ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
من
أساليب التربية في القرآن
الكريم المقارنة
والاختيار الدكتور
عثمان قدري مكانسي
خلق اللهُ سبحانه الإنسانَ
، وكرّمه على بقيّة المخلوقات
بما حباه من عقل يفكر به ، فينقد
ما يراه ويسمعه ، ويصل إلى
الاختيار الصحيح والقرار
الصائب .
وفي القرآن الكريم عشرات
الآيات ، تضع بين يدي الإنسان
طرقاً مختلفة ، ونتائج كلٍّ
منها ليختار ما يريد بعد
المقارنة بينها ودراستها ـ على
بيّنة وليتحمل نتائج هذا
الاختيار ، إن خيراً فخير ، وإن
شرّاً فشرّ .
ولعلنا في هذا العرض نقف على
عوامل عدة لهذا الأسلوب منها : 1 ـ التنبيه
إلى العمل الصحيح :
فقد ظنّ المشركون في مكة
أنهم حين يسقون الحجيج
ويضيفونهم ويخدمونهم فقد أدّوا
حق الله تعالى . فينبههم القرآن
الكريم إلى خطأ هذا الاعتقاد
وأن العمل الصحيح الذي يرضاه
الله منهم الإيمانُ الحقُّ به ،
وتوحيدُه ، والإيمانُ باليوم
الآخر ، ونشرُ الدين بالجهاد في
سبيل الله . وشتّان بين قوم
يعملون دون أساس العقيدة
وقوم وضعوا نصب أعينهم
الإيمان بالله وحده (( أَجَعَلْتُمْ
سِقَايَةَ الْحَاجِّ
وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ ؟ !!
لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ
اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) ))(1)
.
ـ ضرب الله مثلاً للمؤمن
والكافر ، فالكافر كالأعمى
الماشي على غير هدى وبصيرة
منكساً رأسه لا يرى طريقه ، يخبط
خبط عشواء يتعثر كل ساعة فيخر
على وجهه . -
والمؤمن
سويٌّ صحيح البعد يمشي منتصب
القامة ، يرى طريقه ولا يتعثر في
خطواته .
والكافر يحشر ماشياً على
وجهه إلى دركات الجحيم . -
والمؤمن
يمشي إلى الجنّة سوياً على
الصراط المستقيم (( أَفَمَنْ
يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى
وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ
يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) ؟))(2)
حقاً إن الإيمان نور وثقة يوصل
إلى الهدف المنشود ، ويرشد إلى
الطريق السوي والسبيل الرشيد . 2 ـ التحفيز
إلى اختيار الكمال :
قال تعالى : (( فَإِذَا
قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ
فَاذْكُرُوا اللَّهَ
كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ
أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ
النَّاسِ مَنْ يَقُولُ
رَبَّنَا آَتِنَا فِي
الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي
الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ (200)
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ
رَبَّنَا آَتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا
عَذَابَ
فمن كانت الدنيا همّه رغب أن
تكون منحته في الدنيا خاصة ،
وليس له في الآخرة نصيب ومن طلب
خيرَي الدنيا والآخرة ـ وهو
المؤمن العاقل ـ فقد فاز بسعادة
الدارين ، وله حظ وافر مما عمل
من الخيرات .
ومثلها قوله سبحانه وتعالى : أ
ـ ((
مَنْ
كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ
عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا
نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ب ـ
ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ
جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا
مَذْمُومًا مَدْحُورًا (18) جـ ـ
وَمَنْ أَرَادَ
الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا
سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ د
ـ
فَأُولَئِكَ كَانَ
سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)
))(4)
.
فالذي يريد بعمله الدنيا
فقط ، ولها يسعى ويعمل ،ليس له
همٌّ سواها أعطيناه ما نريد ، لا
ما يريد ، وليس له في الآخرة سوى
جهنّم يدخلها حقيراً مطروداً من
رحمة الله .
أما الذي يسعى إلى النعيم
المقيم ، وعمل له بما يليق من
الطاعات ، وهو مؤمن صادق
الإيمان فقد جمع الخصال الحميدة
من الإخلاص ، والعمل الصالح ،
والإيمان فكان عند الله تعالى
مقبولاً . 3 ـ التحذير
والترغيب :
تعال معي أيها الأخ الحبيب
نلقي نظرة على مشهد من مشاهد يوم
القيامة ، فترى المؤمنين يأخذون
كتب أعمالهم بأيمانهم ، فإذا هم
من السعداء . وترى المجرمين
يأخذون كتب أعمالهم بشمالهم
فإذا هم من الأشقياء ، واسمع ما
يقوله المؤمن السعيد ، وما
يقوله الكافر الشقي واختر ما
تراه مناسباً للإنسان العاقل : أ ـ
(( فَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ
بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ
ـ
هَاؤُمُ اقْرَءُوا
كِتَابِيَهْ (19)
ـ
إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي
مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20)
ـ
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ
رَاضِيَةٍ (21)
ـ
فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22)
ـ
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23)
ـ
كُلُوا
وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا
أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ
الْخَالِيَةِ (24) ب ـ
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ
كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ـ
فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي
لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) ـ
وَلَمْ أَدْرِ مَا
حِسَابِيَهْ (26) ـ
يَا لَيْتَهَا
كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) ـ
مَا أَغْنَى عَنِّي
مَالِيَهْ (28) ـ
هَلَكَ عَنِّي
سُلْطَانِيَهْ (29) ـ
خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30)
ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ))(5)
.
ـ وهذا مشهد آخر شبيه بما
سبقه ، فالأشقياء في جهنّم
مستقرون هناك لهم من شدة كربهم
زفير وشهيق يترددان بشدّة ،
أصواتهم في النار كصوت الحمار ،
أوَّله زفير وآخره شهيق ،
ماكثون فيها على الدوام .
أما السعداء ففي الجنّة
مستقرون فيها لا يخرجون منها
أبداً تنهال عليهم الخيرات
والعطاء دون انقطاع ، قال تعالى
: (( يَوْمَ
يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ
إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ
شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا
فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا
زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)
خَالِدِينَ فِيهَا مَا
دَامَتِ السَّمَوَاتُ
وَالْأَرْضُ
إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ
إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا
يُرِيدُ (107)
وَأَمَّا الَّذِينَ
سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ
خَالِدِينَ فِيهَا مَا
دَامَتِ السَّمَوَاتُ
وَالْأَرْضُ
إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ
عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) ))(6)
. 4 ـ تحديد
العاقبة :
قال تعالى : (( إِنَّ
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي
آَيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ
عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى
فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ
يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ؟!))(7)
بل يا رب من يأتي آمناً يوم
القيامة ، ونعوذ بك أن نكون
وقودَ النار.
ـ وانظر معي إلى
المصير الرائع للسابقين إلى
الإيمان ، الراغبين رضا الرحمن .
فأولهم
السابقون :
(( وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي
جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ))(8)
.
وثانيهم في
الفضل أصحاب اليمين
(( وَأَصْحَابُ
الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ
الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ
مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ
مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ
مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ
مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ
كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ
وَلَا
أما الكفار
فانظر إلى نهايتهم المأساوية
:
(( وَأَصْحَابُ
الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ
الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ
وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ
يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا
كَرِيمٍ (44)
))(10)
.
وفي آخر هذه السورة ((الواقعة))
يجمل القرآن الكريم عاقبة أمر
هذه الفئات الثلاثة : أ
ـ ((
فَأَمَّا
إِنْ كَانَ مِنَ
الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ
وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ
(89) ب ـ
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ
أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90)
فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ
الْيَمِينِ (91) جـ ـ
وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ
الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ
(92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93)
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94)))(11)
فمع مَنْ
تريد أن تكون . . . يا أخي العزيز ؟ 5 ـ تقسيم
الناس :
ـ مرَّ قبل قليل في سورة
الواقعة أنَّ الناس ثلاثة أقسام
:
السابقون : هم
المقرَّبون من الله في أرفع
منازل الجنّة .
أصحاب اليمين : أهل الجنة في
مقام أقلّ من السابقين .
أصحاب الشمال : أهل النار
المشركون والكفار والمنافقون .
ـ وفي سورة فاطر نجد تصنيفاً
لأمة سيدنا محمد عليه الصلاة
والسلام :
(( ثُمَّ
أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ
الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ
عِبَادِنَا أ
ـ فَمِنْهُمْ
ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ ب ـ
وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ جـ ـ
وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ
اللَّهِ
ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ
الْكَبِيرُ (32) ))(12)
.
الظالم لنفسه :
العاصي من رجحت سيئاته على
حسناته .
المقتصد : من استوت سيئاته
وحسناته .
السابق : من رجحت حسناته على
سيئاته .
ـ ولا شك أنك
تريد أن تكون من السابقين
.
ـ وفي سورة الجنّ نجد نوعين
من الناس ، قال تعالى : أ ـ
(( وَأَنَّا
مِنَّا الْمُسْلِمُونَ ب ـ
وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ(13)
أ
ـ فَمَنْ أَسْلَمَ
فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا
رَشَدًا (14)
ب
ـ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ
فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا
(15) ))(14)
. 6 ـ المشاكلة
:
يقول سبحانه وتعالى في سورة
النور مؤكداً أن الكلمة الخبيثة
تخرج من النفس الخبيثة ، وأن
الكلمة الطيبة تخرج من النفس
الطيبة ، وأن الرجل الصالح
يرزقه الله الزوجة الصالحة ،
وأن الخبيث منهم له الخبيثات
منهنّ :
(( الْخَبِيثَاتُ
لِلْخَبِيثِينَ
وَالْخَبِيثُونَ
لِلْخَبِيثَاتِ
وَالطَّيِّبَاتُ
لِلطَّيِّبِينَ
وَالطَّيِّبُونَ
لِلطَّيِّبَاتِ ))(15).
والله سبحانه وتعالى يجعل
نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم
ـ أفضل النساء وأمهات المؤمنين
لأنهن في كنف المصطفى عليه
الصلاة والسلام أفضل الرجال ،
قال تعالى :
(( يَا
نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ
اتَّقَيْتُنَّ ))(16)
. 7 ـ حصر
العلاقات :
فقد حدد الله سبحانه وتعالى
التعامل بين الزوجين في قضية
الطلاق ، فقد كان للرجل أن يطلق
ما شاء دون أن تبين زوجته منه ،
وهذا طلم لها ، فقال موضحاً :
(( الطَّلَاقُ
مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ
بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ
بِإِحْسَانٍ ))(17)
.
أما مصارف الزكاة فهي طرق لا
يمكن تجاوزها وهي ثمانية ، قال
تعالى :
(( إِنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ
وَالْمَسَاكِينِ
وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ
وَفِي
الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ
وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَاِبْنِ السَّبِيلِ ))(18)
. 8 ـ العطف
إلى قدرة الله تعالى :
من قدرنه سبحانه وتعالى أن
يجعل البحار متلاصقة ، متجاورة
بحيث لا يتمازجان على الرغم من
تلاقيهما ، فلكل بحر ماء تختلف
خصائصه عن ماء البحر الآخر .
وكذلك فهو يخرج المياه العذبة
في المياه المالحة ، فلا يغلب
أحدهما على الآخر:
(( وَهُوَ
الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ
هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا
مِلْحٌ أُجَاجٌ
وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا
بَرْزَخًا وَحِجْرًا
مَحْجُورًا (53) ))(19)
.
والله تعالى
المالك لكل شيئ لا رادَّ لقضائه
، ولا معقب لحكمه :
(( لِلَّهِ
مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ أ
ـ
يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ
إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ
يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) ب ـ
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ
ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ج ـ
وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ
عَقِيمًا
إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) ))(20)
.
وفي غزوة بدر أغرى المشركين
بالمسلمين حين صوّرهم أكَلَةَ
جزور والجمل يكفي مئة نفر فقط ،
فكأنما استقل المشركون
المسلمين فهاجموهم معتقدين
سهولة القضاء عليهم .
وبالمقابل صور المشركين
قلائل في أعين المسلمين
فهاجموهم معتقدين سهولة القضاء
عليهم .
وبالمقابل صور المشركين
قلائل في أعين المسلمين كي لا
يهابوا كثرتهم ، فيصمدوا أمامهم
ثم تنقلب الدائرة على المشركين
قال تعالى : (( وَإِذْ
يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ
الْتَقَيْتُمْ فِي
أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا
وَيُقَلِّلُكُمْ فِي
أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ
اللَّهُ أَمْرًا كَانَ
مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ
تُرْجَعُ الْأُمُورُ (44) ))(21)
. 9 ـ ضرب
المثل :
كلمة الإيمان ((لا
إله إلا الله)) كالشجرة
الطيبة أصلها راسخ في الأرض ،
وأغصانها ممتدة نحو السماء ،
تعطي ثمارها بإذن الله وتيسيره
دائماً ، وهذه الثمار العملُ
الصالح يصعد إلى السماء ، فينال
بركته وثوابه في كل وقت . وكلمة
الكفر الخبيثة كشجرة الحنظل
الخبيثة الخبيثة ، اسؤصلت من
جذورها واقتلعت من الأرض لعدم
ثبات أصلها ، لا خير فيها ، فلا
يقبل عمل الكافر مهما عمل ، لأن
عمله ليس له أساس :
(( أَلَمْ
تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ
مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا
فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي
أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ
بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ
اللَّهُ الْأَمْثَالَ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَذَكَّرُونَ (25)
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ
خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ
خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ
فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا
مِنْ قَرَارٍ (26) ))(22)
.
والمسلم مع هذا يفكّر
ويتدبّر ويحسب لكل أمرٍ حسابه ،
ولا يعمل إلا ما يدخله الجنّة
ويبعده عن النار . . ويختار آخرته
لأن فيها رضى الله تعالى . نسأل
الله حسن الختام والبعد عن
الزلل . . إنه سميع مجيب الدعاء . (1)
سورة
التوبة ، الآية : 19 . (2)
سورة
الملك ، الآية : 22 . (3)
سورة
البقرة ، الآيتان : 200 ، 201 . (4)
سورة
الإسراء ، الآيتان : 18 ، 19 . (5)
سورة
الحاقة ، الآيات : 19 ـ 31 . (6)
سورة هود
، الآيات : 105 ـ 108 . (7)
سورة
الصافات ، الآية : 40 . (8)
سورة
الواقعة ، الآيات : 10 ـ 12 . (9)
سورة
الواقعة ، الآيات : 27 ـ 33 . (10)
سورة الواقعة
، الآيات : 41 ـ 44 . (11)
سورة الواقعة
، الآيتان : 88 ـ 94 . (12)
سورة فاطر ،
الآية : 32 . (13)
القاسطون :
الكافرون الجائرون عن الحق . (14)
سورة الجن ،
الآيتان : 14 ، 15 . (15)
سورة النور ،
الآية : 26 . (16)
سورة الأحزاب
، الآية : 32 . (17)
سورة البقرة
، الآية : 229 . (18)
سورة التوبة
، الآية : 60 . (19)
سورة الفرقان
، الآية : 53 . (20)
سورة الشورى
، الآيتان : 49 ، 50 . (21)
سورة الأنفال
، الآية : 44 . (22)
سور إبراهيم
، الآيات : 24 ـ 26 . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |