ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

أنظمتنا الظالمة وقضايانا العادلة

بقلم: مريم التيجي

تعتقد بعض الأنظمة العربية المستبدة أن مجرد مساندتها لقضايا عادلة، يعطيها الحق في أن تظلم شعوبها وتقهرها، وأي محاولة للانتفاض على ظلمها ستكون في نظرها ونظر المساندين لها وقوفا ضد القضايا العادلة التي تحميها

فإن كان النظام المصري قد نجح في خلق إجماع على كراهيته بسبب خنقه لغزة ودعمه لأسرائيل سرا وعلنا، وإن كان نظام بنعلي قد خلق نفس الإجماع تقريبا بسبب الظلم الصارخ الذي ساوى فيه جميع الأطياف السياسية والإيديولوجية بالإضافة الى إهانته للرموز الدينية وتنكيله بالمصلين، فقد يختلف الأمر كثيرا عندما يفتح النقاش حول أنظمة أخرى، مما قد يذكرنا بالمواقف المتعارضة التي أحاطت بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، بين من اكتوى بنار نظامه القاسي وبين من اعتبره بطلا قوميا بسبب مواقفه من القضية الفلسطينية وغيرها

ونفس النقاش يستجد حاليا حول النظام السوري، مما يطرح عدة علامات استفهام للمدافعين عنه بسبب تخندقه فيما يسمى ب"جبهة الرفض"

 لكن هل عداوة نظام الأسد للغرب ولأمريكا ولإسرائيل ومساندته للفلسطينيين ومعارضته لاتفاقيات السلام المهينة تسمح له باستباحة دماء معارضيه ومحاولة إبادة الأقليات العرقية الموجودة في سوريا من خلال مجازر رهيبة يحفظها التاريخ في سجلاته؟

هل مساندته للمقاومة واحتضانه لفصائلها يبيح له اصدار أحكام قاسية جدا على كل من سولت له نفسه التعبير عن رأيه، ولعل الحكم على المدونة طل الملوحي بخمس سنوات سجنا نافدة أقرب مثال على ذلك؟

ويمكن وضع نفس علامات الاستفهام على النظام الإيراني، الذي وقف في وجه الغرب وقام على أكتاف ثورة كانت علامة تاريخية فارقة، لكن هل كل ذلك يسمح له بتكميم الأفواه و خنق الحريات وفرض نظام ديني صارم على المواطنين؟

هل تشفع عداوة الزعيم الليبي معمر القذافي لأمريكا بأن يغرق شعبه في الفقر والتجهيل ويعرضه للسخرية أمام أنظار العالم؟

هل تكفي لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر مظاهر التدين واحتضان موسم الحج وتوزيع الهبات لتناسي مواقف النظام السعودي، واستئثاره بثروات البلاد وحكمه المطلق للعباد؟

هل تشفع مواقف الملك محمد السادس ومبادراته ودعواته للإصلاح لنظام قام على الريع والامتيازات ونخره الفساد حتى بات الإصلاح معه أملا مستحيلا؟

تتناسل الأسئلة ويتناسل معها القلق حول ما ستأتي به الأيام القليلة القادمة، وأتذكر مقولة تنسب لابن تيمية قد تعبر عن حالنا أكثر من غيرها "ينصر الله الأمة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الأمة الظالمة وأن كانت مؤمنة"

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ