ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 28/02/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

مذكرة أرييه إلداد...الهاذية

عريب الرنتاوي

مأفون آخر أطل علينا برأسه الأيام القليلة الفائتة...إنه أرييه إلداد، هل تذكرون؟

إنه صاحب نظرية "الأردن هو فلسطين"، قرر أن يدخل على الثورة الديمقراطية العربية الكبرى التي انطلقت من تونس ووصلت إلى ليبيبا مرورا بمصر واليمن والبحرين وغيرها من الدول والمجتمعات العربية، من ثار منه ومن ينتظر وما بدّلت تبديلا...أرييه إلداد، أعد مذكرة "الكترونية" يسعى في جمع تواقيع شخصيات عالمية عليها، يطالب فيها القيادة الإردنية بإعلان الأردن دولة ديمقراطية، يتمتع في الفلسطينيون بحقهم في تقرير المصير، تجسيداً لحل دولتين لشعبين: واحدة غرب النهر: إسرائيل والثانية شرقه، الأردن الذي هو فلسطين...دولتين لشعبين، بعد شطب الشعب الثالث في هذه المنطقة: الشعب الأردني.

 

أرييه إلداد، ومن هم على شاكلته من رموز التطرف والعنصرية والعدوان والتوسع الاستعماري، يبحث لمشروعه الكريه عن موطئ قدم في خضم هذا البحر متلاطم الأمواج، من الثورات والانتفاضات...يبحث لمشروعه الأسود عن "فرصة" في هذا العالم المتغير، ويسعى جاهداً في حرف مسار الأحداث والتطورات، علّها تصب القمح صافياً في طاحونة التوسعية الإسرائيلية.

 

لا شك أن هذا "الإلداد" قلق ومتوتر، شأنه في ذلك شأن القيادات السياسية والأمنية والعسكرية في إسرائيل، فهذا "الشرق الأوسط الجديد" الذي ينبثق الآن، لن يظل "صحراء قاحلة"، وإسرائيل لن تظل "واحة الديمقراطية الوحيدة" فيه...الشرق الأوسط الناشئ، الذي هو بلغتنا "الوطن العربي الكبير"، بات ملكاً لشعوبه وأهله، لم يعد مزارع لحكام فاسدين ومتخاذلين، لم يعد وطنا مستباحاً بلا سياج...فقد سيّجه شبانه وشاباته وحصّنوه بأجسادهم الغضة الطرية.

 

هذا "الإلداد" يريد أن يرمي شباك الفتنة، علّنا في الأردن نقع فيها، فننصرف لا لبناء ديمقراطية فلسطينية على حساب الأردن والأردنيين كما زعم، بل للوقوع في مستنقع حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، فالمدعو إلداد ليس مهتماً بمصائر اللاجئين، وكل ما يهمه ويسعى إليه، هو تأمين "المجال الحيوي" لإسرائيل، وإغراق من حولها في دوامة من الصراعات الأهلية وحروب الكانتونات والمعازل.

 

نحن من جهتنا، أردنيين وفلسطينيين، لا شيء لدينا نخافه أو نخشى عليه من الديمقراطية، ونريد لبلادنا أن تمضي على هذا الطريق من دون تردد، ومن يظن أن "الديمقراطية الأردنية" ستخدم المصلحة الإسرائيلية هو واهم حتماً...فالشعب الأردني، من شتى منابته وأصوله متحد في رفضه للتوسعية والعدوانية الإسرائيلية، والهويتان الأردنية والفلسطينية، متحدتان حين يتعلق الأمر بمواجهة التوسع الإسرائيلي، وكل محاولة لصرف قضايا الديمقراطية والهوية والاندماج في غير هذه الوجهة، هي محاولة فاشلة في نهاية المطاف، حتى وإن انطلت على بعض البسطاء أو روّج لها بعض المغرضين....الهويتان الأردنية تكتسبان مضمونها التقدمي والقومي والإنساني من نهوضهما في مواجهة الهوية الإسرائيلية التي تسعى في فرض أجندتها عليهما.

 

لا احد في الأردن يريد أن يكون في خندق المأفون إرييه إلداد أو أن ينخدع بترهاته...ولا أحد في الأردن يمكن أن يدع أحلامه التوسعية المريضة تمر، تحت أية حجة أو ستار...لا أحد منّا سينتكس بمشروعنا للإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي للوراء تحت ضغط ما يبثه هؤلاء العنصريون التوسعيون من سموم وألغام موقوتة...لا أحد سيصغي لهذا الهذيان، فقد استمعنا إلى ما في الكفاية من الهذيان والهلوسات في هذا الأسبوع الليبي الطويل.

 

الرد على إلداد وغيره يكون بالذهاب حتى نهاية المطاف في إنجاز كل ما يزعجه ويزعج من هم على شاكلته من القادة والمسؤولين الإسرائيليين، وأكثر ما أزعج هؤلاء ويزعجهم، هو التحول الديمقراطي العميق الذي تشهده المنطقة، لقد أصابهم مسٌ من الجن خلال الأسابيع القليلة الفائتة، لقد شرعوا في إعادة النظر في كل مسلماتهم التي اطمأنوا إليها خلال العقود الثلاثة الأخيرة، فالنواصل تحولاتنا الديمقراطية، ولنواصل إزعاجهم والتنغيص عليهم...لندفعهم حد الهذيان والهلوسة...أليس هذا ما أصاب أرييه إلداد على أية حال؟!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ