ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 16/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

في ذكرى المولد الشريف

أعظم رجل في التاريخ: محمد عبد الله صلى الله عليه وسلم.

ومن حسن تقدير الله لهذه الأمة أن جعله رسولها، فلها الفخر بهذا الشرف.. ومن المؤسف:

- أن من الناس من لا يستشعر عظمته.

- ومنهم من لا يكترث بحقوقه الواجبة على الأمة، من: محبة، واتباع، وأدب.

- وقد أهمل تعليم الصغار صفاته الخُلُقية والخَلْقية؛ فأطفالنا ينشئون وهم لا يعرفون عن نبيهم إلا: اسمه وشيئا من نسبه، وهجرته من مكة إلى المدينة. أما صفاته البدنية، وأخلاقه، ومقامه، وحقوقه، وجوانب سيرته فلا خبر لهم بها. وهذا تقصير منا..!!

نحن نحتاج إلى أن نتعرف على كل صغيرة وكبيرة في حياته، من لدن مولده إلى وفاته.. ينبغي أن ننظر إليه: مربيا، وقدوة، وقائدا، ورسولا، وسيدا ذا مقام رفيع، وقلب رحيم، ونفس زكية، وأدب جم، وصبر جميل. من حقه علينا أن ندرس كل جوانب حياته، ونعلم أطفالنا وأزواجنا وأهلينا: من هو رسول الله ؟.

وأداء لبعض هذا الحق، سنخصص هذا الحديث عن صفاته عليه السلام الخَلقية والخُلقية:

* * *

إنه محمد بن عبد الله ؛ ومحمد معناه: المحمود في كل صفاته.

أخرج البخاري في التاريخ الصغير عن أبي طالب:

وشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد

وقد كان اسمه أحمد كما جاءت تسميته في الكتب السابقة ، قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام:

- {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}.

وتسميته محمدا وقعت في القرآن؛ سمي محمدا:

- لأن ربه حمده قبل أن يحمده الناس، وفي الآخرة يحمد ربه فيشفعه فيحمده الناس.

- ولأنه خص بسورة الحمد، وبلواء الحمد، وبالمقام المحمود.

- وشرع له الحمد بعد الأكل، والشرب، والدعاء، وبعد القدوم من السفر.

وسميت أمته الحمادين، فجمعت له معاني الحمد وأنواعه...

* * *

وأما عن صفاته الخَلقية:

- فهو أبيض، ليس شديد البياض أمهقا، بل مشربا بحمرة، والعرب تسمي الأسمر سمرة خفيفة أبيضا مشرب بحمرة، قال أبو طالب:

وأبيضُ يستسقى الغمام بوجهه *** ثمالُ اليتامى عصمةٌ للأرامل

- ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد.

- بعيد ما بين المنكبين.

- شديد سواد الشعر، ليس بالجعد القطط؛ وهو الشعر الذي يلتف على بعضه، ولا بالسبط؛ وهو الشعر المسترسل الناعم شديد النعومة، وإنما بين ذلك، يبلغ شحمة أذنيه، وقيل: "منكبيه".. يفرقها فرقتين من وسط الرأس، وفي شعر رأسه ولحيته شعيرات بيض لا تبلغ العشرون.

- مليح، وجهه مثل القمر في استدارته وجماله، ومثل الشمس في إشراقه، إذا سر يستنير ويتهلل وتنفرج أساريره.

- واسع الفم، والعرب تمدح بذلك وتذم بصغر الفم، جميل العينين قال جابر: "أشكل العينين" رواه مسلم قيل أشكل العينين: "أي طويل شق العينين"، وقيل: "حمرة في بياض العينين".

- يداه رحبتان كبيرتان واسعتان لينة الملمس كالحرير، يقول أنس: "ما مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم". متفق عليه

- قدماه غليظتان لينة الملمس، فكان يجمع في بدنه وأطرافه بين لين الملمس وقوة العظام.

- يداه باردتان، لهما رائحة المسك، يقول أبو جحيفة: "قام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بهما وجوههم، فأخذت بيده فوضعتهما على وجهي فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك"رواه البخاري.

* وعن جابر بن سمرة: "مسح رسول الله خدي فوجدت ليده بردا أو ريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار"مسلم كان عرقه أطيب من ريح المسك، قال أنس: " كأن عرقه اللؤلؤ " مسلم.

* ويقول وائل بن حجر: " لقد كنت أصافح رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يمس جلدي جلده، فأتعرقه بعد في يدي وإنه لأطيب رائحة من المسك". الطبراني والبيقهي

- وجمعت أم سليم من عرق النبي صلى الله عليه وسلم فجعلته في طيبها.

- وعن أنس: " كان رسول الله صلى الله إذا مر في طريق من طرق المدينة وجد منه رائحة المسك فيقال: مر رسول الله ". أبو يعلى والبزار بإسناد صحيح

- قال أنس: " ما شممت عنبرا قط، ولا مسكا، ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله" رواه مسلم

- ساقاه بيضاء، تبرقان لمعانا.

- إبطه أبيض، من تعاهده نفسه بالنظافة والتجمل.

- إذا مشى يسرع، كأنما ينحدر من أعلى، لا يستطيع أحد أن يلحق به.

* * *

أما عن صفاته الخُلقية:

- فقد كان أجود الناس، أجود بالخير من الريح المرسلة.

- ما عرض عليه أمران إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثما.

- أشد حياء من العذراء في خدرها.

- ما عاب طعاما قط؛ إن اشتهاه أكله وإلا تركه.

- إذا تكلم تكلم ثلاثا، بتمهل، لا يسرع ولا يسترسل، لو عد العاد حديثه لأحصاه.

- لا يحب النميمة ويقول لأصحابه: " لا يبلغني أحد عن أحد شيئا، إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".

- أشجع الناس، وأحسنهم خلقا، قال أنس: "خدمت رسول الله عشر سنين، والله ما قال لي: أفا قط. ولا لشيء فعلته: لم فعلت كذا ؟، وهلا فعلت كذا؟". مسلم

- ما عاب شيئا قط.

- ما سئل شيئا فقال: "لا" . يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.

- يحلم على الجاهل، ويصبر على الأذى.

- يتبسم في وجه محدثه، ويأخذ بيده، ولا ينزعها قبله.

- يقبل على من يحدثه، حتى يظن أنه أحب الناس إليه.

- يسلم على الأطفال ويداعبهم.

- يجيب دعوة: الحر، والعبد، والأمة، والمسكين، ويعود المرضى.

- ما التقم أحد أذنه، يريد كلامه، فينحّي رأسه قبله.

- يبدأ من لقيه بالسلام.

- خير الناس لأهله يصبر عليهم، ويغض الطرف عن أخطائهم، ويعينهم في أمور البيت، يخصف نعله، ويخيط ثوبه.

- يأتيه الصغير، فيأخذ بيده يريد أن يحدثه في أمر، فيذهب معه حيث شاء.

- يجالس الفقراء.

- يجلس حيث انتهى به المجلس.

- يكره أن يقوم له أحد، كما ينهى عن الغلو في مدحه.

- وقاره عجب، لا يضحك إلا تبسما، ولا يتكلم إلا عند الحاجة، بكلام يعد يحوي جوامع الكلم، حسن السمت.

- إذا كره شيئا عرف ذلك في وجهه.

- لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا سخابا، بالأسواق، ولا لعانا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.

- لا يقابل أحدا بشيء يكرهه، وإنما يقول: (ما بال أقوام ).

- لا يغضب ولا ينتقم لنفسه، إلا إذا انتهكت حرمات الله تعالى، فينتقم لله.

- ما ضرب بيمينه قط إلا في سبيل الله.

- لا تأخذه النشوة والكبر عن النصر:

* دخل في فتح مكة إلى الحرم خاشعا مستكينا، ذقنه يكاد يمس ظهر راحلته من الذلة لله تعالى والشكر له.. لم يدخل متكبرا، متجبرا، مفتخرا، شامتا.

* وقف أمامه رجل وهو يطوف بالبيت، فأخذته رعدة، وهو يظنه كملك من ملوك الأرض، فقال له رسول الله: "هون عليك، فإنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة ".

- كان زاهدا في الدنيا:

* يضطجع على الحصير، ويرضى باليسير، وسادته من أدم حشوها ليف.

* يمر الشهر وليس له طعام إلا التمر.. يتلوى من الجوع ما يجد ما يملأ بطنه، فما شبع ثلاثة أيام تباعا من خبز بر حتى فارق الدنيا .

- كان رحيما بأمته، أعطاه الله دعوة مستجابة، فادخرها لأمته يوم القيامة شفاعة، قال:

* ( لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني أختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا ) [البخاري]؛

ولذا قال تعالى عنه: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}

=====================

عاصفة في قلب تل أبيب

أ .محمد بن سعيد الفطيسي

azzammohd@hotmail.com

لم يكن مستغربا أن تلقي الأوضاع والتحولات السياسية التي تجري في مصر هذه الأيام بظلالها على الخارطة السياسية والأمن القومي والعمق الاستراتيجي للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى , فكما نعلم جميعا ان الحكومات المتوالية لهذه المستعمرة كانت ولازالت وستظل تنظر لمصر كدولة وللشعب المصري كأمة بطريقة مختلفة واستثنائية عما تنظر به الى غيرها من الدول والشعوب العربية والأجنبية , وليس هذا القول من باب المبالغة , بقدر ما يعطي للوضع في مصر تلك الأهمية الجيوسياسية والجيواستراتيجية الحساسة والمؤثرة على الوضع الداخلي والعمق الأمني للكيان الإسرائيلي .

 وباختصار شديد , نستطيع أن نشبه أهمية استقرار أوضاع مصر الداخلية وحكوماتها بالنسبة للمستعمرة الإسرائيلية الكبرى بصمام الأمان والاستقرار للجسد الصهيوني القلق أصلا من كل ما يحيط به حتى في ظل الوضع السابق , وبالتالي فان لقلق إسرائيل من تصاعد التوترات وتسارع التحولات في اتجاه قد لا يكون في صالح إسرائيل كمستعمرة وشعب ما يبرره ويدفعها وغيرها للتدخل في الشأن الداخلي لمصر الحبيبة , وان تجنب العديد من القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة عدم التصريح بذلك بشكل مباشر , إنما تأكد ذلك من خلال تلك التصريحات القلقة والمبطنة لتلك القيادات منذ اللحظات الأولى للأحداث في مصر , وكذلك الآثار الواضحة للأصابع الإسرائيلية القذرة في ميدان التحرير وغيرها من المدن المصرية.

 وللأسف الشديد – فقد شاهدنا خلال الأيام الماضية ولا زلنا نشاهد تدخل العديد من الطفيليات التي تقتات على الفتنة وتجارة الموت والفوضى , وبعض الدول الحاقدة على هذه الأمة العظيمة وقلبها العربي وعمقها الاستراتيجي المتمثل في مصر , كما عبثت قبل ذلك في العراق العظيم ولا زالت حتى الساعة , كإسرائيل والولايات المتحدة الاميركية على سبيل المثال لا الحصر , وهي جزء من امتداد تلك الدول الحاقدة على الأمة العربية التي لا زالت تؤكد قذارة مساعيها الهادفة لإضعاف الدول والشعوب العربية على مدى التاريخ .

 وفي حوار مع الكاتب والصحفي المصري المعروف الأستاذ محمد حسنين هيكل أجراه معه الكاتب والإعلامي المصري فهمي هويدي ونشر في صحيفة الشروق , قال هيكل والذي يعتبر أحد أقطاب ومؤرخي ثورة الضباط الأحرار في مصر في العام 1952م , موضحا الأهمية السياسية والإستراتيجية لمصر بالنسبة للكيان الصهيوني قائلا : إذا تذكرنا وصف إسرائيل للرئيس مبارك بأنه " كنز استراتيجي لها " فإن ذلك يفسر لنا بدقة قلقهم في تل أبيب إزاء احتمال تغيير النظام القائم فى مصر اليوم ، ملمحا ل "علامات الاستفهام الكثيرة التي تثار حول العلاقات المصرية الإسرائيلية ، خصوصا تلك التى تتعلق بالتعهدات والضمانات غير المعروفة التي قدمها الرئيس السادات لإسرائيل ليس فقط لضمان أمنها , ولكن أيضا للتأكيد على أنه لن تكون هناك حروب أخرى مستقبلا ضدها .

 وقد برز ذلك القلق الذي يؤرق جل القيادات العسكرية والسياسية الصهيونية منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث وتصاعد التوترات في مصر من خلال ما انعكس من تصريحات إعلامية متوترة لتلك القيادات , وتناقلته عنها وسائل الإعلام الصهيونية والدولية بطريقتها الخاصة وعناوينها التي تؤكد الحالة النفسية الهستيرية للشارع الإسرائيلي بمختلف فئاته وقواه واتجاهاته , وبحسب مصدر أمني إسرائيلي، كما تقول هآرتس: إن حصول تغيير جوهري في النظام في مصر من الممكن أن يؤدي إلى انقلاب في نظرية الأمن الإسرائيلية .

 وبحسب المصدر نفسه فإن اتفاق السلام مع مصر يشكل ذخراً استراتيجياً مهماً لإسرائيل بحيث أتاح للجيش الصهيوني التركيز على جبهات أخرى , وقال : إن الجيش الإسرائيلي سوف يضطر إلى تخصيص موارد كبيرة جدا في حال حصل تغيير في النظام المصري , وأضافت هآرتس : أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتابع بتأهب ما يحصل ، مشيرة إلى أنها تعتبر مصر" مركز العالم العربي " , كما أن المخاوف الآنية تكمن في ما قد يحصل على الحدود بين مصر وقطاع غزة .

وبالطبع فان قائمة المخاوف الإسرائيلية طويلة من جراء الإطاحة بالنظام المصري القائم الى آخر قادم لا تعلم اتجاهاته وسياساته , إنما نستطيع ان نحصر أهمها استراتيجيا في التالي :

1 - سياسيا : أن انفلات الأوضاع السياسية في مصر , وإمكانية الإطاحة بالنظام القائم قد يترتب عليه لاحقا – وان كنت شخصيا لا أتصور ذلك – إمكانية بروز نظام جديد لا يعترف بالاتفاقيات المصرية – الإسرائيلية كاتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين السادات وإسرائيل عام 1978 م , وغيرها من الاتفاقيات المبرمة سياسيا مع إسرائيل والتي أسست لوضع الاستقرار الجيوسياسي للخارطة الإسرائيلية , وهو بالطبع ما قد يؤدي الى تحولات خطيرة في وضع الاستقرار السياسي في خارطة الشرق الأوسط ككل.

2 - عسكريا : أما عسكريا وكما أكدت العديد من مراكز الأبحاث السياسية والإستراتيجية والعديد من المؤرخين والمتتبعين للعلاقات المصرية الإسرائيلية , بان ما استفادت منه إسرائيل عسكريا في ظل النظام المصري بقيادة الرئيس محمد حسني مبارك اكبر بكثير مما يمكن تصوره للبعض , واكبر دليل على ذلك أنها ( حلت فرقاً عسكرية نظامية في قيادة المنطقة الجنوبية وحولت فرقاً أخرى إلى فرق احتياط ، وخفضت ميزانية الدفاع لمصلحة تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية ، كما خففت أعباء الجاهزية القتالية عن كاهل جيشها ، وخفضت سن الإعفاء من الخدمة الاحتياطية ، ونقلت مركز الثقل العسكري إلى الجبهة الشمالية , وجاء التغيير الأبرز في بناء الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية منذ عام 1982 , وهو عام الانسحاب من سيناء على فرضية أن إسرائيل لن تضطر بعد اليوم إلى القتال على جبهتين في وقت واحد في ظل نظام حسني مبارك , ومع تأمين إسرائيل لظهرها المصري في ظل تحالف مبارك معها على مدى ثلاثين عاماً ) .

3 - اقتصاديا : ( أدت سياسة الرئيس مبارك في التحالف مع إسرائيل إلى توفير مليارات الدولارات على الخزينة الإسرائيلية ، من خلال بيع نظامه الغاز لإسرائيل بأسعارٍ تفضيلية لا تتجاوز كلفة الإنتاج ، علماً أن إسرائيل تعتمد من استهلاكها الغازيّ بنسبة 40% على الاستيراد من مصر ) , وهذا بخلاف التبادل التجاري في نواحي اقتصادية واستثمارية كثيرة .

 وأضافت صحيفة معاريف الإسرائيلية نقلا عن وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه من بين مخاوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يبرز " الجيش المصري " , وقالت : إن الجيش المصري متطور ولديه آلاف الدبابات ومئات الطائرات القتالية وعشرات السفن الحربية ووسائل قتالية أخرى , ونقلت عن مصدر أمني قوله: إن الجيش المصري هو جيش غربي يحصل على مساعدات أميركية.... وفي حال كانت هناك جهات متطرفة في النظام المصري فإن الأمر يضع إسرائيل في موقف آخر تماما .وبحسب الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فإنه في اتفاقية السلام مع مصر توجد أفضليات أمنية كثيرة بالنسبة لإسرائيل ، وحيث يكون الاستقرار فإن أي تغيير هو دافع للقلق , وأضافت أنه يجب دراسة الأوضاع جيداً ومتابعة الأحداث في مصر حتى لا تخرج من مصر إلى الأردن وإلى الأراضي الفلسطينية .

 وقد أدت الأحداث في مصر الى تباين في وجهات النظر بين القيادات الإسرائيلية والأميركية حيال دعم النظام القائم من عدمه , وهو ما يؤكد من جديد الأهمية الجيوسياسية والجيواستراتيجية لمصر , فالولايات المتحدة الاميركية وبضغط الشارع الداخلي المطالب بالوقوف مع رغبات الشعب المصري الهادف الى التغيير قد بدأت باتخاذ خطوات " وصفتها الخارجية المصرية بالمرفوضة والابتزازية " , بينما تخالف الخارجية الإسرائيلية ذلك بدعمها المطلق لنظام مبارك .

 وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية يوم الأربعاء الموافق 9 / 2 / 2011م , إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعا إلى توخي الحذر في التعاطي مع ما يجرى في مصر من اضطرابات منبها أن هذه الاضطرابات ربما لا تقود في النهاية إلى الديمقراطية في مصر وإنما قد تنتج نموذجا للاستبداد , وأكدت الصحيفة أنه منذ بداية الأزمة في مصر كانت هناك مشاورات متواصلة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الأوضاع في مصر واصفة سياسة الإدارة الأمريكية "بالمتعرجة" إزاء ما يجرى , رغم ان الولايات المتحدة الاميركية قد طمئنت القيادات الإسرائيلية وتعهدت ان يكون امن واستقرار إسرائيل فوق كل الاعتبارات والمصالح الاميركية.

على العموم , جل ما نود الإشارة إليه هو ان الأحداث في مصر اليوم قد تسببت بعاصفة هوجاء في قلب تل أبيب , بل وفي كل بيت إسرائيلي , وان التظاهرات المصرية اليوم في ميدان التحرير المصري تلقي بظلالها على شوارع ومدن إسرائيل , وان ما سيحدث خلال الأيام القادمة سيكون بمثابة الهواء النقي الذي يمكن ان يتوقف عن الرئة الصهيونية في حال آلت الأمور في مصر الى مسار غير مريح لتل أبيب , وان إسرائيل لن تغفر للشباب الثائر فى مصر أنه هدد أمنها وسلامتها حين طالب بتغيير النظام القائم ، «كنز إسرائيل الاستراتيجي» - بحسب تعبير أحد قادة الإسرائيليين كما يقول ذلك المفكر والكاتب المصري جميل مطر.

 نعم ,,, إسرائيل قلقة حتى النخاع , قلقة من ثورة قد تهز أركان تل أبيب , وتقوض سنوات الهدوء والاستقرار والسلام – كما تدعي - , قلقة جدا لدرجة أنها لا تستطيع النوم , فما يحدث في مصر قد يحول دون سكينتها , فهو كالعاصفة الهوجاء التي اقتلعت كل سنوات السلام والطمأنينة , وهكذا نجد هذا الكيان يسعى للعبث والتدخل في الشأن الداخلي لمصر وشعبها العزيز , بل ونجد الجموع الحاقدة من كل صوب وحدب تسعى لنفس الهدف السافر , لأنهم يدركون تمام الإدراك , ماذا تعني مصر وماذا يعني ما يحدث فيها اليوم ؟!!

 حفظ الله مصر العربية الغالية وشعبها العزيز من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن , وجنبها عبث العابثين وحقد الحاقدين وشماتة أعداء هذه الأمة العظيمة التي تمثل رأس حربتها مع العراق المجيد , وانعم عليها وعلى شعبها في القريب العاجل بالاستقرار والأمن والرخاء , وسدد على طريق الخير والسلام والعدالة والحرية والديمقراطية قياداتها , اللهم " آمين " .

ـــــــ

*باحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية – رئيس تحرير صحيفة السياسي التابعة للمعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية .

======================

قالت بثينة

محسن صقر

قرأت المقال المنشور في جريدة الشرق الوسط في عدد الرابع عشر من هذا الشهر وتساءلت هل فعلا الدكتورة بثينة شعبان هي كاتبة المقال أم أن شخصا آخرا استعار اسمها.

تحدث المقال عن أنظمة القمع والطغيان وعمالتها للغرب ولإسرائيل واستبدادها بشعوبها مثنية على ثورتي الشباب في تونس وخاصة في مصر التي أسقطت كما قالت نظام الطغيان والاستبداد .

لا يشك أحد بأن النظام السابق في مصر له أخطاؤه الكبرى ولكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن ذلك النظام سمح بهامش واسع من الحرية وفي ظل هذا الهامش قامت المعارضة المصرية بكل أطيافها بالتظاهر وبنقد حاد للنظام ولرئيسه , وهذا الهامش هو الذي أتاح لشباب مصر التواصل والتنظيم وإطلاق ثورته التاريخية .

إني أسأل الدكتورة بثينة شعبان وهي المستشارة الإعلامية لرئيس الدولة والمترجمة السابقة للرئيس حافظ الأسد وهي العارفة بأحوال سوريا هل الشعب السوري في خير وهل السوريون أحرار في وطنهم وهل النظام القائم نظام ديمقراطي ؟

النظام الذي هدم مدينة حماة وقتل الآلاف من أبنائها وشرد عشرات الآلاف منهم هل هو نظام ديمقراطي أم نظام طاغ ومستبد؟

هل قتل الآلاف في السجون في تدمر وصيد نايا وسجون أخرى عمل ينسجم مع حقوق الإنسان والقانون ؟

هل تحويل سوريا إلى سجن كبير وتسليط أجهزة الأمن على المواطنين وإرهابهم من متطلبات الحرية والديمقراطية؟

هل اعتقال الآلاف من المواطنين وبينهم المئات من البعثيين لسنين طويلة لأنهم أرادوا الحرية وحقوقهم الأساسية ومحاكمتهم أمام محاكم النظام ظاهرة ديمقراطية ؟

أنت تعرفين جيدا أن قادة من حزب البعث سجنوا لأكثر من عقدين ومات بعضهم في السجن وبعضهم الآخر خارج السجن بالإضافة إلى اغتيال اللواء محمد عمران وصلاح البيطار هل هو بفعل نظام ديمقراطي ؟

هل في رأيك أن تطبيق حالة الطوارئ في سوريا لأكثر من أربعة عقود احدى متطلبات الحرية والديمقراطية أم الأمر من أجل تمكين الطغاة المستبدين في السيطرة على البلاد وإحكام القبضة على الشعب؟

أليس رئيسك هو القائل بإحدى لقاءاته الصحفية أن الشعب السوري غير مؤهل الآن لإصلاحات جدية وللديمقراطية فهل هذا من إنتاج الحرية أم الاستبداد ؟

ماذا تسمين اعتقال مجموعات من الشباب بسبب طموحهم للحرية والديمقراطية وبينهم شابة في مقتبل عمرها هل ذلك من مقتضيات حماية ديمقراطية النظام ؟

هل تعتقدين أن القارئ العربي ساذج ولا يعرف شيء عن سوريا وعن شعبها وعن طغيان وفساد نظامها؟ أليس ذلك استخفاف بعقول الناس ؟

هل قمت بزيارة الأحياء الشعبية ورأيت بعينيك بؤس الناس ومعاناتهم وفقرهم في الوقت يعيش ذئاب النظام في رفاهية بالغة بأموال نهبوها من ثروات البلاد ومواردها ومن خبز المواطنين ؟

ألم يلفتك ذلك وهل هذه الحالة حالة طغيان الفقر والجوع والبطالة على غالبية الشعب السوري وطغيان تدفق الأموال المنهوبة على ذئاب النظام؟

كنت وزيرة لشؤون المغتربين ألا تعرفين حجم السوريين الذين خرجوا أو أخرجوا من البلاد لأسباب معاشيه أو أسباب سياسية بعد أن تعرض معظمهم لملاحقات أجهزة الأمن ؟

لفت نظري أنك تحدثت كثيرا عن العدو الصهيوني وعن الاستعمار والغرب وسايس بيكو ولكنك نسيت أن تتحدثي عن الجولان الذي مضى على احتلاله أكثر من أربعة عقود ؟

لم تتحدثي عن معاناة المواطنين ولا عن فساد الدولة ولا عن حماية الفاسدين ولا عن انتشار الجريمة في سوريا ولا عن تراجع التعليم ولا عن حجم التخلف الذي أنتجه النظام في البلاد .

تحدثت عن الديمقراطية والحرية ولكنك لم تتحدثي عن ثقافة الخوف التي فرضها النظام في سوريا ولم تتحدثي عن تزوير إرادة السوريين أو عن إحجامهم في المشاركة في العمليات الانتخابية.

لم تتحدثي عن تضعضع الوحدة الوطنية والاحتقان الطائفي وبروز المشكلة الكردية في ظل نهج الانفراد بالسلطة وإتباع سياسة العزل والإقصاء والتمييز .

اطلبي من رئيسك أن يلغي حالة الطوارئ في البلاد وراقبي كم ساعة سيبقى هذا النظام إننا واثقون أن ثورة شباب سوريا آتية وأن نظام الاستبداد والفساد سينهار وأن الديمقراطية والحرية ستسود وأن شعب سوريا سينتصر ويحرر أرضه وينهض حاملا رسالته للأمة كلها

=====================

وقد(( يأتيك بالأخبار من لم تزوّد))

جلال / عقاب يحيى - الجزائر

1

 قبل أكثر من عشر سنوات كتبت سلسلة مقالات ناديت فيها بوجوب قيام تيارات سياسية بديلاً لجلّ الأحزاب السياسية القائمة، وأقلّها : التحوّل إلى أشكال جمعوية تخفف القيود عن المعهود، وتفتح الأبواب لوجود آراء مخالفة داخل التنظيم الواحد، ولمَ لا ما يشبه الاتجاهات التي يمكن أن تلتقي في العموميات، وتختلف في غيرها دون خوف من اتهامات مألوفة، معلّبة، أو انشقاقات وتصفيات(مما شكل ظاهرة عامة في جميع التنظيمات السياسية) ، والقبول بما في العضو من آراء وليس كما نريد ونفرض .

 ما دفع إلى تلك الأطروحات واقع العمل المعارض، ووصوله إلى الأبواب المسدودة مراراً، وعجزه عن تجاوز الأطر الضيّقة، وأساليب العمل شبه السري، والحلقي، ناهيك عن غلبة الإيديولوجيا والشعارية والسياسي على الجوانب الأخرى، الأمر الذي أسهم في تخثّر أزمات أحزاب المعارضة، وتراجع فعلها وتأثيرها، رغم محاولات البعض الدؤوبة للقيام بعمليات تطوير وإصلاح ملموسين لم تكن الظروف مناسبة لأن تأخذ تلك المحاولات مداها المأمول، فظلت الأحزاب غاطسة في قوقعاتها والزمن يتكدّس خلفها فيحجب إمكانية رؤية المستقبل .

 2

الثورة المصرية العملاقة، ومن قبلها الانتفاضة التونسية : الفتيل، بيّنتا كم هي المسافة بعيدة بين أحزاب المعارضة وبين القدرة على الفعل، وبين النخب، بكل ألوانها وتلوّناتها وواجباتها الوطنية، وكمّ الجهل بوعي، وثقافة، ومحرّكات، وأحلام الأجيال المتعاقبة، وهول المسافة بين الطرفين.. حتى إذا ما جاء الزالزال على يد هؤلاء الشباب حقاً، وبشكل مفاجئ للجميع، وجدت المعارضة نفسها في ذيل ما يجري، فراح كثيرها يلهث للحاق، أو التصدّر وادعاء الزرع للقطاف، والبعض سارع صباغة الشعر والمشاعر للظهور بموقع الفاعل، المتشبب الذي لا يعترف بفعل الزمن وطيّاته .

 مجرى التغيير السائر بقوة في عموم أرجاء الوطن العربي يدلل بالملموس أن فعل التغيير يستلزم التغيير الشامل في أطر وسياسات وأساليب ونهج قوى المعارضة المرسّمة في أحزابها العتيقة، والانقلاب الشجاع على مألوفاتها إذا ما أرادت فعلاً أن تكون جزءاً من العملية الجارية، ناهيك عن تنظيرات القيادة، والمسؤولية في مراحل ما بعد الانتصار، وفي تأسيس الدولة الديمقراطية المدنية .

كما أن ثورة الشباب تفرض على النخب، والأقلام، والمحللين(بكل صنوفهم) التوقف طويلاً مع ذواتهم لإدراك موقعهم من المجتمع، وبأمل النزول من أبراجهم التنظيرية إلى الأرض علّهم يلتحمون بالأجيال الجديدة فيتشرّبون الواقعية، ويتعلمون نهج التعاطي مع الانسداد، والاستبداد المكين .

 3

ولأن أحلامنا لم تعد طوبائية، ولأن شباب تونس، وزلزال مصر الكبير يفتحا شهيتنا (المشروعة) لشيء مشابه في قطرنا الحبيب(ولمَ لا).. فإن قوى المعارضة السورية بكل مشاربها، وأطيافها : القديم منها، والذي ولّدته السنوات الأخيرة،والإرهاصات المتناوبة هنا وهناك.. مدعوة الآن، وليس غداً للقيام بمراجعة شاملة أشبه بالانقلاب على معهودها . مراجعة شجاعة تغادر فيها فعل التآكل والذاتية، والفرقة والتشتت، واستسهال تحميل الآخر المسؤولية، أو التدرّع بالظروف غير المساعدة .

أعرف أن مثل ذلك ليس سهلاً، ولا يتمّ بكبسة زر، خصوصا وأن موانع ذاتية، وأخرى موضوعية أشدّ وأكثر ضراوة، وتصلّداً تقف عوائق جدّية، لكن لا خيارات أخرى أمامها لتكون بمستوى اللحظة التاريخية، وبمستوى آمال شبابنا التوّاق لفعل التغيير الشامل .

 إن أسباباً كثيرة منعت ولادة تيارات سياسية، عريضة، شعبية، في مقدمها طبيعة النظام الاستبدادي، الأمني المكين، وما أحدثه من رعب وتجويف وتجريف، وما يقوم به من خلط للأوراق والمفاهيم .

 لكن، ورغم ذلك، فإن تشبّث أحزاب المعارضة بقوالبها الثابتة، ورباضها في مألوفها.. أسهم، بدوره، في خلو ساحتنا من ذلك.. الأمر الذي يلقي بأعباء ثقيلة على الأجيال الجديدة كي تتحمّل أساساً أثقال فعل عقود الاستبداد، وأن ترتكز على أدواتها الذاتية منطلقاً، بانتظار أن يلتفّ الشعب حولها، وأن تفتح الطريق لمساهمات مختلفة .

 4

 من المفهوم وتونس علّقت الجرس، ومصر قرعته بدوّي يقرع رؤوس الشعوب العربية، أن يبدأ نوع من حراك متعدد الوجوه، والأشكال في قطرنا الحبيب، وجالياتنا المهاجرة، فنرى، ونسمع عديد الدعوات والمحاولات المخلوطة بالحلم والأمنيات . بالإمكانية والمغالاة، وببعض الخالوطة التي تتسم بها بعض(المبادرات) الخارجية المسلوقة، وحتى المراهقة، وسط بدايات متعددة مبشّرة تمثل اليوم جنينات متفرّقة لتشكّل كرة ثلج الشعب السوري ..

 وبقدر ما هو مطلوب من كل سوري مهجّر، وطامح بوطن حرّ للجميع أن يقوم بجهد التحضير لغد ننتظر أن يأتي في زمانه الممكن، فإن بعض الدعوات المستعجلة، وحتى المحمومة التي تصدر من هنا وهناك، وبغض النظر عن نوايا وصدق وخلفيات أصحابها فإنها يمكن أن ترتدّ سلباً على الجميع، وأن تؤشر إلى مستوى الوعي الغوغائي، والمراهق لأصحابها، وإسقاط الرغبات المحمومة على أفق لم يتبلور بعد، وربما قطع الطريق على عمل حقيقي يعتمل اليوم في نفوس مئات آلاف شبابنا التوّاقين لفعل التغيير الشامل .

 5

الدرس المصري الكبير، ومن قبله درس تونس الشرارة، أكّد أن الشباب هم الفتيل والجذوة، وأن الشعب هو الصانع والدرع، وأن الديمقراطية، بعموميتها هي الجامع، وأنه بقدر ما تتم المحورة حول أهداف وشعارات عامة لا لون سياسي خاص لها، ولا إيديولوجي مرسّم بقدر ما تشكل القواسم المشتركة لجوع الشعب بمختلف أطيافه .

إن معركتنا مع الاستبداد هي معركة الحريات العامة أولاً . معركة التغيير لإقامة النظام، فالدولة الديمقراطية . دولة المواطنة والحريات العامة للجميع، دولة المساواة أمام القانون لكل مكوّنات الشعب السياسية والطبقية والدينية والعرقية والجنسية وغيرها .

وأن الفيصل والحكم هي الانتخابات الحرّة، وهي صناديق الاقتراع حين يقرر شعبنا بإرادته الواعية شكل نظامه الذي يختار، وممثليه في مجلس شعب سيّد، والاتجاه، والبرنامج السياسي .

 إن الدعوة لتفعيل الأشكال الجبهوية القائمة(خاصة إعلان دمشق، باعتباره أوسعها) بحيث تضمّ كافة أطياف وفعاليات شعبنا، أو إنهاض شكل مجموعي جديد يستجيب للقواسم العامة العريضة النابعة من المفهوم المركزي : الديمقراطية..هي ما يفترض أن تكون الشغل الشاغل للسوريين المسيسين هذه المرحلة، خاصة سوريي الخارج الذين يمتلكون هوامش من الحرية غير متاحة لشعبنا بالداخل.. دون شطط، وبعيداً عن انتهازية لحظية، أو حالة انفعالية متسرّعة . ولهذا فإن كثرة الدعوات ل"مبادرة" هنا، وبيان غرائبي هناك، وشعارات منفلتة من فهم الواقع السوري.. إنما تصبّ في عمليات التذرية والتنتيف، وضعضعة هدف وجود حشد جهود الجميع نحو الهدف المركزي للمرحلة التغيير، وإقامة النظام الديمقراطي .

 6

إن مفاعلات الوضع السوري شديدة التداخل نتيجة مجموعة عوامل متراكبة، وراكبة عليه، بما يجعل عملية البداية بحاجة إلى أدواتها القادرة على التضحية، والعطاء، والديمومة، وهو ما يستدعي من (الخارج) السوري تقديم العون للتسريع في عملية إنضاج اللحظة المناسبة التي سيقررها، بالتأكيد، شبابنا في الداخل في وقت ما، وعبر شرارة لا أحد يدري كيف ومتى تكون ..وحينها قد تفاجئ الأحداث الجميع، فيصبح حتميا القيام بفعل اللهاث ..

======================

الكنز المفقود

كيف تكون لاجئا فاعلا؟؟؟!!

بقلم رضوان عبد الله

 صديق تعرفت عليه من جديد خلال احدى الورش التدريبية و التي كانت تحت عنوان المواطنة الفاعلة ، ذلك الصديق صباح اليوم الثاني من الورشة كان ينظر صدفة الى اللوحة المعلق عليها التوقعات المرجوة من الورشة حيث لاحظ ورقة كتب عليها (التعرب اكثر على الاستاذ رضوان عبد الله ) ، و الحق يقال انني لم اكن منتبها الى تلك الوريقة رغم اهميتها بالنسبة لي كتساؤل كبير من احد او إحدى المشاركين او المشاركات ،و قمت من مكاني بعد ان نبهني الى مضمون تلك الوريقة للتاكد من الجملة و ضحكت من كل قلبي و انتبه الى ضحكتي مدير الجمعية الراعية للورشة متسائلا فاوضحت لما اشار الي به صديقي ،مبتسما اجابني حضرة المدير :عظيم و لم لا؟؟! ....

 ذلك اليوم خطر على بالي ان اكتب ، رغم التعب و شقاوة النهار التدريبي الممتع المتعب بنفس الوقت ، فامتشقت سلاحي القديم الجديد و بدأت اصيغ و اخط و اجمع ما يمكن من شتات افكاري آملا العودة الى وطني المعنوي(الكتابة) بعد ان عز العودة الى الوطن ، الكيان السياسي الثقافي ، الدولة كمواطن فاعل.

 من الممكن ان تكون صدفةً ما حصل معي ، و من الممكن ان يحصل مع غيري ما حصل معي او اكثر منه نلكن من المفيد ان ياتي الجواب على قدرِ كافِ من المسؤولية للسائل المستفسر ،بل فان من حقه او حقها الاستفسار مع شكرنا و تقديرنا له او لها.

 ماذا يمكن ان اقول ،وماذا من الممكن ان اجيب ؟؟! تعالوا نجب سويا على سائلنا ....او سائلتنا ؟؟!

 لا اريد ان اقول بانني عربي ،في بداية التعريف عن نفسي ،رغم عروبتي و اعتزازي و تثبتي بالعروبة و معها الاسلام .

 ولا استطيع ان ادّعي بانني مواطن ،اذ ان المواطنية سلخت عنا منذ ستة عقود و يزيد ... فهل من الممكن ان اقول بانني غريب ؟ فانا ولدت في هذا البلد و عشت و ترعرعت فيه ، بين حقوله و وديانه ، وعلى سفوح جباله المتآخية مع جبال فلسطين ،و عشت تحت قذائف شتائه القارس و نيران صيفه الحارّ، وكان قد تهجر اهلي اليه ،املا به و قربه من وطننا الغالي السليب ،وتأملا بأهله الاطايب ،احبابنا و الاقارب،راجين العودة قبل طول الغياب.

 من هنا نعلى سفوح هضاب مدينة جنوبية ،تذكرت العام 1982 و صيفه الحار المشبع بالنار والدم ، ،حين غزا الصهاينة ارض لبنان ،وطننا الثاني ،وتهجرنا من قرية الى مدينة بعد ان هرب رعاتنا الى ما وراء القرى و المدن ، سمعت في احدى لمدن الساحلية هنا في الجنوب ،سمعت اطفالا بناتا و اولادا بعمر الورد يصرخون خائفين من هدير طائرات عدوة حاقدة ، و مع تضارب الاخبار و الانباء، ما سمعوه من الكبار دفعهم يترجون من والدهم الهرب بهم خارج المدينة الى مكان آمن ،خارج المنطقة شمالا،او الى اي مكان قائلين (خذنا يا بابا غير هون احسن ما نموت ) فما كان من الوالد الخائف ايضا على اولاده و عائلته و اهله معا الا ان صاح بهم ( لا هرب بعد اليوم )، واضاف قائلا(هل تريدون ان يصيبنا ما اصاب الفلسطينيون حين قالوا لهم اخرجوا و اسبوع واحد و من ثم تعودوا..... نريد ان نموت هنا و لا نترك بيوتنا ولا وطننا ....) .

 صحيح نحن عرب ، ونحن فلسطينيون ،لسنا مواطني دولة بمعنى المواطنية ، و لسنا لاجئين فاعلين بمعنى الفاعلية ،بل اننا خسرنا وطننا و لم نعد نفكربفاعلية ....فهل نحن فاعلون ؟؟!

 هل آثر احدنا ان يعيد حساباته الفردية و الاسرية و السلوكية و التربوية ؟؟؟ هل تجرا الشخص منا ان يقف مع نفسه و يتدبر كل امره ؟؟!

 هل شعر الواحد منا بحسّ المسؤولية تجاه ارض الجدود ،قريبة كانت ام بعيدة عن الحدود ؟؟! الا من وقفة تخلي و تجلي و تحلي تحكم عقولنا و قلوبنا و تتدبر خطواتنا ؟؟! كيف ذلك ؟؟! كيف يمكن ان نكون لاجئين فاعلين ؟؟! تعالوا نفكر سويا بكنزنا المفقود ....

 هل نستطيع ان نعبر من ذاتنا الى ذاتنا ؟ من ذاتنا الخاصة الى ذاتنا العامة الشاملة ؟هل نستطيع ان نتخلى عن امانيتنا و ندعم ذاتنا الكبرى ؟ هل نستطيع ان نتعاطف مع انفسنا و ندعم تفكيرنا و نهذب عقولنا و نجنب قلوبنا الوهن و العجز ؟؟؟

 هل نستطيع ان نفكر ربعقلنا و قلبنا و اقدامنا معا؟؟! رب سائل ان كيف ذلك؟؟! بل هي هذه فلسفة جديدة ؟؟1 بالطبع لا ،بل ان تفكر بعقلك بموضوعية و عملية و بمنطق الاسباب و النتائج و السبل الصحيحة ، و ان تفكر بقلبك بعواطف محسوسة و بحدودها المرسومة غير المدسوسة ، و ان تفكر بالسير بخطى مدروسة مبينة الاسباب محسوبة النتائج لا ان تقدم على خطوات بعيدا عن العقل و القلب مما يضطر الانسان ان يخسر الكثير الكثير بانجراره و ركضه وراء سراب او وهم لا تفكير فيه ولا حسّن ولا خطوات ثابتة او واثقة!!!.

 هذه ليست بفلسفة ، رغم فذلكة بعض المصطلحات ،لكن من الحق ان انصرراخير ان كان مظلوما و ان اردعه عن الظلم ان حاول الغوص في مظالم الناس .و من المفيد اعادة التماسك بالحس الثوري للنفس البشرية و ما ادراك ما الحسّ الثوري ،الجهادي النضالي الكفاحي، المتشعب لجابني الصراع ضد الشر ،جهادي النفس و العدو اذ ان صراع العدو لا يقل اهمية عن صراع النفس و العكس صحيح مع شرور النفس و ضغائنها....

 ربما تشعبت قليلا في بعض الامور ،لكن ان اكون لاجئا فاعلا يعني ان ابحث عن هويتي و ثقافتي نانا اجاور بادب و احاور بعقلي و قلبي الأحب الأطيب . و ان اتواصل مع ذاتي لانقذها من وسوسات شياطينها الانسية منها و الجنية .

 من المهم ان اعيد الاعتبار الى لجأتي لحين العودة الى مواطنتي ،فلا مواطنية لي الا بالحفاظ اولا و قبل اي شيء اخر على صفتي الملتصقة بي كلاجيء فاعل مرفوع الراس مناضل !

 لا باحث عن ثقافة دون البحث عن الهوية الوطنية .وكيف ندخل في الوطنية و الوطن دون العودة الى اللجوء ،ليس حبا به بل لاننا لاجئين ،كنا قد تحولنا الى مناضيل بعد ان تمسكنا بهويتنا الوطنية و الثقافية معا. فحين نعود لاجئين نسترجع ثقافة اللجوء و الحرمان من البذخ و الترف و اللامكان ، ونسترجع رفض المهاترات و المهاترين و الاستهتارات و المستهترين ،رافضين الاستثمارات فينا و المستثمرين ، المغترّين فينا و كل من حاول ان يكون من المتاجرين . فكل من غامر بقدميه خسر علقه و قلبه ، و كل من قامر بعقله و قلبه سحبته ارجله الى حيث لا مستقر.

 فلا فردوس مفقود قد يستعاد ن ولا ارض يباب قد نبت بها طحلب لا ان امطرت فوقها الرباب . ولكن كنزنا المفقود لا يوجد مثله في الالباب ليس لانه لا مثيل له بل لانه لم يكن موجودا في القدم فلنبحث عنه فلنجده فلنستعيده كي لا تذل بنا القدم .

 ذلك الكنز المفقود الموجود داخلك اخي و رفيق دربي و زميلي في اللجوء ، ايها المناضل الابي الذي داهمتك سنوات التعب مع بدايات مشوارك و ارهقتك سنوات الغضب مع حماسات افكارك و وجدانك ،واغضبتك وصلات العتب مع افول شمس انوارك .

 ايها اللاجيء ابحث عن كنزك المفقود ، ستجده بالتاكيد بين جنبات آمالك و ركائز حشرجات آلامك !! ولتعد الى ذاتك و لتصلح حالك و لتخرج مما التبس بداخلك او ظننت انه من محبذات نضالاتك ،او من دفاتر احلامك .

 و لتسترجع كنزك المفقود ،استرجعه اولا من داخلك و من ذاتك و اعده الى حيث ممكن ان تدب الحياة فيه بين اصولك و فروعك ، وعزز وجوده ،فك قيوده ، اطلقه من قمقم التعفن الى ميادين حياتك ... فليشق لجوؤك الطريق من جديد و ليتبر ما علا من معشعشات الاوهام و المحبطات كالهزائم و النكسات من فوق رأسك و من الخلايا الجينية داخل عقلك و قلبك و من اخامص اقدامك ....

والى اللقاء........................

(كتبت في 28 /12/2010 )

======================

يا ولاد الكلب !!

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

هل تتذكرون هذه الصيحة الشهيرة التي أطلقها نور الشريف فى نهاية فيلم سواق الأتوبيس ، قاذفا بها كل لصوص البلد الذين نهبوها بعد حرب 1973 .

لم أجد أفضل منها للتعبير عما اصابنى من ذهول وغضب شديدين حين قرأت الخبر التالي فى أهرام يوم الثلاثاء 15 فبراير ، اذ جاء بالنص ما يلى :

(( تقدم أمس الدكتور سمير صبري المحامي ببلاغ جديد الي النائب العام يطلب فيه التحفظ علي أموال اللواء سابق منير ثابت شقيق السيدة سوزان مبارك حرم الرئيس السابق حسني مبارك .... في عام1983‏ قام منير ثابت بإنشاء شركة باسم الفور وينجز وذلك بالشراكة مع حسين سالم والذي كان يعمل في ذلك الوقت في الأعمال الحرة وهذه الشركة تم تسجيلها في الولايات المتحدة الأمريكية حتي تستفيد من التسهيلات التي تمنحها الولايات المتحدة الأمريكية للشركات الأمريكية وتستطيع هذه الشركة أن تقوم بنقل كافة ما تصدره أمريكا من معونات اقتصادية وعسكرية لجمهورية مصر العربية‏ .‏

ولما تم تعديل القانون الأمريكي في عام‏ 1989‏ بإلغاء أحقية الشركات الأجنبية الأمريكية في التمتع بالتيسيرات الممنوحة للشركات الأمريكية الجنسية في أنها تستحق نقل أو بيع أو تقديم خدمات للدول الممنوح لها معونات الا إذا كانت شركات أمريكية شريطة ان تحمل أصحابها الجنسية الأمريكية‏ ,‏ ولكنه يمكن ان يسمح فقط للشركات الأجنبية بالبيع أو النقل وتقديم الخدمات للدول التي تحصل علي قروض من أمريكا فكانت الحكومة المصرية تقوم بالشراء بالقروض حتي تستفيد هذه الشركة المملوكة لمنير ثابت بأقصي استفادة غير مكترثين بما يترتب علي ذلك من مديونية علي الحكومة المصرية ...))

* * *

خلاصة الاتهام ان صدق :

ان النظام السابق

كان يورط شعب مصر وأجيالها القادمة

بدون دواع اقتصادية

فى قروض بفوائد من أمريكا

فقط من اجل تحقيق "شوية" أرباح إضافية لعدد من رجاله الذين لهم بيزنس فى هذا المجال

* * *

لقد كنا نعلم منذ عقود أن النظام الحاكم هو نظام تابع وفاسد وطبقى ، لكننا كنا نتصور أن هناك حدودا لا يستطيع ان يتخطاها ، بسبب وجود عدد من الجهات الرقابية .

ولكن يثبت لنا كل يوم ، بعد عشرات الحقائق التي ظهرت فى الأيام القليلة الماضية ، ان النظام المستبد ، يمكن ان يبيع البلد وكل من عليها تحت أعين الجميع ، بدون تعقيب ولا تأنيب .

ان الخلل لا يقتصر فقط على الفاسدين .

فالصمت أيضا فساد .

بل هو الفساد الأشد خطرا .

واقصد به صمت الجهات الرقابية على كل ما حدث

* * *

اننا نحتاج ان نعيد النظر فى كل صغيرة وكبيرة

وأن نفكك النظام السابق صمولة صمولة ومسمار مسمار .

نريد ان يكون نظامنا القادم جديد فى جديد

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ