ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
خواطر
وآلام عربي مسلم محمد
حسن الدقوري* مدخل
أول --جلسنا
مساءً نتناول وجبة الغداء
وبجواري ابني زهير نشاهد
التلفاز والجزيرة تعرض مظاهر
الفتك والسحل والقتل الغريبة من
بنغازي الليبية سألني الصغير ذو
العشر سنوات : ما هذا يا أبي ومن
هؤلاء وماذا يريدون ؟ قلت له :
هذا مظاهرات في ليبيا البلد
العربي المسلم والجار ، وهؤلاء
متظاهرون لديهم مطالب يريدونها سألني
زهير : وهل هم مسلمون ؟ أجبته
قائلا : نعم هم مسلمون سألني
ثانية وليته لم يسأل : طيب هل من
يقتلهم هم مسلمون ؟ قلت
بحرقة تفتت قلبي : نعم
هم كذلك مسلمون سألني :
وهل يقتل المسلم المسلم ؟ وأردف
قائلا : لا بد أن من يقتل
المسلمين هم كفار والله
لم أستطع ألا أن أداري وجهي
ناحية الحائط وأغطى دموع العجز
والحيرة التي نزلت تباعا و أنا
لا استطيع أن أرد على ابني
الصغير سؤاله ( هل يقتل المسلم
المسلم ؟؟؟) مدخل
ثاني : زادني
حيرة أني كنت اترقب حديث السيد
سيف الاسلام القذافي ( النسخة
الليبية من جمال مبارك)
وليته سكت ولم يقل شيئا ،
كنت اتوقع
ككثيرين شيئا جديدا يصب في
اتجاه الانفتاح وحل الاختناق في
الشارع الليبي الذي ظننا منذ
زمن بعيد أنه قد تلبد وتحجر
وانزوى الى جحر ضبٍ خرب ،ولكنه
خيب ظننا الشعب الليبي العظيم
كما خيب ظننا في الاتجاه
المعاكس القذافي الابن ،
والقذافي الابن الذي لا صفة
رسمية له تخوله الكلام دعك من
التهديد والوعيد وخبط الأيدي في
الهواء أو على المنضدة راح
يتوعد ويهدد ويضع الخيارات
البليدة امام شعب فقد الثقة في
كل ما يمت للسلطة الليبية بصلة ،
وكل عبارة قالها أو نطق بها كانت
صورة لجنون وعظمة والده عقيد
ليبيا الذي أمضى في حكم الشعب
الصبور 42 عاما ... كأنما عقرت
أرحام نساء ليبيا عن أن تلد
عبقريا هماما مثله وكأنما هو
أخر سلالة الرجال العظماء في
الدنيا .. لم يكن حديث القذافي
الابن سوى ترهات ليته بلع لسانه
ولم يقله لأنها ببساطة زادت
الفتنة فتنا وزادت النيران
اشتعالا ، وكلنا نعلم أن
الجماهير عندما تخرج لا يهمها
شيء وربما لا تفرق بين حلال أو
حرام ممنوع أو مباح ، الكل ضد
الكل ، وما أصعب التحكم في
الهيجان الجماهيري في تلكم
الحالات التي
شهدناها اليوم في ليبيا وبالأمس
في مصر تونس وربما غدا في اليمن
وسوريا وغيرها من بلاد الشعوب
التي تسمى عربية . رؤية
جانبية : ذهب
القذافي الابن الى أن تواصل
الغضب البشعبي سيؤدي الى تفتيت
ليبيا قبليا والى دويلات
متناحرة بعضها اسلامية
كالبيضاء .. من يعرف ليبيا ومدى
التجهيل المتعمد لأبناء ليبيا
يدرك أهمية العزف على أوتار
القبيلة والقذافي وزمرته هم
الذين ظلوا يديرون صراع القبيلة
لحفظ التوازن لصالحهم وشحن
القبائل ضد بعضها البعض مع
تركها عرضة للجهل والفقر والمرض
والقابلية للتناحر الأعمى
جنبنا الله المألات السيئة ،
والعاقل يدرك أن 42 سنة من الحكم
كانت كافية لخلق أمة ليبية
متماسكة تذوب فيها القبلية
البغيضة والنعرات الضيقة
وتتحول مجموع القبائل
والقوميات المكونة للنسيج
الاجتماعي الى وحدات بناء وقوة
بدلا عن الهدم و التطاحن ، ولو
أرادوا ذلك ( لاعدوا له عدة )
ولكن كانت نواياهم وافعالهم
وقوالهم غير ذلك فماذا يجنون
غير نتائج أفعالهم . كما ذهب
القذافي الابن الى تذكير الغرب
الاوربي والامريكي الى خطورة
قيام الاسلاميين بتسلم السلطة
في ليبيا أو احتمال ذلك
أو احتمال قيام دويلات
اسلامية ليبية ,,, نفس النهج
المباركي المصري في تخويف
الغربيين من خطر تسنم الاخوان
المسلمين لسلطة مصر
أو ليس هذه هي العمالة
بعينها .. وعمالة وخيانة من
العيار الثقيل .. ابن الرئيس
يستعدي الغرب والاستعمار على
أبناء شعبه وأبناء جلدته بكل
مكوناتهم العقدية والعرقية
والثقافية ... حاله أشبه بمن سبقه
تتعدد الاشكال والتمثيليات
ولكن المغزي واحد ، وربما لأنه
الخاسر الكبير ,, كان يمني نفسه
بحكم ليبيا مدة ربما تفوق مدة
حكم والده ,,,وتأتي الرياح بما لا
تشتهي سفن القذافي الوالد
والولد والى
مذبلة التأريخ بإذن الله . رؤية
عامة : بنظرة
عامة لكل ما يجري في عالمنا
العربي والاسلامي يزداد اليقين
بضرورة التغيير
، تقود الجماهير رغبتها في
التغيير انطلاقا من قاعدة
قرآنية ( إنّ الله
لا يغير ما بقوم حتى يغيروا
ما بأنفسهم ) التغيير يبدأ من
خلع لباس الخوف
وحمل هم أمة قعدت في قاع المذلة
دهرا ودهرا ودهرا ، ما إن ينقشع
غبار الخوف مصحوبا بصعود أرواح
شهداء الشعوب لرب السماء
حتما سيرحل الطواغيت ويحل
التغيير والحرية والجمال مكان
الطغيان والكبت والقبح الذي عم
عالمنا العربي والاسلامي . هل كتب
علينا العيش في ظل أنظمة لاتعرف
الا القوة والقوة المجردة فقط
والأمن السياسي والقمع
والتنكيل والتشبث بالكرسي حتى
الرمق الأخير من الحياة ، ولو
دنا أجل أحدهم أوسد الأمر الى
قرة عينه سمه ما شئت جمالا أو
بشارا أو سيفا
أو أحمد
ولو انعدم الابن ستجد الأخ
والخال وتطول القائمة وتستمر
معاناة الشعوب العربية !!!
ألا يتعظ الحكام العرب
ويتعلمون من تجارب أوربا
وأمريكا في الحرية
والديمقراطية وتداول الحكم و
السلطة والاقتناع بحق الجميع في
بلدانهم واقاليمهم وفي استنشاق
هواء خال من رائحة البارود
والدماء السائلة انهارا كما
توعد بذلك صبي البسياسة الليبية
القذافي الولد . سؤال
وتساؤلات - هل
تتعظ الكويت وتعطى المواطنين
المساكين المسميين ( البدون )
حقوقهم كاملة في المواطنة
والهوية والأدمية قبل أن تشتعل
النار التي لا تعرف توقفا الا
بحرق البلد ومن فيها وما فيها
؟؟؟ - هل
يجنب على صالح اليمن من عواقب
الحريق القادم ومخاطر الانفصال
والانقسام و مخاطر الحوثية
المتربصين ومخاطر القاعدة التي
اتخذت اليمن مربضا وقاعدة ؟؟؟. -هل
يتعظ بشار سوريا ويمنع تكرار
الأحداث وسيل
الدماء والخسائر المادية
والبشرية وتكفي تجربة حماة
والعقل أرحم . - هل يظن
حكام الخليج رغم ثراء منطقتهم
أنّ خليجهم بعيد عن سيل دعوات
التغيير والخروج ولو من باب
المحاكاة والتقليد؟؟ والبحرين
أمامنا .والسعيد من اتعظ بغيره
والشقي من اتعظ بنفسه . السودان
يحتاج لمعالجات سياسية
واقتصادية عاجلة تمنع اندلاع
الحريق ، رغم أن البشير يتمتع
بثقل جماهيري معدوم عند نظرائه
العرب لكن صبر الناس على ارتفاع
الاسعار والغلاء قليل و عاقبة
الشارع سيئة والسودان لايحتمل
المزيد. والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته ــــــــ *باحث
في الدراسات الاستراتيجية -
السودان ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |