المهجّرين قسرياً فيقوم بإعلان
العفو العام.. ضمن عدد من
الإجراءات المطلوبة، ويضع
المعارضة في الخارج أمام الخيار
الحاسم .. ولكن .. ـ
6 ـ ولكن
النظام لم ولن يفعل ذلك إلا
مضطراً، والمشكلة أن مفهوم
الاضطرار عند النظام خاصّ جداً،
ووليد نتاج ما ترسّخ في بنية
استبدادية متحجّرة، تنظر إلى
المتغيّرات من ثقبها الذاتي
المحكوم بالعنجهية، وسطوة
القوة، والدونية للغير
المفعّلة بعلب الاتهامات
الجاهزة التي يثير كثيرها
التفكّه والسخرية( تحليله
لخلفيات الدعوة إلى يوم الغضب
مثال)، وأوهام القدرة على
التحشيد والبطش بالآخرين بل
والفتك بهم إن اقتضى الأمر ذلك،
ولذلك ينام على ما يعتقده قواه
الحصينة المتماسكة، ومليشياته
المدرّبة، وأكذوبة شعبيته
الكاسحة . وكما
يتساءل الكثير عن مستوى صلف، و"غباء"
نظم الاستبداد العربي، ومدى
إيغالها في (المكابرة)، وفي
اعتماد نهجها المعروف.. فإن
النظام السوري الذي يتشاطر
رئيسه أنه يقرأ اللوحة جيداً
ويعرف مسبباتها، وأنه مقتنع
بمطالب الأجيال، وأوضاع الشعوب
العربية ومدى احتقانها، يصل إلى
نتيجة أبدية : أنه في مأمن من
الذي جرى في تونس ومصر، وأنه
غيرهما.. ناسياً، أو متغافلً
قصدياً أنه من نفس القماشة، وأن
جل الشعب السوري يطمح إلى حياة
حرّة كريمة، وإلى عدالة
اجتماعية تتوزع فيها ثروات
الوطن بعيداُ عن النهب
واللصوصية، ودولة المواطن
المتساوي بالحقوق والواجبات
التي يشارك في صنعها عبر
انتخابات حرة تقرر من يمثل
الشعب، ومن يكون رئيس الدولة،
وغير ذلك من الحريات، بغض النظر
عن اختلاف بعض التلاوين،
والظروف الخاصة بكل بلد . بل
إننا نقول بكل موضوعية أن
الحالة السورية لا مثيل لها
لجهة شدة القمع وشموليته، ولجهة
مصادرة أبسط الهوامش، وهو بذلك
يختلف فعلاً عن النظام المصري
الذي ترك، مضطرّاً بعض الهوامش
الجزئية التي كان يلعب بها
وعليها، بينما ما تزال الحالة
السورية مغلقة تماماً.. الأمر
الذي يعني الكثير إذا ما حدثت
الخلخلة، وإذا ما استطاع الشعب
السوري اختراق جدران مملكة
الرعب وثقبها في أكثر من موقع . وبالوقت
نفسه فإن نظاماً بمواصفات
تركيبة النظام السوري سيكون
الأكثر خوفاً من غد مجهول،
والأكثر تشدداً في هذه المرحلة،
والأكثر استنفاراً لسدّ أية
احتمالات منذرة يمكن أن تحمل
معها طوفان التغيير، بما في ذلك
التحشيد الإعلامي، ورفع
اليافطة الوطنية والقومية،
والممانعة، وتصوير أن أسباب ما
يجري في مصر يعود إلى موقع
النظام من التحالف الأمريكي ـ
الإسرائيلي، وليس لجهة بنيته
الاستبدادية، وممارساته
النهبية، القمعية. وبما فيه
التلاعب بالكلمات والوعود،
واستجلاب المبوّقين
والمتعهدين، ناهيك عن الارتكاز
الرئيس على الأجهزة القامعة،
وإعدادها المسبق، واليومي
للبطش السريع، المريع بأية
محاولات للتعبير والتظاهر . ـ
7 ـ مع
ذلك، ومع وعي اللوحة السورية،
ووعي مصاعب تكرار ما حدث في كل
من تونس ومصر في زمن قريب، فإن
أجيال الشباب وهي تدكّ حصون
الخوف، وتبدد ممالك الرعب،
وأطواق الترهيب، وجيوش
الأجهزة، ونذالة المخبرين
وكثرتهم، وبلطجية الأنظمة..
إنما زرعت وعياً جديداً يطوف
الوطن العربي بقوة، ويدعو شبابه
في كل ساحة لتدمير الاستبداد،
وإقامة الديمقراطية، وافتتاح
عصر الشعوب . الشعب
السوري، ورغم شرانق الزيف،
وأخطبوط الرهبة، ودعاوي
التمايز.. يعرف جيداً أن دوره
على اللائحة، وأن زمن العربدة،
والاستبداد واحتقار الشعب
وحقوقه قد ولى، وان زمناً
عربياً يطرق الأبواب بقوة لا
تقبل التأجيل، ويدعو الجميع إلى
المشاركة في صناعته . نعم،
من حقنا، نحن (عواجيز) المنافي
الإجبارية أن نحلم برؤية الوطن
قريباً، أن نعانقه كثيراً
وطويلاً. أن نقبّل ترابه الذي
حُرمنا منه، وأن نعيش في كنفه ما
تبقّى من عمر أحراراً كبشر
عاديين . نعم،
من حق شعبنا أن يحلم بغد آخر
مختلف يصنعه هو باختياره الحر،
ليصبح الوطن وطن الجميع، ويسهم
هذا الجميع في بنائه كما
يشاؤون، وهو حلم لم يعد على
لائحة الانتظار الطويل.. إنه
يلامس العقول قبل القلوب، فتدبّ
الحياة في الأجساد، وينمو
الأمل، فتغزونا الأحلام
الواقعية برؤية أجيالنا في
الساحات العامة تنشد لحن
الحياة، لحن المستقبل بلا خوف
من بسطار وجلاد وقتل واعتقال . إن
أراهم يهتفون : حماة
الديار عليكم سلام أبت أن تذلّ
النفوس الكرام إنه
الوطن يقتحمنا : شاباً ممتلئاً
بحيوية اللهفة إلى الدخول في
العصر، وبناء غد يليق بشعب
سورية الحضاري، العريق، وإذ بنا
ننفض كهولة العوام فتشرأبّ
الأعناق، وتتجه الأعين إلى هناك
. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |