ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

المعارضة وسوريا المستقبل

جان كورد

"لقد أخذنا السلطة بقوة السلاح ومن يريد انتزاعها منا عليه أن يجرب حظه بقوة السلاح"

العماد مصطفى طلاس (وزير الدفاع السوري الشهير لمجلة دير شبيغ الألمانية العدد 8 /2005)

عبارة واضحة تعبّر عما يؤمن به الدكتاتوريون المجرمون، وها هي ليبيا القذافي تؤكّد الفكرة ذاتها، تلك التي تقول:"تعالوا، جرّبوا حظكم في انتزاع السلطة منا بقوة السلاح!"... فهل ستمّر سوريا بالتجربة الدموية الحالية ل"الجماهيرية القذافية"، فتقذف بالدكتاتوريين من النافذة بقوة السلاح، أم أن النظام القائم في سوريا اليوم أكثر تحضراً من أولئك "البرابرة!"، فيدع "صندوق الانتخاب" حكماً عادلاً بينه وبين الشارع المعارض؟

في ثمانينات القرن الماضي انتفضت بعض شوارع المدن السورية دون غيرها، وقاد الانتفاضة آنذاك بعض فئات المعارضة الوطنية، فاستعان النظام بالدبابة والمدفع والطائرة وبجحافل المخابرات وسرايا الدفاع وأرتال العملاء في ظل الصمت الإعلامي والسياسي الدولي، شرقاً وغرباً، وتمكّن من القضاء على تلك البؤر الساخنة من خلال ارتكاب مجازر وحشية، اعترف بها وزير دفاع الأسد الراحل دون حياء أو خجل، ونفذ بجلده من محاكمات بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كما رحل سيده إلى مثواه الأخير معززاً مكرّماً من قبل شرائح متعددة، تبكي عليه عيون علماء وفلاسفة البلاط وجنرالات الجيش، دون أن تطاله يد العدالة، رغم بشاعة الجريمة التي ارتكبها نظامه بحق الشعب السوري...

إلاّ أن سوريا اليوم، هي سوريا ما بعد هروب الطاغية التونسي وتنحّي الفرعون المصري وترنّح الدكتاتور اليمني ولجوء القذافي الليبي إلى المرتزقة الأفارقة لتقتيل شعبه، وإلى استخدام الطائرات الحربية لتغير على شعبه الأعزل...

ولربما كانت المعارضة السورية في عهد الأسد الأب إسلامية في تطلعات فصليتها الأساسية، فتمكّن منها النظام، لأسباب ذاتية وموضوعية عديدة، في حين أن الشعوب العربية، ومنها الشعب السوري، بعد ما تحقق لها من انتصارات ميدانية حقيقية على ضفاف النيل خاصة، وصلت الآن إلى مرحلة تذويب المعارضات السياسية والتوجهات الآيديولوجية المختلفة في عالم فيسبووكي مثير ومتطوّر في أسلوبه المعارض وممارساته العملية، حتى وصل الأمر به إلى درجة يمكن القول عندها بأنّ الشعوب ما عادت تنتظر لأن تقودها معارضة ما لتحقيق أهدافها في انتزاع حريتها وتنظيم حياتها مستقبلاً وبناء نظامها الجديد...بل أصبحت المعارضات المنظّمة في بعض الأحيان عائقاً أمام الزحف الشعبي الذي لايقل قوّة وحيوية عن الأنهار الغاضبة في بعد ذوبان الثلوج...

وكما أن الشعوب لم تعد في حاجة ماسة إلى معارضات حزبية فإنها لاتحتاج أيضاً إلى "قوة السلاح" التي رآها ضرورية وزير الدفاع السوري المتقاعد مصطفى طلاس لانتزاع السلطة من أيدي أسياده...فإن الشعبين التونسي والمصري لم يستخدما السلاح ضد النظامين المستبدين بهما، والشعب الليبي يتحرّك دون أي محرّك معارض واضح المعالم، والشعب اليمني يتحدى نظاماً قاسياً بمعارضة ضعيفة وبدون سلاح أيضاً...

أي من الممكن الوصول إلى "سوريا المستقبل"، العادلة المنصفة، الحرّة الديموقراطية، القوية والحضارية، دون انتظار "معارضة حزبية" ودون "سلاح"... وهذا ما بدأ كثيرون من ثوار "الفيس بووك" السوريين يقتنعون به....

وحقيقة فإن في صفوف المعارضة دكتاتوريين، عرباً وكورداً ومن سائر الفئات السورية الأخرى، لايقلون استبداداً بالرأي من هذا الأسد الذي لايستطيع فهم كل الرسائل العربية التي وصلته من شمال أفريقيا ومن وادي النيل واليمن السعيد، وكأنها مكتوبة بالهيروغليفي أو السومري. في المعارضة رؤوس كرحى الطاحون بل أقسى منها... فماذا سيفعل هؤلاء بشعبنا السوري إن اعتلوا الدبابات وامتلكوا المخابرات والأموال الهائلة وسلبوا الشعب شرعية النظام...؟

المعارضة السياسية السورية مضّطرة لأن تغّير من سلوكياتها، من ممارساتها ومن نظرتها إلى الشعب، فالشعب السوري، وبخاصة الفصيل الفيسبووكي منه أشد تطوّراً وأعلى ثقافة وأرحب صدراً وأشد شجاعة وجرأة على الحراك العملي، فإن ظلّت متخلّفة أكثر من خطوة عن مسيرة الشعب الزاحف فستذبل وتضعف وقد تخرج من ساحة الصراع، أما أن تقود الجماهير وتتقدّم الصفوف لتحقيق سوريا المستقبل، فهذا ما سيقوم به الشباب السوري بنفسه، بعيداً عن أية وصاية حزبية أو أي تنظير آيديولوجي، فإن أعمى البصائر وحدهم لايستطيعون ادراك حقيقة أن الشعوب تحب الحرية وتطالب بالديموقراطية من تلقاء نفسها وقد سئمت من الخطاب الآيديولوجي النظري الذي لم يأت له حتى اليوم بالخبز والماء النظيف والصحة والأمن والاستقرار رغم طول عمره...

فإلى النضال العملي يا شباب سوريا من أجل تحقيق "سوريا المستقبل"...

والخزي والعار لكل من يجعل من نفسه أو حزبه أو رهطه عائقاً أمام اشراقات النور الذي قد سطع على الشرق الأوسط، منذ بداية عامنا الجديد، ولم يعد في امكان أحد، سواءً في النظام أو في المعارضة، ايقاف السيل الجارف...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ